أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - في نقد الشيوعية واليسار واحزابها - كامل السعدون - ولليسار العراقي رأيٌ… يثير العجب …!















المزيد.....


ولليسار العراقي رأيٌ… يثير العجب …!


كامل السعدون

الحوار المتمدن-العدد: 354 - 2002 / 12 / 31 - 19:45
المحور: في نقد الشيوعية واليسار واحزابها
    


 

مع الاعتزاز الكبير باليسار الماركسي العراقي ، ودوره التاريخي في تعميق الوعي السياسي للأجيال العراقية ، وتضحياته الجسام في سبيل الوطن العراقي ، والأمة العراقية ، بكل عمقها التاريخي وتنوعها الأثني ، ومع تميزه الكبير في إغناء الثقافة العراقية ، فأن له للأسف في هذه المرحلة الخطيرة والعسيرة للغاية ، والفقيرة في خياراتها ، له وللأسف رأيٌ في الأحداث والتطورات المتلاحقة ، غريبٌ عجيبٌ ، لا تدعمه وقائع ولا تسنده حقائق ، وما هو إلا كم متناقض من الأوهام ..!

وعجيب ٌ أن يتحول العلماني الأمين لعلمانيته والمؤمن بقراءة الأحداث بالقلم والمسطرة والمشاهدة والاستقراء والرصد ، أن تضيعه الأوهام والأمنيات ، وتختلط لديه الأزمنة والعصور ، وتتداخل العواطف مع الحقائق ، فتحل تلك محلُ هذه ..!

اليسار الماركسي ضد الحرب وضد الدكتاتورية معاً ، جميل فكل العراقيين ضد الحرب وضد الدكتاتورية ، لكن كيف بالقضاء على الدكتاتورية بغير حرب ، أو على الأقل التهديد بحربٍ جديةٍ تزيح ابشع نظامٍ عرفه تاريخ البشرية ؟

كيف وصدام حسين ، أحرق كل خطوط التراجع ، وأصر على العدوان ، وصار استئصاله ضرورة دولية ، حماية للجنس البشري كله من أسلحة الدمار والقتل الجماعي التي يمكن أن يستعملها في أي لحظةٍ وضد كائن من كان من الشعوب وأولها شعب العراق ذاته ، حيث إنه إنسانٌ غير مسؤول وغير منضبط ولا تردعه أي قيم أخلاقية أو مبادئ ولا تلجمه عن الجريمة أي سلطة دستورية أو قانونية محليةٍ كانت أم دولية ، ولا يؤثر فيه ضغطٌ إلا ضغط القوة الموجهة لرأسه حسب ؟

كيف وصدام من تعرفون من قسوةٍ لا حدود لها ، ويمتلك كل أدوات الاستمرار ، من احتياطات وموارد وجيشٍ عنصريٍ طائفي ، وله إمتدادات ومخالب في أغلب التنظيمات والنقابات والعصابات وأحزاب اليسار واليمين معاً؟

كيف تسقطوه أيها الأحبة بغير قبضة القانون الدولي ، ممثلاً بالأمم المتحدة ، والذراع الأمريكية …!

حسناً….يقول أهل اليسار ، بإرادة الجماهير العراقية ، ودعم الأشقاء العرب ….هه … وكأنكم لم تعايشوا ولو من بعيد ، ما فعله حرس صدام حسين بالشعب العراقي إبان انتفاضة آذار المجيدة ، وكيف ضربت الحوامات أهلنا بالأسلحة الكيماوية ، وكيف استعملت المدافع والصواريخ لتدمير مدن العراق وقتل عشرات إن لم نقل مئات الآلاف بلا رحمةٍ ، هل تتوقعون في يومنا هذا انتفاضة مثل تلك التي حصلت وقمعت بقسوة ، من ينتفض يا ترى ؟ وحتى لو انتفضوا فإلى أين يصلوا ، وبأي سلاحٍ سينتفضون ، ومن سيدعمهم في الداخل ، جنرالات الجيش الماركسيون والقوميون الوطنيون الليبراليون ؟ وأنتم تعلمون أنه لم يعد في جيش العراق وصفي طاهر أو عبد الكريم قاسم أو الطبقجلي أو حتى عبد السلام عارف ، بل كم هائل من الجنرالات المزيفين الذين بالكاد يفكوا الخط..!! أما الشعب ذاته ، الشعب الجائع ، المحروم من اللقمة والماء الصافي والكهرباء ، بل وحتى الهواء النقي ، الذي هو أرخص النعم وأكثرها توفراً ، يحرم العراقي منه ، إذا ما بدرت منه كلمةٍ أو نكتةٍ معارضة للنظام ، فكيف تتوقعون منه أن يثور ؟ من أجل ماذا ؟ وما الدافع الفكري أو المادي للثورة ، وأنتم تعلمون أن شعبنا في هذه المرحلة في أشد حالات الإحباط والإفلاس الفكري والنظري ، وفي أسوأ مراحل تدهوره القيمي .

أما أشقائكم العرب ، فها هي جماهير الشعب الأردني والفلسطيني والمصري ، والتي تنعمت بهبات صدام حسين ، وتغذت على أوهام التحرير المريضة الزائفة ، ها هي تتهيأ لبناء سدود بشريةٍ لحماية صدام وبراميل الكيماوي والقصور التي بنيت على جماجم عشرات الآلاف من مناصريكم وجماهيركم الذين ماتوا مجاناً ، دون أن يسمع بهم حتى جيران الواحد منهم ..!!

أي محيط عربيٍ سيدعم أوهامكم ، والجماهير العربية ، مغيبةٍ منذ عشرات السنين ، ولا دور لها إلا في الرقص على إيقاع حكامها ، وحيث تميل ريح الحاكم العربي ، يوجه الأوامر لصحافته ووعاظه وأقلامه وقنوات إعلامه ، ليحركوا الجماهير بهذا الاتجاه أو ذاك ، وقد خبرتم جميعاً عزلة الفكر السياسي العربي عن الجماهير ، ولحظتم وعبر عشرات السنين غياب الحياة الدستورية والبرلمانية والحزبية بالكامل في عالمنا العربي ، وها هي على سبيل المثال أحزاب اليسار العربي ، ومنذ ولادتها في أوائل القرن السابق ، وحتى يومنا هذا ، لا وجود لها ولا دور ، ولم تنشط حتى إبان الفترة الذهبية للماركسية أيام الاتحاد السوفييتي ، فهل تضنوها ، قادرةٍ اليوم ، وفي عصر انتشار الديموقراطية والعولمة ، على أن تفعل المستحيل ، وتجند مئات الآلاف من الأنصار في مظاهرات صاخبةٍ عارمةٍ ، لتدعم الشعب العراقي في ثورته الموهومة ضد صدام حسين …!!

ثم أي حكومات عربية مستعدة للتضحية بصدام حسين ، وصدام حسين هو الربيب والصنيع والممثل اللائق للثقافة الفاشية ، الأبوية ، القبلية ، السلفية ، العشائرية العربية ، ثقافة الرأي الواحد والفكر الواحد والحاكم الذي لا يستبدل ولا يتغير إلا بالموت ، الذي يفضي لخليفةٍ من أهل بيته ، أو من حجابّه وخدمه الأمناء على سياسة التجهيل والتغييب والعنصرية والتخلف المتوارث أبا عن جد ..!!

أما تذكرون تجربة الشعب الإيراني ولاحقاً الشعب الكويتي ، وكيف أنحاز العرب جميعاً لعروشهم ، لا لشعوبهم ، ولا لدينٍ أو ذمةٍ ، وكيف دعموا في الأولى وبقوة ، صدام حسين ، ضد الشعب الإيراني ، وكيف تحالف نصفهم مع صدام في الثانية ، من أجل مصالح رخيصةٍ ، وأحقاد مريضة ، هل تذكرون أحداً تحالف معكم أو مع الشعب العراقي ، أو مع مصالح شعوبهم ذاتها ، وقالوا لصدام حسين كفى إجراماً وتهديداً للسلام العالمي ولأمن المنطقة ، وكفى تقتيلاً وبطشاً بشعبك …!!

الحكام العرب ، وهذا ما تعرفوه جيداً ، يعيشون بفضل المضلة الأمريكية ، والمضلة الأمريكية وحدها هي التي أمدتهم بفرص البقاء في السلطة منذ عشرات السنين ، وحتى أولئك الذين يدعون الاختلاف مع أمريكا ، بل حتى أولئك الذين كانوا يوماً ما ثوريون ، ما أمكن لهم الاستمرار بالسلطة حتى وافتهم المنية ، وأورثوا الحكم لأبنائهم ، لولا التغاضي الأمريكي عنهم ، والتسامح معهم …!!

والحكام العرب ، لا تحركهم إلا العصا الأمريكية ، أو الجزرة الأمريكية ، أما أن تتوقعوا منهم موقفاً ضد صدام ، خارج عن الإرادة الأمريكية فهذا غاية الوهم …!!

إن غياب اليسار العراقي عن مؤتمر المعارضة الأخير ، أضعف للأسف الشديد هذا المؤتمر ، وأضعف العمل المعارض برمته ، ولعب دوراً في ضعف النتائج التي جاءت أقل من مستوى الطموح ، كما غيب أصوات وعناصر وأقليات عراقية ، كان اليسار يحتضنها بقوةٍ ومنذ أكثر من نصف قرن ..

كان يمكن لحضورٍ يساريٍ واسع ، أن يسرع من الوحدة الوطنية العراقية ، ويشد الداخل بقوةٍ أكبر للخارج الذي أجتمع في لندن ، وبالتالي ، لكان ممكناً للعمل أو حتى التهديد الأمريكي بشن الحرب ، كان ممكناً له أن يحقق نتائج أسرع ، بكلفة من الدم العراقي أقل … وأقل بكثير ، لو عرف العراقيون وبالذات أولئك الذين في السلطة أو على ضفافها ، أن اليسار ، كما اليمين العراقي ، متفقين على التغيير ، وبالممكن والوحيد والواقعي الآن وهو … الضربة الأمريكية …!!



#كامل_السعدون (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رحيل حشود الأرواح
- الذي شهد المجزرة
- خطبة جمعة على التايمز
- لا تنسوا غداً أن تشكروا…بن لادن
- بعد تحرير العراق …لن تكون خيارات الفاشست هي ذاتها خياراتنا
- تهنئة لموقعنا الرائع بمناسبة سنويته الأولى
- نعوش ….ونعوش أخرى
- خريطة المنطقة العربية بعد سقوط صدام حسين
- الفتى الذي حارب الكفار وحده…!!
- على خلفية النشيد …
- استنساخ
- بحر ايجة
- كوابيس سلطانية


المزيد.....




- -ذي تلغراف-: الولايات المتحدة قد تنشر أسلحة نووية في بريطاني ...
- -200 ألف جثة خلال 5 سنوات-.. سائق جرافة يتحدث عن دفن الجثث ب ...
- وليد اللافي لـ RT: البرلمان الليبي انحاز للمصالح السياسية وا ...
- ميزنتسيف: نشر -أوريشنيك- في بيلاروس كان ردا قسريا على الضغوط ...
- خوفا من الامتحانات.. طالبة مصرية تقفز من الطابق الرابع بالمد ...
- ألمانيا وفرنسا وبريطانيا تدعو إيران إلى -التراجع عن تصعيدها ...
- طهران تجيب عن سؤال الـ 50 مليار دولار.. من سيدفع ديون سوريا ...
- محكمة مصرية تؤيد سجن المعارض السياسي أحمد طنطاوي لعام وحظر ت ...
- اشتباكات مسلحة بنابلس وإصابة فلسطيني برصاص الاحتلال قرب رام ...
- المقابر الجماعية في سوريا.. تأكيد أميركي على ضمان المساءلة


المزيد.....

- عندما تنقلب السلحفاة على ظهرها / عبدالرزاق دحنون
- إعادة بناء المادية التاريخية - جورج لارين ( الكتاب كاملا ) / ترجمة سعيد العليمى
- معركة من أجل الدولة ومحاولة الانقلاب على جورج حاوي / محمد علي مقلد
- الحزب الشيوعي العراقي... وأزمة الهوية الايديولوجية..! مقاربة ... / فارس كمال نظمي
- التوتاليتاريا مرض الأحزاب العربية / محمد علي مقلد
- الطريق الروسى الى الاشتراكية / يوجين فارغا
- الشيوعيون في مصر المعاصرة / طارق المهدوي
- الطبقة الجديدة – ميلوفان ديلاس , مهداة إلى -روح- -الرفيق- في ... / مازن كم الماز
- نحو أساس فلسفي للنظام الاقتصادي الإسلامي / د.عمار مجيد كاظم
- في نقد الحاجة الى ماركس / دكتور سالم حميش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - في نقد الشيوعية واليسار واحزابها - كامل السعدون - ولليسار العراقي رأيٌ… يثير العجب …!