أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نعيم عبد مهلهل - عربة فضاء ( دَكْ ) النجف














المزيد.....

عربة فضاء ( دَكْ ) النجف


نعيم عبد مهلهل

الحوار المتمدن-العدد: 4809 - 2015 / 5 / 17 - 11:25
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    




انتشرت في العراق منذ قيام الحكومة الوطنية الأولى مطلع القرن العشرين سيارات ذات الابدان الخشبية وأولها كانت سيارات ( الدوج ) الأمريكية وكانت تستخدم للنقل الشخصي كما الباصات ولكنها ليس بحجمها ، ثم في الخمسينيات دخلت سيارة الفولفو الخشبية وتكون اكبر من الدوج وفي البدء استخدمت لنقل الركاب والزائرين من المحافظات الى مدن النجف وكربلاء ، وعندما دخلت الباصات الحديدية والاكثر حداثة تم استخدام هذه السيارة لنقل المحاصيل الزراعية والفواكة بين المحافظات .
وكان بعضها وغيرها من انواع الباصات حين تستهلك وخصوصا في ابدانها تؤخذ الى الحي الصناعي في مدينة النجف ويُصنع لها بدناً جديدا ومنذ تلك اللحظة يتغير اسم السيارة ويطلق عليها لقب ( دَكْ النجف ) أين أن مسامير بدنها دُقَتْ بمطارق حدادي النجف.
لازمت الباص ( دَكْ النجف ) مسيرنا الاسبوعي من الناصرية الى الجبايش وبالعكس أثناء تعينننا كمعلمين في مدارس الأهوار ، وكانت تلك الباصات البدائية مثل هوة هائلة تحمل اي بشر يرغب في السفر وخارج قدرة كراسيها على استيعاب الركاب ، بحيث يكون في بعض المرات الواقفون أكثر من الجالسين ، وكان تراب الطريق الذي لم يزفت بعد يملأ جوف السيارة لكن لا أحد يسعل ويتضايق منه سوى نحن المعلمون الذي نفضل الذهاب الى مدرستنا ونحن نرتدي الدشاديش لأن الذهاب بالبدلة واغلبها تكون لونها أسوداً يعني ان تتحول الى لون ترابي وربما لا تصلح ثانية للارتداء.
بعض المعلمون كانوا يطلقون على ( دَكْ ) النجف بمركبة فضاء الأهوار لأنها في لجة الغبار الذي تثيره اثناء سيرها بموازاة مياه الاهوار تبدو كمن يطير بين الغيوم ، وبعضهم يسمها ( الحوته ) والاخر الاكثر تشاؤمنا يسميها النعش المتحرك .
الصورة داخل هذه الباص اثناء الطريق تُريكَ النماذج البريئة للحياة البسيطة ، فبعضهم يتحدث عن عسر جاموسته في ولادتها والاخر يشكوا من صعوبة التفاهم مع موظف دائرة الجنسية وآخر يتزلف لعريف شرطة جلس جانبه ويعده غدا بقدر لبن رائب وصحن قيمر ، وبعضهم يلتهون بلف سكائرهم أما نحن المعلمون فيكون مكاننا دوما جنب السائق ويسمونه ( السَدر ) تقديرا لنا ولأنهم يعرفون أن حديثهم وسط مركبة الفضاء لايعنينا .
مرة جلست قرب سائق السيارة أتأمل الطريق واضع على انفي منديلا ابيضا تخلصا من ( الطوز ) وهو ما يطلق على التراب الناعم الذي تثيره عجلات الباص ، وكنت اقضي مسافة الطريق التي تستغرق من 4 ساعات لان النازلين والصاعدين كثر بتأمل الطبيعة الجميلة لمدى الأهوار بين زرقة الماء وخضرة القصب ، ويومها كنت قد جلبت معي مجلة غلافها عليه صورة رائد الفضاء الأمريكي ( نيل ارمسترونغ ) الذي كانت قدمه اول قدم بشرية تطأ ارض القمر وكان هذا العدد صادر بمناسبة الذكرى السادسة لهبوط مركبة الفضاء ابولو 9 على القمر ، تأملها السائق وقال مستخفا بركابه : الجماعة الامريكان صعدوا للقمر ، والجماعة بعدهم يلفون تتن؟
شيخ جالس وسط الركاب انبرى له وقال بجلفتيه البسيطة : ( جا كون انت هيج فهيمه ، ما صعدت وياهم يا بو...نغفه )



#نعيم_عبد_مهلهل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قبر عقيل علي
- مشاتي بلاد شغاتي
- صحون القيمر الطائرة
- حقول الرز وحقول الألغام
- أيوب الرابع
- فاتن وحمامة الألاج
- معدان الحلم الماركسي
- فنتازيات محسن الخفاجي
- الرفش يأكل القش
- السندباد المعيدي..!
- خواطر أحلام وهبي
- زوربا وابراج الضغط العالي
- المعيدية مارلين مونرو
- حسين نجمة واغنية يا نعمه
- طروب بعد الغروب
- التيزاب وخالد الأمين
- إنجيمهْ (الناي والقصبة )
- أمريكا ومنطق تغيير الهوية
- غاستون باشلار ونافذة الصريفة
- الجغرافيا والفيلم الهندي


المزيد.....




- لبنان: غارة مسيّرة إسرائيلية تودي بحياة صيادين على شاطئ صور ...
- -لا تخافوا وكونوا صريحين-.. ميركل ترفع معنويات الساسة في مخا ...
- -بلومبيرغ-: إدارة بايدن مقيدة في زيادة دعم كييف رغم رغبتها ا ...
- متى تشكل حرقة المعدة خطورة؟
- العراق يخشى التعرض لمصير لبنان
- مقلوب الرهان على ATACMS وStorm Shadow
- وزارة العدل الأمريكية والبنتاغون يدمران الأدلة التي تدينهما ...
- لماذا تراجع زيلينسكي عن استعادة القرم بالقوة؟
- ليندا مكمان مديرة مصارعة رشحها ترامب لوزارة التعليم
- كيف يمكن إقناع بوتين بقضية أوكرانيا؟.. قائد الناتو الأسبق يب ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نعيم عبد مهلهل - عربة فضاء ( دَكْ ) النجف