أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - عبدالرحيم أبطاي - كل شيء زاد سعره إلا البشر














المزيد.....

كل شيء زاد سعره إلا البشر


عبدالرحيم أبطاي

الحوار المتمدن-العدد: 4809 - 2015 / 5 / 17 - 10:16
المحور: حقوق الانسان
    


بين الفينة والأخرى تهب على البشر نفحات طيبة عطرة تخرجهم من فيض الحزن إلى سعة الاطمئنان ومن عظيم اليأس إلى قمة التفاؤل والاستبشار ..
أتطلع للأفق البعيد ... أجول بفكري حول هذا العالم الغريب فتعتريني زهوره فآخذ طيب ريحها وتعثرني أشواكه فأحاول الثبات أمامه ،من هنا أيقنت أن المرء لن يتعلم ما لم يقف بين زهور الحياة وأشواكها .
أرحل بخاطري نحو معاني الحياة فتوقفني أفكاري بين الحب والسلام وفي الوقت نفسه تذهب بي نحو الكره والإحتلال فكم جميل لو عشنا الحب وأتقنا السلام بأسمى معانيها ،ولكن الأجمل لو محونا الكره وعدمنا الإحتلال .
في هذا العالم الغريب جرح ينفتح بين فينة وأخرى جعل العالم يبكي ويثور على تدفق الدماء ،وتنوح بحرقة على حصد الأرواح بقساوة أخطبوط امتدت أذرعه لتسحق بلا رحمة ،هم فئة من المجتمع لم تحظ ولن تحظ بقيمتها طالما هي في سباة عميق تنتظر معجزة من المعجزات المحمدية لتخرجهم من الظلمات إلى النور .
طبقة الفقراء أو كما يحلو للبعض أن يسميها طبقة البؤساء أو المحرومين صفة من اِتصف بها ضاقت عليه الشدائد وحامت حوله الفواجع ،فأصبح كالهشيم تذروه الرياح بعيداً كل البعد عن الحداثة الزائفة الخدّاعة التي اهتمت بالمظاهر ونسيت أو تناست عن جوهر الانسان الكامن في إنسانيته قبل كل شيء ،فمالي أرى رؤوسا قد تطأطأت أهو الحياء خجلا أم هو الفقر ؟؟
لاأحد يساندها في نزع الشوك من قلبها ،أصبحت مثل الزهرة المقطوفة لا حياة لها لم يسقها أحد بعطر الحب و لم تر ضوء الحبيب ،أصبحت طفيلية تعيش من ذا و ذاك تحطم الأول و تنتقم من الثاني ،لكن هل يا ترى قساوة العالم معها جعلتها كالصخرة الصماء لا رحمة فيها و لا شفقة مملوءة بالشوك ،خدّاعة المظهر جميلة زاهية من الخارج لكن من يريد قطفها تملأ يده بالشوك الجارح لا شيئ يميزها تخربطت أوراقها الأحمر أصبح أزرق و أصفر بات أخضر لا تريد شيئا إسمه الحب باتت أحلامها مجرد كوابيس لا يمكن تحقيقها هل هذه شخصيتها حقا ؟؟ حتى الكلاب اذا رأت ذا ثروة خضعت لديه وحركت اذنابها واذا رأت يـوما فقيراعابرا نـبحت عليه وكشرت أنيابها ،فمعدته الخاوية ،وجسده المعذّب ،ومجتمعه الكافر بإنسانيته ، المتنكر له ،وشعوره بالاستغلال ،وميسم الضعة الذي يلاحقه أنى كان ،هذه كلّها تجعله عدوّاً للإنسانية التي لم تعترف له بحقّه في الحياة الكريمة .
إنّ المجتمع القائم على سيادة فريق وعبودية فريق ،وعلى استغلال الأسياد للعبيد ،والأحرار للمصفدين بالأغلال ، مجتمع لا يمكن أن توجد فيه فضيلة ولا يمكن أن يوجد فيه فضلاء ، إنّه ليس إلاّ مجتمع مجرمين وعبيد ، تسيّر أفراده الأحقاد والمكر والاستغلال ، وما كانت العبودية وما إليها يوماً فضائل تشرف الإنسان .
قديما قال أحدهم "لو كان الفقر رجلا لقتلته" لأنه لم يكن أسهل من قتل الرجال في ذلك الزمان ،أما الآن، و لأن الفقر ليس رجلا فمن واجب العالم أن يعمل على قتله في أسرع الآجال لأنه يسبب الموت البطيء لهذه الطبقة .فياأيها الفقير :
كن غنيا في صورة الفقراء *** لا فقيرا في صورة الأغنياء
تمسك بربك الحق واقنع *** بالتجلي في سائر الأشياء
وانفض القلب من غبار الترجي *** والتمني لجاههم والعلاء
إنما جاههم توهم عز *** في هوان وشهرة في خفاء
ادفن أحلامك خلف إبتسامة الليل ... وضاجع الزمن لعله يلد حلما ينمو بين ذراعيه لينسيك أبناءك الذي قتلوا قهرا بين صباح الحياة ومساء الموت .



#عبدالرحيم_أبطاي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- بدء عودة النازحين مع سريان وقف إطلاق النار في لبنان
- الأونروا: المساعدات التي يسمح الاحتلال بمرورها لغزة لا تشكل ...
- الكاتب بوعلام صنصال والجزائر: قصة اعتقال بخلفيات سياسية!
- مشاهد خاصة لـRT لعودة النازحين إلى ضاحية بيروت الجنوبية
- مقررو الأمم المتحدة يدعون إلى امتثال كامل لمذكرة اعتقال نتني ...
- الأمم المتحدة: إسرائيل تعرقل إيصال المساعدات للمحاصرين بشمال ...
- اعتقال المئات وإخلاء وسط إسلام آباد من أنصار عمران خان بعد م ...
- الأمم المتحدة ترحب بإعلان وقف إطلاق النار في لبنان
- الأمم المتحدة ترحب بإعلان وقف إطلاق النار في لبنان
- معاناة النازحين اللبنانيين مستمرة


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - عبدالرحيم أبطاي - كل شيء زاد سعره إلا البشر