أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نعيم عبد مهلهل - التيزاب وخالد الأمين














المزيد.....

التيزاب وخالد الأمين


نعيم عبد مهلهل

الحوار المتمدن-العدد: 4800 - 2015 / 5 / 8 - 11:24
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    




، ( وددت لو أثقب غرفتي لأسيل نحو الشجر، حزيناً وبغبرة خفيفة
لأني أعلم اليوم ، ليس ثمة بلل في هذه الساقية. بل ولا حتى نافذة تشرق منها زهرة الليل
فما نفع الديوك المعطرة وما نفع البحر بالزوارق التي تكفّر عن نفسها
نحو الوراء... يتقدم الآتي..).
الشاعر خالد الأمين

لم يكن أسم ناظم كزار غائبا عن أذهاننا ، وربما وجهه الذي لم يرهْ اغلب العراقيين كونه لا يحب الظهور او مهمته ك( مدير أمن عام ) تتطلب ذلك منحه الهالة و بث الفزع والرهبة والحذر في القلوب وخاصة اؤلئك الذين ارتضوا اليسار الماركسي طريقاً لحياتهم ، ويبدو أن هذا الاسم والوجه الذي لم نره مرة واحدة في حياتنا كان متواجد برعبهِ ومقدار الكره التي يحمله البعض في قلوبهم لهذا الرجل وذلك بسبب كتاب صدر عام 1970 ، جلبته الى مدرستنا وبنسخ عديدةٍ ويحمل عنوان ( رصيف سوق الازهار ) وهو عبارة عن مجموعة قصائد مختارة من الشعر الفرنسي المعاصر لشعراء مثل بول ايلوار وايف بونفوا وسان جون بيرس ترجمها عن الانكليزية الاديب والمترجم أحمد الباقري الذي تربطني به علاقة عائلية صنعتها الجورة ورعايته المستمرة لأدبنا الناشئ .
والقصائد هي باقة من اندرِ ما أجادت به حداثة القرن العشرين في الشعر الفرنسي واظن أن لهذا الكتاب صداه في الكشف عن روعة وسحر ما كان يبثه شاعر فخم مثل سان جون بيرس حيث الهمتنا مقاطع ( الباقري ) التي ترجمها لقصيدة بيرس ( آناز ) قدرة اخرى لمشي مبكرين الى اعشاش القصيدة والسكن فيها.
أما علاقة ( كزار ) بالكتاب تكمن في أن المقدمة الادبية الساحرة التي تقدمت الكتاب فكانت مكتوبه بأنامل الشاعر الشهيد ( خالد الأمين ) والذي كان أحد ضحايا براميل ( التيزاب ) التي يُقال أن ناظم كزار هو من اكتشفها كطريقة لتصفية ما كان يسميهم أعداء الحزب والثورة من الشيوعيين والمنتمين الى الاحزاب الاسلامية.
وهكذا كلما تطل عيوننا في مساءات القراءة عندما ينتهي دوام المدرسة ويبقى فقط الظل الاخضر وهو يطرز بساط الزرقة السماوية التي فوقه ، وبعيدا عن أي رقيب نعيد قراءة مقدمة الدهشة التي صنعها (خالد الامين ) في جسد رصيف سوق الازهار ومع متعته وهو يضع امجاد الأسطورة السريالي اندريه بريتون ومساءات باريس ونقارنها بمساءات الاهوار ، يتداخل معنا وجه الرجل الرهيب صاحب احواض التيزاب الذي كنا نتحاشى أن نتداول ظله واسمه كلما اثنى احدنا مديحه الى مقدمة الامين لمختارات الباقري .
ليس من العدل أن يكون الوجه الجميل لخالد أمين مرادفا لشبح وجه ناظم كزار ولكن قدر خالد الحزين بأن يُذاب جسده الترف في احواض التيزاب جعله لصيقا بأسم مدير عام الأمن الذي تلاشى من ذاكرتنا غير مأسوف عليه عندما تم اعدامه وربما أذيب جسده في ذات الاحواض التي يذيب فيه معارضيه ذلك عندما أعلن في وسائل الأعلام أنه كان المدبر الحقيقي لمؤامرات تم التخطيط لها باغتيال الرئيس البكر ونائبه صدام في مطار بغداد.
أختفى وجه ناظم كزار ورأينا صورته لأول مرة بعد الاعلان عن احباط تلك المؤامرة ، ولأول مره جاهرنا بأسمه بأنه من قتل شهيدنا الشاعر ، وبمرور الايام اختفت صورته واسمه من ذاكرة جميع معلمي مدرستنا ,الذي بقيَّ ذلك الوجه الجميل ( المودرن ) لخالد الامين كاتب المقدمة الرائعة لكتاب رصيف سوق الأزهار.



#نعيم_عبد_مهلهل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إنجيمهْ (الناي والقصبة )
- أمريكا ومنطق تغيير الهوية
- غاستون باشلار ونافذة الصريفة
- الجغرافيا والفيلم الهندي
- غداء العباس وفكتور جارا
- مايا بليسيتسكايا وذيل السمكة
- تمرين في الكتابة الروحية
- مُسعدْ يرسم ملاكاً
- شيء عن هويتنا الثقافية
- سكان قفص الكناري
- جاموسة الموسيقار المصري
- السيخ لا يأتون من المريخ
- محظيات شمشون الجبار
- الأهوار وناجي العلي
- البكاء الشيوعي .....!
- مكاتيب ياس خضر
- دشاديش توم وجيري
- قريتنا وعطر الهاواي
- أساطير البالطو
- حوار راكيل وعزرائيل


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نعيم عبد مهلهل - التيزاب وخالد الأمين