أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حميد طولست - خطاب سياسي لا يحمل برنامجا ثوريا للتغيير !!














المزيد.....

خطاب سياسي لا يحمل برنامجا ثوريا للتغيير !!


حميد طولست

الحوار المتمدن-العدد: 4803 - 2015 / 5 / 11 - 00:39
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


خطاب سياسي لاحمل برنامجا ثوريا للتغيير !!
من التجارب الناجحة للحكومة المغربية ، والتي لا يمكن لأي كان أن ينكرها أو يشكك فيها ، أنها استطاعت ، وفي مشهد مضحك مبك ، برئاسة السيد بنكيران أن تستحدث خطابا سياسيا جديدا ، لم يكن معروفا من قبل عند غيرها من الحكومات ، ولم تتداوله الطبقة السياسية في مزاولتها لعملها السياسي إلا لماما ، خطاب بمصطلحات وعبارات رنانة مستقاة من لغة الشوارع وقواميسها اللاأخلاقية والقابلة لكل التأويلات المشينة ، التي لا تليق لا بالمنصب ولا بالمقام الذي تُفُوِهَ به فيه وأثنائه ، والتي كان من بين أشهرها عبارة "ديالى كبير عليك"، وأخيرها ، وليس آخرها ،"والله ما نحط تررم ...في ذاك" وغيرها من العبارات "الزنقاوية " الكثيرة ، التي أبى السيد بنكيران ، منذ توليه مسؤولية التدبير الحكومي إثر الانتخابات التشريعية لسنة 2011 ، إلا أن يشنف بها آذان المغاربة الذين يقابلون مجملها بالاستهزاء والسخرية والتنكيت لبذاءتها وانحطاطها الذي لا يطاق ، كما حاء في وصف العلامة أحمد الريسوني ، الرئيس السابق لحركة "التوحيد والإصلاح" : "أن الخطاب السياسي والحزبي بالمغرب "بذيئ ومنحط ولا يطاق ".
الأمر الذي يطرح أسئلة حقيقية حول خلفيات هذا الخطاب البذيء والمنحط ، وحول طبيعة مرجعياته ، وحول سبب الإصرار على تبنيه والتمسك به وتطويره وتصعيده في سياق تجاذبات العمل السياسي ، كما أشار إلى ذلك الريسوني، في مقال له على موقعه الرسمي: " إن السياسيين بالمغرب وخاصة منهم رؤوسَ الأحزاب ووجهاءَها مصرون على التمسك بهذا الخطاب البذيء المنحط، بل يسيرون به من سيئ إلى أسوأ" ، رغم سطحية ذلك الخطاب عدميته وقلة جدواه ونفعه ، كما جاء في رسالة الأستاذ عصيد الموجهة إلى رئيس الحكومة : "إن الشعوبية السطحية لا تنفع في السياسات الكبرى، وإن كانت تحقق بعض المتعة الخادعة والمؤقتة، لأن الذين يصفقون للتصريحات الخرقاء، سرعان ما ينقلبون على صاحبها بمجرد معرفتهم باتجاه الرياح ... وأن إقبال الصحف على تصريحات الزعماء الغوغائيين، علاوة على أنه يتمّ من باب الإثارة والرغبة في إمتاع القراء وإتحافهم بما هو شاذ أو غرائبي "
فإذا حلل الواحد منا بعض من ذلك الخطاب السياسي النتشر عبر وسائل الإعلام ، وبعض مما يدور من أحاديث واهتمامات وطرق الطرح وأساليب الحديث ، بين المسؤولي الكبار في المجالس واللقاءات والندوات الرسمية وغير الرسمية ، التي يصرف عليها ببذخ من جيوب "المزاليط" .
فإن آماله ستخيب لدرجة كبيرة جداً أمام اكتشافه أن معظم تلك الجلسات تعتمد في غالبيتها على الشكل والمظهر ، وأن جوهر وعمق معظم ما يدور فيها ، هي من مواضيع مكرورة ومفلسة وعقيمة وسطحية ومصابة بآفة النيل من الآخرين والحديث عنهم وعن شؤون حياتهم الخاصة ، وببساطة متناهية هي مواضيع ولا تهم المواطن في حياته ، ولا ترجى منها فائدة ، اللهم تلك النتيجة السقيمة المتحصلة من استراتسجية الإلهاء ، وتحويل انتباه الرأي العام عن المشاكل الهامة والتغيرات التي تقررها النخب السياسية والاقتصادية ، العنصر الأساسي في التحكم في المجتمعات كما قال "نعوم تشومسكي "والتي تتم عبر ذلك الوابل المتواصل من الإلهاءات والمعلومات التافهة ، التي يتخذتها الأغلبية الحكومية بموازاة سلوكياتها السياسية ، عبر خطابها السياسي الجديد ، بلغة مصطنعة ، لمسرحية سياسة عبثية ، من أجل الهروب من مواجهة العواصف السياسية ، وتغطية مواقف العجز والتردد التي تطبع عمل سياسي "العدالة والتنمية" ، الذين يروجون لفكرة "الدولة العميقة" والعفاريت والتماسيح ، ويحملونها سبب فشل برنامجهم ، وإحباط مخططاتهم ، وابتلاع دواليب الدولة والمجتمع ، الفرية التي يصارعون من أجلها الجميع ، بلا عقل وبلا حكمة ، ويعملون باستمرار وبدون توقف ، على شل حركة الخصوم والسيطرة عليهم والهيمنة الكاملة ، لرغبتهم في إظهار قدرتهم على المصارعة ، أمام مؤيديهم ومشجعيهم ، والظهور بمظهر الأبطال الذين لا يقهرون ، وتصوير غيرهم من الشركاء السياسيين بصورة الجبناء والضعفاء والمهزومين ..
فأين نحن اليوم من الكلام الجميل ، المثلج للصدور والناثر للغبطة والحبـور ، الذي عودنا عليه مسؤولو وقادة أيام زمان ، الذين نحييهم ونرفع لهم قبعاتنا احتراما لمناصبهم ، وتقديرهم لحجم المسؤولياتهم ، وعلى ما كانوا يملكون من خبرات وقدرات مادية ومعنوية ومعرفية ، يوظفونها لخدمة الصالح العام وخدمة من حوله من الناس الذين يتوسمون فيهم الخير ويتوخون فيه التضحية من أجلهم حتى لو كانت سعادة من حولهم على حساب وقتهم وجهدهم ومالهم .
حميد طولست [email protected]





#حميد_طولست (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وزراء لا عهد لهم بالمناصب، فكيف يسيرون ؟
- ما أبشع طعم الديمقراطية 2
- فاتح ماي مكسب عمالي لا تحق المتاجرة به !!
- ما أبشع طعم الديمقراطية في بلادنا المغرب !! ما يقع تحت قبة ا ...
- شعوب أصبحت لا تقرأ مثلنا !!
- المكتبات المدرسة
- تنقية الدين
- دنيا الاحفاد ..
- وداعا -إزم-
- التحدي المصري الجديد !!
- من ذكريات الطفولة
- الرجل المناسب في المكان المناسب
- عيد المرأة بنكهة جديدة
- أتهنئة أقدم للمرأة في يومها العالمي ، أم تعزية ؟؟؟
- التغيير ضرورة وليست ترفا ..
- يوم عالمي جديد للمرأة
- ضرورة تغيير آليات التحاور؟؟
- التطرف يفسد العلاقة بين الناس
- الخطاب السياسي المستحدث ..
- عيد الحب .


المزيد.....




- لحظة لقاء أطول وأقصر سيدتين في العالم لأول مرة.. شاهد الفرق ...
- بوتين يحذر من استهداف الدول التي تُستخدم أسلحتها ضد روسيا وي ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل جندي في معارك شمال قطاع غزة
- هيّا نحتفل مع العالم بيوم التلفزيون، كيف تطوّرت -أم الشاشات- ...
- نجاح غير مسبوق في التحول الرقمي.. بومي تُكرّم 5 شركاء مبدعين ...
- أبرز ردود الفعل الدولية على مذكرتي التوقيف بحق نتنياهو وغالا ...
- الفصل الخامس والسبعون - أمين
- السفير الروسي في لندن: روسيا ستقيم رئاسة ترامب من خلال أفعال ...
- رصد صواريخ -حزب الله- تحلق في أجواء نهاريا
- مصر تعلن تمويل سد في الكونغو الديمقراطية وتتفق معها على مبدأ ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حميد طولست - خطاب سياسي لا يحمل برنامجا ثوريا للتغيير !!