مازن الشيخ
الحوار المتمدن-العدد: 4808 - 2015 / 5 / 16 - 19:56
المحور:
السياسة والعلاقات الدولية
مقدمة:-سبق ان كتبت أربعة حلقات,وهي موجودة على حسابي في الفيس بوك,لمن يهمه من الاخوات والاخوة ان يطلع على أساس الموضوع
مع التقدير
عنوان الحلقة
الحرب الإيرانية العراقية, وبداية الانهيار
من المفارقات المؤسفة,ان معظم الثورات والانتفاضات,تفجرها أحزاب ومنظمات وشخصيات مثقفة واعية,ولاهداف استراتيجية واضحة,ولكنها تنتهي لصالح جهات طفيلية,تدخل على الخط في ظروف معينة,وبعدأن تهيأ لها الأرضية التي تجعلها تقطف مازرعه وسقاه الاخرون!والامثلة على ذلك كثيرة,ومنهاماحصل للثورةالإيرانية,حيث اشعلتها,احزاب ومنظمات مجتمع مدني,اغلبهاكان لبراليا,أويساريا,,لكن الثورة استمرت,وتساقطت اعداد كبيرة من الثواربين قتيل وجريح,ومعتقل,على ايدي قوات الباسيج,ولم تتمكن تلك المجاميع من تحقيق أي من أهدافها حيث اقتصرت الثورة على سكان المدن الكبيرة,وعندما أشتد الضغط على الشاه,,وبدأت مضاهرالتراجع,والضعف في موقفه المتعنت,دخل رجال الدين على خط الثورة,وقدلاقوا ترحيبا من قبل قادة الثوار,لما لهم من تأثيرعلى المواطنين البسطاء,وسكان الريف,وكانوافعلاعاملا مساعدا في تقوية زخم الثورة,ولهذا السبب,قرروا التحالف معهم,وبقيادة اية الله الخميني ,وسلموه قيادة الثورة بعد أن تعهد لهم بصيانة الحياة المدنية,ولازلت أتذكرأ ان وسائل الاعلام وصفت السيد الخميني,بأنه قائدالدين المناضل
,وتوقعت ان يأتي هذا التحالف التاريخي بتجربة حكم جديدة,تتزاوج من خلاله المنظمات المدنية مع تلك الدينية لتنتج نسيجا اجتماعيا ونظاما سياسيا مستحدثا,يكون قدوة لباقي دول الجوار,ويجعل المواطن يستورد تلك الثورة,بدلامن أن يصدرها اليه الاخرون..
وبعد انتصارالثورة وتولي السيد الخميني قيادة ايران,بر بوعده فعلا,وسلم رئاسة الجمهورية والحكومة ووزارة الخارجية الى قادة أحزاب مدنية ويسارية,ولكنه ما ان استقرالوضع لصالحه,حتى رأيناه انقلب عليهم,واول من استشعرالخطروفهم حقيقة الامروانسحب بهدوء كان وزيرالخارجية سنجابي,وبعد ذلك اجبر,رئيس الوزراء بزركان على الاستقالة مع وزارته,والتي كانت تعتمد اقتصاد السوق,وحل محله احد قادة الحزب الإسلامي,وهومحمدعلي رجائي,وبدأت الحقيقة تتكشف عن مخطط الخميني,لاقامة دولة دينية يحكمهاالولي الفقيه,وبعد ذلك,ومن المفارقة المضحكة,انني سمعت يوما في الاخبار,ان رئيس الجمهورية الإيرانية ابوالحسن بني صدر,هارب,في طهران ,والشرطة تبحث عنه!بعدها تمكن بطريقة ما من الخروج من ايران!.
ذكرت هذه النبذة!المختصرة
لأني اعتقد انها كانت احد الأسباب الرئيسية التي أدت الى ماوصل اليه حال عراق اليوم.فالسيدالخميني,كان قائدا ثورياانقلابيا مؤثرا,لكنه لم يكن رجل دولة ولاقائدا سياسيا ناجحا,حيث انه ما ان استولى على مقاليد السلطة,حتى بادرالى اعدام معظم قادة الجيش,بحجة انهم ,قمعوا الثوار,وساندواألشاه,ذلك بالرغم من انهم لم يقاومواعملية دخوله ايران,وتسلطه على الحكم,وكبادرة لحسن النية,وتوهم انه يستطيع الاعتمادعلى الميليشيات,التي ساندته,والذين اطلق عليهم الحرس الثوري(الباسيج),لكنه اكتشف خطأه التاريخي,حين شن الجيش العراقي ,بقيادةغريمه صدام حسين هجومه على الأراضي الإيرانية واستطاع ببساطة اكتساح 12 مدينة إيرانية حدودية,وخلال 10 أيام,حيث تغلبت الخبرةالعسكرية التي كان يتمتع بها جيش العراق,امام قلة الخبرة لدى ميليشيات الخميني,رغم كثرة اعدادها بعد ان فقد الجيش قيادته المحترفة.لقد اسقط في يد الخميني,واحس كم كان مخطئا,لكن عنجهيته,والعنادالفارسي المعروف الذي كان يجري في دمه,زين له المكابرة,والصمود والاستمرار,وراهن على الزمن,أوحدوث انتفاضة داخل العراق,كما(وبرأيي المتواضع)ان الخميني اعتمدعلى ملاحظة هامة,وهي ان الرئيس العراقي صدام,وفي خطاب القاه امام البرلمان العراقي في 17-9-1980,والغى من خلاله اتفاقية الجزائر 1975 ,بررسبب التوقيع عليها آنذاك,بألقول:-انه عندما كان يتصدى لتمرد كردي,مدعوما بشكل واضح من قبل شاه ايران,وبسبب رفض اتفاقية 11اذار1970,اوشك الجيش العراقي على الانهياربسبب عدم تمكنه من الحصول على العتاد الكافي للسلاح الأكثرتأثيراآنذاك,وهومدفع عيار205(على مااتذكر)وأصبح مضطرا لتوقيع الاتفاقية,بعد ان تلقى وعدا من الشاه بإيقاف دعمه للكرد,وفعلا انهارت المقاومة الكردية فوراواضطرالمرحوم الملامصطفى البرزاني الى اللجوء الى ايران حيث توفي هناك,لقد فاجئت هذه المعلومة جميع المراقبين السياسيين,حيث كان المعروف أن الاعلام بشكل عام كان يتحدث,انذاك,عن تفوق تام للجيش العراقي,وان الحركة الكردية كانت مجرد جيوب متمردة في أعالي الجبال,بينما الحقيقة التي كشفها صدام بينت العكس,لقد اخطأ صدام كثيرا بذلك التصريح ,لأنه اعطى بذلك انطباعا لدى الاخرين بأنه مغامرمقامر,لذلك فقد تصورالخميني أن الجيش العراقي,ليس قويا بما فيه الكفاية وانه يمكن ان ينهارفي اية ساعة,وهكذا استمرت المقامرة ولوي الاذرع بين القائدين,دون الاكتراث لدماء الشباب,وحرق الأموال وتدميرالاقتصاد والبنى التحتية في كل من ايران والعراق
والجدير بالذكر ان كل محاولات إيقاف اطلاق النار باءت بالفشل,كما ان كل من طرفي الحرب كان يتلقى مساعدة عسكرية وبحجج واهية كلما اوشك على الانهيار امام الاخر,واضطرالى اللجوء الى وقف النار,مما يدل على ان تلك الحرب أصبحت استثمارا وفائدة لجيوب معينة,والتي تقف وراءها كما اسلفنا(عائلة روتشيلد)
كما وفتحت تلك الحرب المجال واسعا امام كل الجهات التي تضررت من الثورة الإيرانية,أو التي توجست من خطاب الخميني,فقدمت مساعدات جزيلة للجيش
العراقي,كما ان أمريكا وإسرائيل,وبمهزلة وتبريرات واهية قدموا السلاح الى ايران قبيل انهيار جيشها,فيماعرف بفضيحة ايران الكونترا!عامي 1985,و86.
ومع ذلك لم تتوقف المساعي الحميدة لدى بعض القوى الخيرة لايقاف الحرب رحمة بشعوب البلدين,ومن اهم تلك المحاولات,كانتا اثنتان,سأشيراليهما,لما لهما من أهمية وتاكيد لنظرية المؤامرة التي اعتمدتها في مقالتي هذه,
,المحاولة الأولى تولاها وزير خارجية الجزائر آنذاك المرحوم الشهيد محمد الصديق بن يحيى
حيث كان معروفا بخبرة دبلوماسية,وقدرة على تقريب وجهات النظر,ويقال ان له الفضل في تسهيل مهمة استقلال الجزائروانتقال الحكم الى قادة جبهة التحرير بقيادة بن بلة,,حيث كان رئيس لجنة المفاوضات,كماوكان من افضل وزراء الخارجية آنذاك,وبعد زيارات مكوكية الى كل من العراق وايران,اقترب من استحصال الموافقة على إيقاف الحرب,خصوصا من قبل ايران التي كاد جيشها ينهار,لكن,وفي3 أيار(مايو)عام 1982وبينماكان متوجها الى طهران وبعد ان وعد العالم بخبرسعيد,تم اسقاط طائرته بواسطة صاروخ انطلق من طائرة مجهولة الهوية,فتوقفت المساعي,وبعدها مباشرة’زودت ايران بأسلحة متطورة,لااحد يعلم كيف!ومن اين!مما جعلها تنشط على الجبهات,وتستطيع ان تحتل أراضي شرق البصرة في 13 تموز(يوليو)1982,ذلك أدى الى رفع معنوياتها,وبالتالي إصرارها على استمرار الحرب.
والمحاولة الثانية الجدية,تولاها المرحوم رئيس وزراء السويد اولف بالمة,والذي كان ذا كاريزما وشخصية جذابة تولى رئاسة الحكومة السويدية عدة مرات,عن الحزب الاشتراكي, الديموقراطي,وكان نائبا لرئيس الاشتراكية الدولية الألماني فيلي براندت,وقد كلف بالتوسط بين العراق وايران,وبذل جهدا كبيرا,واستطاع باسلوبه المتميزوخبرته الدبلوماسية الواسعة,أن يقرب كثيرا من وجهات النظر,ولكن,وفي مساء يوم 28 شباط(فبراير)عام 1986,واثناء خروجه من دار السينما في ستوكهولم,اطلق مجهول النارعليه وارداه(شهيدا),وحتى اليوم,ورغم ان الجريمة ارتكبت في بلد متقدم كالسويد,لم يتم القبض على القاتل,ولاحتى تبريرالجريمة
وماحدث بعد ذلك,وكيف اثر على ماحدث في عراق اليوم,سوف اذكره في حلقات قادمة
مع الود,
#مازن_الشيخ (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟