|
الدكتور العبادي أحفظ دماء ولد الخايبة
احمد حسن العطية
الحوار المتمدن-العدد: 4812 - 2015 / 5 / 20 - 02:42
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
يعتمد العالم اليوم وخصوصا الدول الاستعمارية والتوسعية أو التي تحترم شعوبها على مبدأ حديث نسبيا في حروبها ضد أعدائها ويتمثل بمبدأ الحروب بالوكالة وملخصه لا يخفى على احد وهو أن تجد من يحارب عنها ويضحي بالمال والرجال لكي ينفذ ما تريده سياستها بحيث إن شر الحرب وويلاتها يكون ابعد ما يكون على أن يطال سياستها أو يهدد وجودها لما للحرب من تأثير سيء على البلدان والشعوب ، وتعتمد الدول لتطبيق هذا العمل على دعم الأطراف التي تحارب مكانها بالمال والسلاح والأمثلة على ذلك كثيرة فالخليج العربي يعتمد على الولايات المتحدة في حروبه مقابل الدعم المادي وما تحرير الكويت من النظام العراقي السابق إلا صورة واضحة عن الحروب بالوكالة تحت مسميات مختلفة بعيدة عن الحقيقة ، بل ونستطيع القول إن النظام العراقي السابق كان يحارب إيران لثمان سنوات بالوكالة عن دول الخليج العربي التي كانت تَمُد الحرب بالمال والسلاح ، وكانت نتيجتها إن العراق وشعبه ( إنهجم وطاح حظ الشعب ) ودول الخليج الراعية للحرب العراقية الإيرانية تتطور يوميا ، ونستطيع أن نسوق مثالا آخر على الحروب بالوكالة يتمثل في حرب المتطرفين الإسلاميين بكل أنواعهم شيعة ممثلة بحزب الله والفصائل المدعومة من إيران ومليشيا الحشد الشعبي العراقية الموالية لولاية الفقيه الإيرانية ضد سنة متشددين ممثلة بالقاعدة وداعش مدعومة من دولة الخلافة العثمانية ومن كل الأنظمة التي تعتمد التشدد كمنطلق لها ، والغريب والمضحك إن الطرفين يتحاربون فيما بينهم على حدود إسرائيل التي تتفرج وتضحك على الجميع . العقلية العراقية بشكل خاص والعربية بشكل عام تعتقد بنظرية المؤامرة ، فالجميع يتصور إن هناك مؤامرة تقودها الماسونية العالمية والحكومة الخفية التي تُحرك العالم بالطريقة التي تريد على الشعب العراقي وعلى الدين الإسلامي بل ويتعدى الأمر إلى مؤامرة على الشيعة في العراق باعتبارهم من أتباع المُخلص ( المهدي ) الذي يملئ الأرض عدلا وقسطا بعد أن ملئت ظلما وجورا فور ظهوره وان الذين يناصرونه ويقاتلون معه هم شيعة أهل البيت ، لذلك فاليهود والاستكبار العالمي يستهدفون الشيعة لأنهم أتباع المهدي فأنتجت العقلية الشريرة اليهودية الماسونية والاستكبارية ( داعش ) للقضاء على الشيعة ، والسنة يتصورون إنهم الطريق الحق وإنهم مستهدفون من اليهود والاستعمار لأنهم ورثة السلف الصالح الذين فتحوا بيت المقدس لذلك تم إنتاج الفكر الشيعي بمؤامرة صفوية إسرائيلية ماسونية للوقوف ضد السنة وتدميرهم ومنعهم من تحرير بيت المقدس . من كل هذه التراكمات في العقلية العراقية وللظروف التي يمر بها العراق في ظل داعش والحرب عليها والموت اليومي لشباب العراق بحيث إن الشباب العراقي سينقرض إذا بقي الحال على ما هو عليه ، ومن هنا صار لزاما على الجميع أن يفكر في حلول لمشكلة العراق الرئيسية المتمثلة بداعش ، ومن هنا تفتقت عقليتي الساذجة البعيدة عن السياسة عن رأي أتمنى أن يصل إلى حكومتنا التي عجزت عن وضع حد لتمدد داعش التي استباحت ارض العراق ودماء شعبه وعاثت فسادا في عراق الحضارات : نقترح على حكومتنا الرشيدة التعاقد مع شركة ( بلاك ووتر ) ( academi ) وهي شركة خدمات أمنية وعسكرية أمريكية يتميز مقاتليها بالشراسة الشديدة والحزم والحسم في المعارك وقد تعرضت الشركة ومرتزقتها إلى الانتقاد الشديد للأعمال الإجرامية والانتهاكات التي قام بها منتسبو الشركة في العراق حيث كانت الإدارة الأمريكية تعتمد عليهم كثيرا في حسم الصراعات التي تظهر على الساحة العراقية كما اعتمدت عليها في تأمين الحماية للمنطقة الخضراء وللشخصيات السياسية الأمريكية المتواجدة على ارض العراق ، إلا إن موقف الشركة في العراق اهتز بعد حادثة ساحة الطيران التي راح ضحيتها المدنيين العراقيين وبعد نشر كتاب ( مرتزقة بلاك ووتر ...جيش بوش الخفي ) . صرح جاري جاكسون ( jury Jackson ) مدير الشركة أن شركته قد تعاقدت مع حكومات أجنبية مسلمة لتقديم خدمات أمنية بموافقة حكومة الولايات المتحدة في إشارة إلى العقود التي وقعتها الشركة مع الإمارات العربية من طرف ولي عهد أبو ظبي الشيخ محمد ابن زايد آل نهيان لتشكيل قوة سرية من المرتزقة مؤلفة من 800 عنصر أجنبي للقيام بمهام خاصة داخل الإمارات وخارجها وحماية أنابيب النفط ، وناطحات السحاب ، ومساعدة الإمارات لأي تهديد خارجي أو داخلي ، كما ويمكن استعماله في تنفيذ مهمات خاصة في مياه الخليج المتنازع عليها ، وهذا الخبر أوردته صحيفة ( نيويورك تايمز ) . البرنامج التدريبي لشركة بلاك ووتر غاية في التطور فالعقد الذي وقعته الشركة مع الإمارات العربية يتضمن التدريب على قتال الشوارع ، وعمليات القنص ،تكتيكات اقتحام المدن ،وتقنيات التموين المادي والفني للكتيبة العسكرية ، كما وتعتمد الشركة أحدث العلوم العسكرية وتستخدم احدث المعدات العسكرية ، بالإضافة إلى الأسلحة التقليدية ، هليكوبتر ،العربات المدرعة ،الزوارق الصغيرة ، وسائل الاتصال المتطورة ومعدات التشويش . شركة بلاك ووتر تعاقدت مؤخرا مع الحكومة الأوكرانية لتدريب كتيبة أوكرانية على قتال الشوارع بناء على طلب هيئة الأركان الأوكرانية مما سبب أزمة مع روسيا التي اعتبرت إن تواجد شركة بلاك ووتر على مقربة من أراضيها يهدد الأمن القومي الروسي . العراق بلد غني وبدون أدنى شك والتعاقد مع هكذا نوع من الشركات متاح وميسور وبالإمكان تغطية نفقاته بسهولة ويسر ، كما إن هكذا تعاقد يحفظ دماء العراقيين من ولد الخايبة ويقلل من الفساد الذي يعتمده الهتلية من قيادات الجيش العراقي المهزوم ( بالهورنات ) ، ويحد من ظاهرة الفضائيين التي لازالت منتشرة في صفوف الجيش العراقي ، وبالإمكان الاعتماد على تخصيصات المحافظات التي تسيطر عليها داعش لتمويل العقود مع بلاك ووتر ، والاهم من كل هذا أن لا احد يستطيع أن يتهم الحكومة بالطائفية فجيش بلاك ووتر ليس شيعي أو سني ولا علاقة له بفتوى جهاد كفائي أو يتبع ولاية الفقيه أو فقهاء الفكر الوهابي المتطرف . احقنوا دماء المساكين فكلهم ابناء وازواج واباء .
#احمد_حسن_العطية (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
حجَنجَلي بَجَنجَلي ، قَسموا الشعب كما يلي
-
بين العميد الركن احمد عسيري وضباط الدمج
-
موسوعة السرابيت ، 5 / الربيعي والأمن القومي لدولة السرابيت
-
وزارة الكحاب والكواويد
-
وضِعنا وضِعنا ،وطحنا بناس ما تعرف وضعنا
-
بارودنَا عند العَجَم ، وِرِصاصنَا هَسه يِجي
-
طركاعة إلا تقسيم
-
وزارة المُطيرجية
-
موسوعة السرابيت ، 4 / الاعرجي ( إذا الغراب ناطورج ، عرفنا شك
...
-
موسوعة السرابيت ، 3/ المطلك (إَظفِر رِجل ما بيه نَفع )
-
موسوعة السرابيت في العراق ،عقلية السرابيت النووية
-
حينما تعانق أبو حنيفة مع موسى الكاظم في فكة طيور حمر
-
دعوة لإنشاء موسوعة السرابيت والهتلية والفاسدين في العراق
-
السيد الجعفري ودان براون
-
بين القيادة والقوادة ، مابين القائد والقواد
-
زهرة من حي الزهور في الموصل
-
نكتة
-
بنطرون حيدر العبادي بين صيادي ( الصكور ) الصقور والباحثين عن
...
-
مرهونة الخبزة إلا بصفكة
-
بين هيروشيما والعمارة ، هنيئا لاهل العمارة العز الذي هم فيه
المزيد.....
-
الديمقراطية وتعاطي الحركات الإسلامية معها
-
فرنسا: الشرطة تداهم معهدا لدراسات الشريعة في إطار تحقيق للاش
...
-
نشطاء يهود يقتحمون مبنى البرلمان الكندي مطالبين بمنع إرسال ا
...
-
بيان جماعة علماء العراق بشأن موقف أهل السنة ضد التكفيريين
-
حماة: مدينة النواعير التي دارت على دواليبها صراعات الجماعات
...
-
استطلاع رأي -مفاجىء- عن موقف الشبان اليهود بالخارج من حماس
-
ولايات ألمانية يحكمها التحالف المسيحي تطالب بتشديد سياسة الل
...
-
هل يوجد تنوير إسلامي؟
-
كاتس يلغي مذكرة -اعتقال إدارية- بحق يهودي
-
نائب المرشد الأعلى الإيراني خامنئي يصل موسكو
المزيد.....
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
المزيد.....
|