أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبدالله مطلق القحطاني - الاناجيل ومعارك التحريف المصطنعة !!














المزيد.....


الاناجيل ومعارك التحريف المصطنعة !!


عبدالله مطلق القحطاني
باحث ومؤرخ وكاتب

(Abduallh Mtlq Alqhtani)


الحوار المتمدن-العدد: 4808 - 2015 / 5 / 16 - 17:25
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


بداية أود أن أبدأ موضوعي بالإشارة إلى أمر مهم والتأكيد عليه ، في دراساتي وأبحاثي المتعلقة في علم الأديان المقارن أنا أفصل تماما بين أراء وأقوال المسيحيين الشرقيين عن أقرانهم الغربيين ، لسبب بسيط وهو أن الفكر المسيحي الشرقي لاهوتيا لا ينطلق في تناوله لأي قضية لاهوتية بحتة إلا وفق اعتبارات كثيرة ومنها ما هو متعلق بيئته الشرقية قبل الإسلام أو بعده ، ومنها ما هو متعلق بأمر يراه نقصا في نواح متعددة ، ونقص متوهم يفتقده ويتخيل أن كثيرا من مفقوداته في الإسلام حاضرة ، وأيضا لأنه يعتقد وطوال تأريخ الإسلام أنه بحالة دفاع وليس بحالة من الاقتناع الكامل بأنه كمعتقد مستقل ومنفصل ومغاير عن الإسلام ، وأيضا أنه استمرأ تقمص دور الأقلية بين الأكثرية المختلفة فطغت عليه المجاملة ومخافة غضب الأكثرية ، وبالتالي لا يمكن لي كباحث أن أثق بالمطلق بما ورد من مؤلفات بعينها وتناولت أمرا بعينه إلا بوجود ما يماثلها أو على الأقل يعضدها في بيئة أخرى بعيدة عن البيئة الإسلامية ولا تربطها أي روابط جغرافية وقرب مكان وسيطرة حكام ، وهذا في المخطوطات على وجه الخصوص ، أما في العصور المتأخرة وخاصة في الثلاثة القرون الأخيرة فسبب اعتمادي على ما كتبه الباحثون الغربيون من المسيحيين دون الشرقيين فيعود لعلل علمية وموضوعية فحسب ، لأن الكنائس الشرقية وعلى وجه الخصوص منها الأرثوذكسية هي في واقعها اليوم تماما كما كانت عليه الكنيسة الغربية قبل الثورة عليها وفصل الدين عن الدولة وسيادة الفكر العلماني الحر وتحرر المجتمع من طغيانها ، ولعل أوضح مثال أن عقلية الكنيسة الشرقية الأرثوذكسية بتعاملها مع رعاياها لازالت هي هي نفسها ! فمن يناقش أو يخالف يطرد من الكنيسة ويحرم من الملكوت !! ولو كان بيدها الأمر لطردته من الحياة نفسها ، وحتى لا أطيل في هذه الجزئية أختصر الأمر بالقول أنا لا أثق بأي مصدر أو مرجع شرقي متعلق باللاهوت ولا اعتمد عليه إلا بحالة توافقه أو مقاربته لما فيه مع مصادر ومراجع غربية قديمة أو حديثة ، وبالطبع وفق قواعد معينة مرتبطة بأسس البحث العلمي وبأي وجه اكاديمي كان ،
ولعل المقدمة البسيطة هذه كافية لدخول لب الموضوع بشكل مباشر :
السلفيون والمتأسلمون يتهمون المسيحيين بتحريف الإنجيل ، والمسيحيون ينفون ذلك ، المتأسلمون والسلفيون ولا أقول الباحثين من المسلمين ينطلقون بناءا على نصوص بعينها ويحاولون إسقاط مفردة التحريف أيضا تبعا لنصوص بعينها ! ولكن لم يحددوا التحريف ! بل إن مفهومهم وإسقاطهم لكلمة ومفردة التحريف ومحرف لا تصح علميا ولا يجوز إسقاطها ابتداءا ، والمضحك أن المسيحيين الشرقيين سايروهم واطالوا الرد ! المتأسلمون لم يحددوا مفهومهم بالتحريف تبعا للنصوص الإسلامية بهذا الشأن ، ولم يعطونا مسوغاتهم الشرعية أيضا !! والطآمة الكبرى أن مفردة تحريف بمفهومها الإسلامي ووفق أنواع التحريف لفظيا كان أم معنى ، لا يصح إسقاطها على الاناجيل !! تبعا للنصوص الإسلامية بهذا الخصوص ابتداءا !! ، فالتحريف كمفردة أصلا متعلقة بالوحي الإلهي حصرا ، فهل الأناجيل سواء الأربعة المعتمدة أو غيرها مما يطلق عليها الاناجيل المنحولة وغير القانونية وهي كثيرة كإنجيل يعقوب أو توما أو إنجيل ميلاد مريم وانجيل الطفولة إلخ ، هل القوم متفقون على أنها وحي إلهي بالأصل ؟! وهل هم يقولون إنها كلام الله ليزعم المتأسلمون مزاعم التحريف وصحة الإسقاط ؟! بالطبع علميا لا ، وهنا مكمن مشكلة هؤلاء !! ، وعليه لا يقبل منهم زعمهم بالتحريف بنوعيه بشأن الأناجيل ، لأن المفردة ابتداءا لايصح علميا وفق مفهومها الإسلامي إسقاطها عليها ، وكذلك علميا المسيحيون أنفسهم متخبطون في الأناجيل ومعايير صحة نسبتها للكتبة ، والأهم معايير صحة أربعة منها دون الأخرى !! ، فعلميا لا أحد يقول بصحتها كلها ، وليست موثقة توثيقا علميا دقيقا !! وهي ابتداءا باعتقادهم ليست كلام الله !! بل بأسلوب ومن تأليف بشر !! ومع هذا يجاهد السلفيون في محاولاتهم إسقاط مفردة التحريف عليها !! ولعمري لم أر ذكاء مثل هذا !!! ، ولهذا في الكتاب المقدس وتحديدا في العهد الجديد رسالة ثيموثاوس الثانية : 3 : 13 : كل الكتاب موحى به من الله !! وليس وحيا مباشرا من الله وكلامه كما يعتقد المسلمون ، وبإقرار الكتاب المقدس نفسه صراحة وتصريحا !! ، فهل بعد هذا يصح أن نسقط عليه مفردة تحريف وفق المفهوم الإسلامي بالوحي الإلهي ؟!! ، لهذا كلا الطرفين في صراع مصطنع لا حقيقة له علميا ؛
وحتى لا أطيل فأقول وفق النصوص الإسلامية فإن التحريف بمفهومه الإسلامي وتبعا للنصوص بهذا الشأن ونوعيه اللفظي والمعنى طال العهد القديم !! حصرا ، والمضحك أن العهد القديم وبأعداد كثيرة أقر بالتحريف وبنوعيه وفق مفهومه الإسلامي تصريحا ، وسبق لي ذكر ذلك بمقالة سابقة ، وعليه أعتقد أن معركة التحريف لا طائل منها ومضيعة للجهد والوقت لكلا الطرفين.



#عبدالله_مطلق_القحطاني (هاشتاغ)       Abduallh_Mtlq_Alqhtani#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سحر التنصير وظهورات مريم والمغربي رشيد !
- العبودية في المسيحية والكهنوت نموذجا
- اضطهاد السبتيين وشهود يهوه في مصر !!
- الولاء والبراء وحقوق الإنسان عند يسوع !
- النسخ في الكتاب المقدس بين العلل والعقل !
- إله الكتاب المقدس والضلال ورشيد المغربي !
- معالي السيدة وزيرة الخارجية السعودية !!
- الزنى الروحي في الكتاب المقدس وهوشع نموذجا
- المرأة في السعودية العمل والنقاب والهيئة
- المؤلفة قلوبهم والمتنصرون !!
- بهجة مسرور بالرد على أحمد منصور
- مريم الكتاب المقدس كيف حبلت ؟!
- عودي دانة يابهجة الفؤاد.
- القرآنيون ورشيد المغربي ومجدي خليل والبروتستانت !
- سقوط حكم الكنيسة بين ربح العالم وخسارته !
- مفردة إنجيل بين القرآن الكريم والكتاب المقدس
- رشيد المغربي وسفرا نشيد الإنشاد وحزقيال
- العقل والعلم بين القرآن الكريم والكتاب المقدس
- دموية النصوص بين القرآن الكريم والكتاب المقدس
- داعش بين القرآن الكريم والكتاب المقدس


المزيد.....




- الكنائس المصرية تصدر بيانا بعد حديث السيسي عن تهجير الفلسطين ...
- وصول المحتجزين الإسرائيليين أربيل يهود وغادي موزيس إلى خان ي ...
- سرايا القدس تبث فيديو للأسيرة أربيل يهود قبيل إطلاق سراحها
- سرايا القدس تنشر مشاهد للأسيرين -جادي موزيس- و-أربيل يهود- ق ...
- قائد الثورة الاسلامية يزور مرقد الإمام الخميني (ره)
- خطيب المسجد الأقصى يؤكد قوة الأخوة والتلاحم بين الشعبين الجز ...
- القوى الوطنية والاسلامية في طوباس تعلن غدا الخميس اضرابا شام ...
- البابا فرنسيس يكتب عن العراق: من المستحيل تخيله بلا مسيحيين ...
- حركة الجهاد الاسلامي: ندين المجزرة الوحشية التي ارتكبها العد ...
- البوندستاغ يوافق على طلب المعارضة المسيحية حول تشديد سياسة ا ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبدالله مطلق القحطاني - الاناجيل ومعارك التحريف المصطنعة !!