|
لماذا شرع الحجاب في الاسلام ؟
رشيد بلمسكين
الحوار المتمدن-العدد: 4808 - 2015 / 5 / 16 - 17:23
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
يقدم تجار الدين الحجاب على أنه جاء لستر المرأة و الحفاظ عليها، على أنه رمز العفة و التقوى و غيرها من الكلمات الرنانة التي يستعملونها لينعشوا تجارتهم، بل و أصبح الاعتقاد الشائع في المجتمع هو أن الحجاب قد شرع لهذه الاغراض. لقد كان الزمن و عزوف العامة من المسلمين عن فتح كتب دينهم كفيلين برسم أهذاف جديدة للحجاب في عقل الانسان المسلم الجامد عوض تلك التي شرع من أجلها في الأصل. فالكتب الاسلامية تظهر أن الحجاب كان تشريعا طبقيا، الهذف منه هو التمييز بين الإماء (الجواري) من النساء و بين الحرائر. تقول الآية التي فرضت الحجاب : يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ۚ-;---;--ذَٰ-;---;--لِكَ أَدْنَىٰ-;---;-- أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا ـ الأحزاب 59 "أَدْنَىٰ-;---;-- أَن يُعْرَفْنَ" أي يعرفن أنهن حرائر و لسن إماء و إلى ذلك ذهب المفسرون على مر العصور، في ما يلي مقتطفات بعض من كتب التفسير المعتمدة من طرف المسلمين : تفسير الطبري : "وقوله ( ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ ) يقول تعالى ذكره: إدناؤهن جلابيبهن إذا أدنينها عليهن أقرب وأحرى أن يعرفن ممن مررن به، ويعلموا أنهن لسن بإماء فيتنكبوا عن أذاهن." تفسير البغوي : "( ذلك أدنى أن يعرفن ) أنهن حرائر ( فلا يؤذين ) فلا يتعرض لهن ( وكان الله غفورا رحيما ) قال أنس : مرت بعمر بن الخطاب جارية متقنعة فعلاها بالدرة ، وقال يالكاع أتتشبهين بالحرائر ، ألقي القناع ." تفسير الزمخشري : "وكان الفتيان وأهل الشطارة يتعرّضون إذا خرجن بالليل إلى مقاضي حوائجهنّ من النخيل والغيطان للإماء، وربما تعرّضوا للحرّة بعلة الأمة، يقولون: حسبناها أمة، فأمرن أن يخالفن بزيهنّ عن زي[بلبس] الأماء الأردية والملاحف وستر الرؤوس والوجوه،" تفسير القرطبي : "وكانت المرأة من نساء المؤمنين قبل نزول هذه الآية تتبرز للحاجة فيتعرض لها بعض الفجار يظن أنها أمة ، فتصيح به فيذهب ، فشكوا ذلك إلى النبي صلى الله عليه وسلم ونزلت الآية بسبب ذلك ." تفسير ابن كثير : "وقوله : ( ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين ) أي : إذا فعلن ذلك عرفن أنهن حرائر ، لسن بإماء ولا عواهر" تفسير الجلالين : "«ذلك أدنى» أقرب إلى «أن يعرفن» بأنهن حرائر «فلا يؤذين» بالتعرض لهن بخلاف الإماء فلا يغطين وجوههن، فكان المنافقون يتعرضون لهم" هذه التفاسير تظهر جليا أن الهذف من هذا التشريع هو حماية الحرائر من التحرش، فعوض حماية المرأة بصفة عامة يأتي إله محمد بتشريع طبقي يحمي من خلاله ما يسمى في عرف الاسلام بالمرأة الحرة و يسمح بطريقة غير مباشرة بالتحرش بالجواري. الأكثر من هذا أن الأمر لم يكن إختياريا بالنسبة للإماء، فقد كن مجبرات على عدم وضع الحجاب، فكان عمر يضرب الأمة إن تحجبت. جاء في إبن أبي شيبة : "عن أنس قال: رأى عمر أمة لنا متقنعة، فضربها، وقال: لا تشبَّهي بالحرائر"، قال الحافظ: "وإسناده صحيح". كذلك جاء في مصنف مصنف ابن أبي شيبة : حدثنا علي بن مسهر عن المختار بن فلفل عن أنس بن مالك قال : دخلت على عمر بن الخطاب أمة قد كان يعرفها لبعض المهاجرين أو الأنصار وعليها جلباب متقنعة به فسألها عتقت قالت : لا قال : فما بال الجلباب ضعيه عن رأسك إنما الجلباب على الحرائر من نساء المؤمنين فتلكأت فقام إليها بالدرة فضرب بها برأسها حتى ألقته عن رأسها ."، و جاء في سنن البيهقي : جده أنس بن مالك قال : " كن إماء عمر رضي الله عنه يخدمننا كاشفات عن شعورهن ، تضطرب ثديهن"، هذا الحديث لا يتوقف عند نقطة عدم إرتداء الأمة للحجاب، بل أن أثدائهن كانت مكشوفة أيضا، و هذا يحيلنا إلى موضوع عورة الأمة في الإسلام و التي تتفق معظم المذاهب الفقهية على أنها كعورة الرجل، من السرة إلى الركبة، أي لا حرج على الأمة في أن تكشف عن ثدييها و ساقيها. و سوف أتطرق إلى الموضوع بالتفصيل في مقال لاحق.
المصادر : تفسير الطبري ج 19 ص 183 تفسير البغوي ج 6 ص 376 تفسير القرطبي ج 17 ص 230 تفسير ابن كثير ج 11 ص 243 تفسير الجلالين ص 426 مصنف ابن ابي شيبة ج 3 ص 127 سنن البيهقي الكبرى ج 2 ص 321
#رشيد_بلمسكين (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
المزيد.....
-
الملكة رانيا والشيخة موزة وإمام الأزهر يشاركون بقمة حول الطف
...
-
البندورة الحمرة.. أضبط تردد قناة طيور الجنة بيبي على نايل سا
...
-
هنري علاق.. يهودي فرنسي دافع عن الجزائر وعُذّب من أجلها
-
قطر: تم الاتفاق على إطلاق سراح أربيل يهود قبل الجمعة
-
الفاتيكان يحذر من -ظل الشر-
-
عاجل | مصادر للجزيرة: الشرطة الإسرائيلية تعتقل الشيخ رائد صل
...
-
الفاتيكان يدعو لمراقبة الذكاء الاصطناعي ويحذر من -ظلاله الشر
...
-
عشرات المستوطنين يقتحمون الأقصى ودعوات لتكثيف الرباط بالمسجد
...
-
قائد الثورة الاسلامية: لنتحلّ باليقظة من نواجه ومع من نتعامل
...
-
قائد الثورة الاسلامية: العالم يشهد اليوم المراحل الثلاثة للا
...
المزيد.....
-
السلطة والاستغلال السياسى للدين
/ سعيد العليمى
-
نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية
/ د. لبيب سلطان
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
المزيد.....
|