|
المجتمع الإنساني بين التكوين والنتيجة ح38 , الشخصية العراقية أنموذجا 2
عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني
(Abbas Ali Al Ali)
الحوار المتمدن-العدد: 4806 - 2015 / 5 / 14 - 18:01
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
تجاوز حد القلق والخوف الطبيعي
القلق عادة يعتبر أمرا طبيعيا وضروريا وضمن الانفعالات الاساسية الايجابيه مهمته الوصول إلى مرحلة الأرتقاء بالاداء الإنساني ,وبعد ذلك حصول أي زيادة في القلق عن الحد الحرج لا تسفر في زيادة الاداء بلا تسلك منهجا عكسيا أرتداديا يتخذ شكل تحفظات وأنماط بديلة تعبر عن الدفاع المضطرب ،حينئذ يبدأ الشعور بوطأة القلق واعبائه على النفس والجسد ويتشكل النكوص والضعف والجمود في الأداء, عندما يتجاوز الانسان حد أقصى ممكن من التوافق بين القلق والاداء ويخترق حاجز الحد الحرج يكون بذلك معرضا لأضطرابات القلق السلوكية والمعاناة منها مسببه له اختلالاً ونوع من الإعاقه في عمليات الاداء تتجلى بالجوء للمناورة والتخفي وإظهار نوع من الإزدواجية السلوكية التي يغطي بها أزمته النفسية . القلق النفسي المخفي والمكنون في عمق الذاكرة الشخصية الفردية أو الكلية (عالم الوعي اللا مباشر) يختلف عن القلق الظاهر أو المظهري حيث يتصف الأخير بإمكانية التنفيس عنه أو التعبير اللغوي عن المعاناة منه وقد يلجأ أحيانا للحلول المعروفة لتجاوزه وقد ينجح كثيرا أسلوب المباشرة في كشفع وتحليل أسبابه ونجاح أكيد أو تقريبي في علاجه عند الظهور كحالة من حالات المرض النفسي كالقلق الاكتئابي والمخاوف أو الرهاب والفزع .... الخ. أما الأول فيظهر من خلال سلوكيات لا إرادية تؤثر على الشخص والآخرين, ومن أوضح هذه السلوكيات التطرف واللا مبالاة وأحيانا العنف بأشكاله المتنوعة .فوراء كل قلق( عنف كامن) (Hidden aggression ) يتخذ منحيات سلوكية يصرفها العقل الباطن ويطرحها خارجا كشكل من السلوكيات اللا إرادية أمام الآخرين ليتقولب عليها وتتحول مع الأستمرارية إلى نمط سلوكي عام ومتجذر لا يمكن حتى الشعور به ويتحول القلق تبعا لذلك إلى ما يسمى بالخوف من المجعول أو الخوف من مجرد إدراك الوجود. هذا التطرف سواء كان نحو الأشياء المحببة أو التطرف بكراهية بعض الأشياء الأخرى يولد سلسلة من التناقضات بين أفراد المجتمع المصاب بالقلق لأن كل فرد سوف يختار بحسب وعيه العقلي المتفاوت والمتغير واللا مستقر زواية أو موضوع ليتطرف به أو ينحاز له بتطرف, هذا النوع من الأختلاف يصبح هاجس ذاتي يتقوى ويشتد في حالة المساس بما يعتقده الفرد فوق الإنحياز الطبيعي أنه هوية ذاتية كالدين والنسب وأحيانا الفكر ذاته . قد لا يكون التطرف السلوكي واحدا في كل الأوقات ولا مع كل الأفراد إنه يشتد مع قوة وأشتداد التطرف المقابل لكنه يخف من وطأته وقد لا يظهر علنا وخارجا بوجود عوامل أشتراكية أخرى أو مصلحية مع الأخر المختلف ,هذا الأمر ينسبه البعض على أنه نوع من أنواع الفصام الشخصي وهو مرض مختلف تماما من حيث الأسباب والنتائج والأعراض ولا يمكن بالحقيقة وصف الشخصية القلقة بالفصام كونها لا تمارس التلبس الدائم بالظهور الشخصي المختلف تحت دوافع مرضية مجردة .
#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)
Abbas_Ali_Al_Ali#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
المجتمع الإنساني بين التكوين والنتيجة ح39 , من ملامح الشخصية
...
-
المجتمع الإنساني بين التكوين والنتيجة ح36 , الشخصية الأجتماع
...
-
المجتمع الإنساني بين التكوين والنتيجة ح37 , الشخصية العراقية
...
-
المجتمع الإنساني بين التكوين والنتيجة ح35 , الشخصية الأجتماع
...
-
المجتمع الإنساني بين التكوين والنتيجة ح34 ,5.النمط العراقي ا
...
-
المجتمع الإنساني بين التكوين والنتيجة ح32 , 3, البيئة والتنق
...
-
المجتمع الإنساني بين التكوين والنتيجة ح32 , 4. الحق والحقيقي
...
-
قصيدة _ خطاب للشمس
-
المجتمع الإنساني بين التكوين والنتيجة ح31, الجغرافية البيئية
...
-
المجتمع الإنساني بين التكوين والنتيجة ح29 , ضياع الدليل العل
...
-
المجتمع الإنساني بين التكوين والنتيجة ح30 , الجغرافية البيئي
...
-
المجتمع الإنساني بين التكوين والنتيجة ح27 ,المكان والجغرافية
...
-
المجتمع الإنساني بين التكوين والنتيجة 28 , الإنسان هو الثورة
...
-
أنشودة الخلاص
-
المجتمع الإنساني بين التكوين والنتيجة ح25 ,إشكالية التكيف وا
...
-
المجتمع الإنساني بين التكوين والنتيجة ح26 , العامل النفسي ال
...
-
المجتمع الإنساني بين التكوين والنتيجة ح23 , تأريخية المجتمع
...
-
المجتمع الإنساني بين التكوين والنتيجة ح24, هل يمكن للشخصية ا
...
-
المال من مصادر التغيير الأجتماعي ح22 ,هذيان نظرية التطور الأ
...
-
المجتمع الإنساني بين التكوين والنتيجة ح21 ,التطور الأجتماعي
المزيد.....
-
-حالة تدمير شامل-.. مشتبه به -يحوّل مركبته إلى سلاح- في محاو
...
-
الداخلية الإماراتية: القبض على الجناة في حادثة مقتل المواطن
...
-
مسؤول إسرائيلي لـCNN: نتنياهو يعقد مشاورات بشأن وقف إطلاق ال
...
-
مشاهد توثق قصف -حزب الله- الضخم لإسرائيل.. هجوم صاروخي غير م
...
-
مصر.. الإعلان عن حصيلة كبرى للمخالفات المرورية في يوم واحد
-
هنغاريا.. مسيرة ضد تصعيد النزاع بأوكرانيا
-
مصر والكويت يطالبان بالوقف الفوري للنار في غزة ولبنان
-
بوشكوف يستنكر تصريحات وزير خارجية فرنسا بشأن دعم باريس المطل
...
-
-التايمز-: الفساد المستشري في أوكرانيا يحول دون بناء تحصينات
...
-
القوات الروسية تلقي القبض على مرتزق بريطاني في كورسك (فيديو)
...
المزيد.....
-
كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج
/ زهير الخويلدي
-
معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية
/ زهير الخويلدي
-
الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا
...
/ قاسم المحبشي
-
الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا
...
/ غازي الصوراني
-
حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس
/ محمد الهلالي
-
حقوق الإنسان من منظور نقدي
/ محمد الهلالي وخديجة رياضي
-
فلسفات تسائل حياتنا
/ محمد الهلالي
-
المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر
/ ياسين الحاج صالح
-
الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع
/ كريمة سلام
-
سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري -
/ الحسن علاج
المزيد.....
|