أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مالك بارودي - الإسلامُ ينهى عن الشّرك بالله ويحثّ على السّرقة والزّنا وشرب الخمر















المزيد.....

الإسلامُ ينهى عن الشّرك بالله ويحثّ على السّرقة والزّنا وشرب الخمر


مالك بارودي

الحوار المتمدن-العدد: 4804 - 2015 / 5 / 12 - 21:24
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


ورد في صحيح مسلم: "حدثني زهير بن حرب وأحمد بن خراش قالا حدثنا عبد الصمد بن عبد الوارث حدثنا أبي قال حدثني حسين المعلم عن بن بريدة أن يحيى بن يعمر حدثه أن أبا الأسود الديلي حدثه أن أبا ذر حدثه قال أتيت النبي صلى الله عليه وسلم وهو نائم عليه ثوب أبيض ثم أتيته فإذا هو نائم ثم أتيته وقد استيقظ فجلست إليه فقال ما من عبد قال لا إله إلا الله ثم مات على ذلك إلا دخل الجنة قلت وإن زنى وإن سرق قال وإن زنى وإن سرق قلت وإن زنى وإن سرق قال وإن زنى وإن سرق ثلاثا ثم قال في الرابعة على رغم أنف أبي ذر قال فخرج أبو ذر وهو يقول وإن رغم أنف أبي ذر". (صحيح مسلم، كتاب الإيمان، باب من مات لا يشرك بالله شيئا دخل الجنة ومن مات مشركا دخل النّار)

كما ورد: "وحدثنا محمد بن المثنى وابن بشار قال بن المثنى حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن واصل الأحدب عن المعرور بن سويد قال سمعت أبا ذر يحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال أتاني جبريل عليه السلام فبشرني أنه من مات من أمتك لا يشرك بالله شيئا دخل الجنة قلت وإن زنى وإن سرق قال وإن زنى وإن سرق". (صحيح مسلم، كتاب الإيمان، باب من مات لا يشرك بالله شيئا دخل الجنة ومن مات مشركا دخل النّار).

وورد أيضا: "حدثنا يحيى بن يحيى وأبو بكر بن أبي شيبة وابن نمير وأبو كريب كلهم عن أبي معاوية قال يحيى أخبرنا أبو معاوية عن الأعمش عن زيد بن وهب عن أبي ذر قال كنت أمشي مع النبي صلى الله عليه وسلم في حرة المدينة عشاء ونحن ننظر إلى أُحُدٍ فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم يا أبا ذرّ قال قلت لبيك يا رسول الله قال ما أحَبَّ أن أُحُدًا ذاك عندي ذهبٌ أمسى ثالثة عندي منهُ دينارٌ إلا دينارًا أرصُده لديْنٍ إلَّا أن أقول به في عباد الله هكذا حثَا بين يديه وهكذا عن يمينه وهكذا عن شماله قال ثم مشينا فقال يا أبا ذرّ قال قلت لبيك يا رسول الله قال إن الأكثرين هم الأقلون يوم القيامة إلا من قال هكذا وهكذا وهكذا مثل ما صنع في المرة الأولى قال ثم مشينا قال يا أبا ذر كما أنت حتى آتيك قال فانطلق حتى توارى عني قال سمعت لغطا وسمعت صوتا قال فقلت لعل رسول الله صلى الله عليه وسلم عرض له قال فهممت أن أتبعه قال ثم ذكرت قوله لا تبرح حتى آتيك قال فانتظرته فلما جاء ذكرت له الذي سمعت قال فقال ذاك جبريل أتاني فقال من مات من أمتك لا يشرك بالله شيئا دخل الجنة قال قلت وإن زنى وإن سرق قال وإن زنى وإن سرق". (صحيح مسلم، كتاب الزّكاة، باب التّرغيب في الصّدقة).

ونقرأ هذا الحديث أيضا: "وحدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا جرير عن عبد العزيز وهو بن رفيع عن زيد بن وهب عن أبي ذر قال خرجت ليلة من الليالي فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم يمشي وحده ليس معه إنسان قال فظننت أنه يكره أن يمشي معه أحد قال فجعلت أمشي في ظل القمر فالتفت فرآني فقال من هذا فقلت أبو ذر جعلني الله فداءك قال يا أبا ذر تعاله قال فمشيت معه ساعة فقال إن المكثرين هم المقلون يوم القيامة إلا من أعطاه الله خيرا فنفح فيه يمينه وشماله وبين يديه ووراءه وعمل فيه خيرا قال فمشيت معه ساعة فقال اجلس ههنا قال فأجلسني في قاع حوله حجارة فقال لي اجلس ههنا حتى أرجع إليك قال فانطلق في الحرة حتى لا أراه فلبث عني فأطال اللبث ثم إني سمعته وهو مقبل وهو يقول وإن سرق وإن زنى قال فلما جاء لم أصبر فقلت يا نبي الله جعلني الله فداءك من تكلم في جانب الحرة ما سمعت أحدا يرجع إليك شيئا قال ذاك جبريل عرض لي في جانب الحرة فقال بشر أمتك أنه من مات لا يشرك بالله شيئا دخل الجنة فقلت يا جبريل وإن سرق وإن زنى قال نعم قال قلت وإن سرق وإن زنى قال نعم قال قلت وإن سرق وإن زنى قال نعم وإن شرب الخمر". (صحيح مسلم، كتاب الزّكاة، باب التّرغيب في الصّدقة).

والآن، لنسأل: ماذا يترسّخ في ذهن من يقرأ هذه الأحاديث؟ أنّ الله يغفرُ كلّ شيء بشرط أن يكون الشّخصُ مسلما لا يُشركُ بالله شيئا، حتّى أنّهُ يغفرُ للسّارق وللزّاني ولشارب الخمر أيضا. سيقول المسلمون: هذا دليل على سعة رحمته بعباده وكرمه ومحبّته للمسلمين الموحّدين... حسنا... إذا كان كلّ مُسلم لم يُشرك بالله شيئا داخلٌ الجنّة وإن زنى وإن سرق وإن شرب الخمر و"رغم أنف أبي ذرّ"، فلماذا يهرطقُ ربّ الرّمال في قرآنه بالآية 2 من سورة النّور: "الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ وَلَا تَأْخُذْكُمْ بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ"؟ أليس الزّنا حرامًا، حسب الخرافة الإسلاميّة، ومن يقترفُه سيذوق عذاب ربّ الرّمال؟ أم أنّهُ سيذوق العذاب زمناً ثمّ يذهبُ للجنّة؟ ولماذا نجدُ هذا الإله الذي "ليس كمثله شيء" يقولُ في الآية 38 من سورة المائدة: "وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا جَزَاءً بِمَا كَسَبَا نَكَالاً مِّنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ"؟ فكيف يكون الله في الدّنيا محبّا للتّنكيل بالسّارق والسّارقة ثمّ يُصبحُ من مناصريهما في الآخرة، رحيما بهما؟ وكيف ينهقُ العلماءُ منذُ أربعة عشر قرنا بأنّ الخمر حرامٌ مستندين على الآية الزّئبقيّة 90 من سورة المائدة: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنْصَابُ وَالأَزْلامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ"، بل وإعتبروه من الكبائر وحدّد لهُ عُمرُ بن الخطّاب ثمانين جلدة كعقوبة، كأنّ ربّ الرّمال نسي أن ينُصّ عليها في القرآن؟ وهل فعلا نسي ربّ الرّمال ذكر عقوبة شارب الخمر أم أنّ شرب الخمر ليس محرّما عنده؟ أم أنّ كلّ هذه الخرافات، من القرآن وصولا إلى الأحاديث، لا تزيدُ عن كونها مجرّد أكاذيب محمّديّة زاد عليها صحابته وأتباعه ومن تبعهم في النّهيق والنّقيق، ولهذا نجدُ آلاف التّناقضات في هذا الدّين "الحجري"؟

أعرفُ أنّ هناك من المسلمين من سيقول أنّ هذه الأحاديث موضوعة أو ضعيفة، لكن ردّنا عليه يتمثّلُ في التّالي: أوّلا، هذه الآحاديث وردت في صحيح مسلم. ثانيا، هي صحيحة ورجالها ثقاتٌ. ثالثا، يوجدُ الكثيرُ من الأحاديث غيرها وبنفس المعنى مبثوثة في الكثير من الكتب منها: "حلية الأولياء" لأبي نعيم الأصبهاني و"الإيمان" لإبن منده و"مجموع الفتاوى" لإبن تيميّة و"مجمع الزّوائد" للهيثمي و"هداية الرواة إلى تخريج أحاديث المصابيح والمشكاة" لإبن حجر العسقلاني، إلخ. رابعا، رغم ذلك لا يهمّنا تصنيفُ الأحاديث إلى صحيحة وضعيفة وغيرها لقناعتنا بأنّ من صنّفوها لا مقياس لديهم غير أهوائهم الشّخصيّة وإتّباعهم لبعضهم، فمُجرّدُ نقلها وطباعتها في الكتب المتداولة إلى اليوم سببٌ كافٍ لمنحنا المشروعيّة لتناولها والتّفكير فيها. أمّا من يزعمون أنّهم قرآنيّون وسيقولون لنا: نحنُ لا نعترفُ إلاّ بالقرآن، فردّنا عليهم هو الآتي: نُقِلَ القُرآن لكم كما نُقلت الأحاديث، والفرق الوحيد بينهما يكمن في وجود الإسناد في الحديث وإغفال ذكره في القرآن، فإذا كنتم لا تقبلون الأحاديث لأنّكم تشكّون في صحّتها، فالأولى أن تشكّوا في القرآن وتنبذُوه، لكي لا يُقال أنّكم لستم إلاّ مجموعة من المنافقين.

-----------------------
الهوامش:
1.. للإطلاع على بقية مقالات الكاتب على مدوّناته:
http://utopia-666.over-blog.com
http://ahewar1.blogspot.com
http://ahewar2.blogspot.com
http://ahewar5.blogspot.com
2.. لتحميل نسخة من كتاب مالك بارودي "خرافات إسلامية":
http://www.4shared.com/office/fvyAVlu1ba/__online.html



#مالك_بارودي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خيرُ أمّةٍ أُخرجت للنّاس؟ وعجبي...!
- أوّلُ الشّعر عيناكِ
- لا ينفع العقّار في ما أفسده الإسلام
- بعض الأمثلة عن إنحطاط الله الإسلامي، من صحيح مسلم
- لكي لا ننسى: بين مذابح الأرمن ومذابح داعش وأخواتها
- خواطر لمن يعقلون - ج56
- محنة محمّد بن آمنة في حادثة الإفك وزنا عائشة بنت أبي بكر مع ...
- محنة محمّد بن آمنة في حادثة الإفك وزنا عائشة بنت أبي بكر مع ...
- خواطر لمن يعقلون - ج55
- خواطر لمن يعقلون - ج54
- خواطر لمن يعقلون - ج53
- خواطر لمن يعقلون - ج52
- ردّا على إتّهامات سامي لبيب: بماذا توحي لك هذه الأدلّة؟ وماه ...
- الحوار المتمدّن في ميزان موقع أليكسا المتخصّص في إحصائيّات و ...
- هل الله ليس كمثله شيء أم هو على هيئة إنسان؟ – ج1
- هل الله ليس كمثله شيء أم هو على هيئة إنسان؟ – ج2
- خواطر لمن يعقلون - ج51
- خواطر لمن يعقلون - ج50
- خواطر حول حرق معاذ الكساسبة والإرهاب الإسلامي
- خواطر لمن يعقلون - ج49


المزيد.....




- طلع الزين من الحمام… استقبل الآن تردد طيور الجنة اغاني أطفال ...
- آموس هوكشتاين.. قبعة أميركية تُخفي قلنسوة يهودية
- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مالك بارودي - الإسلامُ ينهى عن الشّرك بالله ويحثّ على السّرقة والزّنا وشرب الخمر