محمد الرديني
الحوار المتمدن-العدد: 4809 - 2015 / 5 / 17 - 13:09
المحور:
المجتمع المدني
لنفكر بهدوء وبدون تعصب طائفي.
ماذا لو اتخذت الحكومة قرارا شجاعا بتأجيل هذه الزيارات للأئمة؟
طبعا ستقوم القيامة ويهيج من في اذنه صمم وربما يحرض على التمرد ونشر الفوضى بدعوى ان هذه الحكومة ملحدة وكافرة وتريد ان تمنع طقوسا دينية حرم منها الشعب سنين طويلة وستخرج الالسن طويلة كلسان افعى الكوندا.
ليكن ذلك فهو الافضل من استشهاد المئات من الزوار.
مازالت الذاكرة طرية وهي تقف عند جسر الائمة وتتطلع الى شهداء زوار العتبات المقدسة في كربلاء والنجف مؤخرالتقف طويلا عند شهداء الكاظمية اليوم.
مئات الضحايا راحوا ضحية التفجيرات بدون سبب سوى انهم يريدون تقديم الولاء لقدوتهم المقدسة،ولأن الحكومة بكادرها الحالي والسابق مهلهلة ولاتملك القرار الشجاع فقد تركت الامر للاحزاب السياسية ليلعبوا بدماء الناس كما يريدون.
الحكومة التي لاتحافظ على ارواح ناسها لاتستحق ان تبقى في سدة الحكم ولا يوما واحدا.
لسنا ضد تقديم الولاء ولكن الظروف الحالية لاتقبل الرهان على نية بعض اطراف المحاصصة الذين يسعون بكل قواهم الى دفع الشعب نحو الموت.
صحيح هناك من يعشق الموت في مثل هذه المناسبات الدينية لقناعته انه سيقابل ربه بقلب ظمآن الى رؤية من يحب،ولكن هؤلاء قلة والقلة لاتستطيع ان تقود الناس الا الى الموت.
من المسوؤل الان عن ضحايا الكاظمية؟ليس داعش بالتأكيد،اذ لو قامت الحكومة قبل فترة مناسبة بتوعية الناس بمخاطر الزيارات الدينية في هذه الظروف وقدمت ادلتها على ماتقول لتفهم الكثيرون ذلك واستوعبوا من القول احسنه،اما اصحاب عنتر بن شداد الذين يتفاخرون بان 10 ملايين زائر زحفوا نحو الكاظمية فهؤلاء هم القتلة الحقيقيون.
لاينفع ابدا ان نجنّد الآلآف من اجل حماية الزوار ففي لحظة من لحظات الهياج الديني يقف كل الحراس عاجزين عن ضبط الموقف وتحدث الكارثة والتي حدثت فعلا.
لينعتوا الحكومة بالالحاد والكفر والزندقة واللابالية فعلى الاقل سيكون افضل من هدر دماء ابرياء كل ذنبهم انهم كانوا حسني النية.
ان الشجاعة في مثل هذه الامور تنقذ ارواح المئات ولكن الطامة الكبرى ان حكومتنا لاتملك مثل هذه الخصلةخصوصا وان هناك من يتربص ليوقعها في شرك القرارات الشجاعة .واذا كانت الحكومة عاجزة فاين البرلمان الحامي لأرواح الناس واين اجهزة الاعلام التي تدعي الاخلاص لهذا الوطن والانحياز الى الناس؟.
هناك اسئلة كثيرة والاهم مافيها هو القرار الشجاع في المحافظة على ارواح الناس.
#محمد_الرديني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟