هل يحرص الأخوة الكرد في ألمانيا على وحدة النضال المشترك والتعاون أم السعي لإقصاء العراقيين العرب؟

كاظم حبيب
(Kadhim Habib)

الحوار المتمدن-العدد: 1334 - 2005 / 10 / 1 - 11:49
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    

تريثت كثيراً قبل أن أبدأ بكتابة هذا المقال. ولم أعمد إلى إثارة موضوع التعاون بين العرب والكرد وبقية القوميات في ألمانيا عندما أخل الأخوة الكرد بمبدأ التعاون بين بنات وأبناء الجالية العراقية في ألمانيا وسيطروا بالكامل تقريباً على الهيئة الإدارية للجالية العراقية بحيث انتخبوا 19 عضواً من مجموع 21 شخصاً من الكرد, في حين كان الاتفاق بين الأخوة ولم أكن طرفاً في الحوار, أن تراعى الجوانب القومية في مثل هذه المجالات والحرص على تعزيز التعاون لصالح القضايا المشتركة, إذ لم يكن الهدف سيطرة هذه الجماعة أو تلك وأبناء هذه القومية أو تلك على الهيئة الإدارية للجالية, خاصة وأن الغالبية العظمى من العراقيين العرب المشاركين في اجتماعات الجالية في ألمانيا يتميزون بتأييدهم حق الشعب الكردي في تقرير مصيره بنفسه وإلى جانب اختياره الحر للفيدرالية ومن أجل المساواة التامة في المواطنة, وشارك الكثير منهم في النضال من أجل انتصار الديمقراطية في العراقي وحق الشعب الكردي في تقرير مصيره بصيغ وأساليب كثيرة.
لا شك في أن التحشيد الواسع بنية السيطرة على الهيئة الإدارية لم يكن في بال العرب العراقيين بأي حال, رغم أن الموقف لم يكن طبيعياً. فالممارسة التي حصلت من قبل الأخوة الكرد في ألمانيا قاد إلى نشوء جو غير طبيعي ويمكن أن يقود إلى زعزعة الثقة المتبادلة التي حرصنا طويلاً على العناية بها وتطويرها.
لقد أدى انتخاب كل أعضاء الهيئة الإدارية تقريباً من الكرد إلى جمود العمل كلية في ألمانيا وغيابها عن ساحة العمل لصالح القضايا العراقية المشتركة. إذ كان هم الذين شاركوا في المؤتمر إيصال الكرد إلى الهيئة الإدارية فقط ثم الابتعاد عن العمل, ولا أعرف حتى الآن ما الغرض من كل ذلك. وقد تحدثت مع بعض المسؤولين في هذا الصدد وأشاروا إلى خطأ الموقف ولكن ما العمل؟ قلنا ليسير العمل على أن لا يتكرر ذلك. كان هذا قبل عدة شهور. ولكن العمل متوقف تماماً في أوساط الجالية من قبل هيأتها الإدارية.
وقبل شهر واحد بادر عراقيون ديمقراطيون في هامبورغ الدعوة إلى تشكيِل فرع الجالية في هامبورغ. وعقد الاجتماع فعلاً قبل أسبوع تقريباً. في بداية الاجتماع أشار الدكتور غالب العاني كلمة أكد ضرورة التعاون المثمر بين كل أطياف الجالية وأهمية عدم تكرار تجربة انتخابات ألمانيا في برلين لكي يتم تحشيد وتعبئة أكثر العراقيين من مختلف القوميات لصالح العراق الديمقراطي الفيدرالي.
ولكن ماذا كانت النتيجة؟
قرر الأخوة الكرد تحشيد أكبر عدد ممكن بهدف الانفراد بالهيئة الإدارية لفرع الجالية في هامبورغ وإقصاء الأخوة العرب عنها, إذ تم انتخاب تسعة أشخاص من الكرد إلى عضوية لجنة تتكون من تسعة أشخاص فقط. كما انتخب كردي واحد وعربي عراقي واحد كاحتياط للهيئة.
أشاعت هذه النتيجة استياءً شديداً لدى العرب العراقيين. ويبدو لي أن هناك مجموعة من الكرد المسؤولين يسعون إلى تعكير صفو العلاقة بين العرب والكرد في ألمانيا وفي أوروبا, وبالتالي الكف عن التعاون بينهما وحرمان البعض الآخر من الصداقة المتبادلة.
لا مانع لدى العرب العراقيين من أن يقرر الأخوة الكرد تشكيل جالية كردية واختيار من يشاؤون من الكرد إليها, إلا أنها تبقى جالية كردية عراقية أو كردية عامة, ولن تعبر عن مجموع العراقيين من مختلف القوميات المقيمين في ألمانيا أو برلين أو هامبورغ.
إن الصداقة التي نؤمن بها ونثق بضرورتها لنا جميعاً ليست شارعاً باتجاه واحد, بل هي شارع باتجاهين وعلى الأخوة المسؤولين الكرد في ألمانيا أن يدركوا هذه الحقيقة, وإلا فليعملوا وحدهم ولن يجدوا مني شخصياً سوى التأييد, ولكن بدوني وبدون العرب العراقيين أو غيرهم من القوميات الأخرى. إذ أنهم بهذا التصرف يخرقون أصول العمل المشترك والتعاون الذي نحن بأمس الحاجة إليه.
إذا كانت هذه هي السياسة التي يريد الأخوة ممارستها في الخارج, فمن المؤسف أن نقول بأنها لن تحظى بتأييد أصدقاء لكم كانوا يتمنون تعزيز الصداقة وتوسيع قاعدتها وليس محاولة إبعاد الأصدقاء العرب عنكم.
إن صداقتنا للكرد ودفاعنا عن القضية الكردية لا يعني سكوتنا عن الأخطاء التي يرتكبها البعض من الأخوة الكرد دون الشعور بالمسؤولية إزاء العمل المشترك وضرورته.
أرجو من الأخوة الكرد أن يعيدوا النظر بأسلوب عملهم وطريقة تعاملهم مع العراقيين العرب, إن كانوا حريصين على العمل المشترك.
29/9/2005 كاظم حبيب

#كاظم_حبيب (هاشتاغ)       Kadhim_Habib#          

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات