مصطفى غازي فيصل
(Mustafa Ghazi Faisal)
الحوار المتمدن-العدد: 4808 - 2015 / 5 / 16 - 19:53
المحور:
الصحافة والاعلام
قد يكون هذا الموضوع مطروقاً سابقاً بأي شكل من الأشكال ومن باب التذكير ارتأيت الخوض في غماره (فذكر عسى أن تنفع الذكرى). فبعد التغيير الذي اجتاح العراق خلال عام 2003 م, ظهرت على الساحة الاعلامية الكثير من الإذاعات الراديوية والمحطات الفضائية التي راحت تردداتها تجوب فضاء أثيرنا ,بصالحها وطالحها. محطاتٌ فضائيةٌ وإذاعيةٌ بأنواعها فمنها ذو الطابع الأخباري المدسوس (من تدوف السم بالعسل) ،والدينية المتشددة (الطائفية) ,وحتى الداعرة. ظاهرها حالة صحية وامتداد للديمقراطية المنشودة التي تطمح لها أغلب شعوب العالم الثالث من العرب تحديداً ــ لكون أغلب وسائل إعلام الشعوب العربية تكون رازحة تحت نير ظلم الحكومات المتسلطة والدكتاتورية و خاضعة للمراقبة الشديدة (وهو ما كانت عليه إذاعاتنا ومحطات التلفزة قبل عام 2003م)ـــ ،وفي باطنها هي إذاعات فيها الكثير من المفسدة للذوق والذائقة العامين. إذ هناك أصوات مذيعات فيها الكثير من الغنج المبالغ فيه إلى حد الابتذال والوصول إلى الإيحاءات الجنسية من تنهدات وتأوّهات ,وهذا الأمر يتم في الحالتين سواءً أكانت مقدمة برامج مع متصل ما أم مقدم برامج مع متصلة. فقبل أيام كنت أدير موجة راديو سيارتي على إحدى الإذاعات (الأف أم) العاملة في العراق وكانت مقدمة البرنامج تتحدث باللغة الانكليزية حسب نمط برنامجها الذي يتطلب ذلك ,فقد اتصل بها أحد المستمعين متغزلاً بجمال لفظهاو نطقها للإنكليزية ,فضلاً عن الكثير من المتصلات المراهقات وهن يتميعن بأصواتهن متحدثات مع مقدم البرامج بطلبات الإهداءات من الأغاني. ,أما بالنسبة للفضائيات فحدّث ولا حرج حيث بعض مذيعات الأخبار فيهن شيء من صفات بنات الليل (وهنا أقول بعض وليس الكل) من ناحية الملبس والمكياج الصارخ والايحاءات المتعمدة من حركات أجسادهن وملابسهن الملتصقة على أجسادهن لإبراز جميع مفاتن ذاك الجسم كقطعة من لحم رخيص ،كما يظهرن مقدمات نشرات الأنواء الجوية والتي دائماً ما تكون ساخنة وملتهبة بسبب ملابسهن المثيرة. أنا هنا لا أدعوا إلى تحديد وتضييق الحريات وإنما أدعو الجهات المعنية (الهيئة العراقية العامة لخدمات البث والإرسال في شبكة الإعلام العراقي ) إلى متابعة هذه الوسائل الإعلامية (المسموعة منها والمرئية) ,لأنها من السهولة جداً عليها أن تدخل كل بيت عراقي لتفسد الذوق أو تصلحه ؛فهي سلاح ذو حدين من الأحوط كسبه وتقويمهُ لِخَلْقِ مجتمعٍ واعٍ ومثقفٍ في جميع ميادين الحياة.
#مصطفى_غازي_فيصل (هاشتاغ)
Mustafa_Ghazi_Faisal#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟