أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - داود السلمان - الحلاج يُقتل بفتوى الدواعش














المزيد.....

الحلاج يُقتل بفتوى الدواعش


داود السلمان

الحوار المتمدن-العدد: 4802 - 2015 / 5 / 10 - 21:53
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


مثلما هو معروف من أن (داعش) فكر تكفيري منحرف عن الاسلام يستعمل مع خصومه الحرق ، وقد حرق عشرات الابرياء بعد القبض عليهم ، واشهر من حرقهم هي حادثة الكساسبة . هذا الفكر المنحرف له جذور تاريخية وليس هو وليد اليوم . فقد ذكر لنا التاريخ حوادث حرق كثيرة ، لا يسع المجال ذكرها هنا ، ولعل اشهر حادثة قتل وحرق في الاسلام هي حادثة محمد بن ابي بكر الصديق الذي قتله معاوية بن ابي سفيان ، ثم وضع جثته في جلد حمار وحرقه . و(داعش) هو نفسه حينما امر بقتل الحلاج ومن ثم حرقه ، على ما سنفصله في مقالنا هذا .

ابتداء امر الحلاج :
ذكر الرواة أن الحلاج قدم من خراسان إلى العراق وسار إلى مكة وأقام بها سنة في الحجر لا يستظل تحت سقف صيفاً ولا شتاء ، وكان يصوم الدهر فإذا جاء وقت العشاء أحضر له القوم كوز من ماء وقرصاً فيشرب ويعض من القرص ثلاث عضات من جوانبها فيأكلها ويترك الباقي فيأخذونه، ولا يأكل شيئاً آخر إلى وقت الفطر من الليلة الثانية. وكان شيخ الصوفية يومئذ بمكة عبد الله المغربي فأخذ أصحابه وجاء لزيارة الحلاج فلم يجده في الحجر، وقيل قد صعد إلى جبل أبي قبيس، فصعد إليه فوجده على صخرة حافياً مكشوف الرأس، والعرق يجري منه إلى الأرض، فأخذ أصحابه وعاد ولم يكلمه وقال: هذا يتصبر على قضاء الله وسوف يبتليه الله بما يعجز عنه صبره وقدرته! وعاد الحسين إلى بغداد.
قتل الحسين بن منصور الحلاج الصوفي ، وأحرق بالنار وكان ابتداء حاله
ويضيف الرواة أنه كان يظهر الزهد والتصوف ، ويظهر الكرامات ويخرج للناس فاكهة الصيف في الشتاء وفاكهة الشتاء في الصيف. ويمد يده في الهواء فيعيدها مملوءة دراهم وعليها مكتوب " قل هو الله أحد " ويسميها دراهم القدرة. ويخبر الناس بما أكلوه وما صنعوه في بيوتهم ، ويتكلم بما في ضمائرهم. فافتتن به خلق كثير واعتقدوا فيه الحلول، واختلفت فيه اعتقاداتهم ، فمن قائل إنه حل فيه جزء إلهي ويدعى فيه الربوبية ، ومن قائل إنه ولي الله تعالى وإن الذي يظهر منه من جملة كرامات الصلحاء ، ومن قائل إنه مشعبذ وممخرق وساحر كذاب ومتكهن وإن الجن تطيعه فتأتيه بالفاكهة في غير أوانها. وهكذا اختلفوا في امر الحلاج ، وكل ذلك لغرض تشويه صورة هذا الرجل وطمس الحقيقة .
اسباب قتله :
روى المؤرخون إنه نقل عن الحلاج عند عوده إلى بغداد إلى الوزير حامد بن العباس أنه أحيا جماعة وأنه يحي الموتى وأن الجن يخدمونه فيحضرون عنده بما يشتهي ، وإنه قدموه على جماعة من حاشية الخليفة ، وإن نصراً الحاجب قد مال إليه هو وغيره. فالتمس حامد من المقتدر أن يسلم إليه الحلاج وأصحابه ، فدفع عنه نصر الحاجب وألح الوزير في طلبه ، فأمر المقتدر بتسليمه إليه ، فأخذ وأخذ معه إنسان يعرف بالشميري وغيره - قيل أنهم كانوا يعتقدون أنه إله - فقررهم حامد فاعترفوا أنهم قد صح عندهم أنه إله وأنه يحي الموتى، وقابلوا الحلاج على ذلك، فأنكره وقال: أعوذ بالله أن أدعي الربوبية والنبوة وإنما أنا رجل أعبد الله عز وجل! فأحضر الوزير القاضي أبا عمر والقاضي أبا جعفر بن البهلول وجماعة من وجوه الفقهاء والشهود واستفتاهم فقالوا: لا نفتي في أمره بشيء إلا أن يصح عندنا ما يوجب قتله ، ولا يجوز قبول قول من يدعي عليه ما ادعاه إلا ببينة أو إقرار! . وكان حامد يخرج الحلاج إلى مجلسه ويستنطقه فلا يظهر منه ما تكرهه الشريعة ، وطال الأمر وحامد مجد له في أمره ، وجرى له معه قصص يطول شرحها. وفي آخرها أن الوزير رأى له كتاباً حكى فيه أن الإنسان إذا أراد الحج ولم يمكنه أفرد من داره بيتاً لا يلحقه شيء من النجاسات ولا يدخله أحد ، فإذا حضرت أيام الحج طاف حوله وفعل ما يفعله الحاج بمكة ، ثم يجمع ثلاثين يتيماً ويعمل أجود طعام يمكنه ويطعمهم في ذلك البيت ويتولى خدمتهم بنفسه ، فإذا فرغوا كساهم وأعطى كل منهم تسعة دراهم ، فإذا فعل ذلك كان كمن حج . فلما قرئ هذا على الوزير قال القاضي أبو عمر للحلاج: من أين لك هذا؟ قال من كتاب الإخلاص للحسن البصري. قال له القاضي: كذبت يا حلال الدم قد سمعناه بمكة وليس فيه هذا. فلما قال له يا حلال الدم وسمعها الوزير قال: له: اكتب بهذا رقعة ، فدافعه أبو عمر فألزمه حامد فكتب بإباحة دمه وكتب بعده من حضر المجلس. قال: ولما سمع الحلاج ذلك قال: ما يحل لكم دمي واعتقادي الإسلام ومذهبي السنة ولي فيها كتب موجودة فالله الله في دمي! وتفرق الناس ، وكتب الوزير إلى الخليفة يستأذنه في قتله وأرسل إليه الفتاوى ، فأذن في قتله فسلمه الوزير إلى صاحب الشرطة فضربه ألف سوط. فما تأوه ثم قطع يده ثم رجله ثم يده ثم رجله ثم قتل وأحرق بالنار . فلما صار رماداً ألقي في دجلة ونصب رأسه ببغداد وأرسل إلى خراسان لأنه كان له بها أصحاب، وأقبل بعض أصحابه يقولون: إنه لم يقتل وإنما ألقي شبهه على دابة وإنه يعود بعد أربعين يوماً! وبعضهم يقول: لقيته على حمار بطريق النهروان وإنه قال لهم لا تكونوا مثل هؤلاء النفر الذين يظنون أني ضربت وقتلت! .
وهكذا كان ولا زال داعش يتخلّص من خصومه ، يكفرهم ثم يحرقهم بالنار ، مثلما يفعلون اليوم تماما ، فهي سلسلة ممتدة قبل اكثر من الف ونيف من السنين الى عصرنا هذا ، وستظل ممتدة الى ما يعلم الله . فالقاضيان ابا عمر وابي جعفر بحكم الواقع هما داعشيان مع سبق الاصرار والترصد .والا كيف يحكمان بقتله وهو يقول لهم: انا ادين بالإسلام ومذهبي السنة .

المصادر:
1- تاريخ بغداد للخطيب البغدادي .
2-الفخري في الآداب السلطانية لإبن طباطبا.
3- مرآة الجنان لليافعي .
4- وفياة الاعيان لإبن خلكان .
5- شذرات الذهب لأبن العماد الحنبلي .
6- حياة الحيوان الكبرى لكمال الدين الدميري.
7- شرح ديوان الحلاج
8- ظهر الاسلام لأحمد امين.
9- الاعلام للزركلي .
10- رسالة الغفران للمعري.



#داود_السلمان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التصفيات الجسدية في الاسلام (5)
- التصفيات الجسدية في الاسلام (6)
- التصفيات الجسدية في الاسلام (4)
- اواعدك بالوعد واسكيك يا كمون
- التصفيات الجسدية في الاسلام (3)
- التصفيات الجسدية في الاسلام (1)
- التصفيات الجسدية في الاسلام (2)
- الاقتصاعشي *
- تفيضين بالدفء
- مُذ رشفنا ثُمالة الوداع
- خصومة البحر
- تعاسة
- موسى النبي .. قاتلا !
- قيم الركاع من ديرة عفج
- المقاتل الاشقر
- نافذة المنفى
- ذكر الكلب في القرآن
- فقدان ثقة
- سياسي حدث
- مرثية لبغداد


المزيد.....




- الجماعة الإسلامية في لبنان تنعى قياديا في صفوفها ومرافقه قتل ...
- رئيس الوزراء الفلسطيني يرد على سموتريتش: يريد دولة يهودية من ...
- رئيس الوزراء الفلسطيني يرد على سموتريتش: يريد دولة يهودية من ...
- الجيش الإسرائيلي ينشر لقطات لاغتيال قيادي بـ-الجماعة الإسلام ...
- -الجماعة الإسلامية- في لبنان تنعى قياديا في صفوفها ومرافقه إ ...
- ديفيد هيرست: تحالف قادة إسرائيل مع الفاشيين في أوروبا أكبر ت ...
- قتيل بقصف إسرائيلي بلبنان والاحتلال يدعي أنه قيادي في الجماع ...
- كيف تفاعل رواد التواصل الاجتماعي مع إقالة وزير الشؤون الديني ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل قيادي بالجماعة الإسلامية في البقا ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن استهداف قيادي بالجماعة الإسلامية في ال ...


المزيد.....

- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - داود السلمان - الحلاج يُقتل بفتوى الدواعش