|
المجتمع الإنساني بين التكوين والنتيجة ح42 , التشخيص السليم نصف الحل
عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني
(Abbas Ali Al Ali)
الحوار المتمدن-العدد: 4809 - 2015 / 5 / 17 - 02:44
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
التشخيص السليم نصف الحل
إن أطلاق أحكام عامة وقياسية وكلية على موضوع متحرك متبدل متغير حساس كقضية الشخصية الإنسانية فيه نوع من المبالغة بالثقة في النتائج النهائية ,العلم المجرد لا يعتمد ولا يقبل طرح التعميم ووضع القواعد المعيارية إلا في الحالات التي يمكن معها أن نستطيع أن نجعل هذه الأحكام قادرة في كل مرة تطبيق تنتج نفس المحددات وتتجه إلى نفس النتائج دون تفاوت يذكر, هل بالإمكان مثلا أن نجعل من النتائج الدراسية البحثية التي وصفت الشحصية العراقية بأنها شخصية مزدوجه وذات أنفعالات متبانية وغير سليمة وغير قادرة على تنميط توجهاتها كبقية الشخصيات الإنسانية , هذا من جهة لم تلحظ أيضا الدراسات الفروق التكوينية للشخصية العراقية وعلاقاتها بمصادر التكوين والتنمية والصياغة سواء أكانت الذاتية أو الحولية وبالتالي وصف عام لحالات متباينة يعتبر تجني وإساءة متعمدة غيبر علمية ولا حقيقية قد تلحق الضرر فيها أكثر مما تفتح أبواب المعالجة والتصحيح وهذا ما حدث مع الشخصية العراقية التي مورست عليها وفيها أساليب ترهيبية وجلد للذات لأنها كما يزعمون شخصية مريضة, الحال كما تصف لمريض دواء أخر لا يتناسب مع مرضه فلا هو شفي من مرضه وترك أضرار جانبية أخلت بالتوازن النوعي عنده. بعد كل هذا يمكننا أن نقول أن الإدعاء بأن الشخصية العراقية شخصية مزدوجة التصرف "منفصمة سلوكيا" وصف غير دقيق وغير علمي ومجافي للواقع وإن لم ننكر أن البعض من الأفراد الذين لا يشكلون إلا ظاهرة جزئية ومحدودة وغير قابلة لأن تكون عنوان للشخصية قد يعاني من هذه التصرفات المرضية ولكن كمبدأ عام يمكن أن نقول كتوصيف علمي تقريبي ونسبي "أن الغالب على مظاهر الشخصية العراقية تأثرها بالقلق والخوف الناتج عن التأريخية الكامنه في طيات الذاكرة العميقة مما يفرض عليها ميلا يتناسب مع الشعور بالقلق والخوف أما كتصرف طبيعي معتاد ولو أنه غير متوازن أحيانا ,أو تصرفات أكثر أضطرابا عندما يتجاوز الخوف والقلق الحد الحرج الذي يلجها لتصرفات تعبيرية غير سوية ولكن في جميع الأحوال فأن غياب الشعور بالقلق يفصح عن ظهور حقيقي لملامحها لتعود لتمارس النمط الطبيعي العام" . هذا التوصيف المطول جدير بأن يستجمع معظم ملاحظات ونتائج الدراسات السابقة ويجمع أيضا النتائج الطبيعية للشعور الذاتي فيها بالتناسب مع محتوى التأريخية الذاكروية المختزن والمتراكم من حقبات قديمة حفرت أثارا ليس من السهل تجاوزها دون معالجة تعتمد الفن العلمي والمهارة التجريبية في التعاطي مع حساسية الموضوع وأهميته لأننا نتعامل مع إنيسان يخفي في وعيه الباطن أكثر مما يستظهره في وعيه المباشر.
#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)
Abbas_Ali_Al_Ali#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
المجتمع الإنساني بين التكوين والنتيجة ح43 , البداية والمنهج
-
المجتمع الإنساني بين التكوين والنتيجة ح40 , الشخصية العراقية
...
-
المجتمع الإنساني بين التكوين والنتيجة ح41 , المصادر الفكرية
...
-
زايتجايست الرؤية والأتهام الأيديولوجي.
-
المجتمع الإنساني بين التكوين والنتيجة ح38 , الشخصية العراقية
...
-
المجتمع الإنساني بين التكوين والنتيجة ح39 , من ملامح الشخصية
...
-
المجتمع الإنساني بين التكوين والنتيجة ح36 , الشخصية الأجتماع
...
-
المجتمع الإنساني بين التكوين والنتيجة ح37 , الشخصية العراقية
...
-
المجتمع الإنساني بين التكوين والنتيجة ح35 , الشخصية الأجتماع
...
-
المجتمع الإنساني بين التكوين والنتيجة ح34 ,5.النمط العراقي ا
...
-
المجتمع الإنساني بين التكوين والنتيجة ح32 , 3, البيئة والتنق
...
-
المجتمع الإنساني بين التكوين والنتيجة ح32 , 4. الحق والحقيقي
...
-
قصيدة _ خطاب للشمس
-
المجتمع الإنساني بين التكوين والنتيجة ح31, الجغرافية البيئية
...
-
المجتمع الإنساني بين التكوين والنتيجة ح29 , ضياع الدليل العل
...
-
المجتمع الإنساني بين التكوين والنتيجة ح30 , الجغرافية البيئي
...
-
المجتمع الإنساني بين التكوين والنتيجة ح27 ,المكان والجغرافية
...
-
المجتمع الإنساني بين التكوين والنتيجة 28 , الإنسان هو الثورة
...
-
أنشودة الخلاص
-
المجتمع الإنساني بين التكوين والنتيجة ح25 ,إشكالية التكيف وا
...
المزيد.....
-
المافيا الإيطالية تثير رعبا برسالة رأس حصان مقطوع وبقرة حامل
...
-
مفاوضات -كوب 29- للمناخ في باكو تتواصل وسط احتجاجات لزيادة ت
...
-
إيران ـ -عيادة تجميل اجتماعية- لترهيب الرافضات لقواعد اللباس
...
-
-فص ملح وذاب-.. ازدياد ضحايا الاختفاء المفاجئ في العلاقات
-
موسكو تستنكر تجاهل -اليونيسكو- مقتل الصحفيين الروس والتضييق
...
-
وسائل إعلام أوكرانية: انفجارات في كييف ومقاطعة سومي
-
مباشر: قوات الأمن الأردنية تعلن قتل شخص بعد إطلاقه النار في
...
-
كوب 29: اتفاق على تقديم 300 مليار دولار سنويا لتمويل العمل ا
...
-
مئات آلاف الإسرائيليين بالملاجئ والاحتلال ينذر بلدات لبنانية
...
-
انفجارات في كييف وفرنسا تتخذ قرارا يستفز روسيا
المزيد.....
-
كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج
/ زهير الخويلدي
-
معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية
/ زهير الخويلدي
-
الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا
...
/ قاسم المحبشي
-
الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا
...
/ غازي الصوراني
-
حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس
/ محمد الهلالي
-
حقوق الإنسان من منظور نقدي
/ محمد الهلالي وخديجة رياضي
-
فلسفات تسائل حياتنا
/ محمد الهلالي
-
المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر
/ ياسين الحاج صالح
-
الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع
/ كريمة سلام
-
سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري -
/ الحسن علاج
المزيد.....
|