|
الملك لقمان . الجزء الثاني.(2) عرش الإله داجون الحادي عشر.
محمود شاهين
روائي
(Mahmoud Shahin)
الحوار المتمدن-العدد: 4800 - 2015 / 5 / 8 - 22:52
المحور:
الادب والفن
(2) عرش الإله داجون الحادي عشر
عبر موكب الملك لقمان آلاف الكيلو مترات في فضاء جهنّم داجون، وقد مَرّ عن آلاف الأرتال من البشر المحررين من السُّجون والمعتقلات ومواقع الأشغال الشّاقّة، وكانوا يرددون الأغاني والأهازيج الشعبيّة احتفاءً بالإفراج عنهم وعودة صحتّهم إليهم، وما أن يروا موكب الملك لقمان محلّقاً في السَّماء تعلوه آلاف الأفواج من الجيوش التي حجبت الشمس، حتّى يشرعوا في التلويح والهُتاف، فيلوّح الملك لقمان لهم. وحين اجتاز موكب الملك أراضي جهنّم كُلّها فوجئ الملوك بجيشين كبيرين يمتطيان الخيول في سهل فسيح ويعدوان أحدهما في اتّجاه الآخر، ليخوضا حرباً بالسِّيوف والرّماح، وقد أشهر الفرسان سيوفهم أو صوّبوا رماحهم أو نصبوا نبالهم على الخيول، التي أثار وقع حوافرها غباراً علا في السَّماء. أشار الملك لُقمان إلى جنود الجنّ أن ينـزلوا وينزعوا أسلحة الجيشين قبل أن يلتحما، وأن يبقوا على خيولهما وأن يأتوه بخبرهما. انقضّ مئات الآلاف من جنود الجنّ من السَّماء وقد انقسموا إلى فوجين كبيرين، انقضّ كل فوج على جيش وشرعوا في نـزع السيوف والرِّماح، وهم ينادون بالحياة والدين الجديدين على الكوكب، فتمكنوا من نزع السِّلاح قبل أن يلتحم الجيشان، وشرع الفرسان في العِناق بدلاً مِنَ الحرب، وراحوا يلوّحون بأيديهم للملك لقمان. كان أحد الجيشين تابعاً لأحد ملوك الإله داجون أما الجيش الثاني فكان من المحاربين الثائرين على ذلك الملك، وقد أعاد الملك لقمان سلاح الثائرين إليهم بعد أن أخذ عليهم عهداً بعدم استخدامه. وأدرك الملك لقمان أنّ هذا الكوكب ما يزال يعجُّ بالحروب والثورات خاصّة وأن عليه ألف مملكة متّحدة تحت حكم الإله داجون، تضمُّ ثلاثة عشر ملياراً من البشر، فإذا كان داجون وملوكه قد أحرقوا وسجنوا ثلاثة مليارات من هذه الأُمم فإن عشرة مليارات ما تزال تتصارع على السُّلطة، وربّما ليس أكثر من نصفهم أو أقل مع داجون وملوكه. أصدر الملك لقمان أوامره لقوى الجنّ بفض كُلّ النِّـزاعات والحروب القائمة على الكوكب، ونزع السِّلاح من الجيوش الموالية لداجون وملوكه، وإبقائه مع الثائرين، شريطة التعهد بعدم استخدامه في النّزاعات، وأمر الجنّ بإحضار الملوك الألف إليه، وطلب إلى الملك حامينار أن يقود الحملات الألف على الكوكب، فبادر إلى ذلك على الفور. تابع الموكب انطلاقته عبر فضاء الكوكب مجتازاً البحار والمحيطات والسَّهوب والجبال والهضاب. كان الملك لقمان يجلس إلى جانب الملك إبليس الذي كان يلاعب "نسمة" بعد أن تآلفت معه، فيما جلس باقي الملوك والملكات في أرائك قديمة. وحين أدرك الملك لُقمان، أنّ عرش داجون هذا ما يزال بعيداً كما يبدو، صعد هو والملوك والملكات إلى المركبة الفضائيّة وأصعدوا معهم والدي نسمة وأُختها. أشار الملك لقمان إلى قائد المركبة لينطلق بسرعة عشرة آلاف ميل في الساعة، ولم تمر سوى دقائق قليلة حتّى هتف قائد المركبة: "يبدو أننا نقترب من عرش الإله داجون يا مولاي" هرع الملوك والملكات إلى شرفات المركبة التي راحت تهبط في اتّجاه سلسلة شاهقة من الهضاب والجبال أُقيم على قممها مدينة كبيرة من القلاع والقصور، التي كانت نوافذها وأبوابها تعكس بريقاً من جرّاء انكسار أشعّة الشمس عليها. وقد أُحيطت المدينة بأسوار عالية شكّلت امتداداً لسفوح الجبال والهضاب، وقد انتصب عليها مئات التّماثيل الضخمة للإله داجون. أرسل الملك لقمان جيشاً خفيّاً يستطلع المدينة الإلهيّة، وظلَّ يحلّق فوقها على ارتفاع متوسّط. عاد قائد الجيش ليُعلن أنّ الحُرَّاس لا يحملون إلاَّ السّيوف والرّماح والنّبال وقد تم نـزعها. هبطت المركبة إلى ارتفاع منخفض وراحت تحلّق فوق القصور والقلاع والبساتين والحدائق التي تخللتها نوافير وقنوات يجري فيها الماء، وقد بدت جميلة حقَّاً، وكان ثمّة أُناس بينهم نساء ورجال وأطفال يعدون عُراة وهم يحملون ثيابهم بأيديهم وقد دبّ فيهم الذُّعر. وكان ثمّة من يرتدون ملابسهم على عجل، وبدا بعض الناس وهم يطلّون من نوافذ القصور والقلاع فيما كان بعض الفرسان يعدون على خيولهم بسرعة شديدة عبر طرق مُتعددة. أدرك الملك لقمان أنّ هؤلاء من الحُرّاس الذين نُزع سلاحهم وهم على الأغلب يعدون في اتّجاه قلعة الإله. أشار الملك إبليس والملكة نور السَّماء إلى قلعة ضخمة في وسط المدينة يعلو سورها الأمامي اثنا عشر تمثالاً ضخماً للإله. أدرك الجميع أن هذا هو مقرّ العرش إن لم يكن معبداً، وحين حلّقوا فوق القلعة لمحوا مئات الحُرّاس الذين كانوا يختبئون بين الأسوار، أو يعدون بين الجدران حانيين ظهورهم، وقد أُحيطت القلعة بحدائق غنّاء تجري فيها ينابيع وتتخللها النّوافير والشّلالات وبعض تماثيل الإله التي كانت تنتصب هُنا وهناك بأشكالٍ متعددة. وقد بات الملك لُقمان يعرف شكل الإله لكثرة ما شاهد له من التّماثيل، فقد كان أصلعاً وحليق الذّقن والشاربين، وكبير الأنف والأذنين، صغير العينين وضخم العُنق وعريض الكتفين، وله كرش كبير على الأرجح. هبط الملك لقمان والملوك والملكات تتقدمهم قوى خفيّة وقوى مكشوفة من جنود الجنّ، أمام مدخل القلعة في فناء ضمن الحديقة. كان الباب الضخم للقلعة مغلقاً، خطا الملك والملوك والملكات إلى أن توقّفوا أمامه، كان الباب كما بدا من الخارج مُصفّحاً بالذّهب الخالص، وقد علاه تمثال ضخم من الذّهب للإله وعلاه تمثال آخر أكبر فوق السور، وكان هناك قبضتان ضخمتان من الذّهب تتدلّيان على جانبيّ الباب، أشار الملك لقمان إلى أحد الجنّ المكشوفين أن يدق القبضتين ثلاث مَرَّات بشكل عادي، فدقّهما، لينبعث رنين هائل من داخل القلعة. هتف ملك الملوك: "أتظن أنّه سيفتح لنا الباب يا مولاي؟" "ولماذا لا يفتح، نحن حتّى الآن لم نسيء لأدب الوفادة سوى أننا نـزعنا سلاح الحرَس الإلهي الذي في الخارج وعلى الأسوار". "وما جرى في جهنّم يا مولاي؟" "لن يعرف به قبل شهر!" هذا إذا كان إنساناً عاديّاً يا مولاي، أمّا إذا كان إلهاً أو جنيّاً، فهو قطعاً عرف!". "لو أنّه عرف وكان قادراً على فعل شيء لما تركنا نصول ونجول حتّى الآن". "في هذه معك حق يا مولاي". "إذا كان ذكيّاً سيفتح، لأنّه يعرف أننا قادرون على فتح الباب" مَرَّ أكثر من دقيقتين ولم يُفتح الباب. "ألم أقل لك يا مولاي، دعني أُحطّم هذا الباب وننتهي". "هذه تصرّفات لا تليق بالملوك أيّها الملك!" ونظر الملك لُقمان إلى أعلى، لم يبدُ لَهُ أي رأس من رؤوس الحُـرّاس، فأخبره الجنود أنّهم يختبئون في مواقعهم كالفئران، فأشار إليهم بحمل واحد منهم وإنزاله. هبط الجنيّ حاملاً أحد الجنود بيد واحدة من ظهره، كان الجندي يصرخ ويحرّك يديه ورجليه وكأنّه يقاوم الغرق في بركة ماء، أوقفه الجني أمام الملك لقمان. كان ما يزال يرتجف ويكاد يُغمى عليه من هول الرّعب. "لا تخف أيّها الجندي وقل لي كم يبعد عرش إلهك عن باب القلعة؟" "حوالي خمسمائة متر يا مولاي" وأشار إليه الملك لقمان بالانصراف فلاذ بالفرار. "إذا أرسل الإله أحداً لفتح الباب فقد آن له أن يصل" ولم يكد الملك لُقمان ينهي كلامه حتى فُتح الباب على مصراعيه، ليبدو صفّان من الجنود يقفون متأهبين بلا سلاح وهم يلهثون من جرّاء الرّكض في المسافة التي قطعوها من الداخل إلى الباب، وبدا رجل يرتدي زيّاً أبيض أقرب إلى أزياء الرُّهبان قادماً من الداخل، ترافقه فتاة فاتنة شبه عارية الصَّدر، بحيث لم يستتر من نهديها غير حلمتيهما، وترتدي فستاناً أبيض شفّافاً تبدو مفاتن جسدها من تحته. وفيما كان الرّجل والفتاة يدنوان ناحية الباب قدم من الداخل رتل طويل من الفتيات العاريات كُنّ يسرن في رتلين متوازيين ويحملن باقات الورود. راح الملوك يخاطبون الملك لقمان بُلغة التّخاطر! قال الملك إبليس: "إنّه يغوينا بنسائه وجواريه أيّها الملك" وقال ملك الملوك: "يبدو أنّه إله يحبُّ النّساء مثلي يا مولاي" تقدّم الرّجل والفتاة ليخرجا من الباب فيما اصطفت الفتيات أمام صفّي الجنود في الداخل. توقّف الرجل والفتاة على مسافة أمتار من الملوك والملكات، ليهتف الرجل مرتبكاً متلعثماً وهو يحاول السيطرة على أعصابه: "الملاك إسرافيل العاشر ملك البلاط الإلهي الأعلى وأمين السِّر الإلهي يرحّب بكم باسم الإله داجون المهيب كُلّي القدرة وخالق الكون والكائنات!" هتف الملك لقمان تخاطراً: "يخرب بيتك ما أكذبك!" وقال الملك إبليس: "هذا إسرافيل صغير أيّها الملك!" أحنى إسرافيل والفتاة رأسيهما احتراماً ورفعاهما ليتابع إسرافيل: "بصفتي ملك البلاط الإلهي الأعلى أدعوكم بالنّيابة عن الإله المهيب كُلّي القدرة لأن تتفضّلوا إلى بهو الضيافة الإلهي أو إلى جنّات النّعيم الإلهيّة لتنعموا بالطيّبات وحور العين والغلمان الفاتنين!" فخاطبه الملك لقمان: "أين هي جنات النّعيم يا صاحب الجلالة ملك البلاط؟" وحين رأى إسرافيل أنّ الضّيوف مهذّبون أكثر مما كان متوقّعاً راح يتحامق: "عفواً أيّها الضيف أنا لا أُخاطب إلاّ بصفتي الاعتباريّة الكاملة". فأنا ملك البلاط الإلهي الأعلى وأمين السِّر الإلهي!" وأومأ الملك لقمان برأسه كي يوفّر على نفسه ترداد هذه الألقاب. فتابع إسرافيل: "جنّات النّعيم من حولك أيّها الضيف فأينما ذهبت أنت في جنّات النّعيم، وبهو الضّيافة الإلهيّ والعرش الإلهي هما أجمل ما في جنّات النّعيم" "إننا نشكر جلالة ملك البلاط الإلهي الأعلى وأمين السِّر الإلهي، ونأمل أن يقودنا للمثول أمام مهابة الإله كُلّي القدرة خالق الكون والكائنات، لأننا لم نأتِ إلاَّ لرؤية مهابته والتبّرك بقدرته الكُليّة، وليس للتنّعم بجنات النَّعيم والبهو الإلهي الَّتي لا تساوي شيئاً أمام التنعّم برؤية الإله بطلعته البهيّة ووجهه النّورانيّ وحضوره المهيب!" هتف ملك الملوك تخاطراً: "والله إنّي لا أعرف من أين تأتي بهذا الكلام يا مولاي لتصف به هذا السَّفاح؟" ووجه إسرافيل صدمة مُضحكة للملوك والملكات حين هتف: "إنَّ التنعم برؤية إلهي المهيب كُلّي القدرة وخالق الكون والكائنات لا يجوز إلاَّ للملائكة!" فهتف ملك الملوك تخاطراً: "لا يا خُراء يا ابن الخراء!" وأردف: "مرارتي طقّت يا مولاي!" فقال الملك لُقمان: "ومرارتي أيضاً، طوّل بالك!" وراح يخاطب ملك البلاط مُختصراً عن قصد معظم ألقابه: "نحن من الملائكة الملوك أيّها الملك ولسنا بشراً!" بدا الملك إسرافيل وقد اعترته الدهشة بعض الشيء: "أنتم من ملائكة إلهي المهيـ !" وقاطعه الملك لقمان بصوت حاد: "أجل من ملائكة إلهك!" "لكنّي يا أصحاب الجلالة لم أتشرّف بمعرفة جلالاتكم ولم أسمع بها من قبل!" "كنّا في مهمّة في السماوات منذ عهد الإله الراحل أبيه!" "منذ عهد الإله داجون العاشر؟" "بالضبط أيّها الملك منذ عهد داجون العاشر!" "إذن تفضّلوا جلالتكم إلى البهو الإلهي، لعَلّني أستطيع الحصول على إذن منه لكم، للتقدّس برؤية بهائه ونورانيّة وجهه!" وانثنى ليسير هو والفتاة أمام الملوك والملكات الذين ساروا خلفه في رتل مزدوج يتقدّمهم الملك لُقمان والملكة نور السَّماء وتحيط بهم قوّة خفيّـة وقوّة مكشوفة. أخذت الفتيات العاريات ينحنين مُبقيات باقات الورود مرفوعة بأيديهن والملوك والملكات يمرّون من بينهن، وما أن أصبحوا جميعاً في الداخل حتّى استدار رتلا الفتيات وراحا يسيران عن جانبيهم فيما ظلَّ الجنود واقفين في أماكنهم. كان مدخل القلعة عريضاً وطويلاً وقد انتصبت على جانبيه عشرات الأعمدة الضخمة وتدلّت من سقفه ثريّات كبيرة فيها شموع وقناديل مضاءَ ة، وصعد من جانبيه أدراج تؤدّي إلى طابق علوي. انعطف ملك البلاط يميناً وسار عبر ممرٍ آخر ليقود الملوك والملكات إلى بهو كبير تبرق جدرانه وسقفه من كثرة الذَّهب. وقد فرشت أرضيّته بالسّجاد والأرائك الوثيرة، ووقفت في زواياه وأماكن مختلفة فيه عشرات الفتيات العاريات والغلمان العُراة والفتيات الصَّغيرات العاريات، اللواتي بدا معظمهن دون سن الثانية عشرة، وقد سُترت أعضاء الغِلمان دون مؤخّراتهم بقطع صغيرة من القماش بلون البشرة. استدار ملك البلاط وهتف: "ليتفضّل أصحاب الجلالة الملوك والملكات" جلسوا على الأرائك فيما وقفت الفتيات المرافقات إلى جوانب الجدران" وكان بعض الفتيات يتخطمن داخل البهو بغنج ودلع. هتف الملك لقمان مخاطباً الملوك والملكات: "ابن الكلب يعذّب النّساء الزانيات في النار ويحيا وأعوانُه حياة إباحيّة" فهتف الملك إبليس: "هذه جنّات النّعيم وكل المُتع مُباحة فيها أيّها الملك"! وأشار ملك الملوك إلى فتاة فاتنة أن تدنو منه، وكان الملك لقمان قد منح جميع الملوك والملكات ملكة لغة أهل الكوكب فصاروا يفهمونها ويتحدّثون بها إذا ما شاءوا. قدمت الفتاة تتثنّى وتتخلّع في مشيتها لتقف أمامه، فراح يتأمّل جسمها وهو يخاطب الملك لقمان بالتخاطر: "لا بُدَّ من تدشين العرش قبل انصرافنا يا مولاي، انظر إلى هذا الفـرج المتحفّز للطعن بالله عليك!" راح الملك لقمان يضحك: "كفاك سفالة، يمكنك أن تدشّنه وحدك أو مع من يشاء أيّها الملك" وراح يخاطب الفتاة حين وجد أن الملك لقمان ليس متحمسّاً للنساء: "أنتنّ هُنا للمتعة فقط أيّتها الحوريّة؟" "أجل يا مولاي" "ومن يتمتّع بجمالكن؟" "ضيوف العرش والعاملون فيه والداخلون إليه من المؤمنين!" "أيوه المؤمنين! والغلمان أيّتها الحوريّة؟" "والغلمان يا مولاي" "وخارج العرش هل ثمّة حوريّات أُخريات وغلمان؟" "أجل يا مولاي" "والإله يتمتّع بكن وبالغلمان أيضاً؟" "لا يا مولاي، الإله له حوريّاته وغلمانه الخاصين!" "أيوه! وأين هم؟" "هُنا في أروقة وحجرات العرش، وفي قاعة العرش عند الإله" "وهل لديه الكثير من الحوريّات والصغيرات والغلمان؟" "يقولون خمسة آلاف يا مولاي، يتجددون باستمرار" وأُصيب ملك الملوك بالدهشة، إذ تبيّن له وجود فحول أفحل منه ومن مولاه السابق سُليمان، فخاطب الملك لقمان والملوك والملكات: "ابن اللئيمة، ناكح نصف الشّعب!" ثمَّ راح يوجّه كلامه للملك لقمان: "مولاي، أنا لم أُجرّب الغلمان، لعلّهم ...!" "اسأل من كان بهم خبيراً أيّها الملك" "هل تجرّبهم معي يا مولاي؟" "قبّحك الله! جربّهم وحدك وكفاك ثرثرة، لن أدعك تسَكر بهذا القدر في الأيّام القادمة!" "والله يا مولاي إنّي لست ثملاً ثمّ ألا تريد أن أسلّيك إلى أن يأذن الله كلّي القدرة لك بالتنعّم برؤية صلعته البهيّة؟!" وراح الملك لقمان والملوك والملكات يضحكون. تأمّل ملك الملوك الفتاة مركّزاً نظراته على نهديها ثم على فرجها وفخذيها، ثم طلب إليها أن تستدير ليتأمّل ردفيها، فاستدارت. "مؤخّرة مدهشة يا مولاي، المؤخرات اللواتي مثلها أضعهن على رأسي يا مولاي!" وحين رأى أن الملك لقمان أخذ يتجاهله أشار إلى الفتاة أن تجلس إلى جانبه على حافة الأريكة، فجلست ليطوّق ردفيها بيده، ويشير بيده الأخرى إلى غلام ليدنو منه فيما الملوك والملكات يغشون على أنفسهم من شدّة الضحك. دنا الغلام وراح يعرض جسده دون استحياء، كان في حدود العاشرة من عُمره، ورغم أنَّ مؤخرته بدت مقبولة لملك الملوك إلاَّ أن النازع الذي تحرك في دخيلته كان نازعاً غير جنسي، فهتف: "غير معقول يا مولاي، أظن أنَّ هذا الطفل لا يحتمل أي رجل وقد يقضي نحبه من أوّل مضاجعة!" وأشار إلى طفلة صغيرة جَدّاء في حدود الحادية عشرة، فجاءت لتقف على استحياء وراحت تدور حول نفسها وهي تعضُّ سبابتها بأسنانها، كان نهداها صغيرين وبدا للملك شمنهور أنهما أخذا في البروز منذ أيّام فقط. أطرق الملك شمنهور للحظة متناسياً رغبته في مواقعة حوريّات العرش، وراح يسأل الفتاة: "هل يُعقل أن يحتمل هؤلاء الأطفال غلاظة الرِّجال أيّتها الحوريّة. وهل ثمّة رجال بلا أخلاق إلى هذا الحد كي يفعلوها معهم؟" أدركت الفتاة أنّها رُبّما أمام نوع آخر من روّاد العرش، إذ لم يسبق لأحد أولئك أن فكّر في مصير الأطفال أو النّساء، وما يجري معهم في هذا العالم المعزول، فأحنت رأسها ليظهر وجهها على حقيقته وقد اكتساه حـزن دفين، وراحت تتحدّث بصوت خفيض وبسرعة كي لا يسمعها أو يباغتها أحد من الخارج. "حتّى نحن الكبيرات نُرسل إلى المقابر بَعد بَعض الممارسات فما بـالك بالأطفال يا مولاي. نتوّسل إليكم أن تنقذونا إذا في مقدوركم ذلك. لو أنّكم دخلتم العرش والجنان كمؤمنين لشاهدتم من المآسي ما لم تشاهدوه ولم تسمعوا عنه في حياتكم، ولكان صُراخ المحتضرين من الأطفال والمحتضرات من الفتيات يتردد من كافة أرجاء العرش، بل المدائن والجنان كُلّها، إنّ بعضهم لا يضاجعون إلاَّ بالسّيوف والسكاكين والرّماح والعِصيّ، متذرّعين بعودتنا ثانية إلى الحياة بقدرة الإله، ولا يمرُّ يـوم دون أن تخرج مئات الجثث إلى المقابر الجماعية ليستبدلوها بأحياء، ولو دخلتم إلى حجرات العرش والقصور الأخرى وبحثتم بين حدائق وبساتين الجنان، وتحت الأشجار لوجدتم مئات الجثث لمن اغتصبوا نهار هذا اليوم، ولم يتم إخلاء جثثهم بعد، فإخلاء الجثث لا يتم إلاَّ مَرَّتين في اليوم، واحدة في الصَّباح الباكِر وواحدة في المساء، نشكر لكم قدومكم، فقد دَب الرُّعب في قلوبهم وأوقفوا مجازرهم" وسجدت الفتاة وهي تتوسل إلى الملوك لإنقاذهم، وسجد بعدها جميع من في البهو من حوريّات وأطفال فأشار إليهم ملك الملوك أن ينهضوا واعداً إيّاهم بالفرج، فنهضوا وراحوا يمسحون دموعهم ويجهدون لطرد الحزن من ملامح وجوههم. تحركت رأفة ملك الملوك فراح يرعد ويزبد خلال حديث الفتاة، فيما كـانت أجساد الملوك والملكات ترتعد وتهتز لهول ما تسمع، وأحسَّ الملك لُقمان لأوّل مَرّة أنّ عدالته لا معنى لها في بعض الأحيان وأنّها أقرب إلى السَّذاجة منها إلى العدالة، فإله كهذا ينبغي أن يصلب من أصابع قدميه! هتف ملك الملوك محتَّداً: "مولاي أتوسّل إليك أن تدعني أشرب من دم هذا الإله!" وكان الملك لُقمان يقاوم نوازع الشر في بطينته، فكبت كل انفعالاته وأشار بسبابته إلى ملك الملوك أن لا. قدم إسرافيل ملك البلاط ترافقه الفتاة. توقّف على بعد خطوة داخل باب البهو وهتف: "إنّ إلهنا وحبيبنا المهيب داجون كُلّي القدرة وخالق الكون والكائنات قد تكرّم عليكم وشملكم بعطفه وحنانه وأطراف بنانه! ومنحكم حقَّ التنعّم والتبرّك والتمتّع والتقدّس بمشاهدة محيّاه، وعظيم دُنياه، وبهاء طلعته ونورانيّة جبهته، لمرّة واحدة فقط مدى حياتكم، لا يُسمح بتكرارها إطلاقاً، مهما كانت الدّوافع والأسباب، فتملّوا بعيونكم من بهائه وكماله، وحسنه وجماله، وطيب خصاله، وتمتّعوا بلذائذ جنّاته، وطيب صفاته، وشهدِ ملذاته، وروعة غلمانه وفتياته وحوريّاته، كي تُصلّوا له دوماً، ولا تنسوه يوماً!! واسمحوا لي يا أصحاب الجلالة أن ألفت انتباهكم إلى أن طقوس المثول أمام مهابته ونورانيّته، تقتضي أن تدخلوا بصمت شديد إلى أن تصبحوا في منتصف قاعة العرش، ثم تنعطفوا إلى اليمين بصمت شديد، وتسيروا بضع خطوات لتقفوا بانتظام وصمت وخشوع في مواجهة كرسي العرش الإلهي، لتتأملوا بملء عيونكم البهاء والرَّوعة والكمال، والنور الإلهي الأخّاذ، ومن ثم يا أصحاب الجلالة تملأوا عيونكم بمرأى كرسي العرش وما يحيط به، ثم تنظروا إلى الجدار المقدّس الأيمن للعرش، وحين لن يكون في مقدوركم أن تلووا أعناقكم أكثر تستديرون بصمت وهدوء إلى اليمين لمشاهدة باقي الجدار المقدّس الايمن للعرش، وحين تفرغون، تستديرون في أماكنكم إلى اليمين أيضاً لمشاهدة الجدار الخلفي المقدّس للعرش، وحين تنتهون من التمتّع بمشاهدته، تستديرون إلى اليمين لمشاهدة الجدار المقدّس الأيسر للعرش الإلهي العظيم، وحين يبلغ بكم التمتّع باللذائذ ذروته تستديرون إلى اليمين لتقفوا بصمت وخشوع وتوسّلٍ في مواجهة كرسي العرش الرّبّاني العظيم، ثمَّ تخرّوا على رؤوسكم ساجدين، ولا ترفعوا رؤوسكم حتى يخاطبكم الصوت الرّباني العظيم". هتف ملك الملوك تخاطراً: "ابن القحبة ويريدنا أيضاً أن نسجد بعد أن دوّخنا، وألاَّ نرفع رؤوسنا إلاَّ بعد أن يأمُرنا هذا الخُراء!" وكان الملوك والملكات قد وصلوا إلى حال سينفجرون فيها بالضحك في أيّة لحظة، لولا الجو السوداوي الذي كان يخيّم على البؤساء في القـلعة وما يحيط بها. نهضوا ليسيروا كلّ وزوجته في رتلين خلف ملك البلاط، وقد عادت الفتيات إلى الانتظام في رتلين إلى جانبي الملوك والسير معهم. سار بهم ملك البلاط منعطفاً إلى اليمين، ليعود إلى الممر الرَّئيسي، ليجدوا أنّ مئات الفتيات العاريات ينتظمن في صفيّن إلى جانبيه. بدا لهم باب ضخم مُغلق مصفّح بالذَّهب ومزيّن بالجواهر في آخر الممر، وحين اقتربوا منه تنحّى ملك البلاط والفتاة كُلٌ إلى ناحية من الباب واستدارا لمواجهة الملوك. فُتح الباب على مصراعيه ببطء لتعبق أنوفهم برائحة البخّور والعطور النّفاذة، وليلتمع في عيونهم بريق الجواهر وسنا الإنارة. أشار ملك البلاط بيده أن تفضّلوا، وتقدّمت فتاتان لتقوداهم إلى الداخل كانت إحداهما التي تحدّثت إلى ملك الملوك. دخل الملوك والملكات يتقدّمهم الملك لقمان والملكة نور السَّماء بمرافقة رتلي الفتيات، وحاولوا قدر الإمكان ألا يُغشى على أبصارهم لهول ما رأوا، وما كانت آذانهم تسمعه من أصوات ذات إيقاع عجيب. كانوا يسيرون بين صفّين من الفتيات الصَّغيرات العاريات الساجدات وقد بدت قاعة العرش فسيحة جدّاً وكأنّها بهو مسجد. في منتصف القاعة انعطفت الفتاتان إلى اليمين لتسيرا بين صفّي الساجدات. وليتبعها الملوك والملكات. توقّفت الفتاتان على بعد حوالي خمسة عشر متراً من كُرسي العرش وسجدتا ليسجد بعدهما رتلا الفتيات المُرافقات، وليتوقف الملوك والملكات في رتلهما المزدوج في مواجهة كرسي العرش الدّاجوني! كان الإله داجون جالساً كالفيل على كرسي ضخم من الجواهِر، أُقيم في مقصورة في منتصف الجدار ينـزل منها درج قوسي ينتهي إلى القاعة كانت تسجد عليه الفتيات الصغيرات والغلمان في صفوف قوسيّة منتظمة. وكان تاج ضخم يبرق عاكساً بعض الألوان المتماوجة ـ لكثرة ما رُصّع بالجواهر التي أحيطت بقناديل متلألئة ـ يتوضع على رأس داجون ـ ليعكس من وجهه نوراً خافتاً بين الحمرة والصفرة المتموّجة. وكان كتف داجون الأيمن وصدره عاريين، وبدا وهو يتّشح بثوب من الحرير الأحمر بالكاد يغطّي عورته، كان يلتف حول بطنه ومؤخرته، ويمتد منه وشاح يلوذ خلف كتفه الأيسر، وكانت ثلاث فتيات عاريات يحملن منشّات من ريش النّعام ويقفن خلف كرسي العرش ويهوّين عليه. وكانت أرتال الفتيات الساجدات على سجّاد وثير تبدأ من الدرجة الأولى أمام قدمي الإله وتتدرّج إلى أسفل في أشكالٍ قوسيّة حسب شكل الدرج الذي زادت درجاته على العشرين، كانت الدرجات الثلاث الأخيرة فيها لغلمان صغار ساجدين. وفي نهاية الدرج كان يبدأ امتداد القاعة حيث سجدت آلاف الفتيات في صفوف منتظمة. كانت مؤخّرات جميع الفتيات والغلمان الساجدين مُزيّنة بألوان متعددة على شكل خطوط توزّعت باستقامة في كل اتجاه انطلاقاً من الدبر لتنتهي في منتصف الرّدفين راسمة ما يشبه خطوط الأشعة الشمسيّة. وكانت أصوات جنسية هامسة وآهات وشهقات خفيضة تنبعث من كافة أرجاء الروض بإيقاع بطيء منتظم! إلى جانبي العرش كان في الجدار ثلاثة صفوف من المقصورات ذات الأقواس، شملت ثماني عشرة مقصورة، تسع منها في كل ناحية من جدار العرش، وكان في كل مقصورة اثنان يمارسان الجنس في أوضاع مختلفة. ففي الجانب الأيمن من العرش وفي المقصورات الثلاث العلويّة كان ثلاثة غلمان يلعقون لثلاث فتيات، وفي المقصورات الثلاث الوسطى كانت ثلاث صغيرات يمصصن لرجال، وفي الثَّلاث السُّفلى كان ثلاثة غِلمان يمصّون لرجال. وفي المقصورات التسع اليُسرى، كان في الثلاث العليا منها ثلاثة شباب يُرْكِعون ثلاث صغيرات ويداعبون أجسادهن، وفي الثّلاث الوسطى ثلاثة رجال يداعبون ثلاث فتيات بعرض سيوفهم وفي الثلاث السُّفلى كان ثلاثة رجال يُركِعون ثلاثة غلمان. أدرك الملك لقمان أنّه لن يجد أينما نظر غير ما يراه أمامه في واجهة العرش وفي البهو، فصرخ بمن في البهو وفي المقصورات: "هيَّا انهضوا جميعاً وانصرفوا". غير أنّ أحداً لم يجرؤ على النّهوض أو حتّى رفع الرأس من السّجود. أدرك الملك لقمان أنّ الرّعب يملأ قلوبهم ولن ينهضوا ما لم يروا إلههم عاجزاً، فأشار إلى جنّي أن يحمل داجون من رجليه ويطوف به فضاء العرش، فسارع الجنّي إلى حمله، فشرع الآخر في الصُراخ والهتاف: "أنا الله كُلّي القدرة، سأنزل الصَّواعق على رؤوسكم" فهتف الملك لقمان لأوّل مَرّة بلغة بذيئة للغاية: "أبولُ عليك وعلى صواعقك وعلى ألوهيّتك ومن ألَّهك!" وهتف ملك الملوك: "آه يا مولاي لو أنّك تشفي غليلي دائماً هكذا!" وحين سمع الساجدون من الفتيات والأطفال صُراخ إلههم أخذوا يرفعون رؤوسهم شيئاً فشيئاًوبشكل تدريجي ليروه يطوف فوقهم رأساً على عقب فشرعوا في النهوض والقفز من المقصورات، ليلوذوا بالفرار وهم يصرخون بأصوات لا يمكن لأحد أن يعرف فيما إذا كانت صُراخ فـرح أم صُراخ رعب. ونهضت الفتاة من أمام الملك لقمان وهرعت نحو ملك الملوك وراحت تعانقه، فأشار إليها ملك الملوك أن تبقى معهم وهو يومئ بحركة من يده ليخلع عليها بدلة ملكيّة، فارتمت عليه ثانية من شدّة الفرح. ازدحم الآلاف من الهاربين والهاربات خلف الباب وسقط مئات الأطفال تحت أقدام المتدافعين، فصرخ ملك الملوك بصوت هائل: "لا تخافوا، أخرجو بهدوء ولا تخافوا" ونظراً للرعب الذي كان وما يزال يسيطر على قلوبهم، لم يصدّقـوا أنَّ الفرج قد جاء حقَّاً، فظلّوا يتدافعون ويتزاحمون ويصرخون، وإن بشكل أخف من ذي قبل، فشرع جنود الجن في تنظيم خروجهم، وتهدئة روعهم. أمر الملك لقمان القوى الجنيّة أن تدهم كل حُجرات وأروقة القلعة، وكل قصور وقلاع جنّة داجون، وأن تطلق سراح جميع النّسوة والأطفال والفتيات وكذلك سراح الشّباب، وأن يلقوا القبض على كبار المسؤولين من الملوك والوزراء وقيادات الحرس والجيوش، وأن يجمعوا جثث الأطفال والفتيات من كل مكان يعثرون عليها فيه، وأن يقفلوا أبواب كل القلاع والقصور ويحضروا له المفاتيح. ولم يقدر الملك لقمان على الانتظار إلى أن يخرج جميع من كانوا في العرش، فطار هو والملوك والملكات ليخرجوا منه ويحلّقوا عبر الممرات فوق رؤوس الهاربين، ويخرجوا من القلعة ليصعدوا إلى المركبة الفضائية، يتبعهم داجون محمولاً من قدميه، وقد اصطحب ملك الملوك فتاة العرش التي فرحت للمرّة الرابعة بشكل لا يوصف بالتحليق في السَّماء. جلس الملوك والملكات على شُرفات المركبة، أشار الملك لقمان إلى الجنيّ أن يطوف بداجون سماء المدينة كي يكون عبرة للظالمين. سأل ملك الملوك شمنهور فتاة العرش وهما ينظران من شرفة المركبة إلى جنائن داجون: "ما اسمك أيُّتها الحوريّة؟" "اسمي دليلة يا مولاي" بوغت ملك الملوك بالاسم فهتف: "أمر لا يصدّق!" "ما هو الأمر الذي لا يصدّق يا مولاي؟" "أن يكون اسمك دليلة، لقد ذكّرتني بامرأة تدعى دليلة أحببتها قبل أكثر من ثلاثة آلاف عام، في مدينة على كوكب بعيد تُدعى غزّة" "هل كانت جميلة يا مولاي؟" "أنا لا أُحب غير الجميلات يا دليلة" وراحت ترقب مئات الآلاف من الراكضين والهاربين، العُراة وغير العُراة، الذين كانوا يجرون في الطرقات المختلفة المؤديّة إلى باب المدينة، وجسد داجون يطوف فوقهم. أعجبها منظر داجون إلى حد تمنّت فيه لو يتاح لها أن ترقص، وخطرت في مخيّلتها صورة "إسرافيل" فنظرت إلى ملك الملوك وهتفت: "مولاي، أرجوك أن تطلب إلى جنودكم أن يفعلوا بالملك إسرافيل ما يفعلونه بداجون، لا تعرف كم أذاقني إسرافيل هذا طعم الموت وهو يتوعّدني بأن يضاجعني بسيفه ذات يوم!" "يمكنني أن ألبيّ طلبك يا دليلة، لكن، قد أُغضب مولاي" "من هُوَ مولاك يا مولاي؟" "إنّه ذاك الرَّجل الملتحي الأصلع الذي تجلس طفلة في حُضنه، اذهبي إليه، وقدّمي نفسك، وأنا واثق من أنّه سيلبيّ كل طلباتك بعد ذلك. ولِمَ سيلبيّ كُل طلباتي إذا ما عرف اسمي يا مولاي؟" "هذه قصّة طويلة أيّتها الحوريّة، أنتِ قدّمي نفسك له وما عليك، إيّاك أن تسجدي له فهو يكره ذلك، يمكنك أن تحني رأسك قليلاً وأنت تخاطبينه" وسارت دليلة باستحياء بضع خطوات على شرفة المركبة، مارّة من خلف الملوك والملكات الذين كانوا يرقبون من أماكنهم ما يجري في جنّة داجون. وقفت خلف أريكة الملك لقمان وانحنت وهي تهتف: "عفواً مولاي جلالة الملك" التفت الملك لُقمان ليراها، فيما كانت نسمة تعبث بشعر ذقنه كعادتها، أشار لها بيده أن تأتي وتجلس إلى جانبه على طرف الأريكة. هاتفاً "تفضّلي اجلسي" فترددت مُعتذرة، فالحَّ عليها، فجلست بطرف جسمها. "ألستِ الفتاة التي تحدّثتِ إلينا في بهو العرش عن مأساتكم؟" "أجل يا مولاي وقد اصطجني جلالة الملك معه" "حسناً فعل أيّتها الآنسة" "اسمي دليلة يا مولاي" فأطرق لحظة ثمَّ هتف بدهشة متسائلاً: "دليلة؟" "أجل يا مولاي" "غريب! دليلة وداجون وربّما يوجد شـمشون وجُليّات وأستير أيـضاً هُـنا، هل جاء أجدادكم من كوكب آخر يا دليلة؟!" "لا أعرف يا مولاي" وراح ينظر إليها متأمّلاً وجهها، وكأنّه يبحث عن وجه دليلة فيه، كان جمالها هادئاً وتنمُّ ملامحها عن حُزن دفين: "اطلبي يا دليلة ماذا تريدين؟" "لقد أباد الملك إسرافيل آلاف الفتيات والأطفال يا مولاي، فلم يكن يفضّل ممارسة الجنس إلاَّ بالسَّيف، وكان دائماً يعيّشني في رُعب وهو يتوعّدني بقدوم دوري ليولج سيفه في جسدي، أمنية عمري يا مولاي أن أراه معلّقاً من قدميه أمام عيني، لعلَّ نفسي تبرأ من الجروح التي أحدثها فيها". أطرق الملك لُقمان للحظات وهو ينظر إليها، وما لبث أن أشار بيده وهو يهتف إليها: "انظري يا دليلة، لُبّي طلبك على الفور" وحين نظرت دليلة رأت أحد الجنود يحمل "إسرافيل" من قدميه ويقدم نحوهم، فهتفت: "إنّي لممتنة ومدينة لكم مدى حياتي يا مولاي" "لا تمتني ولا تديني بشيء يا دليلة، فأنا لا أفعل إلاَّ ما يُمليه عليّ ضميري وواجبي تجاه البشر" توقّف الجنيّ في الفضاء أمام الملوك والملكات، ونهضت دليلة لتقترب من رأس إسرافيل الذي كان يصرخ، أمسكت أّذنه وفركتها وقرصتها بشدّة وهي تهتف: "هل عرفتني يا إسرافيل؟" فراح يصرخ: "دليلة: أنقذيني يا دليلة، أتوسَّل إليك، أُقبّل قدميك أن تنقذيني" "أُنقذك أيّها السَّفاح، أنقذك كي تعود إلى وحشّيتك في سفح دماء البشر؟" "سأتوب على يديك يا دليلة" "ومن هذا الأحمق الذي يقبل توبة سفّاح مثلك أيّها القاتل؟" ودفعت رأسه ليتأرجح جسده في الفضاء، وعادت لتقف إلى جانب الملك لُقمان" هتف الملك لُقمان: "ماذا تريدين أن أفعل لك به يا دليلة؟" "أن يبقى معلّقاً من قدميه وأن يُطاف به فضاء المدينة مع السَّفاح الأكبر داجون، كي يراهما جميع المعذّبين يا مولاي" "سيحدث ذلك يا دليلة" وأشار إلى الجندي فابتعد حامِلاً إسرافيل إلى حيث يطوف الجندي الآخر بجسد داجون" كان صُراخ الراكضين يتردد من كافة أرجاء مدينة داجون، وقد تـجاوز بعضهم باب المدينة الذي فتحه الجنّ كما يبدو، وانحدروا يجرون عبر سفوح الجبال الوعرة، بدا الملك لقمان محتاراً في أمرهم وهو يتساءَل إلى أين يهربون، فأجابته دليلة: "لكي يبتعدوا عن الجحيم الذي كانوا يحيون فيه، ولعلّهم يحلمون بالعودة إلى مدنهم وقراهم البعيدة يا مولاي" "وأين هي مدنهم وقراهم؟" "موزّعة في كافة أنحاء دول الكوكب يا مولاي" "هل هذا يعني أنّ الإله داجون كان يجمع الفتيات والأطفال من كل دول الكوكب؟" "نعم يا مولاي، على كل ملك من ملوك الدول الألف أن يقدّم سنويّاً ألف فتاة وغلام إلى عرش داجون ليفعل بهم ما يشاء" بدا للملك لُقمان أنّه يستمع إلى أساطير لا يمكن تصوّرها، فراح يسأل دليلة: "ومن يتمتّع بهذا العدد الهائل من الفتيات والأطفال؟" "داجون وخمسمائة من أعوانه وأعوان أعوانه يا مولاي، وهناك مائة مسؤول من كل دولة يختارهم ملكها سنويّاً، ويوفدهم للتّمتع لمدة شهر بجنّة داجون، ويطلقون على هؤلاء اسم "المؤمنين" يا مولاي!" "وآلاف الحُرّاس والعاملين في الجنّة بماذا يتمتعون؟" "بالنّساء والأطفال والشّباب المرضى، والذين لم يعد أحد من كبار القوم يرغب فيهم، يرمونهم لهم ليفعلوا بهم ما طاب لهم!" وأطرق الملك لُقمان وهو يتمثّل الأهوال والفظائع التي كان يفعلها داجون بالملايين من الفتيات والأطفال، وأخذ يأمر القوى الجنيّة بأن تخلع الثياب على جميع العُراة من الهاربين، وأن تطلب إليهم التوقّف والعودة لتملّك المدينة. بدأ مئات الآلاف التوقّف في الطرقات والتطلّع إلى أنفسهم وهم يرون أجسادهم تُكسى بالملابس، دون أن يصدّقوا ما يحدث لهم بعد كل هذا العَناء، خاصّة ما يهتف به هذا الصوت الهائل الذي راح يتردد في فضاء المدينة: "أيّها الناس، أيّها المعذّبون، توقّفوا، توقّفوا فإلى أين تهربون، عودوا إلى القصور والقلاع التي كنتم فيها، وتملّكوها، فهي منذ اليوم لـكم. هذا ما يقوله لكم الملك لقمان، عودوا لتنعموا بالقصور والقِلاع والحدائق والبساتين التي شهدت عذاباتكم، وعذابات الملايين من إخوتكم، عودوا لتنعموا بها كما كنتم تحلمون". راح الناس ينظرون إلى المركبة الطائرة، حيث وقف الملك لقمان حاملاً "نسمة" وراح يلوّح بيده للبشر، مهنّئاً بسلامتهم، فيما كان الجنيّان يجوبان بداجون وإسرافيل فوقهم. وأشار الملك لقمان إلى الجن بإعادة فتح أبواب القصور والقلاع لكي يتسنّى للناس العودة إليها حينما يريدون. أقبل مئات الجن يحملون أكثر من خمسمائة من المسؤولين في جنّة داجون، وبضع مئات من "المؤمنين" المتنعمين بالجنة، وأقبل مئات آخرون يحملون مئات جثث الفتيات والأطفال المغتصبين، التي عثروا عليها في حُجرات النوم وفي الحدائق والبساتين، وقد عثروا في حجرة نوم داجون على ثلاثين جثّة لفتيات صغيرات وأطفال، وفي حجرة نوم إسرافيل على عشر جثث، وكانوا جميعاً قد قتلوا اغتصاباً هذا اليوم، كما أقبل الجنّ الذين أرسلهم الملك لُقمان لفض النّزاعات والحروب في دول الكوكب وإحضار الملوك الألف، كان ألف جنّي يقدمون بحمل الملوك الألف من أيديهم. وكان ثمّة ميدان كبير في وسط المدينة على مقربة من عرش داجون، أحيط بمدّرج كبير كان داجون ينظّم فيه ألعاب الفروسيّة وتدريب الجيش. أشار الملك لُقمان إلى الجن أن ينزلوا الجميع في الميدان، وأشار إلى الملك حامينار أن يأتي بالشيخ الذي خاطبه في "الجبل الكبير" وعشرة من كبار المُعارضين، كذلك بالثائر الذي خاطبه في جهنّم وعشرة من كبار الثائرين. وكذلك المرأة التي خاطبها في وادي الجمر ومعها عشر نساء. وهبط الملك لقمان من المركبة على العرش الطائر بصحبة جميع الملوك والملكات، واندفع مئات الآلاف من الناس إلى الميدان وراحوا يأخذون أماكنهم على المدرّج ليروا ماذا سيفعل الملك لُقمان بداجون وأعوانه وملوك الكوكب. وما أن استقرَّ العرش على المنصّة التي كان يجلس فيها داجون وأعوانه سابقاً، حتّى أشار الملك لُقمان إلى الجنيّين لينزلا داجون وإسرافيل أمامه في الميدان، فأنزلاهما. كانا في حالة إغماء وقد احتقن رأساهُما بالدّماء، فانطرحا على طوليهما، فأمر الملك لقمان برش الماء على رأسيهما. أجلس جنود الجن الملوك الألف وأعوان داجون في صفوف منتظمة ومدَّدوا مئات الجثث العارية إلى جانب بعضها البعض، وحين نظر إليها الملك لُقمان أومأ بحركة من يده وإذا بها تغطّى بأكفان بيض. أقبل الجن يحملون الشيخ والثائر والمرأة وثلاثين آخرين ممن طلب الملك لقمان إحضارهم، فاستقبلهم الملك على منصّة العرش وأخذ يُصافحهم ويرحّب بهم ويجلسهم على المنصّة، وفيما كان الملك لقمان يصافح الشيخ وإذا بصوت دليلة ينطلق من على المنصّة هاتفاً "بابا بابا" وتنهض لتعدو بين أرائك الملوك، فالتفت الشيخ والملك لقمان وباقي الملوك والملكات، وإذا بالشيخ يهتف والدّموع تنحدر من عينيه "دليلة حبيبتي" فألقت بنفسها عليه وهي تهتف "بابا حبيبي أنت على قيد الحياة؟! فضّمها الشيخ إلى صدره وهو يهتف "أجل يا حبيبتي، ما زلت على قيد الحياة بفضل الملك لقمان" اغرورقت عيون الملوك والملكات بالدّموع، وتعّجبوا من محاسن وغرائب الصُّدف. أجلسهما الملك لقمان إلى جانبه وهنأهما باللقاء بعد طول الفُراق. أشار الملك لقمان إلى داجون وإسرافيل وهو يخاطب الشيخ: "هذا هو إلهكم أيّها الشيخ وهذا ملاكه الأكبر وملكه الأوّل إسرافيل، لم يكونا من الآلهة، حتى ولا من الجنّ، كانا وحشين بشريين" ولم يصدّق الشيخ أنَّ هذا الفيل المطروح أمامه يمكن أن يكون الله الذي كان يعبده، فراح يتأمّله بدهشة فيما الملك لقمان يتساءَل: "ما لا أفهمه أيّها الشيخ هو، كيف أقنعكم هذا السَّفاح أنّه إله وأنّه خـالق الخلق؟" فقال الشيخ: "نحن لم نكن نراه يا مولاي، وكذلك أجدادنا وأجداد أجدادنا" "منذ متى يحكمكم؟" "منذ حوالي ألف عام يا مولاي" "ألم تكونوا تعرفون أنّه داجون الحادي عشر؟" "أبداً يا مولاي، كان رسله يقولون لنا أنّه لا يموت" "ولم تكونوا تعرفون ماذا يفعل ببناتكم وأطفالكم في جنّته؟" "أبداً يا مولاي وإن كُنّا نعتقد أنّهم محظوظون باختيارهم للصعود إلى الجنّة، ثمَّ إنّ أحداً منهم لم يعد لنعرف ماذا يجري لهم فيها، ما نعرفه أنّها جنّة وأنّ الحياة فيها نعيم" وأشار الملك لُقمان إلى مئات الجثث التي كانت تصطف في الأكفان: "انظر إلى النّعيم الذي كان أطفالكم وبناتكم يحيون فيه، هؤلاء ضحايا بضع ساعات فقط من هذا اليوم" ونظر الشيخ دون أن يصدّق: "مستحيل يا مولاي" "لم يكن هُناك مستحيلات عند داجون، إنني أُفكّر كم جزَر منكم هو وأبوه وأجداده في الأعوام الألف الماضية، إذا كانت كل دولة تقدّم للـعرش ألف فتاة وطفل في العام؟" "ألف مليون يا مولاي، نعم ألف مليون، ونحن نظن أنّهم ينعمون بالحياة الأبدّية في الجنّة!" "ألم تسألوا أنفسكم أن قمم هذه الجبال والهضاب مهما اتسعت لا يمكن أن تحوي جنّة تتسع لألف مليون من البشر؟!" "إن شئت الحق لم يخطر ببالنا مثل هذا السُّؤال، كنّا نطالب ببعض الإصلاحات وتخفيف الظلم وطقوس العبادة، غير أنَّ أحداً مِنّا لم يُفكّر أن إلهنا إنسان سَفّاح!" وصمت الشيخ وهو يدرك أنّ ابنته كانت تحيا في جهنّم وليس في الجنّة كما كان يظن، فراح يضمّها ويعانقها معتقداً أنّه في حلم لشدّة فرحه. استيقظ داجون وإسرافيل من الغيبوبة التي كانا فيها، أوقفهما جنيّان ليراهما الملوك والملكات وضيوفهم من الإنس، كانا في حالٍ ذليلة وبالكاد حتّى تمكّنا من الوقوف على قدميهما. هتف الملك لقمان: "ماذا تريد أن أفعل لك بهما أيّها الشيخ؟" "ما تراه أنت يا مولاي" أشار الملك لقمان بحركة من يده وإذا بآلاف النّسور تظهر محلّقة في السّماء وتشرع في الإنقضاض لتحمل الملوك والأعوان والمؤمنين من أوساطهم وتطير بهم محلّقة في سماء الملعب، وقد انقضّ نسران على داجون وإسرافيل وحملاهما. ضجَّ مئات آلاف الناس من المدرّجات بالتصفيق وهتافات الفرَح. كان الجن قد أحضروا مفاتيح باب قلعة العرش وبوّابة المدينة وأعطوها للملك لقمان، فقدّمها إلى الشيخ وهو يهتف: "هذه مفاتيح قلعة العرش وبوّابة المدينة، لقد منحت المدينة بقصورها وقلاعها وذهبها ومجوهراتها وحدائقها وبساتينها، لهؤلاء الذين كانوا يتعذّبون فيها، أمّا أنت ورفاقك فأمنحكم عرش داجون، وآمل أن تحققوا عدالتكم على هذا الكوكب، إن شئتم أن تأخذوا بتعاليمي فخذوا، وإن لم تشاءُوا، فأوجدوا عدالتكم بأنفسكم، كونوا رحماء مع الناس، وإن احتجتم أي مساعدة فاطلبوها من الملك حامينار، أو من يعيّنه لمساعدتكم في تطبيق عدالتكم وليس ليحكمكم. وأرجو أن تدفنوا جثث أبنائكم وبناتكم حسبما تقتضيه إنسانيّتهم. أمّا داجون وأعوانه وملوكه ومؤمنيه، فسأدع النّسور تطوف بهم فضاء دول الكوكب الألف، كي يراهم جميع السُّكان، وبعد ذلك ستقلّهم النّسور لتلقيهم في جزيرة نائية في عرض المحيط، خالية من البشر، كي يعيشوا باقي حياتهم دون نساء ودون غلمان، وكي يكسبوا قوت يومهم بعرق أجبُنهم، لعلّهم يدركون قبل رحيلهم قيمة الإنسان وقيمة المرأة في حياته. لقد آن آوان الرّحيل أيّها الشيخ، آمل أن تحققوا عدالتكم، وآمل أن أسمع عنكم الأخبار الطَّيبة، وإذا ما أُتيح لي أن أزوركم في المستقبل، سأفعل" ونهض الملك لقمان والشيخ، فنهض جميع الملوك والملكات وراحوا يتصافحون، ويصافحون الملك لقمان والشيخ مودّعين وقد شكرهم الملك لقمان على حسن أفعالهم، وتلبيتهم السَّريعة لندائه، وتمنّى لهم الخير والسَّعادة، فأخذ بعضهم يطيرون في السَّماء لتتبعهم جيوشهم، وبعضهم يختفون بمجرّد مُصافحة الملك لُقمان والملكة نور السَّماء لتختفي جيوشهم من السَّماء. ولم تمر سوى دقائق، حين خلت المنصّة من الجميع ما عدا الملك لقمان وملك الملوك ومن معهما، والمسؤولين من أبناء الإنس. هتف الملك لقمان مخاطباً الملك شمنهور: "هل أنت جاهز أيّها الملك؟" فقال ملك الملوك: "لا لست جاهِزاً يا مولاي، إذا تريد أن تنطلق انطلق وحدك، أنـا أمامي مهمّة يجب إنجازها!" "ما هي أيّها الملك؟" وفوجئ الملك لقمان بملك الملوك ودليلة يمسكان واحدهما بيد الآخر ويتقدّمان نحو الشيخ، ويطلبان موافقته على زواجهما! فباركهما الشيخ وعانق ابنته مودّعاً وهو يتمنّى لها أن تعيش هذه المرّة في جنّة حقيقيّة. صعد الملك لقمان إلى المركبة وهو يلوّح لآلاف البشر، وحتّى لا تتكرر مأساة "نسمة" وافق والداها على الصُّعود مع الملك لُقمان إلى السَّماوات، فكانوا مع دليلة أوّل بشر يرافقون الملك لقمان في رحلته السَّماويّة. * * *
#محمود_شاهين (هاشتاغ)
Mahmoud_Shahin#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الملك لقمان .الجزء الثاني (1) حديث عن كلينتون في أعماق -خليج
...
-
شاهينيات (111) قابيل وهابيل وحواء يختفون من شجرة العائلة الت
...
-
ملحمة الملك لقمان (13) جهنم الإله داجون!( الفصل الأخير من ال
...
-
الملك لقمان .(12) مساج كوني وحروب كوكبيّة!
-
بوح الكلمات : خواطر .ذكريات . أشعار. قصص.
-
ملحمة الملك لقمان (11) صِفات محمّدية وهدايا جنّية!
-
شاهينيات الفصل (110) ملاك يهوة يبيد 185 ألف أشوري !
-
ملحمة الملك لقمان : رؤية شيطانية وآيات ربانية .( رؤية الشيطا
...
-
ملحمة الملك لقمان (9) ولادة وتنبؤات مأساوية!
-
ملحمة الملك لقمان (8) تتويج في السماء
-
شاهينيات . الفصل (109) محاولات تأريخية فاشلة لا علاقة لها با
...
-
ملحمة الملك لقمان. (7) حرب جنية وغزل كوني !
-
شاهينيات . الفصل (108) ياهو يجزر كل من اتبع عبادة البعل من ا
...
-
(6) بطّيخ وبغال وزنى أبوي!!
-
أسفار التوراة : قراءة نقد وتعليق . (3) قضاة . راعوث. صموئيل
...
-
ملحمة الملك لقمان.(5) حقيقة وخيال وجن وخوازيق!
-
أسفار التوراة . قراءة، نقد وتعليق .(2) خروج . لاويين . عدد.
...
-
شاهينيات (107) ايليا يصعد إلى السماء قبل قدوم المسيح!
-
ألملك لقمان . ملحمة روائية . الجزء الأول . (4) ليلة راقصة عل
...
-
ألملك لقمان . ملحمة روائية . الجزء الأول . (3) صعود إلى الفض
...
المزيد.....
-
الموصل تحتضن مهرجان بابلون للأفلام الوثائقية للمرة الثانية
-
متى وكيف يبدأ تعليم أطفالك فنون الطهي؟
-
فنان أمريكي شهير يكشف عن مثليته الجنسية
-
موسكو.. انطلاق أيام الثقافة البحرينية
-
مسلسل الطائر الرفراف الحلقة 84 مترجمة بجودة عالية قصة عشق
-
إبراهيم نصر الله: عمر الرجال أطول من الإمبراطوريات
-
الفلسطينية لينا خلف تفاحة تفوز بجائزة الكتاب الوطني للشعر
-
يفوز بيرسيفال إيفرت بجائزة الكتاب الوطني للرواية
-
معروف الدواليبي.. الشيخ الأحمر الذي لا يحب العسكر ولا يحبه ا
...
-
نائب أوكراني يكشف مسرحية زيلينسكي الفاشلة أمام البرلمان بعد
...
المزيد.....
-
التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ
/ عبد الكريم برشيد
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
-
السيد حافظ أيقونة دراما الطفل
/ د. أحمد محمود أحمد سعيد
-
اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ
/ صبرينة نصري نجود نصري
المزيد.....
|