|
رؤية خاصة لمعارض سوري لنظام عائلة الأسد
محمد أحمد الزعبي
الحوار المتمدن-العدد: 4803 - 2015 / 5 / 11 - 14:50
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
1. يقول الشاعر العربي : إذا ترحلت عن قوم وقد قدروا ألا تفارقهم فالراحلون هم وعلى غرار مضمون هذا البيت من الشعر نقول : نعم إن بشار الأسد وقاسم سليماني وحسن نصر الله هم من يضغط على الزناد للقتل والتدمير والتهجير في سوريا ، ولكننا نتساءل هنا : أوليس إن كل من يستطيع منعهم من هذا الضغط على الزناد ولا يفعل ، إنما هو شريك فعليّ لهم في القتل والتدمير والتهجير ، هذا إذا لم يكن هو القاتل والمدمر والمهجر الحقيقي ، ولكن " بيد عمرو وليس بيدي " ؟ . 2. إن من يصرون على استبعاد الإخوان المسلمين من هيئات ومؤسسات ولقاءات المعارضة السورية لنظام بشار الأسد هم بصورة أو بأخرى ، بدرجة أو بأخرى ، من أتباع هذا النظام ، حتى ولو كان بعضهم مغفلاً لا يدري إلى أين يستجره من يدري . ولعلم من لا يدري فإن العدو رقم واحد سواء لنظام عائلة الأسد ، أو لحماته وأنصاره من السوريين والعرب والعجم والأجانب هم الإخوان المسلمون . وهم بالذات من قال عنهم بشار الأسد ذات يوم ، وهو ما سمعته بأذني : لقد حاربنا هم طيلة خمسين عاما ( أي قبل أن يخلق !!) ، وسنبقى نحاربهم . 3. لقد وقع من يدري ومن لا يدري من فصائل المعارضة السورية في فخ أعداء الربيع العربي ، من جهة حين بدأالمنشقون من جيش النظام بتشكيل الجيش الحر،عام ٢-;-٠-;-١-;-١-;- وفق خلطة فيزيائية (غير كيماوية) جمعت بين العسكريين والمدنيين ، وانخرط قسم منهم ( المنشقين ) في لعبة شرذمة المعارضة إلى مسميات مسلحة شكلية ( كتائب ، ألوية !! )، وملونة بلون طائفي ( التسميات) ، كنقيض لطائفية النظام ، وذلك انطلاقاً من مقولة " لكل شيء آفة من جنسه "، ومن جهة أخرى ، حين غلّب العسكريون المنشقون الأسبقية الزمنية للإنشقاق ، على التراتبية العسكرية التي تقع في أساس القيادة والسيطرة في أي جيش حقيقي بغض النظر عن مسألة الأسبقية في الإنشقاق . لانجادل في أن من حق الثوار الحذر من المندسين ، الذين يمكن أن يكون النظام نفسه قد أرسلهم لشق صفوف المعارضة ، والتجسس عليها ، ولكن الإشكالية تبدأ عندما يختلط الحابل بالنابل ويصبح الشخص الرمادي أو الحرباوي أو المصلحجي أو المندس ، هو نفسه من سيشرف على عملية الفرز ، وتحديد من هو العدو ، ومن هو الصديق (!) . 4. تمسك الدول الكبرى ومن يشد على يدها في المنطقة ، فيما يخص علاقتها بثورة آذار ٢-;-٠-;-١-;-١-;- السورية بالعصا من منتصفها ، بحيث تستخدم المال والسلاح لإبقائها ( أي العصا ) في حالة توازن بين المعارضة والنظام ، أي عمليا لإطالة مدى ومدة القتال وتعظيم بالتالي حجم الخسائر البشرية والمادية والمعنوية في صفوف الثورة ، كيما تظل في حالة استجداء دائم لمال هذه الدول وسلاحها ، من جهة ، وغير قادرة على حسم الحرب الدائرة مع النظام منذ أكثر من أربع سنوات لصالحها من جهة أخرى . هذا ولم يزد دور ممثلي بان كيمون ( الأمم المتحدة ) إلى سورية عمليا على تنفيذ سياسة هذه الدول الكبرى ، المعلن منها وغير المعلن ، فيما يتعلق بحفظ التوازن بين النظام والمعارضة (ربما باستثناء كوفي عنان) . إن كل التقارير المتعلقة باستخدام النظام للأسلحة الكيماوية المحرمة دولياً وإنسانياً ، غالباً ماكانت تشير إلى مسؤولية " طرفي النزاع " ، أي إلى النظام والمعارضة معاً . إن استخدام أية جهة ، أو أي تقريردولي ، لتعبير " طرفي النزاع " إنما يمثل ـ برأينا ـ تبرئة مقصودة للنظام السوري ( بشار الأسد ) من تهمة استخدامه لمثل هذه الأسلحة المحرمة دولياً ، وهي بالتالي تبرئة لروسيا ، وإعفاء للمجتمع الدولي ولدول الفيتو الخمس من مسؤوليتهم أمام الشعب السوري ، بل وأمام عشرات آلاف الأطفال السوريين الذين استشهدوا في سوريا على يد نظام بشار الأسد وشبيحته ، بالتحديد . 5. إن انتصار الثورة السورية على نظام عائلة الأسد ، هو ـ بتقديرنا ـ رهن : أولاً ، باستقلال هذه الثورة ماديا ومعنويا عن تلك الدول الكبرى والصغرى ، المشار إليها أعلاه ، وبالتالي الترفع عن هذا الاستجداء المشروط والمعيب لهذه الدول ، وثانيا ، في توحيد كافة فصائلها تحت راية علم واحد متفق عليه كبديل لكافة الرايات الملونة المختلفة التي باتت تفرق أكثر مما توحد ، وتؤجّل أكثر مما تعجل ، وثالثا ، في جعل القيادة العسكرية والقتالية للكفاءة والتخصص وليس للأسبقية في الانشقاق ، ورابعاً ، في ضرورة تجميد كافة الخلافات والاختلافات الحزبية والفئوية إلى مابعد التحرير واستعادة الحياة الديموقراطية في سوريا . حيث يصبح صندوق الاقتراع هو الحكم والفيصل بين الجميع . 6. إن منظمات الأمم المتحدة ، سلاح ذو حديّن ، فهي لنا وعلينا في آن واحد ، ومن المفروض ان تكون لدينا القدرة والخبرة في توظيف الجانب الإيجابي في هذه المنظمات لصالح الثورة ، حتى في حالة شكوكنا بعدم جدوى قراراتها ، بما فيها قرارات مجلس الأمن الدولي التي يمكن ان تصدر تحت الفصل السابع ، وبما فيها مواقف مندوبيها الرمادية بدءا من الدابي وانتهاء بـ دي مستورا . 7. لاينبغي أن تحمل ( بضم التاءوتشديد الميم ) سلبيات كل ماجرى ويجري في سورية منذ 18آذار 2011 حتى اليوم ، إلى العامل الخارجي فقط ، فالعامل الداخلي يتحمل بدوره جزءاً كبيراً وأساسياً من مأساة الشعب السوري ، ومن بقاء بشار الأسد ونظامه طيلة هذه المدة . ونعني بمسؤولية الداخل هنا ، مسؤولية : أ) كل من ساند وما يزال يساند هذا النظام المجرم في ماقام ويقوم به من القتل والتدمير والتهجير ، أكان من الأقليات أو من الأكثرية ، أكان من المدنيين أم من العسكريين ، أكان من طائفة النظام أو من غيرها ، أكان من العرب أم من غير العرب، ب) الضباط المسؤولون عن القتل والتدمير والتهجير، ولا سيما الطيارون منهم ، وخبراء الصواريخ المختلفة المدى ، وخبراء الأسلحة المحرمة دولياً وإنسانياً . ج) القسم من العلويين المستمر في تضامنه مع نظام بشارالأسد رغم انكشاف الوجه الطائفي غيرالوطني وغيرالقومي وغير الإسلامي وغيرالإنساني لهذا النظام ، والذي لم يعد خافياً على أحد .
لانشك من جهتنا ، أن التراكمات الكمية ، يمكن أن تتحول ذات لحظة مفاجئة إلى حية تسعى تلقف كل إفك فراعنة العصر وكل مؤامراتهم على العرب والمسلمين منذ الحرب العالمية الأولى وحتى يومنا هذا .
#محمد_أحمد_الزعبي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الذاتي والموضوعي في الصراع بين علي ومعاوية
-
بشار الأسد وإشكالية الهوية
-
إعرف نفسك تعرف عدوّك
-
بين الخديعة والخطيئة خيط رفيع
-
بشار الأسد والمليون إرهابي سوري
-
خواطر تجمع بين اليأس والأمل
-
بين جاسم ومنبج كما بين الباب والموصل خواطر تراثية
-
الثورة السورية بين اليأس والأمل
-
بين الخلاف والاختلاف شعرة معاوية
-
البعد القومي لثورة آذار 2011 السورية
-
من محمد الزعبي إلى الأخوين عبد الرزاق عيد وميشيل كيلو
-
العوامل الموضوعية والذاتية في أزمة عين العرب السورية
-
شهادة شهيد عن حرب 1967
-
اليوم الثالث من أكتوبر ، نعم ولكن
-
وجهة نظر تجمع بين اليأس والتفاؤل
-
العرب وإسرائيل بين الاستراتيجية والتكتيك
-
الثورة السورية بين الأمس واليوم ، رؤية سوسيو تاريخية
-
من الذي يقتل أطفالنا في سورية وغزة ؟
-
ثورات الربيع العربي وحلف الخائفين من الديموقراطية
-
إذا لم تستح فافعل وقل ما شئت
المزيد.....
-
الأنشطة الموازية للخطة التعليمية.. أي مهارات يكتسبها التلامي
...
-
-من سيناديني ماما الآن؟-.. أم فلسطينية تودّع أطفالها الثلاثة
...
-
اختبار سمع عن بُعد للمقيمين في الأراضي الفلسطينية
-
تجدد الغارات على الضاحية الجنوبية لبيروت، ومقتل إسرائيلي بعد
...
-
صواريخ بعيدة المدى.. تصعيد جديد في الحرب الروسية الأوكرانية
...
-
الدفاع المدني بغزة: 412 من عناصرنا بين قتيل ومصاب ومعتقل وتد
...
-
هجوم إسرائيلي على مصر بسبب الحوثيين
-
الدفاع الصينية: على واشنطن الإسراع في تصحيح أخطائها
-
إدارة بايدن -تشطب- ديونا مستحقة على كييف.. وترسل لها ألغاما
...
-
كيف تعرف ما إذا كنت مراقبًا من خلال كاميرا هاتفك؟
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|