أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - محمود الزهيري - غياب مفهوم العدالة














المزيد.....

غياب مفهوم العدالة


محمود الزهيري

الحوار المتمدن-العدد: 4803 - 2015 / 5 / 11 - 08:52
المحور: المجتمع المدني
    


أراني أسير مهرولاً علي اشواك مبعثرة يمتليء بها الطريق المؤدي إلي سبيل الأمن والأمان والرفاهة , وقد نتأخر للوصول إلي الغاية سنوات طويلة , وهذا يعود إلي السلوك الوظيفي السلطوي تجاه الدولة ومؤسساتها في المقام الأول والذي ينعكس علي الشعب في أسوأ الصور التي تجعله كارهاً للوطن , وكارهاً لنفسه , مما تزداد عوامل الضغط ومؤثرات الرفض وفي النهاية قد يصل الأمر إلي الإنفجار المتشظي والغير معلومة إتجاهات اندفاعه اللامحسوبة , ولن يكون العداء للشرطة والأجهزة الأمنية كما في سابق العهد القريب في 25 يناير 2011 , ولكن سيكون السقوط مدوياً هذه المرة لكل القيم قبل الأشياء!
مازلت أري أننا نحتاج إلي علاج الجراح التي مازالت تثعب دماً من سيرنا المتواصل بجهل في اتجاه التنمية والديمقراطية والحريات والمواطنة والمساواة في المواطنة , و ومازالت قلوبنا تنزف قيحاً وصديداً بأسباب راجعها من السلوك الوظيفي للسلطة الذي يرتقي لجدارة الأنا الغريزي , ضد الدولة والمجتمع في آن واحد .
وكأني أري الدولة المصرية خلال ممارسة الأدوار الوظيفية المنوطة بها في حالة تردي وفشل زريع , وكأن الدولة بوزاراتها ومؤسساتها وهيئاتها تعمل ضد نفسها , وضد الشعب , وأري أن هناك صراع يبدوا للمسؤلين وللأجهزة السيادية , وكأنه خفي , في حين أن عوامل انهيار الدولة تنشط بجدارة ولكنها كدبيب النمل الذي صنع صنعته بعصا سليمان , فانهارت العصا وانهار الهيكل وسادت فوضي الخائفين والمرعوبين ممن ينتمون إلي طبقات عريضة من الجهلاء والمرضي والفقراء الذين يشكلون غالبية الشعب المصري , ولذلك أري أن مرحلة ماقبل سقوط حسني مبارك , ومنظومته الأمنية صارت قاب قوسين أو أدني , إلا أن الفارق الموضوعي في المشهد القادم الذي من الممكن تجنبه , يتم رؤيته في العداء الشاخص بأبصاره المنهكة والمنكسرة عن كمد وغيظ يفوق القدرة والطاقة , من الكثير من الملايين الذين يعانوا التفرقة والعنصرية والتمييز في العمل والوظائف العامة , وأبسط مثال سيؤدي للإنهيار إن لم نتجنب أسبابه مانطق به وزير العدل في حالة تمييزية عنصرية بغيضة حال كونه يؤمن ويعتقد إعتقاداً جازماً :" أنه لا يمكن لأبناء عمال النظافة اعتلاء منصة القضاء ، لأن القاضي لابد أن يكون قد نشأ في وسط مناسب لهذا العمل ، و"كتر خير عامل النظافة إنه ربى ابنه وساعده للحصول على شهادة، لكن هناك وظائف أخرى تناسبه " !!
وليس غريباً حينما يسود مناخ الإستعلاء والإستكبار والجهالة السياسية بالدستور والقانون أو التغاضي عن الدستور والقانون اللذين يعليان من شأن المواطنة والمساواة في المواطنة وتكافوء الفرص , ففي هذه الحالة ليس بغريب أن ينطق بهذه التصريحات الكارثية وزير العدل المصري , وكأنه متناسياُ أن رؤساء جمهورية مصر العربية منذ محمد نجيب حتي عبد الفتاح السيسي , من أواسط الشعب , وأبسطهم , بل كان أحدهم يعمل والده ساعي بريد , والآخر كان يعمل محضر بقلم المحضرين , ولم ننسي أبداً الرئيس البرازيلي " لولا دي سيلفا " الذي حقق نهضة عامة للبرازيل دولة وشعباً , وكان ينتمي لعائلة فقيرة ومعدمة غاية في الفقر والعدم , مما دعاه للعمل ماسح أحذية , وكان ماسح الأحذية هذا هو من يترأس سلطات دولة البرازيل , ومنهم سلطة الجنرالات , وسلطة القضاة والمستشارين !!
وزير العدل هذا , كان يتوجب عليه الإعتذار فوراً , وبعد الإعتذار يتقدم بطلب إستقالته , وإلا صارت استقالته فريضة وطنية , وضرورة اجتماعية إنسانية , لأنه خالف الدستور والقوانين , وهو علي أعلي سلطة في الوطن وهي السلطة القضائية التي تفصل في الحقوق والواجبات بالحق والعدل , إعمالاً للدستور والقانون ..
وحسبما صرح الدكتور محمد البرادعي :"إنه وفقا للإعلان العالمي لحقوق الانسان ، فإنه : " لكل شخص بالتساوي مع الآخرين حق تقلد الوظائف العامة في بلده". وكتب البرادعي، في تغريدة له على "تويتر"، أنه "عندما يغيب مفهوم العدالة عن وطن فلا يتبقي شيء "
فما الذي يمكن أن يتبقي بعد مسلسلات الخراب التي تنتجها الدولة المصرية عبر سلطاتها وأجهزتها السيادية والسياسية والتنفيذية , خاصة بعد تصريحات وزير العدل !
حذار من الإنهيار القادم الذي يمكن تجنبه , بالتقيد بالدستور والقانون وتفعيلهما !
فحقاً : حينما يغيب مفهوم العدالة في وطننا المصري , ماذا يتبقي لنا سوي السير علي الأشواك حفاة عراة !؟
.



#محمود_الزهيري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مع نيتشة :لسنا شياطين .. ولن نكون ملائكة !
- الفرار من العبودية : المستشار فؤاد راشد .. وموقف وطني رائع ! ...
- عن الأطفال الأحداث :ضرورة تغيير السياسات الأمنية ..*
- من نتائج عاصفة الحزم : مجرد رؤية !!
- مجرد رؤية : ماذا بعدعاصفة الحزم ؟!
- من حفل عُرس الشهيد محمد جمال الأكشر : مشتهر ضد الإرهاب !!
- قرابين الآلهة
- عن الآلهة التي تبتهج لمشاهد الذبح والدم والحرق : إلهنا ليس ك ...
- عن الآلهة التي تكره الرسم والنحت والموسيقي والغناء .. إلهنا ...
- عن الولايات المتحدة الأمريكية راعية مملكة الشر .. تأصيل الإر ...
- أزمة لائحة العداءات .. والوجه الآخر للعملة الرديئة !!
- ثورة يناير2011 : جدل التفسير وجدلية التأويل !!
- معاذ الكساسبة الرمز .. أنت من انتصر علي قاتليه !!
- بعث حياة
- كوباني
- هل تعرفني قريتي؟.. **
- اخترتك وطني !
- بلاموعد !!
- لست براحل !!
- غفوة


المزيد.....




- عضو بالكنيست الإسرائيلي: مذكرات الاعتقال ضد نتنياهو وجالانت ...
- إسرائيل تدرس الاستئناف على قرار المحكمة الجنائية الدولية الص ...
- وزير الخارجية الأردني: أوامر اعتقال نتنياهو وجالانت رسالة لو ...
- هيومن رايتس ووتش: مذكرات المحكمة الجنائية الدولية تفند التصو ...
- الاتحاد الأوروبي والأردن يُعلنان موقفهما من مذكرتي الاعتقال ...
- العفو الدولية:لا احد فوق القانون الدولي سواء كان مسؤولا منتخ ...
- المفوضية الاممية لحقوق الانسان: نحترم استقلالية المحكمة الجن ...
- المفوضية الاممية لحقوق الانسان: ندعم عمل الجنائية الدولية من ...
- مفوضية حقوق الانسان: على الدول الاعضاء ان تحترم وتنفذ قرارات ...
- أول تعليق من -إدارة ترامب- على مذكرة اعتقال نتانياهو


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - محمود الزهيري - غياب مفهوم العدالة