أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - محمد هشام فؤاد - ابتعدوا عمن يشبهكم ..














المزيد.....

ابتعدوا عمن يشبهكم ..


محمد هشام فؤاد

الحوار المتمدن-العدد: 4807 - 2015 / 5 / 15 - 00:03
المحور: حقوق الانسان
    


إحدى أهم السمات المشتركة التي يجب وأن تلاحظها لدي المجتمعات الازدواجية الشمولية التشدق دوماً بالديمقراطية وبمبادئ حقوق الإنسان، وتراها تعلن دوماً –أي تلك المجتمعات-عن تمسكها بكافة أشكال الحرية التي يجب وأن يتمتع بها أفرادها دون انتقاصٍ أو تمييز، وفي نفس الوقت تجد تلك المجتمعات أكثر بعداً عن حقوق الإنسان وتنتهك دوماً حقوق الإنسان والحيوان على حد سواء، فتراها تُقصي المعارضين إقصاءاً وتُنَكِل بالمخالفين تنكيلاً، وتري حُكامَها يحرضون نخبتهم ومثقفيهم وجوقتهم الإعلامية وسدنتهم؛ ليسبغوا علي هذا من الوطنية والولاء والانتماء، وليسحبزا من آخرٍ في نفس الوقت صكوك الوطنية ليُتَهَم بالعمالة وتنفيذ مخططات الغرب!!



ما أسهل الإقصاء دون ترسيخ قيم النقاشوالحوار؟! ما أسهل التكفير دون التفكير؟! ما أسهل الاعتقال والسجن والجلد والقمعدون الجدل والاختلاف والشك والنقد؟! فما أسهل غض الطرف عن تناقضات المجتمع وأفراده والبقاء في منطقة الأمان التي تعفينا من فضيلة وعبء التفكير من جهة والانضواء تحتلواء العقائد والأفكار والتيارات التي يعتنقها غالبية أفراده من جهةٍ أخري؟!فالبُعد عن الحوار والنقاش والجدل هي أكثر النكبات التي تأتي دوماً بالوبال عليعقول أفراد هذه المجتمعات. وقد دللت الكاتبة السورية وفاءسُلطان في مؤلفها "نبيك هو أنت" علي طريقة التفكير تلك بذكاء عندما شبهتأفراد تلك المجتمعات بالرجُل الذي لا يعرف إلا العربية ولا يعرف الانجليزية؛فعندما تعطيه كتاباً انجليزياً فمن الطبيعي أن يفتح الكتاب من اليمين إلي اليسار،وينظر إلي الأمر نظرة أحادية دون قبول أية فروضات أخري أو تأويلات خلاف ما عرفه وتربي ونشأ وجُبِل عليه!



ولذلك عدم مناقشة الأفكار وعدم استبعادالتناقضات من الأديان وعدم تنقية الموروثات هي التي أدت إلي انتشارها، ومن هناتستمد تلك التُراثات قوتها لا بسبب ما تحويها من تعاليم وقيم ومبادئ؛ وإنما لأنالأموج التي لا يعترضها حاجز أو يحجبها حاجب لا تتعثر وتسير دوماً للأمام لتضربالأحجار بقوة وتنحت في العقول بدلاً من صقلها ويجد المختلف نفسه يسبح في نهرالجنون الذي تحدث عنه توفيق الحكيم في إحدي مسرحياته؛ حيث وجد رجُلاً عاقلاً نفسهمخالفاً لكل أبناء البلدة الذين يتسمون بالجنون، ولم يستطع هذا العاقل أن يتعاملمع هؤلاء المجانين لأنه لم يُصَب بهذا الجنون؛ فهو الوحيد الذي لم يسبح في النهرالذين سبحوا فيه، وفي النهاية ألقي بنفسه في النهر ليستطيع التعايُش وأفكارالجمهور والعامة.



وفي كتابه الهام "سيكولوجية الجماهير" يري المفكر الفرنسي جوستاف لوبون أن كل فرد مُصابٌ بذكاءٍ فطري غريزي والذي يتلاشي ويأخذ في الاضمحلال عندما ينتمي الفرد إلي الحلقات الصغيرة ثم الجماعة ثم المجتمع ككل؛ فالعقل بمفرده عقلٌ واعي ويتحول هذا العقل إلي التفكير اللاواعي عندما يتنازل عن فرديته ويقرر الانضمام إلي المجموع. ومن المُتعارَف عليه في هذه المجتمعات أ نالجماعة لا يبرر سلوكها ومواقفها كل فرد فيها، إذ إن تلك المهام أنيطت بالنُخَب ورجال الدين –إذا كان هناك للدين رجال- والأجهزة التنفيذية التي تساعد الحاكم فيقمعه وفي إحكام قبضته علي العقول قبل الأجساد. فما يهُم المؤسسات الدينية وأجهزة الحُكْم وطواغيت الإعلام ومثقفو السبوبة أن يتشابه الأفراد في كلشئ: في طريقة التفكير، في المعتقدات، في التقليعات والموضات، في الموقف من المرأة والطفل، في معاملة الحيوان، في كيفية جلد ذوي المعتقدات الأخري ..إلخ ومن هُنا تذهب قيم الاستقلال والفردية والبُعد عن التشابهات أدراج الرياح ويصبح المجتمع أشبه بالسفينة الصغيرة التي يحركها رُبانُهاكيفم ووقتما وأينما يشاء، وقد جاء مجموعة من الشباب إلي أديب فرنسا العظيم أندرية جيد يسألونه النصيحة، فقال لهم: ابتعدوا عمن يشبهكم!!



#محمد_هشام_فؤاد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اسْمِك ليس عورة
- أنا وصديقي
- السبع وصايا .. في ميزان الإبداع
- منظومة الفشل .. عن الزواج أتحدث!!
- ثقافة البوح في الأدب
- اقرؤوا في المكتبات العامة
- عن المرأة ..
- صراع المرأة
- القيود الثلاثة
- حي بن يقظان والقلق الوجودي
- قطوف (2-2)
- قطوف (1-2)
- جمهورية الضباط
- حكاية مملة
- عن حرية الاعتقاد
- الله والملائكة والمصريون
- حوار بين ليبرالي (ل) واشتراكي (ش)


المزيد.....




- المرصد السوري: نحو 105 آلاف شخص قتلوا تحت التعذيب بالسجون خل ...
- تونس: المفوضية الأوروبية تعتزم وضع شروط صارمة لاحترام حقوق ا ...
- وسط جثث مبتورة الأطراف ومقطوعة الرؤوس... سوريون يبحثون عن أق ...
- مسئول بالأونروا: ظروف العمل في غزة مروعة.. ونعمل تحت ضغوط لا ...
- جمعية الإغاثة الطبية بغزة: أكثر من 70% من سكان القطاع بلا مأ ...
- -حفلات يومية-.. ممارسات تعذيب -احترافية- في مراكز الاحتجاز ا ...
- الأمم المتحدة تبحث وقفا -غير مشروط- لإطلاق النار في غزة
- أردني محرر من سجون سوريا يروي معاناة 26 عامًا من الاعتقال وي ...
- هآرتس: وفاة 4 فلسطينيين تحت التعذيب بإسرائيل منذ أكتوبر 2023 ...
- وصفتها بالمتسرعة.. برلين ترفض مطالب بإعادة اللاجئين السوريين ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - محمد هشام فؤاد - ابتعدوا عمن يشبهكم ..