|
من تاريخ الارمن
لطيف شاكر
الحوار المتمدن-العدد: 4805 - 2015 / 5 / 13 - 10:47
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
منذ ايام كتبت عن تركيا العثمانية ومذابحهم وابادتهم لللشعوب المسيحية بالمنطقة عامة وللارمن خاصة حتي وصفهم الجبرتي انهم "اشر من مشي علي الارض " وفي هذا العدد اكتب عن شعب الارمن الذي تحمل كل صنوف العذابات والابادة والطرد القسري من اراضيهم وبيوتهم بيد العثمانيين . -علي جبل اراراط بارمينيا هبطت سفينة نوح ووطـأت اول اقدام البشرية الجديدة ارض الارمن قبل نشر المسيحية في ربوع روما عن طريق قسطنطين --ارمينيا اول دولة تدين بالمسيحية في العالم عام 301م --الكنيسة الارمنية كنيسة ارثوذكسية (لاخلقيدونية )كالكنائس القبطية والسوريانية والحبشية -شعب الارمن ذو حضارة عريقة ضاربة في العمق ولهم لغتهم وابجديتهم من القرن الرابع واللغة مفتاح الحضارة -كانت ارمينيا مطمع لكل صنوف الاحتلال الفرس المغول الرومان البيزنطيين والروس والعرب واسوأهم الاتراك -اهتم الارمن في بلاد الشتات اهتماما بالغا بلغتهم فانشأوا المدارس لتعليم اللغة والهوية الارمنية وبنوا كنائسهم ومقابر خاصة بهم واسسوا الاندية الثقافية والاجتماعية -يتميزوا الارمن بالتفوق في مجالات الصناعة والتجارة والاداب وكل الفنون الراقية - شعب الارمن مرتبط عائليا ومجتمعيا واغلبهم يفضلون الزواج من نفس الجنس -في الشتات كانت لهم بصمات ناجحة جدا في كل بلد رحلوا اليها وتبواوا مراكز مرموقة , قرات منذ ايام ان حاكم كاليفورنيا عين احدي السيدات الارمن في اكبر مركز قضائي الارمن والامبراطورية البيزنطية خلال الفترة بين القرنين الرابع الميلادي والسابع الميلادي حدث تقارب وتنافر في العلاقات الأرمنية-البيزنطية. فبعد إنشاء أرمينيا الكبرى التي امتدت من البحر الأسود وقزوين شمالاً حتى سوريا وفلسطين جنوبا،ً وقعت أرمينيا تحت وطأة دولتان كبريان، الإمبراطورية الفارسية شرقاً والإمبراطورية الرومانية غرباً، ولقد تناوب الجانبان على احتلالها حتى أضحت أرمينيا منطقة تصارع قوى. وفي بداية القرن الثالث الميلادي تشكلت مملكة أرمينيا مجدداً. وقد اعتنق ملكها الديانة المسيحية وأصبح أول شعب مسيحي في العالم، وفي القرن الخامس الميلادي احتلها الفرس، وقد عرف في تلك الفترة أميرها (فارتان ماميكونيان) الذي حارب الفرس من أجل ايمانه المسيحي رافضا السجود للنار معبود ايران وقتئذ , وقد قتل في هذه المعركة 200000 أرمني ومثليه من الفرس، وقد اعتبر ذلك انتصاراً للأرمنوبالرغم ان الأرمن والبيزنطيين جمعهم المعتقد المسيحي الا انهما اختلفا في القومية والمذهب . وتعتبر بطريركية القسطنطينية في اسطنبول المركز الروحي للأرمن الأرثوذكس في تركيا.
الارمن والدولة العثمانية في عام 1514 استولى العثمانيون بقيادة السلطان سليم الأول على أرمينيا بعد إلحاق الهزيمة بالفرس الصفويين في معركة "سهل جالديران". وفي القرن السادس عشر قام الفرس بنقل 30000 أرمني إلى أصفهان وذلك لإحياء هذه المدينة وتمركزوا في الحي المسيحي حي جلفا بسبب ما كان يتمتع به الأرمن من مهارة حرفية. ومن هرب من الأرمن لجأ إلى البلاد المجاورة من بطش الأتراك ومنهم من أسعفهم الحظ ونقلتهم السفن الأوروبية إلى أوروبا. وقد سكن الكثير من الأرمن واستوطنوا في سوريا حيث وجدوا الأمان؛ وكان لهم شأن كبير كما في مدينة حلب وعملوا في المهن الحرفية الدقيقة والصناعات وأبدعوا؛ واندمج عدد من الأرمن في الحياة الاجتماعية والاقتصادية مع محافظتهم على قوميتهم؛ وتعتبر حلب واحدة من أهم مراكز الأرمن ويشكلون جزءاً من كيان وحياة المدينة، وكذلك في لبنان وفلسطين والأردن خلال القرن التاسع عشر تحسنت أوضاع الارمن لتصبح أكثر طوائف الدولة العثمانية تنظيمًا وثراءً وتعليمًا، وعاشت النخبة من الأرمن في عاصمة الإمبراطورية العثمانية مدينة اسطنبول حيث تميزوا بالثراء ,و كان لهم نفوذ اقتصادي كبير في الدولة. إلى جانب الاستفادة من تطور بنية المدراس الارمنية والتعليم ,عمل الارمن في التجارة والمهن الحرة مما أدى إلى تحسن أوضاعهم الاجتماعية والادبية والاقتصادية ، وظهر أشخاص احتلت مناصب هامة ,ولعبوا دورًا رئيسيًا في جعل احتياطي النفط في الشرق الأوسط متاحًا للتنمية الغربية أنشأ الارمن الصحافة الأولى في الدولة العثمانية وأسسوا أولى الصحف في تركيا ولعب الارمن دورا بارزا في تطوير الأدب الارمني، وبرزت أسرة "باليان "الارمنية في مجال العمارة والهندسة ولمدة خمسة أجيال صممت سلالة باليان عدد هام من المباني الرئيسية في الدولة العثمانية بما في ذلك القصور والأكشاك والحمامات العامة والمساجد والكنائس والمباني العامة المختلفة، ومعظمها في الآستانة. وخدم تسعة من أعضاء العائلة ستة سلاطين في سياق قرن تقريبًا وكانوا مسئولين عن الهندسة المعمارية للعاصمة. نظم الأرمن أنفسهم فأنشائوا النوادي، الأحزاب السياسية، والجمعيات الخيرية بالإضافة إلى المدارس والكنائس والمستشفيات. كان الأرمن في الامبراطورية العثمانية خاضعين في كثير من الأحيان إلى جيرانهم الأتراك والأكراد الذين أرهقوهم بالضرائب التي رافقتها في كثير من الأحيان حالات الأختطاف والتهديد والسرقة وفي بعض الأحيان كانوا يرغمونهم على اعتناق الإسلام وفي حال الرفض كان يتم القضاء عليهم مع نوع من التجاهل وعدم التدخل لهذه الحالات من قبل الحكومة المركزية أو السلطات المحلية في الولاية. كان الأرمن في الامبراطورية يعتبرون مواطنين من الدرجة الثانية رغم بعض الحريات المحدودة واطلقوا عليهم "Gavours " الكفار بالإضافة إلى المضايقات السابقة فقد تعرض المسيحيون بشكل عام والأرمن بشكل خاص إلى مضايقات من نوع آخر تتمثل في رفض شهادتهم في المحاكم وحرمانهم من حمل السلاح أو ركوب الخيل، كما منع الأرمني أن تكون شرفة بيته مطلة على بيوت الأتراك المسلمين وتم التضييق على ممارساتهم الدينية ومثال ذلك حرمان الكنائس الأرمنية من دق الأجراس، وكل من لا يتقيد بهذ القوانين تتراوح عقوبته بين الغرامات المالية والإعدام الشتات الأرمني يقول احد المفكرين الارمن فاينما حل الارمني اخذ معه شوقه لوطنه وتراثه والي اي بلد وصل اسس فيه مدرسة ارمنية وشيد كنيسة ارمنية ومقبرة قربهما وعمل باجتهاد وخلق كل شئ جدبد من العدم متكئا دوما علي تراثه الموروث من السلف وحضارته المتنقله معه . الشتات الأرمني كبير 8 ملايين حسب بعض التقديرات، وهو ما يتجاوز كثيراً تعداد سكان أرمينيا نفسها البالغ 3 ملايين ، حيث توجد المجتمعات الأرمنية في جميع أنحاء العالم. ومازال عديد من ألاف الأرمن يعيشون في تركيا . ويتميزوا بمحبة وطنهم والغيرة عليه والانتماء له مهما تشتتوا في بلاد متعددة ,والارمن المغتربين يمثلون دعم كبير لأرمينيا، ففي زلزال عام 1988 راحت فيه 40 % من البنية التحتية لارمينيا , فقام المغتربون الارمن باعادة تعمير ارمينيا في احسن صورة وعملوا علي تنشيط الصناعات والتجارة بها .
لم يستسلم شعب الارمن لليأس ابدا بل رفع طرف عينه ليري نور الحرية في آخر النفق فعمل واجتهد من اجل استرداد حقه وادانة جرائم تركيا ووحشيتها وحث تشطاء الارمن كثير من دول العالم والمحافل الدولية والجهات الحكومية والاهلية ليؤيدوا قضيتهم ويعترفوا بالابادة الذي ينكرها الاتراك بشدة وكان الاحتفال بذكري الابادة الارمنية له صدي كبير في بلدان العالم واشترك كثير من الدول مع الارمن في هذه الذكري الاليمة , وكانت نتيجة اجتهاداتهم ان: اعترف 24 دولة بالابادة الجماعية وتطهير العرق الارمني من بلادهم ومساكنهم و43 ولاية امريكية اضافة الي عدد كبير من المنظمات العالمية وفي مقدمتهم الامم المتحدة اعترف برلمان الاتحاد الاوربي لاول مرة بالابادة الجماعية مما سيكون له الاثر المباشر في رفض اوربا ضم تركيا للاتحاد الاوربي اعترف اوباما ايضا بقتل مليون ونصف ارمني وطلب من الحكومة التركية ضرورة الاعتراف بالمذبحة الوحشية وخرج بابا روما لاول مرة ليدين المذبحة امام العالم . وتاسفت المانيا عن دورها السلبي في المذبحة الارمنية واعترفت رسميا بالابادة وادانت فرنسا ابادة الاتراك للارمن رغم موقفها السلبي سابقا كما استطاعوا ان يعبأوا الاحزاب البريطانية لحث الحكومة علي الاعتراف بالابادة ومازال نشاطهم مستمر في كل بلاد الشتات حتي يتحقق آمالهم وحقهم باذن الله , فلا يضيع حق وراءه مطالب حق . الارمن في مصر كان نوبار الارمني اول رئيس الوزراء في عهد محمد علي لمدة عشرين سنة 1870-1890م وكان بوغوص بك يوسفيان الأب الروحي لهم وأول وزير لخارجية مصر في العصر الحديث وتلاه ارتين جراكيان واراكيل نوباريان وكلهم ارمن و قلده محمد علي منصب " ناظر ديوان التجارة " منذ عام 1826 .اي وزير التجارة ونجحوا جدا . مارس أرمن الإسكندرية الأنشطة الاقتصادية الصناعية والحرفية والمهنية وملكية العقارات وتفوقوا في مجال الطب والصيدلة وذاعت شهرة مدموزايل"آن سيراكيان"أشهر حكيمات الثغر ومولدات الاسكندرية وأسسوا بالثغر أكثر من "13 "مطبعة, ونشطوا في مجال الصناعات المعدنية وتفوقوا في تجارة وصناعة والمشغولات الذهبية ,و في صناعة السبائك ، والهندسة الميكانيكية. و اشتهروا بدباغة الجلود واشهر الأحذية و شنط السيدات و صناعة الدخان وتجارته واول من استوردوا الزيوت المعدنية ، والبترول الروسي ، فضلا عن امتهانهم العديد من المهن والوظائف الحكومية والقطاع الخاص . ملحوظة : في الوقت الذي يشهد العالم للارمن بآثارهم التي تقطر دسما في مجالات الصناعة والتجارة والفنون والاداب نجد ان تركيا تتسم بالخراب والدمار والقتل والابادة فضلا عن الغطرسة والكراهية لشعوب العالم , حتي قال فيكتور هوجو علي كل مكان خطت عليه اقدام تركيا :من هنا مرت تركيا
#لطيف_شاكر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
قتل امة
-
هيباتيا وزيدان والبابا كيرلس
-
هيباتيا في مخطوطة يوحنا النيقوسي
-
الهرم الاكبر ..مرصد فلكي
-
الهرم الاكبر كتاب اله السماء
-
ترهات المدلسين في ذبح الاقباط
-
خطاب الي د.محمد عمارة
-
مذبحة الاقباط
-
النصر لمصر وشعبها وقائدها
-
اعطوا مالقيصر لقيصر ومالله لله
-
اعطوا مالله لله ومالقيصر لقيصر
-
هبت سموم النازية الاسلامية علي العالم
-
الرئيس والاقباط في عيد الميلاد
-
الرد علي مهاترات كاتبة
-
ذبح العائلة المسيحية من تاريخ الاسلام
-
القرضاوي..غباء وجهل وعيب
-
كتاب -المسيحيون ليسوا نصاري-
-
شجرة عيد الميلاد -الكريسماس-
-
احلام لم تتحقق وحلم منتظر
-
الشمس قوة الاله الكونية
المزيد.....
-
-لقاء يرمز لالتزام إسبانيا تجاه فلسطين-.. أول اجتماع حكومي د
...
-
كيف أصبحت موزة فناً يُباع بالملايين
-
بيسكوف: لم نبلغ واشنطن مسبقا بإطلاق صاروخ أوريشنيك لكن كان ه
...
-
هل ينجو نتنياهو وغالانت من الاعتقال؟
-
أوليانوف يدعو الوكالة الدولية للطاقة الذرية للتحقق من امتثال
...
-
السيسي يجتمع بقيادات الجيش المصري ويوجه عدة رسائل: لا تغتروا
...
-
-يوم عنيف-.. 47 قتيلا و22 جريحا جراء الغارات إلإسرائيلية على
...
-
نتنياهو: لن أعترف بقرار محكمة لاهاي ضدي
-
مساعدة بايدن: الرعب يدب في أمريكا!
-
نتانياهو: كيف سينجو من العدالة؟
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|