أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نعيم عبد مهلهل - زوربا وابراج الضغط العالي














المزيد.....

زوربا وابراج الضغط العالي


نعيم عبد مهلهل

الحوار المتمدن-العدد: 4803 - 2015 / 5 / 11 - 10:33
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    




قُدرَ ليَّ بصدف المهجر وجمال محطاته أن احظى بمتعة ما كنا نمارسه في ازمنة التعليم بجنوب كانت موسيقى شبعاد هي رايته في سماء الحضارات ، عندما كنا نغرق ليل قريتنا الجنوبية بموسيقى السمفونيات باخ وموزارت وبتهوفن ومتعة العزف الارمني ، فكان المعدان يعدوننا مجانين ويذهبون الى شخيرهم وربما يظن البعض أن هذا تعديا على ذائقته الروحية في السماع اذ تعود منذ مئات السنين أن يسمع اطوار لا تصاحبها رقصات بل انين حزن ومناجاة لمن غابوا في درابين العشق او ماتوا في ساحات الحروب او غرقوا في قاع الانهر والاهوار .
ذات يوم مهجر قدر لي ان احضر عزفا اوكستراليا لفرقة النور والامل من مكفوفي مصر ، وهي فرقة مذهلة اتت لتقدم عروضها في هامبورغ وبرلين وكان أن ابدعت بعزف باليه زوربا التي تتميز بروعة الدمج بين رؤى الحلم الشرقي بثقافة الاغريق المتوسطية وهي من تأليف الموسيقار اليوناني ميكيس ثيودوراكيس لأعود في استذكاري بهجة موضة الثقافة في سبعينيات القرن الماضي أن هبت علينا ظواهر يونانية استطاعت ان تؤسس قي احلامنا وهوايتنا شيئا من العشق لسماعها أو قراءتها أو حضور طقوسها ، لقد زاحمت الظاهرة اليونانية ، ظواهر اخرى ثقافية كنا نلتجئ اليها في اكتساب معارف الرغبة في التعلم والانتماء وكان من ابرزها سماح الرقابة بعرض افلام يونانية بالأسود والابيض بدت فيها الاباحية الجنسية تغري في مشاهدها متعة رؤية الجسد وطقوس غرافه بأدق التفاصيل ، وقد تخصصت سينما البطحاء الشتوي في الناصرية بعرض مثل تلك الافلام ، والظاهرة الثانية شعرية ، حين سكن ذائقتنا الهاجس الذي اسمه ( كافافي ) واكتسبنا من هذا اليوناني متعة روحية وغريبة وهو يسجل بإباحية مختلطه بذكورة مؤنثة صورة عن الجرأة في دعوة الماضي بصوت شعري لذيذ.
والظاهرة الثالثة اتت مع انتشار اغاني المطرب ديميس روسيس واغنية الشهيرة ( FAR AWY ) ، غير أن الرقصة اليونانية التي رافقت فيلم ( زوربا اليوناني ) من بطولة انتوني كوين وايرين باباس ، هي من سكنت وبشدة لحظات السماع وصار البعض في صفنة ليل الاهوار يدندن بها ويستمتع اليها ويكتب في نشوة الاصغاء قصيدته.
تخيل موسيقى تلك القيثارة التي تعزف اللحن الشجي أن تسكن لحظتها الجميلة في بيئة ليس فيها مشروبات روحية ولا ملاهي على البحر ولا أناس يضربون الدنيا طولا بعرض كما زوربا الذي يعيش بوهيمية عُشْ يومكَ ودع الغد يأتي بأقداره مهما تكن.
ذات يوم كنا على متن الزورق الذي ينقلنا من الجبايش الى قريتنا ، وكانت الدولة قد بدأت بنصب ابراج كهربائية ذات ضغط عال لتغذية مدن الاهوار عن طريق محطة طاقة الناصرية الحرارية ، فعملوا لها وسط الماء دكات اسمنتية وترابية حتى تنتصب ، وكان مشهد علوها يرعب المعدان ، وعندما كنت ارفع نظري في احدى المرات تناهي اليَّ من الاعلى صوت راقص لمعزوفة زوربا ,
كانت لحظة ساحرة وغير متوقعة ان تهبط عليك موسيقى زوربا من السماء .
ضحكت مستغربا وتساءلت :ما الذي جعل انتوني كوين معلقا في ابراج الضغط العالي .
معلم أجاب : من تنصب ابراج الكهرباء شركة يونانية . فلو كنت انا اقوم بنصب ابراج ضغط عالي في اليونان فحتما ، سيكون معي رقصة بنت الريم وصوت داخل حسن ، وهي ربما تشبه رقصة زوربا ولكن بعنوان آخر أسمه ( لو رايد عشرتي وياك ).........!



#نعيم_عبد_مهلهل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المعيدية مارلين مونرو
- حسين نجمة واغنية يا نعمه
- طروب بعد الغروب
- التيزاب وخالد الأمين
- إنجيمهْ (الناي والقصبة )
- أمريكا ومنطق تغيير الهوية
- غاستون باشلار ونافذة الصريفة
- الجغرافيا والفيلم الهندي
- غداء العباس وفكتور جارا
- مايا بليسيتسكايا وذيل السمكة
- تمرين في الكتابة الروحية
- مُسعدْ يرسم ملاكاً
- شيء عن هويتنا الثقافية
- سكان قفص الكناري
- جاموسة الموسيقار المصري
- السيخ لا يأتون من المريخ
- محظيات شمشون الجبار
- الأهوار وناجي العلي
- البكاء الشيوعي .....!
- مكاتيب ياس خضر


المزيد.....




- تفجير جسم مشبوه بالقرب من السفارة الأمريكية في لندن.. ماذا ي ...
- الرئيس الصيني يزور المغرب: خطوة جديدة لتعميق العلاقات الثنائ ...
- بين الالتزام والرفض والتردد.. كيف تفاعلت أوروبا مع مذكرة توق ...
- مأساة في لاوس: وفاة 6 سياح بعد تناول مشروبات ملوثة بالميثانو ...
- ألمانيا: ندرس قرار -الجنائية الدولية- ولا تغير في موقف تسليم ...
- إعلام إسرائيلي: دوي انفجارات في حيفا ونهاريا وانطلاق صفارات ...
- هل تنهي مذكرة توقيف الجنائية الدولية مسيرة نتنياهو السياسية ...
- مواجهة متصاعدة ومفتوحة بين إسرائيل وحزب الله.. ما مصير مفاوض ...
- ألمانيا ضد إيطاليا وفرنسا تواجه كرواتيا... مواجهات من العيار ...
- العنف ضد المرأة: -ابتزها رقميا فحاولت الانتحار-


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نعيم عبد مهلهل - زوربا وابراج الضغط العالي