أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - محمد قروق كركيش - من النمو إلى تنمية الشخصية:اسهام مدرسة التحليل النفسي















المزيد.....



من النمو إلى تنمية الشخصية:اسهام مدرسة التحليل النفسي


محمد قروق كركيش

الحوار المتمدن-العدد: 4806 - 2015 / 5 / 14 - 08:16
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


سنحاول في هذه الورقة أن نقدم أهم الأفكار التي جاء بها سيجموند فرويد في نظريته التحليل نفسية حول موضوع الشخصية التي نشتغل عليها، وقد حاولنا أن نقدم في المحور الخاص بالنظريات التي تعرضت لموضوع تنمية الشخصية ونموها وتطورها ما جاءت به مدرسة التحليل النفسي مع زعيمها ومبتكرها الأول، وذلك لسبب بسيط، أنه يعتبر أول من نظر في هذا الموضوع، وأول من خاض فيه، وأول من فتح أبوابه العميقة قبل أن يتخصص علماء النفس في الموضوع بشكل دقيق وقبل أن تظهر فروع متخصصة في علم النفس كفرعي: علم نفس الشخصية وعلم نفس النمو. ويمكن القول أن البعض من علماء النفس أمثال جان بياجيه يعتبرون أن فرويد صاغ نظريته في بداياته على ضوء تفكيكه للبنية النفسية الداخلية للشخصية؛ وبالتالي فهي نظرية في الشخصية أكثر ما هي نظرية في التحليل النفسي بشكل عام، ولا نختلف نحن مع هذا الرأي؛ ذلك أن فرويد قبل أن يتوجه إلى البحث وابتكار طرق جديدة لمعالجة الشخصية الغير السوية أو التي تعاني من أمراض نفسية وعقلية عصبية في مراحل متتالية من أعماله المتأخرة، توجه بالخصوص إلى فك شفرة هذه الشخصية حتى يتعرف على بنيتها ودينامياتها وصراعاتها ومكوناتها، فلم يرد في البداية -وهذا يعترف به في كتابه "حياتي والتحليل النفسي(1925م)"- أن يقدم لنا في نظرياته أساليب معالجة وتحليل نفسية الإنسان قبل أن يكتشفها أولا، فكانت هذه الرؤية بالنسبة إليه منطلقه لبناء نظرية صارمة ومتميزة ظلت أفكارها مسيطرة في حياته وسنوات عديدة بعد وفاته، وأفرزت تيارات وباحثين وعلماء استطاعوا بفضلها أن يطوروا علم النفس بشكل عام، لذلك، ومن أجل فهم السياقات العامة التي تحدث فيها فرويد عن الشخصية وبنيتها ودينامياتها وتكاملها سنعمل على توضيح سيرته الذاتية والخلفيات التي جعلته يتعرض لهذه المواضيع، فنقدم عنصرا موجزا يتعلق بحياته، ثم نقدم بعده نظرته للشخصية الانسانية في تفرعاتها وعناصرها البسيطة والمعقدة التي يمكن اعتبارها نظرة نفسية من الداخل أكثر ما هي من الخارج، بعد ذلك نحاول بشكل مقتضب أن نقدم أهم الانتقادات التي تعرض لها في موضوع الشخصية التي جعلها محط اهتماماته الأولى، فما هي مميزات النظرية الفرويدية للشخصية كموضوع للتحليل النفسي؟

أ- سيجموند فرويد:نبذة عن حياته ومساراته العلمية
تقول كاترين كليمان في كتابها حول التحليل النفسي:"يعتبر فرويد(1856-1939م) هو مؤسس التحليل النفسي والحامل لنسبه الأسطوري، لم يكن فرويد منفصلا عن العلم الذي كرس له حياته كلها، يتطلب تقييم ما سمي غالباً بالثورة الفرويدية دراسة توازي بين النظرية والتاريخ الفرويديين:ذلك أن الشروط التي تأسس فيها علم التحليل النفسي وتطوره اللاحق ستمكننا بالفعل من أن نفهم جيدا الجدة الجذرية لهذا العلم" ، لذلك كان علينا تقديم نبذة مختصرة عنه حتى نتعرف على جذور تكوينه وعلمه فيما يخص الموضوع، فهو يقول بنفسه:"ولدت في 6 من مايو عام 1856م في فريبرج بمورافيا، تلك المدينة الصغيرة التي توجد فيما يعرف بتشيكوسلوفاكيا، وكان والداي يهوديان وبقيت أنا كذلك، ولدي من الأسباب ما يحملني على الاعتقاد أن أسرة أبي أقامت زمنا طويلا على شاطئ الراين (عند كولونيا)، وأنها هربت صوب الشرق نتيجة اضطهاد اليهود إبان القرن الرابع عشر أو الخامس عشر" ، لكنه سينتقل وأسرته في عام 1859م ليستقر في فيينا عاصمة النمسا بشكل نهائي، وبعد أن أكمل فرويد دراسته الثانوية التحق بكلية الطب التابعة آنذاك لجامعة فيينا عام 1873م تلبية لرغبة والده الذي أراده أن يكون طبيبا جراحا رغم أن ميول فرويد الذاتية كانت عكس ذلك، بل كان يطمح فرويد أن يصير عالما، وكانت شروط تكون هذا الدافع لديه تعود إلى ثقته المفرطة في نفسه والمبالغة في تقدير عال للذات، وذلك ناتج كما يبدو إلى خلفيات الاضطهاد التي عانى منه هو وأسرته بحكم الفقر وانتمائهم أيضا للطائفة اليهودية في المجتمعات الأوروبية آنذاك، ويمكن الإشارة أنه في نشأة فرويد كان العلم قد حقق انجازات مهمة وخصوصا في ميدان الفلسفة والعلوم الطبيعية والاجتماعية التي كانت قد قطعت أشواطاً جد متطورة، وذلك يتجلى في بروز كوكبة من المفكرين والعلماء أمثال:داروين وكانط وهيغل وهاربرت وشوبنهاور وغيرهم، وكانت الكمياء والفزياء في أوج تطورها العلمي، هذا الجو أثر عليه بصفة مباشرة واثر على أفكاره التنويرية في زمانه، فبعد أن تخرج فرويد من كلية الطب سنة 1881م رفض أن يتوجه لممارسة الطب كما أراد له والده، بل فظل رغبة منه التوجه إلى البحث الدقيق ومواصلته في مختبر أستاذه الطبيب إرنيست فون بروك الخاص بالفيزيولوجيا، الذي أثر عليه، فقد اعترف فرويد بأن "صدور كتاب بروك حول: محاضرات في الفيزيولوجيا عام 1874م جعله يتوجه إلى البحث العلمي المختبري قصد استكمال بحوثه وبناء نظريته عوض أن يشتغل طبيبا" ، وفي سنة 1882م سيتعرف فرويد على صديقة عمره مارتا برنايز التي ستكون علاقته بها علاقة مبنية على الحب، وستكون هذه المرحلة حاسمة في تفكير فرويد حول أبحاثه العصابية الأولى، إذ أن تطور علاقته بها سيجعله يفكر بادخار المال حتى يتزوج بها، فبدأ بالتفكير الجدي بتوفير مورد مالي فتراجع عن البحث وبدأ ممارسة الطب عملا بتوجيهات أستاذه بروك ومن أجل تأمين مبالغ من المال، فاشتغل أول الأمر كطبيب متمرن في قسم الجراحة في مستشفى فيينا لمدة شهرين، ثم انتقل إلى قسم الصحة العامة التي قضى فيها ستة أشهر قبل أن يتحول إلى قسم الأمراض العقلية فتحول تفكيره إلى الجانب النفسي العقلي، وبعدها انتقل إلى قسم الأمراض الجلدية ليوجه اهتمامه أثناء عمله فيه إلى الأمراض الزهرية، وقد كانت دراسات فرويد التي أنجزها ونشرها عام 1885م تتركز حول:"مشكلات التشريح المقارن وتحديد وظائف الدماغ" ثم "الحسبة" ثم دراسته حول:"الاضطرابات البصرية" وهو الذي اكتشف اكتشافان علميان في هذه الفترة:الأول يتعلق باكتشاف الخلايا العصابية، أما الثاني فيتعلق باكتشاف الكوكايين الذي برهن على فعاليته الخطيرة، وقد تميزت جميعها وبشهادة أساتذته والمختصين بعلميتها وجدتها وأصالتها، هذه الأمور ساعدته في نفس السنة أن يصبح استاذا خاصا في طب الخلايا العصبية، هذا الأمر جعله يبحث عن تجارب جديدة من أجل تطوير ما أراد أن يبتكره،"فكانت المناسبة أنه سافر في سنة 1885م إلى باريس في بعثة علمية قضى بها عاما كاملا اضطلع فيها على أفكار أستاذه الجديد جان مارتان شاركو مباشرة، وهو فرويد التلميذ الذي كان يسمع بتقدم الطب والأبحاث النفسية في فرنسا مع شاركو بعدما كان فرويد معجبا به وبأفكاره وأبحاثه فأراد التقرب منه مباشرة، فكان له ما أراد" ، ويمكن اعتبار جان مارتان شاركو و هيبوليت بيرنهايم في نانسي وجوزيف بروير من الأطباء والأساتذة والأصدقاء الثلاثة الذين سيتمكن فرويد من خلالهم من التعرف لأول مرة على واقع الهيستيريا؛ أي على لغة الجسد، وخصوصا مع شاركو الذي يزيلها عن طريق التنويم المغناطيسي ومع برنهايم الذي يستخدم تقنية الإيحاء ثم طريقة بروير القائمة على المعالجة بالكلام" ، كل ذلك سيجعل فرويد يبلور مشروعه في التحليل النفسي، فعاد إلى فيينا سنة 1886م وهي نفس السنة التي سيتزوج فيها بصديقة عمره مارتا حيث استمر في عملياته كطبيب، وفي سنة 1895م سينشر فرويد:"دراسات حول الهستيريا" بالاشتراك مع صديقه واستاذه بروير، ثم سيكتب بعدها "ملخص إجمالي لسيكولوجيا علمية" سيبعثها إلى صديقه فيلهيم فليس ، لكن موت أبيه سنة 1896م سيجعله يعاود التفكير في نفسه وسيقوم بأول خطوة، هي أنه سيقوم بتحليل لذاته انطلاقا مما لاحظه من مرضاه وهنا سيبرهن على آثار اللاشعور، كل هذه الأفكار ستزيد من شغفه لتطوير نظرية متكاملة فكان له ما أراد فألف سنة 1900م كتابه حول:"علم الأحلام" الذي يعتبره علماء النفس المؤسس الفعلي للتحليل النفسي، بعدها ستتقاطر أبحاثه ومؤلفاته واجتهاداته ، وستتكون نظريته التي دافع عنها وأراد تطويرها حتى آخر رمق من حياته، وسيكون كتابه "موسى والتوحيد" آخر نص كتبه سنة 1939م بحيث سيباغته الموت قبل استكمال الكتاب بشكل نهائي، فكانت تلك السنة سنة توديعه.

ب- التحليل النفسي:بنية الشخصية وتكونها
إن تركيز فرويد على تفكيك بنية الشخصية له ما يبرره، لذلك فهو منذ البداية يصرح "أن الشخصية هي تنظيم دينامي -أي حركي داخلي لعوامل نفسية وفيزيولوجية- يحقق تكيف الفرد ببيئته" ، ففرويد يرى أنه قبل أن نتعرف على المراحل الأساسية للنمو وتطور وتنمية الشخصية لابد من معرفة مركبات هذه الشخصية، لذلك فإن هذه المدرسة لم تقف عند حدود سمات الشخصية بل كانت أول من قدم لنا صورة عن بنية ومكونات الشخصية ووظيفتها وتفاعل بعضها مع بعض ومع العالم الخارجي، فنظرية التحليل النفسي تتجه إلى "تأكيد أثر العوامل الفطرية والدوافع الطبيعية كالرغبات والحاجات في إيجاد شحنات نفسية شبيهة بتلك التي تحدث للقاطرة البخارية، وإن مهمة الفرد هو المحافظة على نظام الاتزان الداخلي عن طريق تنظيم تصريف تلك الشحنات النفسية منعا من اختلال السلوك، وأنه في حالة احتباس تلك الطاقة فإن الفرد يصاب بالعلل النفسية، كما أن انفجارها تحت الضغط يولد آثارا ضارة للفرد عضويا ونفسيا " . لذلك فإن تنمية الشخصية ينبغي أن تمر في ظروف سليمة وسوية حتى نحصل على شخصية متماسكة وسوية خالية من أي أمراض نفسية أو عقلية، ويتم ذلك كما يوصي فرويد في السنوات الخمس الأولى من العمر، لأن سلوك الفرد الراشد يكون نتاج الخبرات السابقة التي مر بها خلال المراحل الأولى من عمره، وهي نفس المراحل التي تتكون فيها الشخصية وتبني مكوناتها وتفاعلاتها، ففرويد في نظريته يرى أن البناء العام للشخصية هو بناء يتكون من ثلاث تنظيمات داخلية ذات تأثير على حياة الفرد العقلية، وهذه المكونات أو المركبات متصلة ومتكاملة ولا تعمل على انفراد أو بمعزل عن باقي الأجهزة النفسية، وأن أي اختلال أو انعدام للتوازن بينهما يؤدي إلى سلوك مرضي يعوق النمو الفرد وتنمية الشخصية معا، لذلك ينبغي أن تنمى مكونات الشخصية لدى الطفل بشكل مركز ومتوازن حتى نخلق انسانا تنمويا يخدم نفسه ومجتمعه، وهذه المكونات حسب نظرية التحليل النفسي هي:
1- الهو(ID):
بالنسبة لفرويد فالهو هو مستودع الغرائز، وهي تمثل مجموع الصفات النفسية الفطرية والموروثة والحاضرة وقت ولادة الفرد، لأن الهو منبع الطاقة البيولوجية والنفسية التي يولد الفرد مزودا بها، ويضم الدوافع الفطرية، الجنسية والعدوانية، بعبارة أخرى "فالهو هو طبيعة الإنسان الحيوانية قبل أن يتناولها المجتمع بالتحوير والتهذيب، وهو جانب لاشعوري عميق ليس بينه وبين العالم الخارجي الواقعي صلة مباشرة" ، لذلك فالهو يولد مع الفرد ولا يعرف شيء عن الأخلاق وعن الضوابط والمعايير الاجتماعية ولا شيء عن المنطق أو الزمان والمكان، لذلك وجب تنمية هذا المكون، ففرويد يقول:"إن الرضيع يخرج ويرفس ويتبول متى شاء وحيثما شاء وكيفما شاء، لأن مبدأ اللذة يندفع إلى إشباع دوافعه اندفاعا عاجلا كاملا، فإن استعصى عليه إرضائها في عالم الواقع أرضاها في عالم الخيال، لأن الهو هو الصورة البدائية للشخصية" ، بحيث يعمل الهو على تحقيق الرغبات الشخصية كاستجابة للدوافع الفطرية التي لا تكف عن العمل وذلك لتخفيف الضغط الداخلي الذي يصاحبه بعض الألم إذا ما تعذر تحقيق تلك الرغبات، وحينما لا يحقق الطفل رغباته الفطرية ويختل التوازن ويزداد الضغط ويكثر الألم فإن الهو يدفع الفرد للقيام بنشاط سلوكي معين لإعادة التوازن، ويلجأ الهو بهذا الخصوص إلى وسيلتين :
- السلوك المنعكس(Reflexive Behaviore):هذا السلوك ذو علاقة بالارتباطات العصبية التي يولد الفرد مزودا بها، كما يعتبر من أنواع السلوك الفطرية اللاإرادية(لاشعورية)، تتمثل بعض نماذج هذا السلوك في حركة اغماض العينين للتخلص من مضايقة مصادر الضوء القوية، أو التصرف في حالة الحظر بالجري والهرب للاختباء وغير ذلك من تصرفات مشابهة.
- الصور الذهنية(Mental Images):يقوم الانسان بالسلوك المنعكس في حالة لم يرضي حاجاته الفطرية وتماما فإنه أيضا يلجأ إلى الصور الذهنية فيتصور الأشياء أو الأمور التي كان يتمنى أن يقوم بها ولكنه حرم منها، مما يعمل على تعويضه عن عدم قدرته على التصرف بحرية وإشباع حاجاته سواء كان ذلك عن طريق التصور مثلما يحدث في أحلام اليقظة أو عن طريق الأحلام التي يراها أثناء النوم، غير أنه نظرا لعدم قدرة الصور الذهنية والأحلام بنوعيها على اشباع الشعور بالجوع أو العطش مثلا بشكل واقعي فإن ذلك قد يؤدي إلى تدخل الأنا في الموضوع لتقديم حلول بديلة قادرة على تحقيق تلك الرغبات بشكل موضوعي وفي اطار اجتماعي مقبول، أما إذا حدث العكس فمعناه أن نمو الشخصية هو نمو غير متكامل وبالتالي فهو نمو ناقص.
2- الأنا(EGO):
إذا كان الهو يولد مع الفرد فإن الأنا جانب ومكون للشخصية يتكون بالتدريج من خلال اتصال الطفل بالعالم الخارجي الواقعي عن طريق حواسه، "فالطفل مثلا يرى اللهب جذاباً فيلمسه فيشعر مباشرة بالألم فيتعلم أن يتجنب اللهب، كذلك فإنه يتعلم من خلال السمع أن هناك أصوات تعني الخطر فيتفاداها، لذلك فهو عن طريق اتصاله بأمه وبخبراته الحسية التي تتطور يتعلم أنه لا يستطيع أن يظفر بما يريد متى أراد وكيفما أراد وأن هناك ضروبا من السلوك تجلب له السرور وأخرى تجلب له الألم، كما يدرك بأن الارضاء الفوري للرغبات يجلب له المتاعب فيتعلم الانتظار والتحمل، على هذا النحو يتكون الأنا وينمو" ، من جهة أخرى فالأنا هي الأداة التي بواسطتها يتم تهذيب الحاجات والرغبات الفطرية(مكون الهو) حتى يمكن لها أن تتحقق في الاطار الاجتماعي المرغوب به، الذي ينضبط ويعيش ضمنه الفرد، وكلما كانت سلطة الأنا عالية كلما كان سلوك الانسان اجتماعيا، مثلا: "قد يشعر الإنسان بالجوع ولكنه عن طريق سلطة الأنا لا يستطيع الهجوم على طعام غيره وإنما يتمسك بالصبر حتى يصل إلى منزله أو حتى يرى الظروف المناسبة للأكل، أو قد يؤجل الذهاب إلى فراشه للنوم إلى حين الفراغ من أداء بعض الواجبات أو الأعمال الكتابية، وغير ذلك من الأمثلة" ، هذا يدل مباشرة على أن الأنا تعمل على تهذيب وقمع الدوافع الفطرة المتمردة حتى تحصل الذات على توازن نفسي فتحصل عملية نمو طبيعية، إذن فإن وظيفة الأنا وقائية تعمل على توجيه الدوافع النفسية الفطرية لأنه مركز الشعور والإدراك والحكم والتبصر في العواقب، ومادام كذلك يمكن القول "أن الأنا لها وجهين:وجه تطل به على الدوافع الفطرية الغريزية في الهو، وآخر يطل على العالم الخارجي عن طريق الحواس، ووظيفتها هي التوفيق بين مطالب الهو والظروف الخارجية، فهو أداة تكيف تقيم الواقع ليتكيف معه السلوك" ، فالطفل الصغير يكون في السنوات الأولى من عمره ضعيفا فيوجهه مبدأ اللذة لذلك وجب علينا حمياته حتى يشتد أناه ويكتمل النمو الطبيعي على أحسن ما يرام وحتى يصبح شخصاً سويا ناضجا يخدم مجتمعه وينميه ويتعامل مع الآخرين وفق ما تمليه الظروف الطبيعية فيكون انسانا ايجابيا خدوما لبيئته وطبيعته، على عكس الانسان الراشد الذي نمى وتطور بشكل طبيعي فأصبح سويا يسيره مبدأ الواقع عوض مبدأ اللذة يكون حينها قد بلغ مراحله النفسية في النمو فيكون شخصية ناجحة يستطيع المجتمع أن يتكل عليه في تقدمه وتنميته، كل هذا كما يقول فرويد "على عكس الطفل الذي لم ينمى طبيعيا فيصبح شخصية غير سوية، تتكاثر عليه الضغوط النفسية والعقلية فصبح مجرما ينصت لدوافعه التدميرية الباطنية دون وعي منه لأن مبدأ اللذة يكون حينها هو قائده في التدمير، فنخلق انسانا فاشلا ومريضا يكون عرضة للأخطاء يجعله مخلا داخل المجتمع عوض أن يكون فاعلا" .
3- الأنا الأعلى(Superego) :
ينبغي للطفل في إطار عملية النمو أن ينمى وتتم تربيته منذ عهد مبكر من حياته حتى يتعلم أن هناك صراع دائم بين ما يريد عمله هو وبين ما يريده له أبويه أو الأشخاص المحيطون به، لذلك فإن هذه العملية تتلخص حسب فرويد في مبدأي: الثواب والعقاب التي تشكل أساس التربية، فوسط هذا الصراع يجد الطفل نفسه أنه من الضروري عليه أن يكيف نفسه كي لا يجلب لنفسه الألم وكي لا يوجه إليه الكبار بالعقاب، هنا في عملية النمو يتعلم الطفل السوي أن يؤقلم سلوكه وفق المعايير التي يراها له والداه أنها لازمة لمن في سنه من الأطفال، يتعلم مثلا أن تكسير الأواني شيء مخل وأن مشاكسة الكبار شيء عيب، على هذا الأساس يتعلم الطفل وتدخل إليه أفكار من غير قصد منه تكون عبارة عن أوامر الوالدين ونواهيهما وأفكارهما عن الصواب والخطأ، الخير والشر، الحق والباطل، العدل والظلم، تتبلور على شكل سلطة داخلية تقوم مقام الوالدين والمجتمع حتى في غيابهما(ثواب-عقاب) فيقيم لنفسه حارسا من نفسه، "هذا الحارس أو الرقيب النفسي هو الأنا الأعلى يبدأ تكوينه منذ سن مبكرة، وبما أنه يكتسب في السن المبكرة فهو لا شعوري بامتياز، وهو اتجاه واستعداد يترك أثرا عميقا في حياة الفرد كلها، لكن يصيبه في نفس الوقت التحوير والتحديد مع ازدياد ثقافة الفرد وخبراته وصلاته الاجتماعية في مؤسسة المدرسة أو بمن يحبهم ويتعامل معهم، فلا يبقى طبق الأصل لتعاليم الوالدين الأولى، لكنه يبقى محتفظا بقدرته على التحكم" ، من جهة أخرى فإن الأنا الأعلى يسمى صوت المجتمع أو الضمير، لأنه يمثل تعاليم المجتمع وطرق التربية والقيم المتوارثة والعادات والتقاليد، لذلك فالأنا الأعلى تهتم بالصواب والخطأ وفق مبدأي الثواب والعقاب، لذلك فالذات العليا تعمل على تأدية عدد من الأعمال حتى تضمن للفرد نموا طبيعيا أهمها :
- العمل على كف رغبات الهو وبخاصة ما يتعارض منها مع السلوك الاجتماعي؛
- مساعدة الأنا على استبدال بعض الأهداف غير الاجتماعية بأخرى تتماشى مع متطلبات المجتمع وأخلاقه وعاداته؛
- حث الفرد على الاستمرار في الارتقاء بسلوكه للوصول إلى أعلى مستوى يمكن الوصول إليه، غير أن هذا ما يجعل الأنا العليا في صراع دائم مع الهو والأنا.

ج- الشخصية في التحليل النفسي:دينامياتها وصراعاتها
خلص فرويد إلى اعتبار مهم، هو أن نمو الشخصية عملية ديناميكية تتضمن صراعات بين رغبات الفرد الغريزية ومطالب المجتمع، هذه الصراعات وفقا لهذه النظرية التحليلية تشكل نموا لثلاث عناصر تشكل بنية الشخصية، سبق الحديث عنها هي الهو والأنا والأنا الأعلى، لكن في اطار هذا البناء الذي شيده فرويد للشخصية يخضع بدوره لعمليات إن لم تتم بشكل طبيعي لخلقنا شخصا غير سوي وبالتالي غير تنموي، فنخلص أن هذه الدينامية تدور حول ثلاث عناصر أساسية ولكل عنصر تقسيمات وتفريعات صغرى، عندما تعمل بشكل طبيعي وتنمى بشكل جيد نحصل على شخصية متكاملة، هذه العناصر هي:الطاقة النفسية والغريزة والأنا الدفاعية.
1- الطاقة النفسية:
يعتبر هذا العنصر المحرك الرئيسي للأجهزة الثلاث التي تكون بنية الشخصية(الهو-الأنا-الأنا العليا)، فهي طاقة تساعد على أداء العمل وتوفير ما تحتاجه عملية النمو، فهي تؤدي عملا ضخما يتطلب امكانيات مهمة، لأن الطاقة تؤدي إلى تطوير أشكالا نفسية مثل التفكير والإدراك والتذكر والذكاء، وهي عادة ما تتحول من طاقة نفسية داخلية إلى طاقة جسمية ترتبط بالفعل والممارسة.
2- الغريزة أو الدوافع:
تعتبر "الغرائز أو الدوافع من المصادر التي تستمد منها الشخصية ما يلزمها من طاقة لأداء أعمالها، وهي التي توجه العمليات النفسية، ومصدر الطاقة النفسية مشتق من حالات الإثارة العصبية الفيزيولوجية، وأن لدى كل فرد قدر محدود من هذه الطاقة متاح للنشاط العقلي" ، وتشير كتابات فرويد في هذا الجانب إلى وجود مجموعتين من الغرائز أو الدوافع توجهان السلوك، وتؤثران فيه، وهما الدوافع الفطرية والدوافع البيئية، وتعتبر أولهما أكثر أهمية في نظر فرويد من الثانية، وتعمل هذه الغرائز بصفة عامة على إثارة الفرد للقيام بنشاط سلوكي معين للتقليل من الضغط النفسي والقلق، تنقسم تلك الدوافع إلى مجموعتين رئيسيتين، هما:
- غريزة الإيروس/أو الدافع إلى الحياة:تشتمل على جميع القوى التي تعمل على الحفاظ على العمليات الحياتية الحيوية وبقاء النوع وتكاثره، وبسبب أهمية هذه الغرائز الجنسية في التنظيم النفسي للأفراد اعتبر فرويد أن الغرائز الجنسية أكثر غرائز الحياة بروزا في نمو الشخصية وهي طاقة الليبيدو(بمعنى الرغبة)، ويمكن أن نقول "أن هذه الغريزة(الحياة) تنقسم إلى دافعين فرعيين:الأول هو الدافع إلى المحافظة على البقاء الذي يوجه الفرد إلى البحث عن أفضل السبل الكفيلة بالمحافظة على بقائه عن طريق إرضاء الحاجات الأساسية كالطعام والشراب والمحافظة على عمليات التنفس بطريقة منتظمة وتوفير المأوى والحماية وما شابه ذلك، الثاني يتعلق بالدوافع الجنسية نفسها، وقد اتجه فرويد منذ البداية إلى محالة ربط هذه الغرائز بالمفهوم العام لممارسة الرغبات الجنسية، إلا أنه عاد ليركز على أهمية هذا الدافع في توجيه سلوك الفرد للمحافظة على النوع" .
- غريزة الثانتوس/أو الرغبة في الموت والاعتداء والهلاك: وهي غرائز تتخفى وراء مظاهر القوة والعدوان والانتحار والقتل، ولم يطلق فرويد أي اسم على طاقة غرائز الموت، وقد اعتبر أن هذه الغرائز منغرسة و متجذرة في النواحي البيولوجية ولها أهمية مساوية لغرائز الحياة من حيث تحديد السلوك الفردي(هناك رغبة لاشعورية في الموت)، ويمكن القول من جهة أخرى أنها تعمل بطريقة عكسية لمجوع الدوافع الأخرى، وتبدو هذه الغرائز واضحة في رغبة بعض الأشخاص على الاعتداء على غيرهم من الأشخاص أو الممتلكات مع اتسام سلوكهم العام بالرغبة في القضاء على الأشياء أو على النفس أو الغير، كما نجد البعض الآخر يحققها عن طريق بدائل أخرى مؤدية إلى الاضرار بالنفس مثل إدمان المسكرات أو المخدرات أو اختيار التعبير الفني حيث يلجأ الكاتب إلى قتل أبطاله وتعذيبهم.
3- الأنا الدفاعية وحيلها:
بعد الطاقة النفسية والغرائز أو الدوافع نجد أن الشخصية في دينامياتها وصراعاتها تواجه أنواعا من التهديد، تتعلق بالأخطار التي تثير القلق والاضطراب، فتحاول الأنا كوسيلة دفاعية السيطرة على الوضع لحل تلك المشكلات واقعيا، خصوصا أن نظرية التحليل النفسي قامت على أساس بيولوجي يقوم على مبدأ التوازن حتى تستمر جميع العناصر في العمل بشكل متآلف، أما في حالة طغيان عنصر على آخر أو تعطيل المجال الحيوي لنشاط عامل معين فإن ذلك يؤدي مباشرة إلى اختلال التوازن وبالتالي إلى اضطراب حياة الفرد العصبية والنفسية أو انحراف الشخصية ما يعوق النمو والتنمية معا، لذلك فإن الأنا لتحافظ على الفرد داخل هذه الدينامية حسب فرويد تصطنع أساليب كثيرة، أهمها :
- الكبت :حيلة دفاعية تستخدمها الأنا لمنع الأفكار المثيرة للقلق من الوصول إلى الشعور أي أنها تخزن في اللاشعور.
- الإبدال: قد تستبدل الأنا شيئا متاحا بشيء غير متاح أو موضوعا أو نشاطا لا يثير القلق بموضوع أو نشاط يثيره.
- الإسقاط: هو أن نضفي على إنسان أو حيوان أو جماد الخصائص والمشاعر والمقاصد التي تنبع من ذواتنا، إنه حيلة دفاعية تتيح لنا أن نزيح بعض جوانب شخصيتنا من داخلنا إلى البيئة الخارجية.
- التكوين العكسي أو رد الفعل العكسي: إن الفرد إذا ما كره شخصا كراهية تبعث في نفسه القلق أخذت الأنا تيسر انسياب الحب نحوه لكي يخفض الكراهية، وتبقى مشاعر الكراهية قائمة في اللاشعور، ويكون الحب بمثابة قناع يخفيها.
- التبرير: باستخدام هذه الحيلة الدفاعية يسوغ الشخص سلوكا وأفكارا وتعليلات يفعلها ويبررها عن طريق اختلاق أسباب تبدو منطقية ولكنها غير حقيقية وذلك لإخفاء الدافع الحقيقي الذي يظل دفين الشعور والذي لو ظهر لكان سبب في إصابة الشخص بالضيق وعدم الاستقرار.
- النكوص: قد يصل الفرد إلى مرحلة معينة من النمو ثم يتراجع بسبب الخوف إلى مرحلة سابقة عليها، فالشخص الذي يتعرض للآلام من العالم الخارجي ينكص إلى عالمه الخاص وأحلامه، بل قد ينكص الأسوياء أحيانا كما يحدث حيث يقضم الإنسان الراشد أظافره نتيجة لقلق أو احباط.
- التثبيت: ينتقل الفرد السوي من مرحلة في النمو إلى أخرى انتقالا سلسا غير أن هذا الانتقال قد يتوقف إذا تعلق الفرد بمرحلة من هذه المراحل لا يتعداها إلى ما بعدها، والتثبيت حيلة دفاعية يستخدمها الأفراد في مواجهة القلق وفي مواجهة أخطار المواقف الجديدة، ويؤدي التثبيت بالفرد إلى التمسك بطريقة أو أسلوب قديم من أساليب الحياة، أي بما هو مألوف خوفا من الإخفاق أو العجز في مواجهة مقتضيات الموقف الجديد.
- التقمص :يعتبر مصدر للخبرات الوجدانية المبكرة في حياة الطفل كمرحلة هامة من مراحل تكون الذات، ويعني أن الطفل قد يتقمص اتجاهات والديه وقيمهم ومعتقداتهم وأساليبهم في مبدأ الحياة، والتقمص حسب فرويد يستخدم بطريقة مزدوجة:الأولى استخدامه كوسيلة اجتماعية وكجزء من عملية التطبيع الاجتماعي التي تتجه بالذات إلى تكوين وتنمية إيجابية، الثاني يبتغي النظر إلى التقمص كوسيلة استدماج بحيث يؤدي تقمص شخصيته أو سلوك الآخرين إلى التشبه بهم مما يزيل الضغط النفسي والقلق الناتج عن الخوف منهم وخشيتهم.

د- تطور وتنمية الشخصية في نظرية التحليل النفسي لدى فرويد:
يتم تطور أو تنمية الشخصية(Personnalité Développement) لدى فرويد عن طريق تغلب الفرد على أربعة مصادر لعدم الراحة النفسية يجملها فرويد بشكل واضح ومفهوم:
1- عملية النمو الجسمي:
لقد أشار فرويد إلى مجموعة من الصعاب والمشاكل النفسية التي تصادف الفرد خلال رحلة النمو الطويلة وما يترتب عليها من مشاكل سلبا أو إيجابا، فالفرد خلال فترة النمو الجسمي يتعرض لمجموعة من التغيرات الجسمية، "لأنه يولد وهو عاجز عن مساعدة نفسه كي ينمو بشكل سوي، ويكون دائما محتاجا لمن يقوم على شؤون تغذيته وتنظيفه وحمايته والعناية به ومشاركته في بعض مشاعره، وذلك خلال العام الأول من حياته، فيتأثر بالحب أو الكراهية" ، ويرجع ذلك إلى قربه أو بعده عن والديه وبمن حوله، وكلما كانت العناية والاهتمام فإن الطفل يولد فيه شعور بالحب والثقة في النفس والغير وينمي قدرته على جدوى التعاون، على العكس من ذلك، فإذا كان الاهمال مصير الطفل فيولد فيه شعور بالكراهية لوالديه ومن حوله وللغير بصفة عامة ولا يثق في أحد وتكون الأنانية هي الصفة البارزة في شخصيته، وأثناء استمرار عملية النمو الجسمي يمر الطفل بمراحل متعددة تتعلق بعملية التطبيع الاجتماعي وبعلاقته بوالديه وبخاصة خلال المرحلتين الثانية والثالثة(الشرجية، القضيبية) إلى أن يصل فترة المراهقة وما يصاحبها من نضج الأعضاء الجنسية والوصول إلى درجة عالية من النضج العقلي، حيث "يحاول الفرد في المرحلة الأخيرة تأكيد ذاته مما يضطره كي يقف موقف المتفحص لكل شيء من حوله ومن تم يقبل من يرى بأنه صالح انطلاقا من الواقع والتجربة والاقتناع ويرفض كلما هو ليس في صالحه ومن تم يصل إلى مرحلة الاكتمال والنضج فيبدأ مثلا بالتفكير في تكوين أسرة خاصة به وغيرها" .
2- عوامل الإحباط:
ينبغي للشخصية في عملية النمو والتطور(لتنمية) أن تتجاوز العوامل المحبطة التي قد تعترضها في الحياة، فالإحباط يعني بصفة عامة "وجود عراقيل تحول دون حدوث أمر ما أو منع أي نشاط عن بلوغ أهدافه، مما يترتب عليه آثار نفسية حركية أو وجدانية ضارة بالفرد وصحته النفسية، ينتج عنها عدم الاستقرار والشعور بالضيق والقلق" . فالنشاط يتوقف إذا ما صادف موانع داخلية تحول دون تحقيقه مثل الحالات التي تكون فيها الأنا الأعلى شديدة الصرامة، وفي هذه الحالة تكون الأنا العليا قوية على حساب ضعف الأنا، ويمكن "أن تؤدي الموانع الداخلية إلى إصابة الفرد بإحدى العاهات وتماما قد تؤدي الموانع الخارجية إلى نفس الشعور في حالة عدم وجود مجال لممارسة النشاط المرغوب أو بسبب أية عوائق أخرى مكانية أو زمانية أو مادية، وفي حالات الإحباط يتم التصرف وفقا لعدة احتمالات، فإما أن يعمل الفرد على تأجيل تحقيق هدفه إلى أن تحين الظروف المناسبة لتحقيقه، وإما أن يتم تحقيقه بطريقة غير مباشرة عن طريق احدى وسائل الدفاع النفسية كالتسامي أو التعويض، أو أن يؤدي ازدياد الضغط النفسي في النهاية إلى قيام الفرد بتحدي جميع الظروف البيئية والموانع التي تحول بينه وبين تحقيق هدفه، ويتماشى الاحتمال الأخير مع النظرية القائلة بأن الإحباط قد يؤدي إلى السلوك العدواني" .
3- الصراع النفسي:
إن المقصود بالصراع هنا هو تصارع الميول والرغبات والدوافع المتعارضة في داخل الشخص نفسه بسبب عوامل متعددة كالإقبال والإحجام أو الترغيب والترهيب، بمعنى أن الصراع ينشأ عادة عندما تتساوى قوتان متعارضتان في الجذب أو الطرد(مثلا فعل الخير يوازي فعل الشر)مما يوقع الفرد في حيرة ويجعله عاجزا عن الاختيار واتخاذ القرار المناسب، فمثلا قد يرغب الشخص في ممارسة عمل غير اجتماعي يود تحقيقه انطلاقا من رغباته فتعترضه قيود وضوابط صارمة موازية في درجة القوة تفرضها الأنا العليا أو الضمير لتمنعه من فعل ذلك الشيء لمنع الفرد من الانحراف(صعب المفاضلة بينهما لأنهما انطلاقا من الرغبة متساويان في درجة القوة)، وعندما تتدخل الأنا لتحقيق التوازن ولكي تجد حلولا واقعية فإن الشخصية تنخفض حدة توترها، لكن إذا لم تستطع الأنا أن تجد حلولا فإن فشلها قد يؤدي بالشخصية إلى أعراض عصابية، ويقول رمضان محمد القذافي بهذا الصدد:"ينبغي التفريق بين نوعين من الصراع لدى فرويد:الأول يسمى الصراع الفعلي الذي يشكل الأساس الذي يقوم عليه الاضطراب النفسي ويرتبط هذا النوع في الغالب بمواقف معينة ووقتية، ثم الصراع الجذري وهو يعود إلى أسباب قديمة خامدة قد ترجع إلى أيام الطفولة" .
4- التهديد:
هو حالة يشعر فيها الفرد بالخوف الدائم من أدى يتهدده أو خطر يحذق به ويتوقع حدوثه في أي لحظة، ويؤدي هذا الشعور إلى تجميد القدرة على الحركة، وإلى تجنيد كل طاقة الفرد وإمكاناته لمواجهة الخطر المتوقع مما يمنعه من ممارسة أعماله الحيوية أو القيام بنشاطاته السلوكية بطريقة طبيعية.
ويمكن القول أن تطور الشخصية وتنميتها لكي تتأقلم مع الداخل والخارج فإنها ينبغي عن طريق هذه العمليات الأربع السالفة الذكر أن يتعلم الفرد من خلالها طرقا وأساليب سلوكية للتغلب على مصادر الضيق الأنفة الذكر أو عن طريق استخدامه لوسائل الدفاع النفسية التي سبق أن رأيناها بالتفصيل.

هــ- مراحل تطور الشخصية في نظرية التحليل النفسي لفرويد:
يرى فرويد أن الأسس التي تقوم عليها مكونات الشخصية إنما يتم تحديدها خلال الأعوام الخمسة الأولى من حياة الفرد، وهو يصور لنا علمية التطور ويقول أنها تشبه تشييد مبنى، حيث تشكل الأساسات مقدمة هامة وخطة مهمة للشكل العام للبناء المرتقب، ونظرا إلى اعتماد البناء على نوعية الأساسات يمكن القول بأن مثانتها وحسن اعدادها تجعل في امكانها تحمل الوزن والارتفاع والضغط الواقع عليها، أما إذا ساء وضعها أو خالف النظم المتفق عليها فقد يؤدي ذلك إلى انهيار المبنى، لذلك فإن مراحل تطور الشخصية عند فرويد تشبه المثال المعطى حول تشييد البناء، هذه المراحل خمسة هي:
1- المرحلة الأولى: (السنة الأولى من العمر)
تسمى هذه المرحلة بالمرحلة الفمية، حيث يمثل الفم في هذه المرحلة محور حركة الطفل ونموه وأهم عامل من عوامل نشاطه، حيث يعتمد نمو الطفل بشكل أساسي على تنظيم عملية التغذية ونوعية الغذاء، وعندما نقول الفم فإننا نقول "الشفتين التي تكون وسيلة الطفل الأولى للاتصال بالعالم الخارجي، عن طريق الفم يستطيع الطفل أن يشبع حاجاته من الطعام، وحتى هنا يكون نشاط الطفل وسلوكاته قائمة على مبدأ اللذة فقط" ، وأهم الأخطار التي قد يتعرض لها الطفل في هذه المرحلة وتؤثر في شخصيته هي شعوره بالاعتماد على الغير وإمكانية تعوده على ذلك، أو فقدان الثقة بالغير والنفس إذا ما قوبل بالإهمال أو الحرمان، كما قد يعمل ظهور الأسنان وشعور الطفل بالقدرة على العض إلى تشكيل النواة الأولى للسلوك العدواني.
2- المرحلة الثانية:(السنة الثانية من العمر)
تسمى هذه المرحلة بالمرحلة الشرجية، وتسمى كذلك لأنها ترتبط بمرحلة تنظيم وتدريب الطفل على قضاء الحاجة، فبعد أن يكون الطفل قد تعلم الحصول على اللذة من خلال الفم الذي يكون في السنة الأولى، فإنه يبدأ بتعلم كيفية التخلص من الفضلات التي تسبب له الاحراج والضيق في السنة الثانية، هذا يجعله يخضع لمبدأ الواقع عوض اللذة، هنا يأتي دور الأبوين في تدريبه على الإخراج والتخلص، وقد يؤدي التدريب الخاطئ إلى ما يسميه فرويد التثبيت السلبي الذي يؤدي إلى مشكلات نفسية كثيرة كالاضطراب النفسي الذي يعوق تطور وتنمية الشخصية السوية، ففرويد يصرح بأن الطفل الذي يتم توجيهه بطريقة صارمة أو تستخدم معه وسائل العنف أو الترهيب لكي يتعود على الصبر وعدم قضائه لحاجته قبل وصوله إلى المرحاض قد يصبح من طبعه الحرص على الأشياء والميل إلى البخل بصفة عامة، بينما يكون غيره ممن تعودوا على قضاء حاجاتهم البشرية دون انتظار أو تحفظ مطلقي اليد وكرماء.
3- المرحلة الثالثة:(السنة الثالثة من العمر)
تسمى بالمرحلة القضيبية أو الجنسية، "تتميز ببداية إدراك الطفل وإحساسه بوجود عقدة أديب التي تتمثل في حب الطفل لأمه وعدائه لوالده، أو عقدة إلكترا لدى البنات، حيث تميل الطفلة إلى والدها وتعمل على معاداة أمها" ، إلا أن شعور أحد الطفلين بعدم قدرته على التغلب على غريمه(الأب في حالة الطفل، الأم في حالة الطفلة) يضطره إلى اللجوء إلى استخدام مبدأ التقمص وتقليد الأم أو الأب المنافسين حسب جنس الطفل حتى يسمر البقاء قرب الوالد أو الوالدة المحبوبين مع تفادي خطر الآخر ودون خوف من العقاب، المهم من هذه المرحلة أن الطفل يبدأ باستطلاع الأمور الجنسية، ويرتبط بهذه الرغبة استثارة الرغبة الجنسية حيث تكون الأعضاء التناسلية مصدرا لهذه الاستثارة حيث يستمد الطفل اللذة من خلال لعبه بالأعضاء التناسلية، إن هذه المرحلة يعيش فيها الطفل أقوى صراعاته(عقدة أديب، إلكترا) سوف يكون لها تأثير في مستقبل الطفل بوالديه من جهة، ثم من جهة ثانية بزوجته هو وأطفاله، لذلك فإن فقدان السيطرة في هذه المرحلة يعوق نمو الشخصية وقد يؤدي بها إلى اضطرابات نفسية تكون سببا في نكوصه نحو الجنس في مراحل نضجه أو عدوانه نحو الجنس، مما يعطينا شخصية غير سوية لا تلعب أي دور في تنمية المجتمع، ويؤثر ذلك بصفة خاصة في مرحلة المراهقة التي قد تنحرف فيها الشخصية.
4- المرحلة الرابعة:(من السنة الرابعة حتى سن البلوغ)
وتسمى هذه المرحلة بمرحلة الكمون(من فعل يكمن) أو المرحلة قبل التناسلية، حيث يكمن في هذه الفترة النشاط الجنسي لكي يتم التعويض عنه بالاتجاهات والميول الاجتماعية، كما "يصبح الفرد في هذه المرحلة اجتماعيا ويتجه من حب الذات إلى حب الغير، كما تتميز هذه المرحلة بانتقال الطفل من مرحلة الخيال إلى مرحلة الواقع، كما يخرج من ذاته ويتجه إلى الآخرين" ، فنجده يتشاطر القراءة أو اللعب مع مجموعات الأصدقاء أو في جماعات ويكون ذلك إيجابيا لحياته، على العكس قد ينظم إلى شباب أو جماعات أو عصابات تكون ميولها سلبية، في هذه المرحلة يعي الطفل ماذا يريد وفي أي شيء يفكر وما نوع الأنشطة التي يحب والتي لا يحب، كما يفكر في مواضيع متصلة بالمهنة التي يريدها والزواج وتكوين أسرة وغيرها من المواضيع المشابهة.
5- المرحلة الخامسة:(مرحلة المراهقة وما بعدها)
وهي المرحلة الأخيرة في التنظيم النفسي الجنسي لتطور الشخصية وتسمى بالمرحلة التناسلية، حيث يغلب على الشخصية طابع التنظيم، كما تبرز الجاذبية القصوى نحو الجنس الآخر عن طريق التفكير بالزواج، كما يستثمر الفرد في هذه المرحلة مبادئ التنشئة الاجتماعية ويكون نشاطه اجتماعيا يخضع للضوابط المعروفة، "كما تتسم المرحلة بالتخطيط والاستعداد لمراحل حاسمة داخل المجتمع مثل العمل، وبذلك يتحول الفرد من شخصية نرجسية إلى شخصية متكاملة وراشدة تفكر دائما بواقعية وبدون مثالية زائدة" ، وتؤكد نظرية التحليل النفسي أن هذه المرحلة هي نتاج للمراحل السابقة، فإن مرت تلك المراحل على ما يرام وخلقت لنا شخصية سوية تكون الشخصية في هذه المرحلة شخصية تنموية مهمة في المجتمع ولها فاعلية ايجابية نحو الأنشطة والأعمال ونحو العائلة ونحو الأغيار أو الآخرين، أما إذا حدث خلل في مرحلة من المراحل السابقة فإنها تؤثر على هذه المرحلة، وهناك أمثلة كثيرة عن أشخاص غير أسوياء، يمكن أن نرى في شخصية المجرم الذي لا يحترم المجتمع أبرز نموذج لعدم التوازن وأبرز شخصية يغيب عنها معطى المساعدة المجتمعية والتنمية.
و- انتقادات وجهت لنظرية التحليل النفسي لدى فرويد:
رغم أن فرويد كان سباقا إلى فتح أبواب مهمة في نظريته حول الشخصية ومكوناتها وتطورها وبنائها، إلا أنه مع تقدم علم النفس بمدارسه الحديثة والمعاصرة عاب عليه بعض منهم أنه فصل بين المراحل المكونة للشخصية، على اعتبار "أن معظم علماء النفس يرون أن مراحل النمو هي عملية مستمرة متصلة ومتداخلة، مما يصعب علينا تقسيم هذه المراحل بوضع حدود وفواصل معينة، على اعتبار أن النمو لا يتعلق بفترات دون أخرى بل يشمل كافة مظاهر الحياة مما يوحي بأن انتقال الانسان من مرحلة إلى مرحلة يكون تدريجيا وليس فجائيا" . زد على ذلك أن كثيرا من العلماء "لا يتفقون مع فرويد في تركيزه على الجانب الجنسي من حياة الطفل، ويذهبون في القول أن جوانب أخرى مهمة أهملها، يتعلق الأمر بالدور النفسي الاجتماعي والصراع النفسي الاجتماعي في عملية التنشئة والتطبيع وفي نمو وتنمية الشخصية" ، بعضهم أيضا اعتبر أن تصوراته حول الجنس ودوره في تنمية الشخصية هو تصور عقيم بعض الشيء نظرا إلى أنه تصور يسقط أمام محكمة التجريب، فمجمل أرائه لا تتمتع بالصد فيما يخص المنهج التجريبي، في نفس الوقت عاب عليه البعض بعده الأحادي في التحليل، وكأن الشخصية الانسانية يتحكم فيها فقط الجنس.

خلاصة فرعية:
- الشخصية تتركب في بنائها من الهو والأنا والأنا الأعلى؛
- الشخصية في صراع دائم بين المكونات الثلاث؛
- الشخصية عملية ديناميكية تتضمن صراعات بين رغبات الفرد الغريزية ومطالب المجتمع، هذه الدينامية تدور حول ثلاث عناصر أساسية ولكل عنصر تقسيمات وتفريعات صغرى، هذه العناصر هي:الطاقة النفسية والغريزة والأنا الدفاعية؛
- يتم تطور أو تنمية الشخصية(Personnalité Développement) لدى فرويد عن طريق تغلب الفرد على أربعة مصادر لعدم الراحة النفسية يجملها فرويد بشكل واضح ومفهوم هي:عملية النمو الجسمي، عوامل الإحباط، الصراع النفسي، وأخيرا عوامل التهديد.
- مراحل تطور الشخصية عند فرويد تشبه المثال المعطى حول تشييد البناء الذي يعتمد على الأساسات، هذه المراحل خمسة هي:المرحلة الفمية، ثم المرحلة الشرجية، فالمرحلة القضيبية، إلى مرحلة الكمون، وأخيرا مرحلة المراهقة أو التنظيم النفسي.

لائحة المصادر والمراجع

1- المصادر:
1. سيجموند فرويد، حياتي والتحليل النفسي، ترجمة مصطفى زيور وعبد المنعم المليجي، دار المعارف، طبعة 1994م.
2. سيغموند فرويد، ما فوق مبدأ اللذة، ترجمة إسحق رمزي، دار المعارف للنشر والتوزيع، الطبعة الخامسة 1994م.
3. سيجموند فرويد، النظرية العامة للأمراض العصابية، ترجمة جورج طرابيشي، دار الطليعة للنشر والتوزيع، بيروت-لبنان، طبعة 2000م.
4. سيجموند فرويد ووليام ستيكل، الكبت، ترجمة علي سيد حضاره، مطبعة الأنجلو المصرية، القاهرة-مصر، بدون تاريخ.
5. سيجموند فرويد، الكف والعرض والقلق، ترجمة الدكتور محمد عثمان نجاتي، دار الشروق للطباعة والنشر، القاهرة-مصر، الطبعة الرابعة 1409هــ/1989م.
6. سيجموند فرويد، الحياة الجنسية، ترجمة جورج طرابيشي، دار الطليعة للطباعةوالنشر، بيروت-لبنان، الطبعة الأولى 1986م.

2- المراجع:
1. أحمد عزت راجح، أصول علم النفس، دار الكتاب العربي للطباعة والنشر، القاهرة-مصر، الطبعة السابعة 1968م.
2. أحمد محمد مبارك الكندري، علم النفس الأسري، مكتبة الفلاح للنشر والتوزيع، الكويت، الطبعة الثانية 1996م.
3. جابر عبد الحميد جابر، نظريات الشخصية:البناء، الديناميات، النمو، طرق البحث، التقويم، دار النهضة العربية للطباعة والنشر والتوزيع، القاهرة-مصر، طبعة 1411هـ/1990م.
4. رمضان محمد القذافي، علم النفس العام، الدار العربية للكتاب، ليبيا-تونس، طبعة 1983م.
5. عبد الرحمان العيساوي، مشكلات الطفولة والمراهقة:أسسها النفسية والفيزيولوجية، دار العلوم العربية للنشر، بيروت-لبنان، الطبعة الأولى 1414هـ/1993م.
6. عزيز سمارة وعصام النمروهشام الحسن، سيكولوجية الطفولة، دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع، عمان-الأردن، بدون تاريخ.
7. كاترين كليمان، التحليل النفسي، ترجمة محمد سبيلا وحسن أحجيج، سلسلة ضفاف، منشورات الزمن، مطبعة النجاح الجديدة، الدار البيضاء-المغرب، الطبعة الأولى 2000م.
8. م. سيدني جورارد، الشخصية، ترجمة حسن الفقي وسيد خير الله، مكتبة الأنجلو المصرية للطباعة والنشر، القاهرة-مصر، طبعة 1973م.
9. وليم الخولي، علم النفس والطب العقلي، دار المعارف للنشر والتوزيع، القاهرة-مصر، الطبعة الأولى 1976م.



#محمد_قروق_كركيش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العنف الرمزي:نحو تفكيك استراتيجي للسلطة والقهر والهيمنة
- وُجودي مِن عَدَمي:هل يشكل ذلك فارقاً ؟
- حول مسألة التعدد اللغوي بالمغرب:مقاربة سوسيوتاريخية
- الرقصات الاحتفالية بمنطقة الريف شمال المغرب:رؤية سوسيوأنثروب ...
- سوسيولوجيا التصوف الشعبي المغربي:نظرات في قضايا المدنس
- دراسة سيكولوجية للخطاب الصوفي في الملحون المغربي: نموذج قصيد ...
- المسرح الأمازيغي:من منبت الأصول إلى رياح التحديث
- تمثلات المرأة في الشعر الشعبي الجبلي بشمال المغرب
- فن أحيدوس بالمغرب: دلالات الإبداع ورمزية الحركات


المزيد.....




- مصر.. رئيس غرفة الدواء لـ CNN: الشركات حصلت على جزء من مستحق ...
- ناشطة أوكرانية: الوضع في الجبهة أسوأ من أي وقت مضى
- حادثة هزت الشارع الموريتاني في سابقة غير مألوفة أغتصاب جماعي ...
- سكان الضاحية الجنوبية في بيروت يعيدون بناء منازلهم بعد الهجم ...
- سكان كيبوتس -عين هاشولشا- يعيدون بناء المنازل التي تم تدمير ...
- شولتس يرفض التكهنات بشأن وجود قوات ألمانية في أوكرانيا
- من حرّض ترمب للتهديد بـ-جحيم- في الشرق الأوسط؟.. إعلام عبري ...
- بيتر نافارو يعود للبيت الأبيض
- المرشح الرئاسي الأوفر حظا في رومانيا يتعهد بوقف المساعدات ال ...
- فوائد مدهشة لشرب القهوة يوميا!


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - محمد قروق كركيش - من النمو إلى تنمية الشخصية:اسهام مدرسة التحليل النفسي