أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - خليل كلفت - سوريا: اللغز الكبير














المزيد.....

سوريا: اللغز الكبير


خليل كلفت

الحوار المتمدن-العدد: 4804 - 2015 / 5 / 12 - 04:07
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


سوريا: اللغز الكبير
بقلم: خليل كلفت
ظل الثوريون يناضلون فى سبيل الثورة. وتفجَّرت ثورات "الربيع العربى" فقلبت مفاهيمنا عن الثورة رأسا على عقب. ومع تطوراتها أخذنا نُدرك أننا إزاء تصوُّر جديد للثورة يختلف عن تصوراتنا السابقة.
وكان الغموض الذى اكتنف تصوراتنا عن الثورة ناشئا عن غياب مفهوم نظرى عنها. وكان هذا هو السبب وراء التوقعات الحالمة والنتائج الصادمة. وفى غياب هذا المفهوم، تركَّزت أمانينا على تحقيق شعارت الثورة: عيش، حرية، عدالة اجتماعية، كرامة إنسانية، جنبا إلى جنب مع الشعار العام لكل الثورات العربية الراهنة وهى، كما يحدث فى كل ثورة، مطالب "إصلاحية" مترابطة ومتمفصلة.
وتمثَّلت المشكلة فى غياب مفهوم الثورة الشعبية وحدودها، واختلافها عن محرِّك التاريخ: القوانين التقنية-الاجتماعية التصاعدية. ولهذا انعقد أملنا على نجاح الثورات رغم حدودها التى لم تكن لتتجاوز الديمقراطية الشعبية من أسفل، التى أخذتُ أكتب عنها كغاية وهدف للثورة، بعد بدايتها بثلاثة أو أربعة أشهر. وبعدها بثلاثة أعوام بدأ يتبلور عندى مفهوم جديد للثورة الشعبية مع مجموعة كبيرة من المفاهيم والنظريات الثورية المرتبطة بها.
وفى سوريا، قاد إلى الثورة حكمٌ قومى بعثى وعلوىّ طائفى، فى عهدىْ الأسديْن، باستغلاله الرأسمالى، واستبداده الاستثنائى، وفساده المتفشى، وإفقار الشعب ومعاناته، مع تبلوُر شرارة شبابية، وحضور تأثير الدومينو.
واستمرت "الثورة" شعبية كما بدأت، ولكن المعادلة انقلبت مع نجاح الإسلام السياسى فى الصعود والسيطرة، مستغلًّا الحالة المنهارة للدول المعنية، وجالبًا شبابًا مسلما ضائعا من كل مكان على ظهر الأرض، تماما كما يحدث فى ليبيا الآن.
وتصفعنا هذه التطورات بهشاشة تكويننا الاجتماعى-الثقافى: جنَّدتْ منظمات إخوانية وسلفية وقاعدية وداعشية مئات وآلاف وآلاف آلاف من شبابنا الضائع .. وعندما سنحت فرصة الثورة انقضَّت هذه التكوينات على شعوبنا ودولنا، وفى غضون أشهر أو سنوات قليلة سَوَّت المدن والقرى بالأرض، ودمرت كل شيء عليها، وأبادت البشر، وأعادتنا إلى ماضٍ سحيق ظننَّا أننا تجاوزناه. وأفلت اليمن السعيد من الدمار الشامل غير أن فرقة ناجية منسية، هى الطائفة الحوثية، تمردت على الدولة فتدخلت السعودية، وألحقت الحرب الجديدة اليمن ببلدان الدمار الشامل.
وهذا كابوس رهيب قابل للتكرار وتقع مسئوليته على التبعية الاستعمارية، والدول والأنظمة الحاكمة. ولنتخيل أن الثورة حدثت فى وقت لا وجود فيه للإسلام السياسى؛ فماذا كان سيحدث؟ لم يكن كل هذا الدمار قابلا للحدوث حتى مع هزيمة الثورة. ورغم أن تدخل الأنظمة كان من العوامل الرئيسية لهذا الدمار فإن البديل كان يعنى فتح الأبواب واسعةً لدولة الخلافة الإسلامية؛ أىْ الدمار الكلى من طريق آخر.
وفى سوريا، صارت الحرب الأهلية حربا بالوكالة؛ فمن جهة، أسهمت دول الخليج، والولايات المتحدة، وتركيا فى تأسيس وتطوير واستخدام الإسلام السياسى المحارب، ومن جهة أخرى دعمت روسيا وإيران وحزب الله النظامَ البعثىَّ.
واتخذ كل طرف من الأطراف المؤيِّدة للنظام السورى موقفه، ليس وفقا لمصالحه، بل وفقا ﻟ-;-"طريقته فى فَهْم مصالحه": روسيا تفاديا لخسارة سوريا الباقية من تحالفاتها فى المنطقة، رغم التداعيات المحتملة، وإيران مستغلةً فوضى الثورة لتوسيع نفوذها السياسى فى عدد من العواصم العربية (بغداد، ودمشق، وبيروت)، دون تفكير فى رد الفعل العربى، وحزب الله اللبنانى لأن سقوط النظام السورى يعنى سقوط حزب الله. وفشلت إيران فى إلحاق صنعاء بعجلتها بدعم الحوثيين.
وفى البداية وقفت دول الخليج وتركيا وأمريكا وأوروپا فى صف الإسلام السياسى بهدف إسقاط الثورة الشعبية ونظام الأسد بحجر واحد. وقدَّم الإخوان المسلمون كل العون لحروب امتداداتهم، رغم انشغالهم، فى مصر بالذات، بتحقيق مشروعهم الخاص.
واستفحل أمر التنظيمات الإسلامية بشبابها ومرتزقتها مع ظهور "داعش"، الذى تمدَّد بسرعة خاطفة، مُهدِّدًا الجميع: مَنْ صنعوه أو ساعدوه أو تهادنوا معه. وكان الحكم الشيعى الطائفى فى العراق وسوريا يؤجِّج الصراع الشيعى-السنى، وهنا اتخذت الحرب المتعددة الأطراف طابعا سنيًّا شيعيًّا، ساعد على التعبئة والتجنيد المتواصليْن.
على أن الحرب المسلَّحة بالأيديولوچيا السياسية الدينية، باستدعاء تراث مذهبى طويل من العداء لخدمة مصالح دنيوية، سياسية واقتصادية، فى حقيقتها، اتخذت شكل الحرب بين خلافة فارسية شيعية عاصمتها بغداد، وخلافة سنية عربية تركية إحياءً للخلافة العثمانية.
وبعد أن ظلت أمريكا تؤيد ظهور "نظام" غير بعثىٍّ وغير إسلامىّ، مالت بجانبها حينا إلى "الثورة الإسلامية" ضد النظام، ثم تركت الطرفين يأكلان بعضهما البعض. ثم كان عليهما محاربة خطر داعش معًا، بعد أن صار النظام السورى وأمريكا، مرحليًّا، فى خندق واحد فى مواجهة الخطر المستطير لداعش، على الجميع. وظلت إسرائيل تُراقب، مترقِّبة إضعاف إيران وحزب الله والنظام العلوى فى وقت واحد.
وفى وضع معقد يحارب فيه طرفٌ ضد خصم وضد صديق فى وقت واحد، مرة لإرضاء السعودية ومرة أخرى لإرضاء روسيا، مثلا، ينبغى العمل على إسقاط النظام السورى والإسلام السياسى معًا وتأييد القوى الحقيقية للثورة.
ولا سبيل هنا إلى عرض وافٍ لتشابكات هذه الحرب، التى لا يعرف فيها مقتول مَنْ قاتله ولماذا قتله.
6 مايو 2015



#خليل_كلفت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اليسار والجماهير والثورة
- مسارات تراجُع اليسار الماركسى
- الأبنودى معجزة لا تموت
- حروب الدمار الشامل
- أخيرا عاصفة الحزم
- صعود جِدُّوكاب وصعود النوبة للروائى يحيى مختار
- العراق إلى أين؟
- بورخيس كاتب على الحافة 11: بورخيس والأدب الأرجنتينى (فى فصول ...
- بورخيس كاتب على الحافة 10: اليوتوپيا والطليعة: الجديد كأساس ...
- نحن والإخوان المسلمون
- بورخيس كاتب على الحافة (فى فصول) 9: الطليعة وبوينوس آيرس وال ...
- بورخيس كاتب على الحافة 8: مسألة النظام
- بورخيس كاتب على الحافة 7: أبنية خيالية
- مصر والدولة الإسلامية داعش
- ثورة يناير الشعبية فى مصر ناجحة أم فاشلة؟
- بورخيس كاتب على الحافة 6: مجازات الأدب الفانتازى
- إحباط ما بعد الصدمات
- بورخيس كاتب على الحافة 5: التراثات وصراعات التجديد عند بورخي ...
- بورخيس كاتب على الحافة 4: بورخيس والأدب الأرجنتينى
- بورخيس كاتب على الحافة 3: صورة عامة لبورخيس


المزيد.....




- السعودية تعدم مواطنا ويمنيين بسبب جرائم إرهابية
- الكرملين: استخدام ستورم شادو تصعيد خطر
- معلمة تعنف طفلة وتثير جدلا في مصر
- طرائف وأسئلة محرجة وغناء في تعداد العراق السكاني
- أوكرانيا تستخدم صواريخ غربية لضرب عمق روسيا، كيف سيغير ذلك ا ...
- في مذكرات ميركل ـ ترامب -مفتون- بالقادة السلطويين
- طائرة روسية خاصة تجلي مواطني روسيا وبيلاروس من بيروت إلى موس ...
- السفير الروسي في لندن: بريطانيا أصبحت متورطة بشكل مباشر في ا ...
- قصف على تدمر.. إسرائيل توسع بنك أهدافها
- لتنشيط قطاع السياحة.. الجزائر تقيم النسخة السادسة من المهرجا ...


المزيد.....

- المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية / ياسين الحاج صالح
- قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي / رائد قاسم
- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - خليل كلفت - سوريا: اللغز الكبير