أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد السعدنى - فى كامب ديفيد .. الشيطان يعظ ويصلح الساعات















المزيد.....

فى كامب ديفيد .. الشيطان يعظ ويصلح الساعات


محمد السعدنى

الحوار المتمدن-العدد: 4804 - 2015 / 5 / 12 - 23:48
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يمكنك أن تقرر في بساطة وضمير مستريح، أن الأمريكان كما حلفائهم الإخوان، لا ينسون شيئاً وأيضاً لا يتعلمون شيئاً، وعلي دول التعاون الخليجي أن يعوا ذلك قبل ذهابهم لاجتماع كامب ديفيد مع الرئيس الأمريكي، وألا يكرروا أخطاءهم بإعادة رهن قرارهم الاستراتيجي بشأن النظام الإقليمي في الشرق الأوسط لمشيئة اليانكي الأمريكي المغامر بطبعه والمتآمر عليهم بسياساته عبر كل المراحل السابقة والقادمة أيضاً. أقول هذا وخلفي شواهد تاريخية عديدة، وأمامي أيضاً وثائق داعمة مما نشر مؤخراً في الصحافة العالمية عن لقاء كامب ديفيد المنتظر.
الكاتب الأمريكي الشهير توماس فريدمان في مقابلة متلفزة له مع الرئيس الأمريكي بارك أوباما نشرتها صحيفة النيويورك تايمز يشيد بسياساته تجاه إيران، ويؤكد أن الرئيس الأمريكي تعهد بعدم المساس بأمن إسرائيل ويدعو العرب إلي مواجهة التحديات الداخلية، وأن طهران ليست بحاجة للسلاح النووي لتكون قوة إقليمية. ومما نشر حول هذا الموضوع يمكنك أن تطالع في الميديا العالمية عناوين دالة وكاشفة، علي غرار: أوباما للعرب: السخط داخل بلادكم أخطر عليكم من إيران، الشباب عاطل ولا يجد حلولا سياسية لمظالمه، خامنئي رجل صعب.. وايران ليست الخطر الأكبر في الشرق، أي اضعاف لاسرائيل سيكون فشلا أخلاقيا لرئاستي، العرب السنة يتعرضون لتهديدات خارجية، ثم يصف أوباما الاتفاق مع إيران باعتباره فرصة العمر لاستقرار المنطقة، بينما التصريحات الواردة من طهران تقول إن الاتفاق لا يؤثر علي أصل برنامجنا النووي. ويكمل أوباما: علي العرب التدخل المباشر في سوريا، ويقول لدول الخليج: المشكلة فيكم، وأن التهديد الأكبر لحلفائنا العرب داخلي، وليس إيرانياً، وكيف يمكننا تعزيز الحياة السياسية في هذه البلاد حتي يشعر الشبان أن لديهم شيئاً آخر غير المتطرفين مثل داعش. ويمكنك أن تقرأ أيضاً في الصحافة العالمية كما قرأت بنفسي: قال الرئيس الأمريكي باراك أوباما إن العرب يتعرضون لتهديدات خارجية، لكن التحديات الأكبر التي تواجههم تنبع من الداخل وليس من احتمال غزو إيراني. وأكد، أن العرب يواجهون بعض التهديدات الخارجية الحقيقية، لكن لديهم أيضاً بعض التهديدات الداخلية المتمثلة في سكان مقصيين في بعض الحالات، وشبان عاطلين عن العمل، وأيديولوجية هدامة، وإحساس بعدم وجود مخرج سياسي لمظالمهم، وأوضح أنه سيناقش مع الحلفاء في الخليج كيفية بناء قدرات دفاعية أكثر كفاءة، وقال «هذا ربما يخفف بعضاً من مخاوفهم، ويسمح لهم بإجراء حوار مثمر بشكل أكبر مع الإيرانيين».
ماذا تخلص من ذلك كله؟ الخلاصة أن إدارة باراك أوباما لا يعنيها في منطقة الشرق الأوسط إلا حماية أمن إسرائيل وضمان تفوقها العسكري، وترسيخ وجودها كقوة إقليمية فاعلة، وأن تضمن تدفق عوائد النفط العربي إلي خزانة شركات السلاح الأمريكية، وأن تعيد رسم خرائط المنطقة بما يرسخ لنظام إقليمي تتلاشي فيه ملامح أية قوة عربية، سواء عسكرية أو أيديولوجية أو حتي مالية، وهو في تصريحاته يغسل يديه من أية إخفاقات للسياسات الأمريكية التي صنعت داعش كما صنعت القاعدة من قبل، وهو يحاول أن يقنعنا بأن العيب فينا وليس في ممارسات الإدارة الأمريكية في منطقتنا، وعلي غرار نعي المرابي اليهودي كوهين لابنه: كوهين ينعي ابنه ويصلح الساعات، فهو ينعي علي دول الخليج سياساتها الداخلية التي تدفع شبابها للالتحاق بداعش ومنظمات الإرهاب التي زرعها وصنعها ويرعاها، وفي نفس الوقت يروج لمبيعات سلاح أمريكي للمنطقة تكون درعاً صاروخية حماية للخليج، في إشارة لا يخطئها منصف للتأسيس لشق الصف العربي ومشروعه الناشئ في المنطقة باعتماده علي قواه الداخلية لحماية أراضيه ومصالحه، وهي السياسات العربية الجديدة التي تؤسس لدور مصري فاعل في المنطقة، يحاول هو من ناحيته جاهداً إحباطها، وشق الصف العربي واستبعاد مصر من معادلة القوي في الإقليم، وإبعادها عن التحالف مع الخليج الذي هو واحد من روافد الدعم الاقتصادي والعسكري لمصر، وهو يلمح لصراع سني شيعي، صراع طائفي تأسس له الممارسات والسياسات الأمريكية لجر المنطقة لحروب لا تنتهي، في نفس الوقت الذي يحاول فيه التمهيد لإدماج قسري لإيران وسياساتها التوسعية وأطماعها في المنطقة العربية بما يضمن استنزاف قدراتها ويهدد استقرارها ويؤخر تنميتها ويبدد احتمالات وحدتها وتماسكها.
وهكذا يتضح لنا أن اليانكي الأمريكي المغامر لا يتعلم من دروس التاريخ ويصر علي المخاتلة والمراوغة، يحاول احتواء الفرقاء جميعاً وضربهم ببعضهم، وسبق أن فعل ذلك مع إيران والعراق في ثمانينيات القرن العشرين، أجج الصراع وسلح كليهما، وليست فضيحة «الكونترا» لعقد صفقات سلاح سرية لإيران تحت زعم تمويل حركة الكونترا المناوئة للنظام الشيوعي في نيكاراجوا ببعيد. ولعلنا نحن العرب نعاني ذاكرة ضعيفة تتناسي استنزاف قوة العراق في الحرب مع إيران ثم الإجهاز عليه وتدميره. ولعل أخطر ما قرأت عن رهن الإرادة العربية للأمريكان مرة أخري، ما كتبه الأستاذ غسان شربل في افتتاحية الحياة اللندنية الإثنين الماضي، تحت عنوان «قمة القنبلتين» عن لقاء كامب ديفيد المرتقب بين دول الخليج الستة وباراك أوباما، إذ رغم تحذيره من قنبلتي البرنامج النووي، والدور الإقليمي لإيران، يقول صراحة: «غابت عن الإقليم الإدارة الدولية القادرة علي ترويض نموره أو ذئابه، وفضل أوباما المقعد الخلفي. اختار فلاديمير بوتين سياسة الثأر علي أطراف روسيا فهبت رياح تكاد تشبه الحرب الباردة.» ثم يقرر «لا مبالغة في القول أن القمة الأمريكية الخليجية في كامب ديفيد تشكل موعداً استثنائياً سيترك بصماته علي مصير الشرق الأوسط لسنوات أو عقود. فالمطلوب ببساطة رسم ملامح نظام إقليمي جديد يعيد القدر اللازم من التوازن ويوفر صمامات أمان توقف مسلسل الانهيارات والانقلابات والاختراقات». ويالغرابة ما يقوله كاتبنا الكبير، إذ مؤداه أن ما نحن فيه من مشاكل ومصائب ليست جراء الممارسات الأمريكية المغرضة في المنطقة، وإنما بسبب غياب القوي الدولية التي عليها ضبط إيقاع الإقليم وترويض نموره وذئابه، وكأنه نسي أن الذئب المتلمظ هو باراك أوباما نفسه، ثم يسلم طواعية بأن قمة كامب ديفيد عليها رسم ملامح نظام إقليمي جديد، ويالها من مفارقة، حيث يسلم بائتمان أوباما علي المنطقة وتحديد ملامح نظامها الإقليمي بينما سياساته هي المهدد الحقيقي لمصالح العرب والخليجيين في المقدمة.
يا سادة النظام الإقليمي مسئولية عربية لا ينبغي التفريط فيها للأمريكان أو غيرهم، وإن الانهيارات والانقلابات والاختراقات لا يصنعها ويؤسس لها إلا الشريك الأمريكي المخالف، وليست هناك ضمانة لاستقرار المنطقة ونموها إلا الاعتماد علي قدراتها وتعاونها وتضامنها، وألا تسمح لغيرها برسم خرائط نظامها بما يشوش عليها ويحول مخاوفها من التوجه نحو إسرائيل وقدراتها النووية الفعلية، إلي إيران حتي مع التسليم بأطماعها في المنطقة. علي العرب أن يتعلموا من دروس التاريخ ولا يكرروا الرهان علي السياسات الأمريكية، فقد ثبت أنه رهان خاطئ، وألا يستمعوا لأوباما، فإن الشيطان يعظ، ويتآمر ويشق الصف ويبيع السلاح ويستنزف مواردنا، وينعي ويصلح الساعات في نفس الوقت.



#محمد_السعدنى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عن الحمقى والمغفلين
- إستهداف ملكة الحد الأوسط: مصر يصعب أن تكون تابعاً
- الأرض لما بترمى ف سنبلة بشاعر نبيل الأبنودى: عمر من النضال و ...
- الأزهر ومحاكم التفتيش
- الثورة ليست وجهة نظر
- المرايا والنوافذ بين الثقافة والسياسة
- ثوبها الأخضر رَفّت الشمس ثقوبه
- الأعدقاء الأمريكان وسياسات الأقل كفاءة
- بريسترويكا جديدة من برج القاهرة
- إكشفوا الذئاب قبل محاربة الإرهاب
- ست شخصيات تبحث عن مؤلف
- أن تكتب عن جمال عبد الناصر
- لا مانع لدى الملا أوباما أن يضرب فرنسا فى طريقه إلينا
- مصر بين سياسات الاحتواء وتجسيد الفكرة
- هل تعيين خالد فوزى عنواناً لمرحلة جديدة؟
- إتجاه مصر نحو الشرق ضرورة استراتيجية
- رؤية المفكر وحيرة النخبة: لويس عوض دراسة حالة
- لئلا يرقص البيض مع الحجارة
- حكومة محلب والعقل المؤسسى المفقود
- المسئولية الوطنية للجامعة من محمد عبداللاه إلى خالد الطوخى


المزيد.....




- الكرملين يكشف السبب وراء إطلاق الصاروخ الباليستي الجديد على ...
- روسيا تقصف أوكرانيا بصاروخ MIRV لأول مرة.. تحذير -نووي- لأمر ...
- هل تجاوز بوعلام صنصال الخطوط الحمر للجزائر؟
- الشرطة البرازيلية توجه اتهاما من -العيار الثقيل- ضد جايير بو ...
- دوار الحركة: ما هي أسبابه؟ وكيف يمكن علاجه؟
- الناتو يبحث قصف روسيا لأوكرانيا بصاروخ فرط صوتي قادر على حمل ...
- عرض جوي مذهل أثناء حفل افتتاح معرض للأسلحة في كوريا الشمالية ...
- إخلاء مطار بريطاني بعد ساعات من العثور على -طرد مشبوه- خارج ...
- ما مواصفات الأسلاف السوفيتية لصاروخ -أوريشنيك- الباليستي الر ...
- خطأ شائع في محلات الحلاقة قد يصيب الرجال بعدوى فطرية


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد السعدنى - فى كامب ديفيد .. الشيطان يعظ ويصلح الساعات