عمر محمد
الحوار المتمدن-العدد: 4801 - 2015 / 5 / 9 - 18:06
المحور:
حملات سياسية , حملات للدفاع عن حقوق الانسان والحرية لمعتقلي الرأي والضمير
لمن التربية في وزارة التعليم العالي ؟؟
لم تكن المطالب العادلة وحدها هي الملفت للنظر في قضية الاسير المحرر عصمت منصور ، بل كان ايضاً تعامل وزارة التعليم العالي معه ومع قضيته ، والتي اصبحت موضع نقاش لدى الكثير من المتابعين .
عصمت منصور الاسير الذي افرج عنه بعد اعتقال دام عشرين عاما وخرج مؤلفاً لثلاثة اصدارات ادبية ورابعة تحت الطباعة , رفضت جامعات الوطن استقباله لإكمال دراسته العليا كونه يحصل على بكالوريوس من جامعة غير معترف بها , طالبين منه التوجه الى وزارة التربية والتعليم للحصول على استثناء يمكنه من فعل ذلك .
اعلن عصمت عبر وسائل التواصل الاجتماعي قبل البدء في اعتصامه انه توجه لمقابلة الوزيرة ثلاثة مرات ولكنها رفضت استقباله ، كما انه وأثناء النقاش مع مندوب الوزارة الذي جاء ليفاوضه في اليوم الاول من اعتصامه امام وسائل الاعلام قال : " لقد كان بيني وبين الوزيرة باب واحد ، وأغلقته في وجهي " .
ليس عصمت وحده من صرّح بذلك ، الاسير المحرر عبد الحميد البدوي انضم الى الاعتصام ,الذي لديه ايضا قضية مشابهة لقضية عصمت , ذكر لوسائل الاعلام ان الوزيرة رفضت استقباله .
لماذا لم تستقبلهم الوزيرة ؟! امر كتن يمكن تبريره او غض الطرف عنه لولا ان جاء رد الوزارة الرسمي , والذي تداولته وسائل الاعلام على لسان معالي الوزيرة : عصمت طلب لقاء الوزيرة مرة واحده في وقت كانت معاليها مشغولة في اجتماع ، وبان عصمت حاول اثارة الفوضى في مكتب الوزيرة .
من وجهة نظر الكثيرين كان على الوزارة التفكير ولو لمرة واحده قبل اصدار رد كهذا ، كونه رد لا يليق بوزارة تعليم قبل ان يكون لا يليق بمناضل من مناضلينا.
وكيل الوزارة المساعد والذي ادعت الوزارة انه قام باستقبال عصمت باحترام شديد , كان له دور ايضا في تأجيج الموقف ، فقد ترجم احترامه حين اجتمع في عصمت قائلا له : . "نحن ندعم الأسرى في الرواتب والدرجات الوظيفية ولا نفتح المجال أمامهم كي يتعلموا" , هكذا يكون في نظر الوزارة الناصح الامين والحريص المعتدل.
ليس هذا فسحب .. بل ان كل الالتفاف الشعبي والرسمي وحجم الدعم والتأييد من الجمهور حول قضية عصمت والأسرى كافياً لتعديل وجهة نظر الوزارة ، بما فيها مواقف رئيس الوزراء والناطق باسم الحكومة اللذان اتصلا في عصمت وأعلنوا عن تعاطفهم وتأييدهم له ولمطالبه العادلة , مع وعود في حل الازمة . ففي اليوم الاول للاعتصام الذي اعلن عصمت عن بدئه حتى تحقيق مطالبه في مؤتمر صحفي وبوجود الكثير من الصحافيين والأكاديميين والمؤيدين امام وزارة التربية والتعليم العالي ، مر وكيل الوزارة عن ذلك الحشد وصاح بأعلى صوته مستهزئا : هذا يريد ان يعادل شهادة وهمية .
تلك الكلمات كانت كافية لاستفزاز جميع الحاضرين بمن فيهم رجال الامن الذين تواجدوا.
شاب عشريني لم يجد طريقة للرد سوى ان صرخ : اذا وجدت في مكان لا يحترم اسير او مبعد .. فاعلم انك في وزارة خولة عزام الاحمد.
يقول ناصر اللحام في تقريره الوثائقي حول كوبا : اينما تذهب يحدثونك عن الاسرى ، عند حضور احدهم الى منصة يقفون له , يصفقون مطولا وبحرارة ويحاولون التقاط الصور التذكارية معه بكل فخر . وعندما سال احدهم كم امضى هذا الاسير في سجون العدو ؟ اجابه باكيا ثلاث سنوات يا سيدي.
ثلاث سنوات من الاسر كانت كافية لان تقف كوبا كلها لاستقبال احد محرريها الابطال ، بينما لم تكن عشرون سنة من الاسر وثلاثة مؤلفات ادبية سببا كافيا لدى وزيرة التربية والتعليم العالي في فلسطين لاستقبال هذا الرجل !!
#عمر_محمد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟