أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - الطيب عبد السلام - تثوير الليبرالية














المزيد.....

تثوير الليبرالية


الطيب عبد السلام
باحث و إعلامي

(Altaib Abdsalam)


الحوار المتمدن-العدد: 4812 - 2015 / 5 / 20 - 01:13
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


هل قيم الليبرالية من عدالة اجتماعية و حماية لحقوق الاقليات الدينية و الجنسية "المثليين" و المساواة المطلقة بين الرجل و المرأة و حرية الفكر و الاعتقاد و تشجيع المبادرات الفردية تحتاج الى صناديق الانتخاب او حتى الى الديموقراطية؟؟
في ظني ان الديموقراطية نفسها هي مرحلة نهائية من مراحل الرقي و التطور المجتمعي و الحزبي اذ لا يصح باية حال ان نصف ما جرى عقب انتفاضتي ابريل و اكتوبر انها افضت الى حالة ديموقراطية حقيقية.
فالحديث عن ديموقراطية في ظل وجود احزاب تستند الى طوائف دينية في حشد مؤيديها لصالح مصالح قادة تلك الجماعات الدينية التي تسمي نفسها احزابا سياسية انما هو حديث مبتور و لايصح وصفه بأنه سلوك ديموقراطي.
أن اوروبا لم تصل الى ديموقراطياتها الحديثة التي نراها اليوم " 1945-2014" الا بعد ثلاث قرون طوال من الانتصار النهائي على تدخل الكنيسة و طوائفها الدينية في السياسة.
و على الرغم انه طيلة هذه الثلاث قرون تعرض المشروع الاوروبي الذي نقتدي في تحليل حالتنا التاريخية الماثلة لمجموعة من محاولات الاختطاف و الراديكالية حينما سيطرت بعض الاحزاب القومية الراديكالية على سدة الحكم بها و كبدت البشرية خسائر فادحة الا ان اقتلاع المشروع الديموقراطي الاوروبي قد فشل تماما لأنه لم يأتي بين ليلة و ضحاها بل جاء عقب ثورات مجتمعية عاصفة هزت اركان العقائد و الثوابت.
لو ان تلك الثورات المجتمعية في وقتها تعاملت بعقلية "اسمع وجهة نظري الراديكالية لو سمحت" لكانت اوروبا حائرة حتى اليوم حول قضية "هل الشمس تدور حول الارض ام العكس" كما نحن مشغولون اليوم ب قضية "النقاب فريضة او سنة".
أن لحظة الثورة هي لحظة عاصفة و مجنونة لأن ما ينتج عنها هو تحول بعيد المدى في كافة جوانب الحياة و لقد رأينا النتائج التي حققتها الثورات الليبرالية في مجتمعات مثل تركيا و تونس من رقي مجتمعي و حالة حضارية متقدمة مقارنة بالدول التي تشاركهما الدين و اللغة.
أن الديموقراطية على اية حال هي مرحلة لاحقة و ليست سابقة!! بل انها نفسها ليست مقترح مقدس نعبده دون المصلحة الحقيقية للبشرية!! بل ان البشرية اولا و من ثم الديموقراطية.
فقبل حدوث الديموقراطية لا بد من تملك ادواتها المتمثلة في الوعي الجماعي العقلاني غير الخاضع للابتزاز الديني او القومي او العرقي!! بل الوعي الحر النير الذي يجعل من عملية الاختيار اكثر حكمة و نضجا.
يقول الحبيب بورقيبة ابو الحداثة التونسية " لن انتظر ديموقراطية من شعب مخدوع بالثقافة الذكورية من الدين لأحرر المرأة" هذا التعبير البورقيبي العميق يدل بصورة جوهرية ان هنالك مبادئ و ثوابت اساسية ما لم يتيقنها الشعب فلا معنى لديموقراطية او شرعية.

في ظني ان مرحلة التنوير ستحتاج الى وقت طويل و الى ديكتاتور عقلاني وصي ينتقل بالمجتمع انتقالات سريعه في مجال التعليم و الثقافة و الاهم حياته الاقتصادية بما يحقق رفاهه و بالتالي يستطيع الثقة في انه بنى دولة ستعض على حداثتها بالنواجز!
في بريطانيا ما يحمي الدولة و مؤسساتها ليست قوة السلاح بل قوة التعليم التي تنتج اجيالا مؤمنه بالحداثة و ابعد عن الدين و الخرافة فهم ركيزة ديمومة الدولة و استمرارها و هذا ما يبرر لدولة كبريطانيا ان يكون المعلم و التعليم كبير اهتمامها و محل صرفها و انفاقها.

أنني لا ادافع عن الديكتاتورية و لكنني اقول بأن الاستنارة مقدمة على الديموقراطية وأن الديكتاتور المستنير افضل بالف مرة من ديموقراطيات "صوتك يدخلك الجنة".
أن خلاص هذه البلاد لهو الثورة الليبرالية الشاملة في مجال الثقافة و الاقتصاد و التعليم و اللغة
لأن قيام الليبرالية البرامجية في دول كدول العالم الثالث لهو امر مرهق و باهظ!! ثم أن الليبرالية البرامجية ما هي الا ترتيب داخلي لمراحل الثورة الليبرالية الشاملة و تقنين لها حينما تمر مراحل الثورة الليبرالية و تحقق اقتصاد الوفرة و بالتالي مجتمع الرفاه.
على الليبرالية ان تصادم و تخلق مكانا محترماً لها لا ان تنتظر مسيحها كما حدث بتوفيق نادر في تركيا و تونس وأن كنت احبذ هذين النموذجين و اؤمن تماما بالليبرالية الاتاتوركية الحاسمه اكثر من ايماني بليبراليات "الضل البارد" المنتشرة في المنطقة.

بعد حدوث الانقلاب الكامل في المجتمع و مفاهيمه يمكننا لحظتها ان نتحدث بسعة صدر عن الديموقراطية و قيام احزاب ربما دينية متحضرة تمهيداً للعبور نحو مرحلة ما بعد الحداثة التي بدأت انسامها تهب من دول كالمانيا و تركيا و تونس.
لكن مالم تحدث القطيعة الابستيمية المطلقة مع الماضي في مرحلة الحداثة فأنه من الصعب ان نتحدث عن ما بعد حداثة و عودة احزاب الامس المجرمة بجلباب نظيف من دون حدوث تغير داخلي عميق في افكارها الميكافيلية و من دون ان يموت الذئب تحت جلدها.
في ختام هذا المقال الح و بشدة على ان الديموقراطية ليست اصيلة بقدر اصالة عناصر وجودها
و ديمومتها من استنارة و حضارة.



#الطيب_عبد_السلام (هاشتاغ)       Altaib_Abdsalam#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المرأة و عبودية المنزل
- ليبرالية العقل و ليبرالية النقل
- الاطروحة الحضارية للتقنية
- عيد العمال و ليس عيد الشيوعين
- هتلر الصحراء
- محاولة النفاذ من عنق النص
- على من اُنزلتِ الديموقراطية ؟؟؟
- على من ازلت الديموقراطية ؟؟؟
- في نقد الليبرالية
- مقاربة بين الالحأد و التصوف...
- فض الاشتباك بين الدين و الاحلاق
- مافيا ام مسلمون ؟؟؟
- في التخفيف عن هبرماس
- الاسلام و اليهودية....التوائم الاعداء
- الشيطان في الاسلام -دراسة تحليلية-.
- قتلتك الكيمياء و ليس الله
- هتك المقدس...مقال في بشرية القرأن.
- يا الله تذكرني....
- محمد في عيادة سيجموند فرويد
- لماذا نتخيل الله رجلا


المزيد.....




- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
- إيهود باراك يفصح عما سيحدث لنتنياهو فور توقف الحرب على غزة
- “ألف مبروك للحجاج”.. نتائج أسماء الفائزين بقرعة الحج 2025 في ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - الطيب عبد السلام - تثوير الليبرالية