أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - محمود الزهيري - الإرهاب هو الوجه الآخر للفساد !!














المزيد.....

الإرهاب هو الوجه الآخر للفساد !!


محمود الزهيري

الحوار المتمدن-العدد: 4811 - 2015 / 5 / 19 - 22:14
المحور: المجتمع المدني
    



الإرهاب الديني ليس وحده هو المعامل الرئيس فيما آلت إليه أحوالنا من مآسي وجرائم صارت تعاصرنا وكأنها من الأقارب والأصدقاء , ولأن الإرهاب صنيعة سياسية للفساد السياسي , وإن صح القول يكون الإرهاب هو الوجه المكمل للعملة الملعونة بوجهها الآخر, الا وهو الفساد , وإذا كان للإرهاب صور ووجوه عديده فإنها تتنوع بتنوع صور الفساد .
ولأن الفساد يرتقي بأصحاب العاهات العقلية والأخلاقية ومعدومي المواهب والخبرات والثقافات ليضعهم في أماكن غير أماكنهم الطبيعية , مما يحدث معه خلل في الجهاز الإداري لدولة من الدول ويؤدي بالتالي إلي تراكمات من الجهل والتخلف والإهمال العمدي مما يسرع بسقوط نظام من الأنظمة أو دولة من الدولة في براثن دول استعمارية تتقوي بنظريات السلب والنهب علي حساب ثروات دولة من الدول , أو تكون عصابة سياسة أو دينية علي السواء .
ولأن مايؤدي إلي تعاظم دور الفساد هو تعيين أهل الموالاة واستبعاد أهل الخبرة والمعرفة والدراية , وهذا يعود بالحتم إلي تقريب أهل الجماعة أو المذهب أو الطائفة , أو الجهة الجغرافية , وهذا منقوص من حساب الخبرة والمعرفة والدراية بالسياسة وتسيير شئون وأحوال الدولة والمجتمع .
ليس غريباً أن يتم توريث الوظائف كما هو الحال في توريث الحكم والسلطة , فأحيانا هناك بعض الوظائف تمثل في حد ذاتها السلطة الكاملة بتشابكها مع باقي السلطات , وهذا يتم في إطار منظومات الدول المركزية التي تعتاش علي أسباب وجودها واستمراها علي جناحي الأمن والدين , وخلفهما جدارية صماء صامتة تسمي الوطن , ليتم الإتجار بمفهوم الوطن والدين للإبتعاد عن القضايا الحياتية والمصيرية التي تهم وتشغل بال المواطنين أنفسهم !
تتبدي جريمة توريث الوظائف في أجهزة العديد من الدول التي تحكم بالجينات الوراثية أو تحكم بمنظومة الموالاة , ممثلة في الجيش والشرطة والقضاء والسلك الديبلوماسي , بجانب الأجهزة السيادية كاملة , ليتعدي الأمر إلي كافة الوزارات والهيئات والمؤسسات الحكومية , وصار الأمر ليس غريباً حينما تجد الاب وإبنه او إبنته أو الأم وإبنها أو إبنتها يعملان في مكِان واحد بلا أدني حرج أو خجل من المحرومين من المواطنة والمساواة في المواطنة وتكافوء الفرص , ونلاحظ ذلك في أماكن عديدة كوزارة العدل أو وزارة التعليم العالي والبترول والخارجية , ليطول الأمر كافة الدوائر الوظيفية عامة !
حينما يقوي الفساد وتقوي أزرعته وتتسع دوائره فحتماً علي الجانب الآخر الموازي تتسع دوائر التطرف والعنف والإرهاب , لأن الفساد يٌنتج جرائم البطالة والعشوائيات والعنوسة والفقر ومسلسلات المرض التي لاتنتهي , ثم تذداد معدلات الجرائم الجنائية , بالتوازي كذلك مع معدلات جرائم التطرف والعنف والإرهاب , وهذا مرجعه إلي الفساد ودوائره المتسعة .
وإلي هنا نوجه الأنظار ونشد الإنتباه إلي خطورة الفساد في البدء , ومن ثم فإن علاج منظومة الفساد بإصلاحها أو تغييرها وتبديلها بمنظومة أخري قائمة علي المواطنة والمساواة في المواطنة وتكافوء الفرص , لتستقيم الدولة والمجتمع علي أسس العدالة الإجتماعية , ليقوي الإنتماء , وتنمحي مفاهيم الغربة أو الإغتراب داخل إطار الوطن , حال كون علاج الفساد يتم بقرار سياسي مستند علي نصوص قانونية محتمية بنصوص وقواعد وأحكام دستور حامي للدولة والمجتمع , وتفعيل القوانين بلا استثناءات أو وساطات ورشي سياسية أو اجتماعية أو مالية أوحتي رشي جنسية حسبما يستهوي بعض المسؤلين الفاسدين , وهذا ليس بالأمر الصعب أو المستحيل إذا قررنا مجابهة التطرف والعنف والإرهاب , فحتماً لابد من مجابهة الفساد !
وليظل الإرهاب هو الوجه الآخر للفساد والإستبداد والطغيان !



#محمود_الزهيري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عن تصريح رئيس محكمة الجنايات , وضرورة المؤتمر الشعبي العام ! ...
- حالة تصوف فلسفي
- غياب مفهوم العدالة
- مع نيتشة :لسنا شياطين .. ولن نكون ملائكة !
- الفرار من العبودية : المستشار فؤاد راشد .. وموقف وطني رائع ! ...
- عن الأطفال الأحداث :ضرورة تغيير السياسات الأمنية ..*
- من نتائج عاصفة الحزم : مجرد رؤية !!
- مجرد رؤية : ماذا بعدعاصفة الحزم ؟!
- من حفل عُرس الشهيد محمد جمال الأكشر : مشتهر ضد الإرهاب !!
- قرابين الآلهة
- عن الآلهة التي تبتهج لمشاهد الذبح والدم والحرق : إلهنا ليس ك ...
- عن الآلهة التي تكره الرسم والنحت والموسيقي والغناء .. إلهنا ...
- عن الولايات المتحدة الأمريكية راعية مملكة الشر .. تأصيل الإر ...
- أزمة لائحة العداءات .. والوجه الآخر للعملة الرديئة !!
- ثورة يناير2011 : جدل التفسير وجدلية التأويل !!
- معاذ الكساسبة الرمز .. أنت من انتصر علي قاتليه !!
- بعث حياة
- كوباني
- هل تعرفني قريتي؟.. **
- اخترتك وطني !


المزيد.....




- عضو بالكنيست الإسرائيلي: مذكرات الاعتقال ضد نتنياهو وجالانت ...
- إسرائيل تدرس الاستئناف على قرار المحكمة الجنائية الدولية الص ...
- وزير الخارجية الأردني: أوامر اعتقال نتنياهو وجالانت رسالة لو ...
- هيومن رايتس ووتش: مذكرات المحكمة الجنائية الدولية تفند التصو ...
- الاتحاد الأوروبي والأردن يُعلنان موقفهما من مذكرتي الاعتقال ...
- العفو الدولية:لا احد فوق القانون الدولي سواء كان مسؤولا منتخ ...
- المفوضية الاممية لحقوق الانسان: نحترم استقلالية المحكمة الجن ...
- المفوضية الاممية لحقوق الانسان: ندعم عمل الجنائية الدولية من ...
- مفوضية حقوق الانسان: على الدول الاعضاء ان تحترم وتنفذ قرارات ...
- أول تعليق من -إدارة ترامب- على مذكرة اعتقال نتانياهو


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - محمود الزهيري - الإرهاب هو الوجه الآخر للفساد !!