أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طاهر مسلم البكاء - تشخيص واقعنا والعلاج














المزيد.....

تشخيص واقعنا والعلاج


طاهر مسلم البكاء

الحوار المتمدن-العدد: 4806 - 2015 / 5 / 14 - 09:57
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


ليس هناك اكثر مما قيل وكتب حول واقع العرب اولا ً كأمة تجمعها خصائص وصفات واهداف قلما توفرت لأمم الأرض ،وثانيا ً لما توفرت لها من فرص الألتقاء بوجود التهديد من عدو مشترك وتوفر الأمكانيات البشرية والمادية العملاقة ،غير ان المفارقة أنها تعيش أسوء حالاتها ،ولاأمل قريب بنهوضها .
التشخيص :
من اهم مراحل العلاج هو تشخيص العلة ،فالمريض الذي يقابل طبيب يفشل في تشخيص مرضه سيتجرع مرارة انواع الأدوية دون ان ينال الشفاء ،ولذا فمن اولى المهام هو الأستمكان الدقيق للأسباب التي تؤدي بنا كعرب مسلمون الى الموت البطئ ،وبموجز هي :
1- موقفنا من الماضي وتحجرنا على قوالب قد تكون ابعد ماتكون عن الواقع ،اختطها الوهم في عقولنا وعبدّها اعدائنا ليستمر مسيرنا عليها ميسرا ً الى مالانهاية من الضعف والذل والخيبة .
2- لننتبه الى ان الغرب الذي تبهرنا اليوم طرائق معيشته في الحياة وحسن استخدامه للعقل ،لم يقفز الى هذا الحال بخطوة واحدة بل مر بأشد الظلامات والحروب حتى وصل الى ماهو عليه فقد مر بحروب ابادة وحشية و محاكم التفتيش وقهر ديني وفكري وكبت للحريات وعاش صور الأستعمار بأشكالها المختلفة .
لذا من الخطأ ان نتجه لتتبع مسارات ثابتة مقولبة لأنها نجحت في مكان ما من العالم ان علينا ان نرسم خصوصيتنا للزمن الحاضر مع الأخذ بماهو ايجابي في تراثنا وترك ما اولد الفرقة والتقزم بيننا .
3- ان تعاملنا مع الحضارة العربية هو تعامل سلبي حيث ان هذا لم يجلب لنا سوى كراهية بعضنا ،وعزز صور التفرقة المذهبية والطائفية ،بينما كان يمكن ان نتقبل الرأي الآخر كما نريد من الآخرين تقبل افكارنا وهذا هو التلاقح الفكري الذي يغني حياتنا ويوسع مداركنا نحو الأخطار الأستراتيجية التي تهدد الجميع .
ويدخل في هذا الجانب صعوبة الأتفاق على اهدافات وممارس عديدة في حياتنا ،وبالتالي اللجوء الى نظرة وتوجهات دينية صارمة ما انزل الله بها من سلطان فمثلا لاتزال العديد من عناصر الثقافة العامة موضع جدل ، حيث ان الوقوع تحت سلطة الأفتاء اوقف الزمن واوجد التحجر وابعدنا بالكامل عن الحياة والتفكير بالمستقبل بعلمية وواقعية .
4- اثبت واقعنا أنه بيئة غير صالحة ،لايولد ولاينمو فيها شيئا من الأبداع ولايشجع عليه، حيث ان من أهم متطلبات الأبداع :
- عطاء خيال واسع بعيد عن القيود الجاهزة المقولبة .
- عقل مفتوحة له الأفاق ومتوفره الخيارات .
- ارادة قوية مستقلة تملك الأختيار، وقادرة على إيتاء الفعل ،
وكل هذا غير متوفرفي واقعنا الحالي
ان من يبدع عندنا ويتمكن من النهوض لايعتبر سياق وطريق ثابت بل هو الشواذ من القاعدة ، وبالتالي فأن حالات الأبداع هي حالات خاصة تكون قد كافحت للتغلب على العديد من الموانع مثل التهميش والقمع والأقصاء ومناصبة العداء وتجريم المبدعين ..فمجتمعاتنا ومؤسساتنا على اختلافها لاتقبل الخروج عن المألوف ،وبالتالي يموت الأبداع في دولنا لعدم توفر البيئة المناسبة ولكن مواطنينا عندما يعيشون في الغرب حيث تتوفر لهم الظروف الملائمة فانهم يبدعون كأفضل ما يمكن ويبرز الكثير منهم في مختلف المجالات .
5- لم نحترم العلم رغم اننا نرى بأم أعيننا كيف حمل العلم الأمم المتمدنة المتقدمة اليوم الى مراتب راقية و تأخرنا في السباق العلمي ،فنحن اليوم في عداد العالم المتخلف ، واثبتت الأحداث بدون جدال ان القوة والرفاه لايتوفران بدون العلم حتى مع توفر الثروات ،لقد وجدنا انفسنا نتجادل حول امور لاتوفر لنا التقدم في الحياة، ولاتعطينا لاالحاضر ولا المستقبل وتركنا الأمور المهمة التي انتبه اليها العالم وهيأ لها سبل التقدم المتواصل والتنافس الشريف نحو القوة ابدا ،اما نحن فنحو الفرقة والضعف والفقروالتخلف باستمرار ،والأسوء من ذلك اننا سائرون بقوة في هذا الأتجاه ولايبدو في الأفق القريب ان هناك رجعة ومحاسبة مع الذات .
6- غياب الأهداف :
ان من اسمى غايات الفكر الخلاق على اختلاف العصور ،هو السيطرة على ما حولنا من طبيعة مجبرين على العيش وسطها
والأعمار المنتج المخطط له ، والوصول بالعلاقات الأنسانية الى اسمى الغايات مما اتفق بنو البشر عليه من البناء المفيد والحرية والتسامح وقبول الآخر والعدل واحترام القانون والحقوق العامة .
ان الفكر الغير المنتج هوفكر فوضوي لافائدة منه ، وهناك احتمالان فاما ان يكون العيب في الفكر فهو سفسطة و نتاج لافائدة حياتية فيه ، او يكون الأصغاء معدوم مع وجود الفكر المنطقي متداول بيننا دون ان نلتفت اليه أو مكدس دون ان نزيح عنه الغبار ،وعلينا ان ندرك وبسرعة الطريقة المثلى التي تيسر لنا نيل اهدافنا الكبرى وتحقيقها ،ونعي الطريق المظل الذي نحن فيه سائرون .





#طاهر_مسلم_البكاء (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المرأة العاملة والأسرة
- عاملة بعمر المراهقة
- تقسيم العراق حلم صهيو- أمريكي
- صفات مخلوقات الفضاء (2)
- صفات مخلوقات الفضاء من غيرنا ( 1)
- حسم المعركة ضرورة وطنية كبرى
- من هذه المرأة ؟
- ما أروع عاصفتكم
- جسر الحضارات فرحة ناقصة
- عالم غاب ام مبادئ ومثل
- تسعير الكهرباء أم احياء الصناعة
- المنطق في الأعجاز القرأني ( 6)
- هل ينفذ اوباما مالا يريده الصهاينة
- لاغني العرب ولافقيرهم خلصان
- العرب يقتلون أنفسهم
- عاصفة الخرم ..بين الفاقة والثروة
- أمة ضحكت من جهلها الأمم
- من هو الأحق من الشيطان بالرجم
- لماذا لاتفرحنا قممكم
- ماذا سيحصل في الخليج ؟


المزيد.....




- عمال أجانب من مختلف دول العالم شاركوا في إعادة بناء كاتدرائي ...
- مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى بحماية شرطة الاحتلال الإسرائي ...
- أجراس كاتدرائية نوتردام بباريس ستقرع من جديد بحضور نحو 60 زع ...
- الأوقاف الفلسطينية: الاحتلال الإسرائيلي اقتحم المسجد الأقصى ...
- الاحتلال اقتحم الأقصى 20 مرة ومنع رفع الأذان في -الإبراهيمي- ...
- استطلاع رأي إسرائيلي: 32% من الشباب اليهود في الخارج متعاطفو ...
- في أولى رحلاته الدولية.. ترامب في باريس السبت للمشاركة في حف ...
- ترامب يعلن حضوره حفل افتتاح كاتدرائية نوتردام -الرائعة والتا ...
- فرح اولادك مع طيور الجنة.. استقبل تردد قناة طيور الجنة بيبي ...
- استطلاع: ثلث شباب اليهود بالخارج يتعاطفون مع حماس


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طاهر مسلم البكاء - تشخيص واقعنا والعلاج