|
أكذوبة سهم كيوبيد
مايكل فارس
الحوار المتمدن-العدد: 4812 - 2015 / 5 / 20 - 02:37
المحور:
سيرة ذاتية
طوبى لكى أيتها النفس التى تحملت..ومجداً لك أيها العقل الذى احتوى وحمى...حاربتما ظل الموت ونزلتما الهاوية....نال الزمن منكما ما نال....ولازلتما تتنفسان نسيم...الحرية..أيها المزيج الذى اندمج ..يامن تعهدتما سوياً السير معا فى السراء والضراء.
أسطورة سهم كيوبيد..."الحب من أول نظرة"... وفق الميثولوجيا الرومانية فـ"كيوبيد" هو ابن الإلهة فينوس وقد أشتهر دائما بحمله للسهم وبكونه طفل، كان كيوبيد شديد الجمال، وكان سهمه يصيب البشر فيسبب وقوعهم في الحب، كان غالبا يصور كطفل صغير في هيئة ملاك بجناحين ومعه سهم الحب. وأحيانا كان يصور أعمى كرمز علي أن الحب أعمى ولا نختار من نحب.
الحب "طاقة تتجسد" ليس حكرا على أحد، فالطاقة لا تفنى يمكن أن تتوجه وتتجسد مرات ومرات ستزول حينما تفارقك روحك، الأهم هو إدراك أنها طاقة وليس شئ ينتهى ويفنى مع مرور الوقت، فالحب" طاقة متجسدة" ماذا لو سرت الكهرباء عبر سلك ما، وحدث ماس كهربائى لسبب أو أخر أدى بموجبه تعطيل ذاك السلك، أليس من العبث أن نعتقد أن الكهرباء انتهت ولن تتجسد فى أسلاك أخرى...ياصديقى سلكك القديم متهالك أو انتهى، أدرك ذلك لتجسد طاقتك عبر أسلاك أخرى، فنظرتك لحبك الأول وكأنه الأبدى هى نظرة شخص يرى هاتفه الجوال فى شاحن الكهرباء وفى حال تعطل الشاحن يظن أن هاتفه لن يشحن بأي شاحن أخر..." نظرة تنم عن جنون" فهناك مئات الشواحن لهاتفك ياصديقى..زوال الشاحن لا يعنى فناء هاتفك، ستجد شاحنك الآخر أيضا.
يا من تتذكر رفيقة مخيلتلك، ويا من تتذكرى الآن حبيبك الذى رحل، سؤالى لكما، ما قوة لهيب النار أمام المياة؟ ..أليس كل منهم قوة جبارة...أيتها النار لا سلطان لكى هنا فى حضور المياة...أنتى عدوة..وميزاتك عيوب يجب إطفاءها، لا يجتمعان...وقطعا عهداً أن يتباعدان ليحافظ كل منهما على قوته...أو بالأحرى مميزاته التى لن تكتمل مع أخره أو" شخصيته التاريخيه" التى شكلت وجدانه لسنوات، فالنار للنار، والمياة للمياة، وما سواء ذلك عبث...لن يجتمع" الضد" معاً.
ما السر فى الاعتقاد أن" الحب الأول..من أول نظرة" هو الباق الأزلى الأبدى السرمدى؟ هل هو اعتقاد ماسوشى للنفس التى تتلذذ بالألم ، النفس التى لم تفيق بعد؟ ، ستنهض بعد أن يصفع الزمن والتجربة وجه ملامحها بالألم الأسود القاحل، إنه الوقت ..كم من الوقت الذى سيستغرقه الإنسان لينهض من كبوته وأسطورته التى أمن بها، ليعلن انتهاء تلك الأسطورة بقناعة جديدة، رياح الحنين تهب وزعابيب الأشتياق تلهس وراء الذاكرة...لا مجيب، فقد احتلت جيوش اليأس والألم والخوف من المستقبل وفقدان الرجاء أرض النفس لتعيد تشكليها من جديد بعد لذة "الالتصاق الروحى"، ومن ذا الذى سيدافع عنها أمام جيوش سوداء زاحفة قطعت عهدا على تدميرا..إنه"العقل" ذاك الذى ظل حارسا أمينا على النفس التى التصق بها ليعلن شعاره.." وليعلم القاصى والدانى أن للنفس عقلاً يحميها ساهراً عليها لا ولن يسمح بسقوطها وإن ضعفت سيظل حارسا أمينا للدفاع عنها".
الأسطورة تقول أنه عندما تقع عينيك لأول مرة على الشخص " الحبيب" ينغمر وجدانك وتعتقد إنه الحبيب المنتظر ، هبه الله من السماء، العطاء المطلق من مانح الحياة لك، هذا الإله الذى وهبك نسيم الحياة ها هو يهبك نسيم الحب، حقا لقد ظلمت الإله، فأنت من رأيت واعتقدت وفسرت وحللت ووراء "نظرة" ارتميت، إنه الاحتكاك الأول للنفس البشرية بمرآة عاكسة عكست مشاعرك تجاه الحبيب، ها هى المشاعر النقية تخرج لأول مرة من محبسها الدفين المحاط بسياج ..خرجت لتتحرر وتتجه إليه.
ويبقى السؤال.."ماذا حدث؟" أكنت راغباً فى الحب أم أن هناك صورة ما فى مخيلتك فإذ بها تنعكس على من نظرت له واعتقدت إنه..."المنتظر" ، هل فى ذلك الشخص شيئاً ما لبى مشاعرك الدفينة، أو توقعاتك الغير معلنة؟ - لذاتك حتى فى بعض الأحيان- بماذا شعرت فى تلك النظرة العفوية التى غيرت مجرى تاريخك ؟ أتوقف قلبك عن الخفقان للحظات ليعود بعدها مجدداً نقياً وكأنه تظهر بماء الحب؟ والسؤال الأهم..ماذا لو انكسرت المرآة التى تعكس مشاعرك؟ برفض الحبيب نظرتك الأولى وسهم كيوبيد الخاص بك، أو تقبله ولسبب ما قرر الرحيل ؟ ...ماذا بعد رحيل المرآة العاكسة لأحلامك العاطفية" أتظن أنه لا مرايا على الأرض تعكس أحلامك وعاطفتك؟ أم ستظل حبيس مرآة مكسورة وتظن خطأ أن الإله لم يصنع إلا تلك المرآة؟!!!
ياصغيرتى...يامن تقرأى تلك السطور وتذكرتى ملامحه، نعم هو ذاك الذى أسرك يوما ما، ياصديقى يا من تراها مرآة نقاؤك....لقد رحلوا، ألم يحن الوقت للنهوض، ولفظ أسطورة" كيوبيد" ألم تأت الساعة لنقول لسياط الماضى كفى عبثاً بنا؟..حطموا الأسطورة ، الإله الباطل الذى عبدتموه مات موتا بلا بعث...يامن تقرأ تلك السطور..تذكر أن كاتبها أمن يوما ما بتلك الأسطورة قرابة إثنتى عشر عاماً ليكشف أنه عبد إلهاً باطلاً ، إلهاً لا يستجيب هو إله فى مخيلته فقط .....يُتبع
#مايكل_فارس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
شمس الرحيل
-
الخبرة الحياتية (1)
-
-القرار المُسبق- و - الانعِكاس التلقائي -
-
C.O.D. 1
-
عام الحديد والدم
-
ألإنسان الدواء
-
صِرَاع -اللا نِهَايَات-
-
يحيا القاتل مع المقتول
-
حبي كزيت الميرون
-
لحظات القوة والضعف
-
الانسان الدولة- الجزء الثاني
-
الآمبراطور المَلعُون... يَتَنفَس
-
ملحَمة اللحَظات الأمهَات والأَسوَدُ الضِد
-
مايكل فارس
-
أماني الوشاحي المتحدثة الإعلامية باسم أمازيغ مصر في حوار جري
...
المزيد.....
-
إسرائيل: اعتراض صاروخ أطلق من اليمن قبل اختراق المجال الجوي
...
-
الدوري الإنكليزي: ليفربول يتفوق بثلاثية على ليستر سيتي ومانش
...
-
تونس: هجوم بسكين على عنصر أمن نفذه شقيق مشتبه به في قضايا إر
...
-
مقتل عنصري أمن في اشتباكات بحمص بين إدارة العمليات العسكرية
...
-
نتنياهو يضع عقبة جديدة أمام التوصل لصفقة تبادل للأسرى
-
زلزال عنيف يضرب جزيرة هونشو اليابانية
-
موزمبيق.. هروب آلاف السجناء وسط أعمال عنف
-
الحوثيون يصدرون بيانا عن الغارات الإسرائيلية: -لن تمر دون عق
...
-
البيت الأبيض يتألق باحتفالات عيد الميلاد لعام 2024
-
مصرع 6 أشخاص من عائلة مصرية في حريق شب بمنزلهم في الجيزة
المزيد.....
-
سيرة القيد والقلم
/ نبهان خريشة
-
سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن
/ خطاب عمران الضامن
-
على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم
/ سعيد العليمى
-
الجاسوسية بنكهة مغربية
/ جدو جبريل
-
رواية سيدي قنصل بابل
/ نبيل نوري لگزار موحان
-
الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة
/ أيمن زهري
-
يوميات الحرب والحب والخوف
/ حسين علي الحمداني
-
ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية
/ جورج كتن
-
بصراحة.. لا غير..
/ وديع العبيدي
-
تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون
/ سعيد العليمى
المزيد.....
|