عماد عبد اللطيف سالم
الحوار المتمدن-العدد: 4802 - 2015 / 5 / 10 - 16:23
المحور:
الادب والفن
في هذه المدينة التي بلا قلب
في هذه المدينة التي بلا قلب ، مثل شيءٍ خائن ،
ارتدي حُزني اليابسَ المذاق ، كحذاءٍ سابق ،
وأبحثُ عن اصدقائي في ثلاّجات النسيان المُبَكّر ،
وأعرفهم واحداً واحداً ، من رائحة البنّ العالقةِ بقمصانهم ،
عندما كنّا معاً
نشربُ أحلامنا في مقاهي الأرصفة الداكنة
قبل قرنٍ من الآن .
الحزنُ شاسعٌ .
والتوابيتُ واطئةُ الكلفة
تركضُ وراء الوجوه التي أحبّها جدّاً
وتتركني مثل مخبولٍ يرتدي ثياباً شاردة الذهن .
أضَعُ قليلاً من العطر الذي كان يُدهِشُهُم قبل أيّامٍ ،
في الزوايا الحميمة لجسدٍ آخرٍ، لم يعُدْ لي ،
وأمشي في هذه المدينةِ التي بلا قلب
بجِلْدٍ مُستَعارٍ باردِ الرائحة
ووجهٍ شاحبِ الصوت
وشَعْرٍ أشعثِ اللون
وظَهْرٍ مكسورٍ ، كظَهْرِ أبي .
أحاولُ أن أبكي ، لأرتاح ، كما تقولُ أُمّي ،
ولكنّني لا أستطيع .
لقد كَبَرْتُ كثيراً من شدّة الأسى .
وصارَ البكاءُ صعباً عليّ .
#عماد_عبد_اللطيف_سالم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟