أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - حمدى عبد العزيز - 12 مايو 1984














المزيد.....

12 مايو 1984


حمدى عبد العزيز

الحوار المتمدن-العدد: 4807 - 2015 / 5 / 15 - 04:21
المحور: سيرة ذاتية
    


12 مايو بالنسبة لى يعنى .. أن ينشغل وجدانى وتمتلئ مخيلتى بصورة استاذي وقائدي وصديقي الإنسان والمناضل والقائد والفلاح الإستثنائى عبد المجيد الدويل ( مؤسس اول اتحاد للفلاحين في مصر واحد اصحاب فكرته مع عريان نصيف وشاهنده مقلد .. وعضو الامانة العامة لحزب التجمع ، وأحد مؤسسيه )
بالإضافة إلى كونه هو الرفيق جمال عضو المكتب السياسى للحزب الشيوعى المصرى

صباح 12 مايو 1984 كنا على موعد .. كان مرشحا لعضوية مجلس الشعب متصدرا لقائمة حزب التجمع حضر فى التاسعة صباحا الى مقر الحزب فى دمنهور ..
أفطرنا سويا أنا وهو وثروت سرور ، ومجدى شرابيه ..
حيث كنا نتولى أنا ومجدى شرابية وثروت سرور المسئولية التنظيمية عن تشكيل القائمة الإنتخابية للحزب وإعدادها وإدارة المعركة الإنتخابية لحزب التجمع فى محافظة البحيرة ..
بعد الإفطار أمسك بتوب القماش الأبيض الذى أحضرناه كى يتولى أحد الزملاء أمر كتابة الدعاية الإنتخابية عليه ..
هو كان ابن نكته ، ولاينهي حديثه او يبدأ إلا بفكاهة ساخرة او متندرة او مداعبة..
نظر إلينا وهو يقلب فى القماش الذى كان ناصع البياض وقال : ( ايه رأيكم انا هااخد القماش ده الواحد يتكفن بيه ياولاد.. طب والله ينفع .. بلا انتخابات بلا نيله )
.. ضحكنا انصرف هو إلى حيث موقع معركته الإنتخابية ..
بعد الساعة التاسعة من مساء نفس اليوم 12 مايو 1984 دخل علينا المرحوم محمود غزاله .. أحد الكوادر اليسارية فى مركز الدلنجات حيث يقيم عبد المجيد الدويل ..
كان محمود منهارا لم يقل سوى كلمة واحدة :
( عبد المجيد الدويل تعيشوا أنتو )
علمنا فيما بعد أنه قد أصيب بأزمة قلبية مفاجئة ..

شخصت ابصارنا كتائهين عن الزمان والمكان لم نستطع استيعاب الموقف جيدا لهنيهات ، كل منا يريد حذف هذه اللحظة من شريط الوجود وإرجاعه الي حيث لانسمع ماسمعناه ، الي لحظة حيث لم يكن حدث فيها ماحدث علي ان تستأنف كل الاشياء والكائنات مسيرتها بعد الحذف والتصحيح .. ثم انفجرنا - مباشرة - فى البكاء والتساؤل والإندهاش والفجيعة معا - في آن واحد - أنا ومجدى شرابية توافد الزملاء على المقر فى خلال ساعة واحدة ..
تمدد محمد هبة الله - بجسده الضخم - على البلاط العاري للقاعة الرئيسية في مقر التجمع .. متعبا منهارا منعقد اللسان كطفل ضخم نام على وجهه لكى يجهش فى البكاء بعدها ..
دخل دكتور سينوت حنا علينا يسألنا كما لوكان يصدر لنا تكليفا بإن نكف عن التكاسل والهزل وأن نقوم بإحضار عبد المجيد الدويل حيا الآن ..
وثروت سرور يصرخ فيه - بحدة - (مامات .. عبد المجيد ، خلاص .. مات .. مات يادكتور .. ماعدتش فيه كلام )
ونذهب فورا الي الدلنجات لنجد سعد قنديل وعلي عبدالحفيظ والشقيقان علي ومحمود غزالة ينهنهون كالاطفال باكين اباهم الذي كان علي الارض، وتنهمر دموع تيسير عثمان ولاتفلح نظارته الشمسية في اخفاء مجراها علي وجهه وتساقطها علي ذقنه ويأتي الحاج محمد متولي الشعراوي بعد ساعات الفجر - بسيارته - ومعه رفاقه من مناضلي الطبقة العاملة في مصانع كفر الدوار غارقا في دموعه ودموعهم..
احتضننا عم صابر عيد القادم لتوه من الاسكندرية وبلل عينيه يلمع من تحت نظارته الطبية السميكة، حسين عبدربه الذي لم اكن اتصور انني سأري له دموعا رأيته باكيا ومعاتبا عبد المجيد ( الرفيق جمال) علي عدم الحرص علي حياته واستهتاره ببواكير اعراض أزمته الصحية ، كما لوكان يوبخه علي عدم انجاز تكليف حزبي.

رفاق عبد المجيد واصدقائه واقاربه وجيرانه في الدلنجات يحتضنوننا باكين مصرين علي تشييعه ملفوفا بعلم مصر فيسرع مجدى شرابيه في التصرف لتدبير العلم..

حضر خالد محيى الدين ووقف على قبره مرددا مقولة لمكسيم جوركى عن سخف وخسة وندالة الموت ..
ومن يومها لم يكف عبد المجيد الدويل عن الحضور .. ساخرا بطريقته المعتادة من الموت الذى أصبح لاقيمة له فى ظل حضوره الفادح ..
فإذا لم يكن عبد المجيد الدويل حيا .. فكيف تكون الحياة ,,
-----------------------------------------------------------
للمزيد فى نفس الموضوع http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=414769



#حمدى_عبد_العزيز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ولو .. فنهر التاريخ يتدفق إلى الأمام
- لا رجوع للخلف
- كوميديا سوداء فى عيد العمال
- عاجل .. من ماجده رشوان .. إلى رئيس الجمهورية
- لا للانجرار وراء آل سعود
- الهطل الإستراتيجى العظيم
- الحال من بعضه ..
- لا شيعة ولا سنة ، ولا يحزنون ..
- توجس ، وعدم اطمئنان
- حتى لانكرر خطايانا
- مسافة السكه
- إطلاق وتوظيف محفزات الصراعات الوهمية
- فوضى صليل السيوف القديمة
- على هامش المؤتمر
- المطلوب من مؤسسة الازهر
- 2- ثغرات فى محاربة الإرهاب
- 1- ثغرات فى محاربة الإرهاب
- الحياة ليست كلها تعب ..
- عودة إلى وهم المفاضلة مابين الفيل والحمار ..
- أولتراس لمباراة الفيل والحمار


المزيد.....




- ماذا يعني إصدار مذكرات توقيف من الجنائية الدولية بحق نتانياه ...
- هولندا: سنعتقل نتنياهو وغالانت
- مصدر: مرتزقة فرنسيون أطلقوا النار على المدنيين في مدينة سيلي ...
- مكتب نتنياهو يعلق على مذكرتي اعتقاله وغالانت
- متى يكون الصداع علامة على مشكلة صحية خطيرة؟
- الأسباب الأكثر شيوعا لعقم الرجال
- -القسام- تعلن الإجهاز على 15 جنديا إسرائيليا في بيت لاهيا من ...
- كأس -بيلي جين كينغ- للتنس: سيدات إيطاليا يحرزن اللقب
- شاهد.. متهم يحطم جدار غرفة التحقيق ويحاول الهرب من الشرطة
- -أصبح من التاريخ-.. مغردون يتفاعلون مع مقتل مؤرخ إسرائيلي بج ...


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - حمدى عبد العزيز - 12 مايو 1984