ياإلهى .. كم أنت جميلة

سيد سعيد

الحوار المتمدن-العدد: 4807 - 2015 / 5 / 15 - 02:56
المحور: سيرة ذاتية
    

منذ سنوات بعيده كانت لى صديقة يسارية شخصيه استثنائية فهى مثقفة مجنونه وحالمه 0 كانت صداقتنا عميقه ورحيبه 0 كانت تعرف عنى كل شيء واعرف عنها كل شيء 0 لا أسرار ولا أقنعة 0 كانت واضحة وصريحة ومباشره 0 حكيت لها حكايتى وحكت لى حكايتها 0حدثتنى عن غرامياتها وحدثتها عن علاقاتى 0تشاركنا فى العمل السياسى 0وتخاصمنا وتصالحنا ويكينا وضحنا ولكننا لم نفترق ابدا
كنا نخرج معا دون أن نحدد وجهتنا وكأننا نبحث عن شيء محهول لا نعرفه 0 ترددنا على مقاهى ومطاعم مجهولة وجلسنا على الارصفه وصاحبنا اشخاصا لانعرفهم 0 تردنا على الموالد الشعبية 0 عرفتنا المسارح ودور العرض السينمائي والمعارض والمنتديات
كنا نسير فى شوارع نصف البلد ليلا ومطر الشتاء يبلل ملابسنا سعيدين كطفلين 0وكان ذوقنا متشابهة فقد كنا نحب شاجال وبيكاسو وماكس ارنست وميرو وكاندنيسكى وبول كلى والجزار وحامد نداء 0 كنا نعشق موسيقى البينونى وماللر والأغاني الأندلسية وموسيقى الشعوب فى افريقيا وآسيا وأمريكا الاتيينيه 0 كنا نقرأ اشعار رامبو ولتريامون وحاك بريفير واراجون ومايكوفسكى والحلاج والنفرى وعمرو الخيام وصلاح عبد الصبور والبياتى
كنا دايما ملتصقين وكان كل من يرانا يظن أننا عاشقين ولكن الامر لم يكن كذلك ابدا فأنا لم انظر اليها كانثى وهى لم تفكر بى كرجل بل لم يكن نفكر في هذا الأمر من أساسه
ثم جرفنا نهر الحياه بعيدا وراسلتنى من باريس ثم من كندا ولما انقطعت رسائلها عرفت من بعض صديقاتها انها تزوجت وطلفت وتزوجت مره اخرى قبل أن تنقطع عنى أخبارها نهائيا
وفجأة وبعد هذه السنوات الغميقه جاءت إلى القاهره 0 بحثت عنى ولم تكن تعرف لى عنوان بعد أن عيرت مسكنى ورقم تليفونى وكل ماكانت تعرفه اننى أقيم فى شارع الهرم فبحثت فى هذا الشارع الطويل عماره عماره ولمدة أسبوع قبل أن تعثر على
ولما دق جرس لباب فى بيتى وفتحت وجدتها امامى وبقينا صامتين للحظة وكأننا نعيد اكتشاف بعضنا ثم قفزت فى احضانى
وبكت وبكيت
كنا نستعيد بعض زكريات ماعشناه ونحن نضحك ونبكى عندما توقفت فجأه وسالتنى
هل أنا قبيحة
ادهشنى واضحكنى السؤال وسالتها لماذا تقولين ذلك
قالت اليس غريبا أن يغازلنى الرجال وانت مع كل ماكان بيننا لم تغازلنى ولا مره 0الم تفكر يوما ان تحبنى
كان سؤالا مفاجئا ولم أفكر فيه ابدا ووجدت نفسى التفت اليها وكاننى أراها لأول مره ووحدت نفسى أمس
ياالهى كم انت جميله

#سيد_سعيد (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات