عبدالله مطلق القحطاني
باحث ومؤرخ وكاتب
(Abduallh Mtlq Alqhtani)
الحوار المتمدن-العدد: 4807 - 2015 / 5 / 15 - 04:22
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
من الطوائف المسيحية ذات الأعداد القليلة من الأتباع بمصر ، السبتيون وشهود يهوه والمورمون ،
وهم أشخاص رائعون ومسالمون جدا ، لا يتعاطون السياسة أبدا ولا يتناولون شأنا عاما على الإطلاق ،
أعدادهم ليست بالكثيرة ،
لكنهم يعانون اضطهادا مبرمجا وممنهجا من سنوات طويلة ، وصحيح أن النظام المصري في عهد مبارك المخلوع كان رسميا يضطهدهم ولازال اضطهادهم مستمرا ،
إلا أن الحجم الأسوأ والأكثر من اضطهاد تم ويتم وللأسف يقع على أيدي ابناء ملتهم من المسيحيين من الطائفة ذات الأغلبية مسيحيا بمصر !! ، فهؤلاء البسطاء الطيبيون والمسالمون برأي الأغلبية المسيحية من طائفة بعينها ليسوا مسيحيين !
فقط لأنهم كالبروتستانت ملتزمون بحرفية الكتاب المقدس ، وحرية تفسيره ، وأن العهد الجديد تفسيرا وشرحا ليس حكرا على شريحة بعينها من المسيحيين ،
ويرفضون بعض ما يعرف بأسرار الكنيسة وسلطانها ، ولهم نظرة مغايرة تماما لمريم أم يسوع ، كذلك موقفهم الرافض للأيقونات وما يزعم حولها معلن ، لكنهم يؤمنون بالكتاب المقدس وحده ، وغالبا يرفضون ما يعرف بالتقليد الكنسي وكل موروث مسيحي ليس له أصل أو سند كتابي ،
بمعنى هم كالقرآنيين بهذه عند المسلمين ،
ولهذا هم يواجهون رفضا واضطهادا من أبناء ملتهم قبل اضطهاد النظام المصري لهم ، وخاصة السبتيون ، فهؤلاء أكثرهم اضطهادا بسبب موقفهم من قداس يوم الأحد ،
والحق أقول لكم : إن السبتيين ملتزمون بنصوص الكتاب المقدس بشأن يوم السبت ، وحجتهم كتابيا أقوى وألجم ، ففكر يوم الأحد ليس له أصل كتابي قدر ما هو تقليد كنسي ،
وبالمناسبة صديقي القارئ الكريم والعزيز ليس يسوع هو من اختار يوم الأحد عوضا عن يوم السبت !! بل التلاميذ !! حيث اتفقوا على أن يكون يوم الأحد يوم صلاة وعبادة وجمع صدقات !! راجع أعمال الرسل 1 : 42 ويفضل قراءة الاصحاح من أول عدد ، لكن كما أسلفت تقديس يوم الأحد ليس فكرا كتابيا بل يوم السبت ،
وهذا موضوع ربما سنتطرق له مستقبلا ،
ولكن كان للإمبراطور قسطنطين دور في تشريع يوم الأحد بما هو عليه الآن ،
لكن ما يعنيني هو أن من صدع رؤوسنا بمصر عن حرية التبشير والإيمان والاعتقاد هو من يضطهد الأقليات المسيحية الصغيرة بمصر ، وعقد مجامع من أجل أن يخرجهم من المسيحية ! ، ويمنع رعاياه المسيحيين من معاشرتهم ومخالطتهم وفتح دورهم أمامهم !!! ،
وللأسف بظل تكتيم اعلامي مطبق !!
وبظل تشويه صورتهم والتشنيع عليهم واتهامهم بالعمالة لدولة إسرائيل !! وفات أولئك أن هؤلاء وجدوا كعقائد وجماعات قبل قيام دولة إسرائيل بعشرات السنين !!! .
#عبدالله_مطلق_القحطاني (هاشتاغ)
Abduallh_Mtlq_Alqhtani#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟