سوزان ئاميدي
الحوار المتمدن-العدد: 4799 - 2015 / 5 / 7 - 13:48
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
امريكا ومصالحها في مناطق الشرق الاوسط وتجليات هذه المناطق تمنع امريكا ان تقوم بالموافقة على اعلان دولة كوردستان على الاقل في الوقت الحاضر وانما بامكانها ان تتعامل مع كوردستان كدولة بمعنى دون الرجوع الى الحكومة المكزية في بغداد , فعلاقة امريكا بتركيا وايران تمنعها من اعلان دولة للكورد تفاديا للمشاكل كونها لاتريد استفزاز هذه الدول المعنية بالشأن الكوردي لما لهذا الموضوع من حساسية في دولهم , وتعتبر امريكا من الدول التي ترسم سياستها المستقبلية لما لايقل عن عشر سنين للامام , وضمن هذا الواقع فان التغييرات التي حصلت في الشرق الاوسط لم تكون محض صدفة ولا هي بعيدة عن رسم السياسة الامريكية للمنطقة , ويتضح ذلك بوضوح من خلال التحرك الامريكي في المنطقة , ومن ثم تاثيراته المباشرة وغير المباشرة على الاحداث اليومية .
وفي الواقع فان امريكا غير معنية كطرف رئيسي في اعلان الدولة الكوردستانية بل تقع المسؤولية الاولى على عاتق الكورد انفسهم , الا ان ذلك لايلغي اهمية الموقف الامريكي في المساندة والقبول والاعتراف كون امريكا مسيطرة وبقوة على القرار السياسي الدولي بل أصبحت هي صانعة وصاحبة القرار السياسي في اغلب دول الشرق الاوسط , وتقوم على تنفيذ اجنداتها في المنطقة , فاذا كانت المصالح الامريكية لاتسمح لها بموضوع اعلان الدولة الكوردية حالياً , فان هذا الامر يختلف عند الكورد حيث ان جميع الظروف تقع في صالح الكورد لاعلان دولتهم , إذ تعيش كل من تركيا وايران والعراق وسوريا اوضاعا سياسية داخلية وخارجية لاتعطي اي مؤشر على إمكانية محاربة الكورد في الوقت الحاضر وخاصة العراق وسوريا فوضعهم لا يحسد عليه , فعدم إمكانية هاتين الدولتين في الدفاع عن نفسيهما من الارهاب فضلا عن الوضع الاقتصادي المأساوي الذي تعيشانه , ولا ننسى الموقف الاوربي المؤيد والمساند للكورد وهو ما يعني بالضرورة ان اعلان الدولة الكوردية يتفق مع تداعيات الوضع في المنطقة .
وهنالك امر مهم جدا فمسألة انتهاء فترة تمديد ولاية مسعود البارزاني رئيس اقليم كوردستان وتزامن ذلك مع اقتراب اعلان الدولة الكوردستانية يجعل من الاهمية تمديد مدة قيادته لرئاسة الاقليم وذلك من خلال تعديل القانون رقم 1 لسنة 2005 بصورة تتيح للبارزاني فرصة اخرى للرئاسة من خلال انتخابه داخل البرلمان لولاية ثالثة حسب النظام البرلماني , فالبارزاني يحظى بتقدير اغلب الكورد وبامكانه دفع العملية السياسية لمرحلة مقبلة , خاصة وان الاقليم يعيش فترة انتقالية حرجة جدا , وتوخي الحذر من عواقب التغيير لايعني عدم توفير فرصة في التداول السلمي للسلطة .
#سوزان_ئاميدي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟