فخر الدين فياض
كاتب وصحفي سوري
(Fayad Fakheraldeen)
الحوار المتمدن-العدد: 1333 - 2005 / 9 / 30 - 10:39
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
( فهرنهايت).. والفحش الثقافي العربي
فخر الدين فياض
كاتب وصحفي سوري
بعد أن عرضت (الجزيرة) فيلم مايكل مور (فهرنهايت) 11/9 مترجماً إلى العربية وقفت أمام مفارقة قاسية، ربما تتعلق بكامل وجود هذه الأمة..
تحدث مايكل مور عن 11 سبتمبر.. وما سبقه من جمود في السياسة الأميركية و(عطالة) شبه كلية للرئيس في البيت الأبيض.. وما تلاه من (أعاصير) عسكرية بدأت في أفغانستان ولن تنتهي في العراق..
المفارقة أن فيلم مايكل مور ببساطته وعفويته وحرفيته السينمائية العالية أبرز أولاً تخلفنا الثقافي الفاحش، وتأخر إعلامنا عن صناعة جزء يسير من (فهرنهايت)... ومن أثره العالمي في تصوير نفاق إدارة جورج بوش من جهة والثمن الغالي الذي يدفعه الشعب الأميركي من جهة ثانية... أما أوطاننا وتاريخنا ومصيرنا الذي مرغته أميركا بالوحل.. والدم.. فهذا أمر آخر!!
إنها حقائق للأسف ما زالت مدهشة بالنسبة لنا!!.
حين يصورنا (مور) أشبه بالدمى في يد رجل أحمق مثل بوش، نسير نحو القتل والاقتتال بقدرة البيت الأبيض وما يرسمه لنا ولأولادنا من مستقبل لا يخرج من تحت وطأة الهيمنة الأميركية... ضمن رؤية واضحة وأهداف صريحة لا لبس فيها: صناعة النفط أولاً، صناعة السلاح ثانياً، فرض مبدأ القوة العسكرية على الاقتصاد الحر في العالم وتغليب الكفة الأميركية في المنطقة على كل ما عداها: في أوروبا وآسيا وغيرها.. كل ذلك كان وراء 11 سبتمبر وما تلاه من دمار في أفغانستان والعراق.. وغداً في سوريا ولبنان.. والحبل على الجرار.
لا الديمقراطية ولا حقوق الإنسان ولا حق الأقليات القومية في تقرير المصير كانت على قائمة البيت الأبيض.
لا صدام حسين ولا الطالبان ولا بن لادن ولا الزرقاوي كانوا (مطلوبين) يوماً من قبل الشعب الأميركي..
ورغم كل هذه الحقائق التي تصدمنا المرة تلو المرة.. ما زلنا مصرين على التمسك بورقة التوت التي تدعى الأمم المتحدة والقانون الدولي!!
فبعد مضي خمس سنوات على (استثمار) مشروع جورج بوش (11 سبتمبر) في العالم.. وصل الأميركان إلى مرحلة لم يعد ممكناً فيها الكذب.. وبدؤوا يتحدثون علانية عن أهدافهم الحقيقية.. بدءاً من أولبرايت وباول وكلينتون.. ومؤخراً (مايكل مور) الذي يقدم لنا بوش (الحقيقي) بلا رتوش!!.
المفارقة الأشد مضاضة أن (النخبة السياسية الحاكمة) عندنا ما زالت مصرة على (النفاق) التي بدأت تتبرأ منه إدارة بوش نفسها.. وتتصور أنها ما زالت قادرة على إخفاء عريها الوطني بورقة التوت نفسها التي لم تعد تستر أكثر مما تفضح..
أما آن الأوان لكي نقول أن الإرهاب مصدره أميركا وزرقاوييها المخترعين.. وأن هناك شعباً يرفض الإذلال والاستباحة ويقاوم محتليه؟!.
أما آن لنا أن نقول إن دستوراً رسمته قوات الاحتلال ومن يمتطي مشروعها (النفطي) من (أبناء البلد) هو دستور طائفي وعرقي ولن يؤسس إلا لاقتتال أهلي...لن ينجو منه إلا كل (طويل عمر)؟!
أما آن لنا أن نقول لهذه (النخبة): كفى... وأن حبل الكذب مهما تمدد وطال... قصير وسيبقى قصيراً؟!
#فخر_الدين_فياض (هاشتاغ)
Fayad_Fakheraldeen#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟