|
اللامبالاة السياسية لدى الشباب الفلسطيني
ليلى عورتاني
الحوار المتمدن-العدد: 4799 - 2015 / 5 / 7 - 23:37
المحور:
القضية الفلسطينية
اللامبالاة السياسية لدى الشباب الفلسطيني المقدمة: تعرف اللامبالاة على أنها حالة من (اللافرق) حيث يغيب الاهتمام لدى الفرد في قضايا معينة، وهذه القضايا قد تكون اجتماعية أو ثقافية. واللامبالاة هي أحد مظاهر الضغط العام ومن الممكن أن تترافق مع حالة اكتئاب. أما اللامبالاة المرتبطة بالسياسية، فقد تم توصيفها من خلال العديد من المصطلحات مثل "عدم الاكتراث، أو حالة "اللافرق" لدى العامة من الناس، وهي عملية فك ارتباط سياسي تحمل في ثناياها سخطاً واستياءً. كما أنها غالباً ما تستحضر صوراً من عدم وجود الحماس أو القلق فيما يخص موضوعاً سياسياً، وتنعكس نتائجها السلبية، خلال عملية الاقتراع في فترة الانتخابات." تظهر الدراسات بأن هذه الحالة قد بدأت بالتفاقم في مختلف المجتمعات بغض النظر عن ديمقراطيتها، فقد ثبت بأن اللامبالاة موجودة لدى المجتمعات الديمقراطية وبكثرة، وينظر إليها كظاهرة تستحق الدراسة والتحليل باعتبارها ظاهرة سلبية تؤثر على المسار الديمقراطي للدولة في حال قرر اللامباليون عدم المشاركة بالاقتراع خلال فترة الانتخابات، وعدم مشاركتهم في الانتخابات تؤدي إلى ضعف تأثيرهم كجماعات ضغط على الحكومة، لصالح رجال الأعمال والمستثمرين. هذا بالإضافة إلى أن المشاركة السياسية بجميع أشكالها تمكننا من النضال من أجل حريتنا وحقوقنا، وهي الطريقة التي تمكننا من إحداث تغيير سياسي أو اقتصادي، وبالمحصلة هي تؤثر على حياتنا مباشرة". إن الاهتمام بالسياسة من الناحية النظرية، ينعكس على مستوى مشاركة الفرد في العملية السياسية بكافة أشكالها، ونقل هذا الاهتمام إلى ممارسات على أرض الواقع مثل المشاركة في الانتخابات، المشاركة في التظاهرات، أو أية مطالب أخرى. وفي المقابل فإن عدم الاكتراث السياسي يساهم في انخفاض نسبة مشاركة الأفراد وهذا يؤثر على جودة ونوعية الديمقراطية الموجودة داخل الدولة، ولهذا فإن الدول الديمقراطية تسعى باستمرار إلى توسيع القاعدة الشعبية للمشاركة السياسية، باعتبارها عاملاً حيوياً يؤثر على استقرار الدولة وعلى شرعية الأنظمة ودستوريتها. وفيما يتعلق بالشباب فقد تبين من خلال الدراسات بأن تأييد الديمقراطية كبير جداً بين الجيل الشاب، مقارنة بالجيل الأكبر سناً، لكن تكمن المشكلة بأن هذا التأييد لم ينعكس على نسبة المشاركة السياسية لهؤلاء الشباب، فهي ما زالت تسجل انخفاضاً، هذا بالإضافة الى أنهم يمارسون سلوكيات تُظهر عدم ثقتهم بالحكومة والمؤسسات السياسية. كون ظاهرة اللامبالاة السياسية هي ظاهرة عالمية، تعاني منها الكثير من الدول، وتهتم بدراستها ومعالجتها، لما لها من تأثير على المسار الديمقراطي من خلال علاقتها العكسية مع مستوى المشاركة الفعلية للأفراد في عملية الانتخاب والتغيير السياسي وشرعية الأنظمة، فإن هذا يستدعي إيجاد مؤشرات للاستدلال على وجود هذه الظاهرة ومعرفة أسبابها. وقد تبين من خلال الدراسات، بأنه غالباً ما يتم فحص ظاهرة اللامبالاة السياسية من خلال عدة مؤشرات، بعضها يتعلق بالمشاركة السياسية مثل المشاركة بالانتخابات، أو التظاهرات، والمؤشر الآخر يتعلق بمعرفة آراء ومواقف الشباب تجاه بعض المؤسسات السياسية وأهمها الأحزاب، وبعض المواضيع العامة. يبدو من خلال الدراسات التي أجريت في بلدان مختلفة بأن لدى فئة الشباب آراء متشابهة فيما يتعلق بمؤشرات وأسباب عدم اهتمامهم بالسياسية. وفي السياق الفلسطيني، فقد أظهرت الدراسات بأن الشباب الفلسطيني يؤشر إلى تراجع وانخفاض في مستوى النشاط السياسي والحراك المجتمعي منذ توقيع اتفاقية أوسلو مقارنة بالدور المتميز الذي لعبه الشباب خلال الانتفاضة الأولى عام 1987. إن الشباب الفلسطيني يعيش ظروفاً سياسية استثنائية تميزه عن أقرانه في مجتمعات أخرى، فمثلاً ما زال الشباب في فلسطين يعاني من ظروف الاحتلال الإسرائيلي، ويجري استهدافهم عن قصد من خلال الاعتقال والقتل وتضييق الخناق عليهم في التنقل والسفر. وعلى المستوى الداخلي تتربص بهم تحديات لا يقل أثرها عن تلك المتعلقة بالاحتلال. فما زال الشباب الفلسطيني يعاني من التهميش والإقصاء من قبل مختلف المؤسسات السياسية والأحزاب، هذا بالإضافة إلى ظروف الانقسام وتغيب الانتخابات لما يزيد عن 8 سنوات. يبدو بأن الظروف آنفة الذكر قد أثرت على أنماط وسلوكيات الشباب السياسية، وأدت إلى رد فعل عكسي، حيث أنه من المفترض بأن تشكل هذه التحديات عاملاً محفزاً من أجل استحداث تغيير إيجابي يغير من واقعهم ويجعلهم أكثر تأثيراً على العملية السياسية وفي مجتمعاتهم، لكن يبدو بأنهم يمرون بمرحلة أسمتها الكاتبة ديان سينجرمان بمرحلة الشباب ينتظر(waithood) وهي اختصار لمصطلح (wait+adulthood)، وتتميز هذه المرحلة بوجود صعوبات يواجهها الشباب، لكنهم يقررون عدم اتخاذ موقف وانتظار أن يحدث تغيير ما، وهذه المرحلة غالباً ما تقود الى شعور الشباب بالعجز والاتكالية. تظهر استطلاعات الرأي بأن الشباب الفلسطيني ينسحب باضطراد من كل ما يتعلق بالسياسة، ففي العام 2013 بلغت نسبة الشباب ممن يعتبرون أنفسهم نشيطين سياسياً 19% ، بينما بلغت نسبتهم 30% في العام 2008. أما على مستوى المشاركة في الأحزاب السياسية فقد صرّح 73% من الشبان بأنهم لا ينتمون الى أي فصيل، بالرغم من أن الشباب الفلسطيني من أكثر الشباب تسييساً في العالم. هذه بعض المؤشرات التي من الممكن بأن نستدل من خلالها بأن الشباب الفلسطيني قد وصل الى حالة من "عدم الاكتراث السياسي"، للأسباب التي سيتم تحليلها خلال هذا البحث.
أسباب اللامبالاة السياسية في المجتمع الفلسطيني
أولاً: غياب الانتخابات إن المشاركة في الاقتراع هو أهم نموذج للمشاركة السياسية الديمقراطية، وذلك على اعتبار بأنها حلقة الوصل بين الشعوب والأنظمة كونها متاحة لجميع المواطنين. وتكتسب هذه الطريقة من المشاركة أهميتها كونها تؤثر على شرعية الأنظمة السياسية. وفي الغالب يتم قياس درجة إقبال الناخبين على الانتخابات كمؤشر رئيسي، يتم من خلاله تحديد مستوى اهتمام الجمهور بالعملية السياسية. ويجري الربط بين مستوى الإقبال على الاقتراع، ومستوى الاهتمام السياسي ضمن علاقة طردية، فكلما زاد الاهتمام زاد الإقبال. فمثلاً في دولة ديمقراطية مثل كندا، لوحظ بأن الجيل الشاب أقل إقبالاً على الانتخابات، كما أن هذا الإقبال في تناقص، وهنا تبرز الحاجة الى تفسير هذا الانخفاض وماهية الأسباب التي تكمن خلفه. نشأت افتراضات عديدة بخصوص هذا الموضوع مثل أن الشباب الكندي ما زال يشعر بأن السياسة لا تمس حياته مباشرة، وأن وسائل المشاركة السياسية التقليدية لم تعد تتلائم معه وهو ابتكر وسائل جديدة للانخراط السياسي. وقد أجريت دراسة حول الانتخابات الفيدرالية الكندية باستخدام أداة غير تقليدية وهي الفيس بوك وهذه الدراسة أظهرت الكثير حول الأنماط السلوكية للشباب تجاه السياسية، لأن الدراسة اعتمدت على دراسة الشباب من خلال عالمهم الجديد ولم يضطروا الى ابداء رأيهم من خلال المقابلات العادية أو استطلاعات الرأي عبر الهاتف. لا نستغرب بأن يكون الإقبال على الانتخابات في الدول الديمقراطية هو المؤشر الأهم للاستدلال على اهتمام المواطنين بالسياسة، لأن أنظمتهم الديمقراطية في حالة استقرار، والانتخابات لديهم دورية ونزيهة، وفي هذه الحالة يكون الشكل الإجرائي للديمقراطية ذو مغزى وله أثر على شرعية الأنظمة. لكن في الدول السلطوية التي تعاني خللاً جوهرياً في الديمقراطية مثل الدول العربية، يجري تسويق الانتخابات من قبل الأنظمة على أنها مصدر الشرعية، ويجري تزويرها بحيث يفوز الحاكم بنسب عالية، وهنا الانتخابات لا تعتبر مظهراً ديمقراطياً بقدر ما هي أداة لشرعنة الأنظمة الدكتاتورية. أدركت الشعوب العربية بعد الحراك العربي بأن الانتخابات لا تلبي طموحاتها في التغيير، وهذا ما أثبتته التجربة المصرية بعد الانتخابات الرئاسية في 2012 والتي فاز بها مرشح الإخوان المسلمين محمد مرسي وهو أول رئيس منتخب بعد ثورة 25 يناير، وقد لاقت فترة رئاسته العديد من الانتقادات ورأى الشارع المصري بأن هذا الرئيس لم يحقق لهم الأمن وهو لم يستطع الخروج من جلباب الإخوان المسلمين، ولم يستطع أن يكون رئيساً لكافة المصريين. وفي 30 يونيو 2013، تجددت الثورة المصرية مطالبة بإسقاط محمد مرسي، ومنذ تلك اللحظة بدأ بفقدان شرعيته وتم عزله بعد فترة قصيرة في 3 تموز 2013. أما الانتخابات الرئاسية التي أجريت مؤخراً يوم 26/5/2014، فهي أيضاً لم تخل من الشغب ولم تنل رضى الشارع المصري وقد عبر الشارع المصري عن عدم رضاه من خلال مقاطعة الاقتراع. لقد اعتبر عزوف الشارع المصري عن الاقتراع ظاهرة مخيفة بالنسبة للمرشحين، لأنه خلال يومي الاقتراع لم يصل عدد المقترعين الى 25% ممن يحق لهم الاقتراع ولتلافي هذه الأزمة تم تمديد فترة الاقتراع واتخاذ إجراءات عديدة لحث الناس على الانتخاب. لا نعرف إن كان عزوف الناس عن الانتخاب هو لامبالاة سياسية، أو أنه موقفاً سياسياً يتضمن اعتراضاً على المرشحين وبرامجهم الانتخابية. وقد حلل بعض الدارسين بأن هذا العزوف يهدف الى إيصال رسالة للقيادة الجديدة بأن السلطة لن تعطيه شيكا على بياض، وفسره البعض الآخر بأنه اعتراضاً على عزل الإخوان المسلمين واعتبارهم جماعة إرهابية . تعددت التحليلات فيما يتعلق بعزوف الشارع المصري عن الانتخابات، كما تفاوتت نسب المقترعين حسب المصادر المختلفة، لكن الاستنتاج الأهم بأن العزوف عن الاقتراع واللامبالاة تؤثر على نتائج الانتخابات، وتقلل من شرعيتها وهذا ما أخاف المرشحين لأنهم يدركون بأن وجودهم القانوني بالرئاسة، لا يعني بأنهم حصلوا على شرعية، وأن ما حصل مع محمد مرسي يمكن أن يتكرر معهم. في فلسطين، لا يمكن استخدام مقياس المشاركة في الانتخابات كمؤشر للاهتمام السياسي أو اللامبالاة السياسية، لأن الانتخابات الوطنية مغيبة منذ 8 سنوات، ومختلف أشكال الديمقراطية الإجرائية مغيبة ولا يوجد عليها أي جديد، فمثلاً المجلس التشريعي لا يمارس مهامه في التشريع ولا في الرقابة، والانتخابات مغيبة بسبب الانقسام السياسي والجغرافي بين الضفة وغزة، ومن هنا نلحظ بأن الديمقراطية الإجرائية في فلسطين غير موجودة مما ساهم بعدم شعور القيادات بالتهديد، وعدم بذلهم أي جهد للتنافس الإيجابي على رضى المواطنين. أثّر غياب الانتخابات على الجيل الشاب بأكمله، فعدم ممارسة العملية الانتخابية وعدم تجربتها ولو لمرة واحدة، أدى الى عدم حصول الشباب على تجربة حق الاقتراع، ومشاهدة تغيير فعلي على النظام السياسي المتجمد، لأن التغيير بحد ذاته يولد اهتماماً . وهذا بحد ذاته مسبباً رئيسياً لعدم جدوى الاهتمام السياسي، لأنهم مهما اهتموا ومهما فعلوا فإن النظام السياسي سيبقى كما هو ولا جدوى من محاولاتهم. خصوصاً بأن الشباب الفلسطيني يعتقد بأن الانتخابات والمشاركة السياسية في الأحزاب هي من أبرز أوجه النشاط السياسي. إن غياب الانتخابات لفترة طويلة أثّر كثيراً على شعور الشباب بالإحباط واليأس، والمشكلة الأكبر هو إدراكهم لحقيقة أن الضغط باتجاه إجراء الانتخابات "ولو من خلال ثورة" غير مجدٍ لأنه ستبقى مشكلة الانقسام الفصائلي والجغرافي هي العائق الأكبر، وأن معالجة هذا الانقسام غير ممكنة دون إرادة فصائلية وهو ما لن يتمكنوا من التحكم به. بالإضافة الى غياب الانتخابات يوجد تحديات أخرى تواجه الشباب وهي أن أنظمة الانتخابات لا تسمح لهم إلا بمشاركة محدودة، ويقول (الباحث في مركز التخطيط الفلسطيني في غزة) خالد شعبان بأن هذه الأنظمة صممت من قبل "الكبار" بحيث لا يمارس الشباب دوراً محورياً . إن إجراء الانتخابات في فلسطين هو أمر في غاية الأهمية في الوقت الحالي، في ظل غياب أية عوامل مساندة للتغيير، وعدم وجود أية بوادر لحراك داخلي، فإن الانتخابات هي حبل النجاة، ومهما حققت من إنجازات ضئيلة فهي أفضل من لا شيء. قد تسهم الانتخابات في إحداث تغيير إيجابي على مستوى بروز قيادات جديدة، وهذا بحد ذاته قد يولد اهتماماً وأملاً لدى القيادات الشابة، كما أن الانتخابات البرلمانية هي ضرورة ملحة من أجل تفعيل المجلس التشريعي وممارسة مهامة في تعديل منظومة القوانين التمييزية ومراقبة السلطة التنفيذية وحماية الحريات. والمجلس التشريعي الفلسطيني معطل منذ 2007، ومن الواضح بأن الشباب يعتبر إنهاء الانقسام أولويته الأولى لأنه الطريق الوحيد لاستعادة البرلمان لما له من أثر على تحسين الواقع الديمقراطي لبلدهم. لا أقلل من قيمة أشكال الانتخابات الأخرى مثل انتخابات مجالس الطلبة، أو انتخابات المجالس المحلية، لكني لا أعتقد بأنها قد تسهم في إحداث تغيير فعلي على الواقع الديمقراطي في فلسطين وهي ستبقى مجرد ظاهرة مستحبة، لكن لا يوجد دليل بأنها ساهمت في التغيير، ولا في تحسين الواقع، بل هي مجرد ساحة نزال لصراع الأحزاب والفصائل، وهي أداة تستغلها الأحزاب لكي تقيس مدى تأثيرها وشعبيتها. وقد ساهم غياب الانتخابات في جعل الفصائل تتمادى بالتنافس الغوغائي من أجل الاستقطاب للحصول على دعم الشباب، بدل أن تتنافس من خلال قوائم انتخابية وبرامج مثمرة.
ثانياً: انعدام الثقة في القيادة السياسية يُعبر الشباب في المجتمعات الديمقراطية عن عدم ثقتهم بالقادة السياسيين، لأنهم حولوا السياسة من فن تتم إدارته بغرض تحسين أوضاع بلدهم، إلى وظيفة كأي وظيفة أخرى في شركة، وأصبح هدفهم الاحتفاظ بموقعهم الوظيفي وامتيازاتهم بمنأى عما تمر به دولتهم من ظروف وتحديات. كما وصفوا القادة السياسيين بالفاسدين، لأنهم حولوا أنظمة الدولة إلى أنظمة بيروقراطية بعيده عن العدالة وتمارس خروقات في مجالات حقوق الإنسان، وأنهم يستغلون مناصبهم لمصالحهم الخاصة، ويهملون مطالب العامة. إن فقدان الشباب الثقة في القادة السياسيين يؤدي إلى فقدانهم الثقة بالمؤسسات التي يسيطرون عليها سواء كانت أحزاباً أو مؤسسات حكومية. ولا تختلف مشاعر الشباب الفلسطيني تجاه قيادته السياسية المُسنة، فما زال كبار السن "الأبوات" يستحوذون على مواقع صنع القرار ومواصلة نظرتهم التقليدية تجاه الشباب، فالشباب الآن يعيش أزمة اغتراب حقيقية فمواجهة الشباب بالأنظمة البيروقراطية وأنماط السلطة غير الديمقراطية لا تبقية خارجها فقط، ولكنها تجعل دوره ينحصر في الخضوع والالتزام بقوانينها، مما يشعرهم بالعجز التام وعدم القدرة على تحقيق ذاتهم، والاغتراب هنا هو مرحلة وسطية بين الانسحاب من المجتمع والتمرد عليه. إن تبني الشباب موقف اللامبالاة مما يجري حولهم هو نتيجة حتمية لسياسيات التجاهل والتهميش التي تُمارس تجاههم من قبل القيادات. ما زال المجتمع الفلسطيني مجتمعاً بطريركياً، وهو ما يؤثر على سلوك الشباب بطريقة سلبية، والبطريركية في هذا السياق "هي سوء المعاملة من قبل كبار السن تجاه الشباب"، ونظامنا الفلسطيني هو نظاماً بطريركيا وهذا النظام يمتلك ثقافة تمجيد الكبار، حتى على مستوى البطولات والقصص التراثية والأمثال الشعبية، ومارست القيادة الفلسطينية الدور الأبوي تجاه الشعب، حتى أن قياداتنا الفلسطينية ابتكرت أسماء حركة لها تجسد هذا المفهوم مثل لقب الختيار الذي يلقب به الراحل ياسر عرفات، وأيضاً باقي الأبوات الذين يفضلون تسميتهم بأبو فلان. مرت عقود، استحوذت خلالها مجموعة من "القيادات الوطنية" التي أصبحت بعد أوسلو "قيادات السلطة"، على جميع المؤسسات السياسية (الأحزاب، منظمة التحرير، الوزارات)، وهذا يعني أن أجيالاً عديدة استنفذت شبابها وهي تنتظر فرصتها في أخذ زمام الأمور السياسية وتطبيق رؤيتها بما يتلاءم مع احتياجاتها. وخلال هذه العقود بقي الشباب عنصراً خاملاً يلعب دور المتفرج خصوصاً فيما يتعلق بالقضايا السياسية الوطنية التي يتم التصرف فيها ضمن رؤية هذه القيادات بمنأى عن إرادة الشعب. بالرغم مما سبق، فما زال الشباب الفلسطيني يعاني مشاعر مختلطة بين عدم ثقته بالقيادات بسبب استحواذهم على السلطة وعدم تحقيقهم أية إنجازات على صعيد الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وإنجازات محدودة على الصعيد الفلسطيني، وبين انعدام الخيارات والتمسك بأفضل الأسوأ أملاً بالاستقرار، والاستقرار الذي يحققه النظام الحالي، هو استقرار فيما يتعلق بالصراع الفلسطيني الإسرائيلي، خصوصاً بعد أن أدرك الشباب بأنهم غير مستعدون لخوض أي مواجهة مسلحة مع الاحتلال الإسرائيلي بعد تجربته في الانتفاضة الثانية التي شكلت نتائجها صدمة قوية، بكم الدمار والقتل الهائل الذي حدث خلالها. تؤثر اللامبالاة على قدرة الشباب على تقييم الأمور منطقياً، ففيما يتعلق بالقيادة السياسية وتصرفاتها، فإنهم لا يبذلون جهداً كافياً لمعرفة الحقيقة واستخلاص النتائج، وهذا يؤدي الى تبنيهم نتائج واستنتاجات جاهزة غالباً ما تصدر عن وسائل الإعلام. إن عدم بذل الجهد في البحث عن الحقيقة، يؤدي إلى تعميم القضايا، بحيث يبدأ الناس بالتفكير بأن جميع السياسيين هم على نفس الدرجة من الفساد، وأنهم لن يغيروا أي شيء وهم فقط يعملون لمصالحهم الخاصة، وهنا يتوصلون إلى نتيجة بأن جهودهم لن تؤثر وأن مشاركتهم لن تحدث فرقاً ويتوقفون عن بذل أي مجهود لتغيير السيناريو، ويقررون انتظار المعجزة، وعندما لا تحدث المعجزة يزداد العجز والإحباط وهذا يقود إلى مزيداً من اللامبالاة وتزيد حالة الاغتراب عن العملية السياسية. نستنتج بأن القيادة البيروقراطية المتنازعة على السلطة وغير الديمقراطية، تقود المجتمع الى حالة من اللامبالاة، وحالة اللامبالاة هذه هي أكبر معروف يمكن أن يُقدم لتلك القيادات، لأنها ببساطة تعطيهم الفرصة لارتكاب المزيد من الخروقات دون التعرض للاعتراض، وضمن هذه المنظومة سيبقى مؤشر الفساد في ارتفاع وستبقى حالة اللامبالاة في تأرجح فتارة هي سبب وتارة هي نتيجة.
ثالثاً: انعدام الثقة بالأحزاب والمؤسسات السياسية في مختلف البلدان تمارس الأحزاب السياسية دوراً هاماً من حيث تأثيرها على الشباب واستقطابهم، وهي الأكثر قدرة على التعبئة والحشد والتنظيم، بالإضافة الى دورها الهام في التثقيف السياسي، وتحويل اهتمامات الشباب السياسية الى مشاركة على أرض الواقع، والأهم هي الحاضنة التي تهيء الشباب للدخول في مضمار العمل السياسي مستقبلاً. تُظهر العديد من الدراسات بأن الشباب في أماكن مختلفة من العالم بدأ يتجنب المشاركة في الأحزاب السياسية أو الانضمام لها، فمثلاً تظهر دراسة EUYOUPSRT ، بأن الشباب في الكثير من الدول الأوروبية، عازف عن المشاركة في الأحزاب بسبب عدم قناعتهم بها، ولأن هذه الأحزاب فشلت في تطوير آلية الحوافز لهم، وهي لن تغير حياتهم إلى الأفضل سواء شاركوا بها أم لم يشاركوا. يمكن القول بأن العزوف عن المشاركة بالأحزاب وعدم الثقة بها، هو ظاهرة بين الشباب من مختلف المجتمعات، لكن فيما يتعلق بالأسباب فلا يمكن تعميمها لأن لكل مجتمع خاصيته وبنيته السياسية والثقافية والاجتماعية المختلفة التي تساهم في تشكيل توجهات الشباب وأولوياتهم. يتراوح تأثير الأحزاب والتنظيمات السياسية بين الدول، ففي "دولة" محتلة وغير مستقرة مثل فلسطين، لعبت الأحزاب والتنظيمات السياسية دوراً محورياً وأساسياً في مقاومة الاحتلال، وتعبئة الشباب وحشدهم من أجل تحقيق هدف التحرر من الاحتلال. وعمدت الأحزاب على تشكيل منظمات شبابية تابعة لها على اعتبار بأن الشباب هم الأداة الأهم لتحقيق الأهداف على الأرض، عندما كان الهدف هو التحرير ومقاومة الاحتلال، ولهذا السبب اعتبر الشباب الفلسطيني من أكثر الشباب تسييساً في العالم. لكن بعد أوسلو، بدأت هذه الأحزاب تفقد رونقها وشعبيتها بين الشباب، فقد قلت قدرة الأحزاب السياسية على التعبئة الجماهيرية فيما يخص القضايا الوطنية، بعد أن "استوعبت حركتا فتح وحماس وهما أكبر تنظيمان على الساحة الفلسطينية، كوادرهما في المؤسسات الحكومية الرسمية في الضفة وغزة، وأصبحت أهم القيادات السياسية تمتلك امتيازات مادية ومعنوية، وأصبحوا وزراء ووكلاء وزراء ومدراء، وحلت هذه المسميات مكان "الأخوة والرفاق" ففقدت هذه الأحزاب تأثيرها على العامة. وعلى مر الزمان بدأت هذه الأحزاب تتحول من حركات تحرر، الى مؤسسات بيرقراطية يقودها مجموعة من كبار السن، متشبثون بمناصبهم، ولم يسمحوا للشباب بأخذ دورهم الريادي داخل الأحزاب، مما أبقاها محجوزة ضمن هيكليات قديمة لا تستوعب الشباب ولا تتلائم معهم. والشباب من جهته شعر بالنفور وعبّر عنه في رفض الأحزاب وعدم الانضمام لها لأنه لم يجد نفسه في هذه الهيكليات. أما الشباب المنتسبون الى الأحزاب فهم أكثر إحباطاً، فهم لم يتمكنوا من تبوء مراكز قيادية بسبب غياب الديمقراطية الداخلية للأحزاب وعدم عقدها الانتخابات الداخلية مؤتمرات الحزب بانتظام. وجميع هذه المؤتمرات لم تثمر في إحداث تغيير جوهري في القيادة السياسية للحزب، ولا في إبراز قيادات جديدة. ولا يقف الموضوع عند هذا الحد في تردي الجو الديمقراطي داخل الحزب، بل أيضاً يعاني أعضاء الحزب الشباب من الكبت فهم لا يستطيعون التعبير عن آرائهم بحرية ولم يتمكنوا من طرح قضاياهم الخاصة أو التعبير عن أفكارهم واهتماماتهم، وغير مسموح لهم معارضة القيادات. وقد أدرك الشباب بأن تواجدهم غير مهم، وأصبحوا يتصرفون بطريقة سلبية تجاه المتغيرات والتطورات من حولهم. لم تقف التنظيمات الفلسطينية عند هذا الحد، بل سارعت الى معاداة بعضها البعض، والسعي نحو الاستقطاب والاستقطاب المضاد من أجل الصراع على السلطة، وهذا الصراع بين حركتي فتح وحماس أدى الى الانقسام بين الضفة وغزة في عام 2006، والآن تجري محاولات فض الانقسام وإعادة الوحدة من خلال المصالحة وتشكيل حكومة وحدة وطنية، ولا نستطيع الآن الحكم على هذه المصالحة، ربما خلال الأشهر القادمة سيتبين لنا مدى جديتها. إن مشكلة الانقسام تتعدى الانقسام الجغرافي أو انقسام بين شعبين أو فصيلين، المشكلة في أن هذه الأحزاب تتنازع على السلطة ولم تعد مقاومة الاحتلال ضمن أولوياتها، وهذا بدوره أثر على أولويات الشعب الذي بات يعتبر أن إنهاء الانقسام هو الأولوية الأولى من أجل إعادة المسار الديمقراطي الى طريقه الصحيح وإجراء انتخابات وطنية شاملة. لقد تمادت الفصائل الفلسطينية في صراعاتها على السلطة، لا بل وصلت الصراعات الى حد أصبحت هذه الفصائل منقسمة على نفسها، بحيث يتصارع قيادات الحزب الواحد ويهاجمون بعضهم البعض، ويسعون الى جر الشعب لاتخاذ مواقف مع أو ضد. إن كل ما سبق ذكره أدى الى فقدان الشباب الثقة بالأحزاب السياسية، وإصابتهم بخيبة أمل عميقة، أدت الى عزوفهم عن الانضمام لها، واعتبارها عبئاً ثقيلاً على كاهلهم، وعقبة كبيرة في طريق تطورهم تطور بلدهم. والشباب يدرك واقع هذه الأحزاب، لكنه في نفس الوقت يعرف بأنه من الصعب جداً التخلص منها أو استبدالها، لأنها تمتلك كل أدوات السلطة سواء في الضفة أو في قطاع غزة. لقد أظهرت إحصائيات واقع الشباب الصادرة عن منتدى شارك الشبابي 2013، بأن 73% من الشباب الفلسطيني لا يثقون بالأحزاب السياسية، وهذا يشر إلى ارتفاع كبير مقارنة بالإحصائية التي أجريت في عام 2010 بأن 52% من الشباب الفلسطيني لا يثقون بالأحزاب السياسية. وأرى بأن عزوف الشباب عن الأحزاب هو ظاهرة إيجابية، تدل على أن الشباب الفلسطيني ما زال قادراً على تمييز الصواب. وبالمحصلة فقد الشباب اهتمامهم بالفصائل السياسية، والفصائل فقدت دورها في تجنيد الجيل الشباب من أجل الالتفاف حولها وهذا لن يسهم في قيام حراكات جادة ضد الاحتلال، ولا حراكات داخلية إصلاحية ضد السلطة. الخاتمة: بالاستناد إلى مؤشرات اللامبالاة السياسية كما وردت في الدراسات المتعلقة بهذا الموضوع والتي عمدت إلى قياس مدى المشاركة السياسية للشباب مثل (المشاركة في الانتخابات)، أو معرفة مواقف الشباب حول(القادة السياسيين، والأحزاب)، التي تشير إلى تراجع كبير على مستوى المشاركة، ومواقف سلبية تجاه القيادات والأحزاب. فإنه تم استخدام المؤشرات نفسها لقياس اللامبالة السياسة لدى الشباب الفلسطيني، وتبين بأن لديه لامبالاة سياسية وهي في اضطراد. لكن، بالرغم من أهمية أدوات القياس تلك والتي يمكن إدراجها ضمن ما يسمى بالمشاركة السياسية التقليدية والمتمثلة في (الانتخابات، والتظاهرات)، إلا أن الدراسات أشارت بأن الشباب على مستوى العالم قد ملّ من سبل المشاركة التقليدية. وهو ابتكر سبل مشاركة جديدة باستخدام أدوات غير تقليدية مثل المشاركة في الجمعيات والمؤسسات غير الحزبية، أو شبكات التواصل الاجتماعي والإنترنت، وأيضاً من خلال مشاركته بحملات المقاطعة والتضامن، وقد لجأ إلى هذه السبل لأنها لا تستدع الانضمام إلى الأحزاب أو المؤسسات الرسمية للدولة. ويمكن أن تنطبق هذه الحالة على الشباب الفلسطيني الذي يريد تأكيد عدم تبعيته للأحزاب السياسية من خلال اللجوء الى طرق جديدة باستخدام أدوات جديدة. وعلى سبيل المثال، فإنه حسب استطلاعات منتدى شارك تبلغ نسبة المشاركة في المؤسسات والجمعيات الأهلية الشبابية 38%، وهي تفوق نسبة مشاركة الشباب في الأحزاب السياسية والتي بلغت 27%. ولا أعرف إذا كان وقع هذه الأرقام سلبياً أم إيجابياً، لكن أظن بأنها تستدعي الوقوف من أجل معرفة مواقف الشباب، وما هي الأطر البديلة التي يستثمرون طاقتهم بها. أما فيما يتعلق باستخدام الانترنت ووسائل التواصل الاجتماعي، فإنه لا يمكن إنكار حقيقة بأن الانترنت أصبح مصدر المعلومات الأهم لدى الشباب، هذا ويعتقد 87% من الشباب بأن التكنولوجيا قادرة على إحداث تغيير في المجتمع، وأنا أقول بأنها قادرة بشرط أن تسهم في حشد الناس وتعبأتهم بما يكفي من أجل حثهم على النزول إلى الشارع والمطالبة بالتغيير. لكن إبداء الرأي والتعبير عنه، وكسب التأييد في قضايا معينة والمؤازرة من خلال الصور والبورسترات، لم يثبت أثره في عملية التغيير على مستوى النظام السياسي، ولا على مستوى الصراع مع إسرائيل. يوجد فئة من الشباب لامبالية(على مستوى الاهتمام والمشاركة)، ويوجد فئة مهتمة بالسياسية لكنها لا تستطيع التعبير عن هذا الاهتمام ونقلة الى مستوى الفعل وهذه الفئة هي نفسها التي تحاول أن تكون ناشطة وفاعلة من خلال شبكات التواصل الاجتماعي ومن خلال التطوع بالمؤسسات الأهلية . لكن ما يثير القلق هو النسبة الكبيرة من الشباب 87% التي تفترض بأن الانترنت قادر على تغيير المجتمعات. وهو افتراض غير مبني على أدلة، بينما يوجد دليل قاطع بأن المشاركة التقليدية (التظاهرات، أو المشاركة في الانتخابات)، أسهمت في إحداث تغيير على مستوى الأنظمة السياسية. كما أنه من الواضح بأن اللامبالاة لدى الشباب تأتي من قناعتهم بأن التغيير يجب أن يحدث من أعلى، فهم بحالة ترقب دائم للتغيير الحكومي والتعديل الوزاري، هذا بالإضافة الى ظنهم بأن الانتخابات ستحل جميع مشاكلهم، علماً بأن أنظمة الانتخابات الحالية لن تساعدهم كثيراً، والأحزاب الكبرى ستطرح قياداتها الهرمة وتحيد عن القيادات الشابة.
قائمة المصادر والأدبيات
المصادر العربية:
التقارير والإحصائيات - تقرير واقع الشباب الفلسطي 2013 (رام الله: منتدى شارك الشبابي،2013) - الشباب الفلسطينيون نتائج استطلاع رأي ، )رام الله: مركز العالم العربي للبحوث والتنمية "أوراد"، 2008) - نتائج استطلاع رأي بين الشباب الفلسطيني ،(رام الله: مركز العالم العربي للبحوث والتنمية "أوراد 2013( - تقرير واقع الشباب الفلسطيني "فرصة أخرى أم خطر محدق". (رام الله:منتدى شارك الشبابي، 2009) - حقائق حول الشباب الفلسطيني وقيادة المجال العام (رام الله: المبادرة الفلسطينية لتعميق الحوار والديمقراطية مفتاح.2006) - تقرير شارك "رياح التغييرهل ستدك جدران القهر(رام الله:منتدى شارك الشبابي.2011)
المقالات: - البربري، أشرف. مقالة رسائل العزوف (نشرت بتاريخ 25 مايو 2014) موقع الشروق الإلكتروني: - http://www.shorouknews.com/columns/view.aspx?cdate=29052014&id=d0d06653-d5d8-49ba-ae35-1b1ed9a113a9 - هلال، جميل. ما المعيق لاندلاع انتفاضة ثالثة؟. موقع الشبكة الإلكتروني. تاريخ نشر المقال 21 مايو 2014. http://al-shabaka.org/ar/node/771 - خبر بعنوان "أبو زايدة يرد:قرار الفصل باطل. تاريخ نشر المقال 01/06/2014. موقع أمد الإخباري . عنوان الموقع: http://www.amad.ps/ar/?Action=Details&ID=26801
English Resources:
- Aysha,Shela,Aysha,Asir Ajmal. Reasons for political interest and apathy among university students(Pakistan: Pakistan journal of social and clinical psychology 2012, vol.10,No.1,61-67) - Apross.Have democratic societies become more politically apathetic?(the blog your view Australia) posted on July 1 2013 Web: http://blog.yourview.org.au/2013/07/01/discuss-how-democratic-societies-have-become-more-politically-apathetic/ - Albacete.Gama.2008.Political Apathy? The evolution of political engagement of the Spanish youth since the1980 (sapin: Automona Of Madrid, 2008). - Atmawi,Ayed. Palestinian Youth between Patriarchy and politics- the ATKIN paper series (London:ICSR,2013) - Diamond.Larry.Why there are no Arab Democracies (Journal of Democracy, volume,2010) Web: http://www.journalofdemocracy.org/article/why-are-there-no-arab-democracies - Heather,Llona,Lawrence,Bernard,Tyler Somers.Youth democracy and civic engagement , the apathy is boring servey(Canada:Apathy Is boring Organization, 2013) - Mourad, sara. Studying youth in the Arab World (Lebanon: The issam fares institute for public policy and international affairs AUB) - Musleh,Abeer. From social to political new forms of mobilization and democratization.(Spain: University of Basque Country, 2012) - O’sulvlivan Arieh,. Israeli Palestinians, particularly youth grow apathetic .(The Jerusalem Post –4/8/2011) web page http://www.jpost.com/Middle-East/Israelis-Palestinians-particularly-youth-grow-apathetic
#ليلى_عورتاني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
استعانوا بطائرات هليكوبتر.. كاميرا تُظهر إنقاذ مئات المتزلجي
...
-
عبدالملك الحوثي: لن نتوقف عن مهاجمة إسرائيل مهما كانت الضغوط
...
-
ضابط شرطة يطلق النار على كلب عائلة ويقتله.. وخلل فني في كامي
...
-
تحطمت فور ارتطامها بالأرض واشتعلت.. كيف نجا بعض ركاب الطائرة
...
-
إعلام حوثي: إسرائيل قصفت مواقع في صنعاء والحديدة.. ولا تعليق
...
-
رويترز عن مصادر: نظام الدفاع الجوي الروسي هو الذي أسقط الطائ
...
-
إعلام عبري يكشف تفاصيل جديدة عن تفجيرات إسرائيل لـ-بيجرات- ح
...
-
نائب أوكراني: زيلينسكي فقد ثقة الشعب والقوات في بلاده
-
مقتل العشرات ونجاة آخرين إثر تحطم طائرة ركاب في كازاخستان
-
قوات -أحمد- الروسية: الجيش الأوكراني يتحصن عند أطراف مقاطعة
...
المزيد.....
-
دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ
...
/ غازي الصوراني
-
الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024
/ فهد سليمانفهد سليمان
-
تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020-
/ غازي الصوراني
-
(إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل
...
/ محمود الصباغ
-
عن الحرب في الشرق الأوسط
/ الحزب الشيوعي اليوناني
-
حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني
/ أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
-
الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية
/ محمود الصباغ
-
إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين
...
/ رمسيس كيلاني
-
اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال
/ غازي الصوراني
-
القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال
...
/ موقع 30 عشت
المزيد.....
|