|
كيف لحيفا أن تقتلع الياسمين من ارضها وتزرعه في رام الله
عهد صالح مسلماني
الحوار المتمدن-العدد: 4806 - 2015 / 5 / 14 - 16:11
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
كيف لحيفا أن تقتلع الياسمين من ارضها وتزرعه في رام الله ( الجزء الأول) كما اي عائلة حيفاوية اسرائيلية يتخذ بن تسيفي مقعده الرئيسي على مائدة الطعام ويتلو باليهودية " انتم شهودي يقول الرب تؤمنوا بي تفهمون أني أنا هو قبلى لم يصور إله وبعدي لا يكون أنا الرب وليس غيري مخلص، أنا الله ولا منقذ من يدي" تردد زوجته تامار وابناءها يوسي وسارا"امين " ،يتناولون الخبز المبارك ووجبة خفيفة من السمك المشوي ، سارا الابنة البكر مصرة على الذهاب الى المانيا لدراسة الهندسة الطبية غير أن بن تسيفي غير مقتنع بجدوى الذهاب الى المانيا بينما جامعه تل ابيب ليست بعيدة وفيها ذات التخصص التي ترغب به سارا ، تحدث مشادنة على طاولة الطعام بين سارا ووالديها لرفضهم مغادرة سارا اسرائيل والذهاب لالمانيا للدراسة ،فعائلة بن تسيفي متدينة وترفض مغادرة ارض الميعاد بعد ان قدم جدهم اليعازر الى اسرائيل قادما من مالطا للعيش في حيفا بعد ان استولت عليه من عائلة فلسطينية بعد ان قتلتهم قوات الهاغاناة في84 في محاولة للرجوع الى ارض الميعاد وتم منحه لعائلة بن تسيفي مكافأة لهم لعودتهم الى اسرائيل ،تحاول سارة جاهدة اقناع والديها بالسفر للتعليم في احدى ارقى جامعات المانيا ولكن دون جدوى، تغضب سارا وتترك المائدة مسرعة الى غرفتها ينتهي العشاء مسرعا و يعود كل منهم الى ادراجه لا نقاش اليوم بعد ما حصل على المائدة ولا صلوات تلمودية ليباركهم الله، وعلى الجانب الاخر ففي رام الله تغادر الشمس مسرعة معلنة قدوم الليل لا تنام المدينة ولا تنطفىء شوارعها ،يشعل غسان سيجارة جديدة وهو يتناول فنجان قهوة مع صديقه احمد في احدى مقاهي رام الله يتسائل احمد: كيف باتت العلاقة مع ياسمين التي تقطن في حيفا هل للزواج جزء من مخططاتكم ؟ كيف يا احمد وهي تقطن حيفا وانا في رام الله كيف لها ان تترك بيتها وارضها واصدقائها وتتزوج بي أنا القاطن في الضفة الغربية واللاجىء من دالية الكرمل كيف اذهب وأنا لا يسمح لي بزيارتها او التعرف على ذويها او السير في شوارعها أوتناول السمك معها على شواطئ حيفا كيف لي أن اغازلها بأنني احبها واني سأبني بيتا لها من عطرها وبأني ساتزوجها وانجب منها طفلين كلون عينيها ،اجلس لساعات في محاولة لأخذ قبلة من جبينها كيف يا احمد ساراها وأنا المحروم من رؤية حيفا ورؤيتها، يجيب غسان . إن صارحتها برغبتك بالزواج بها ستوافق فهي تحبك وترغب بالارتباط بك عاجلا ام اجلا! يضيف احمد ،كيف لحيفا أن توافق أن اخذ ياسمينا من ارضها وازرعه بذات العطر وذات اللون في رام الله، كيف يا احمد لقلبي أن يقتلع ياسمين من ذويها وان احبها بكل هذه الانانية أن ابني لها بيتا وحياة وعالما واصدقاء جدد مختلفون عنها هنا في رام الله. سارا الغريبة في حيفا رغم انها ولدت فيها وتعلمت في مدارسها لم تقتنع بضرورة البقاء والدراسة في حيفا نعم انها غريبة عنها ولم تشهد تاريخها ولم تعرف ما معنى ان تقتل لاجل بيتك وارضك ولم تعرف كيف لياسمين الارض أن ينبت وسط اشواك تعيش في حيفا ولم تعرف كيف لطعم البحر ان يصبح مالحا ،ولم تعرف كيف للحب أن يزهر في حيفا و أن يقطف في رام الله رغم انها تعيش في حيفا الى انها لم تعرف كيف للحجر أن اصبح معتقاً الى هذه الدرجة وكيف لعكا جارتها أن حاربت نابليون وقهرته باسوارها وكيف للتاريخ ان تغير وتبدل بعد ان شوهته اقلام كتابهم . جهزت سارة ملابسها ووضعتهم في حقيبة السفر ولم تنم خوفا من ان يستقيظ والديها ويمنعانها من السفر ، استأجرت تاكسي لتوصيلها الى مطار اللد "بن غورين الان " لتلحق بطائرة الخامسة فجرا ركبت الطائرة ورمت كل حيفا ورائها رمت ذكريات 67 عاما لوجودهم في ارض ليست لهم وغادرت الى المانيا للدراسة والاستقرار هناك . غسان ذو السادسة والعشرون من العمر تعرف على ياسمين في رام الله حينما حضرت من حيفا لحضور تأبين محمود درويش في 2009 توديعا لشاعرها المحبوب ،لم يعرف غسان حينها كيف للأرض أن تتسع قلبه فرحا وحبا للقاء فتاة بجمال ياسمين وبعذوبة قلبها وبوطنيه فلسطينيتها رغم انها تعيش ضمن وسط اسرائيلي مختلط الثقافة مشوه التاريخ ورغم كل ذلك الى انها فلسطينية الكمال والجمال والوطن . بعد مرور 7 سنوات من التعارف على غسان أن يخبر ياسمين برغبته بالزواج بها رغم صعوبة بل استحالة أن يكون لوالديها موافقة على موضوع الارتباط من شاب يعيش في رام الله لا يستطيع القدوم الى حيفا ولا يمكنه مشاركه عائلة ياسمين افراحهم واطراحهم الى انه سيختبر شعور ياسمين وموافقتها الأولية على الارتباط به والعيش في رام الله . كيف للحب أن يختبر وكيف للياسمين ان يعترض !
#عهد_صالح_مسلماني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
أن تكون إمرأة
-
مفاوضون لا يعرفون التفاوض
المزيد.....
-
الحوثيون يزعمون استهداف قاعدة جوية إسرائيلية بصاروخ باليستي
...
-
إسرائيل.. تصعيد بلبنان عقب قرار الجنايات
-
طهران تشغل المزيد من أجهزة الطرد المركزي
-
صاروخ -أوريشنيك-: من الإنذار إلى الردع
-
هولندا.. قضية قانونية ضد دعم إسرائيل
-
وزيرة الخارجية الألمانية وزوجها ينفصلان بعد زواج دام 17 عاما
...
-
حزب الله وإسرائيل.. تصعيد يؤجل الهدنة
-
مراسلتنا: اشتباكات عنيفة بين مقاتلي -حزب الله- والقوات الإسر
...
-
صافرات الانذار تدوي بشكل متواصل في نهاريا وعكا وحيفا ومناطق
...
-
يديعوت أحرونوت: انتحار 6 جنود إسرائيليين والجيش يرفض إعلان ا
...
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|