|
الديموقراطية في العالم العربي في نظر الدكتور المهدي المنجرة
إدريس ولد القابلة
(Driss Ould El Kabla)
الحوار المتمدن-العدد: 1332 - 2005 / 9 / 29 - 11:20
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
الدكتور المهدي المنجرة، من أكبر الفعاليات التي تتبعت تطور العالم من مواقع شتى و متعددة، و هو من أوائل المغاربة الذين دقوا نواقيس الخطر، و منذ أمد بعيد، بخصوص الانحرافات و تضييع مواعيد المغرب خصوصا و العالم العربي عموما مع التاريخ. لكن القائمين على الأمور لم يولوا أي اهتمام لكل ما كان ينذر به الدكتور. و اليوم ها هو الواقع يؤكد بجلاء، أراد من أراد و كره من كره، ما سبق و أن حذر منه الدكتور المهدي المنجرة بالأمس القريب و البعيد.
و الغريب في الأمر أن كل أغلب بلدان العالم استفاذت و لازالت تستفيذ من خبرة الدكتور المهدي المنجرة و من أفكاره و اجتهاداته و تنبؤاته المستقبلية العلمية المبنية على الدراسة المتأنية و المتروية، لكن القائمين على الأمور بالمغرب ظلوا يخلقون العراقيل الواهية تلو العراقيل الواهية الشيء الذي حرم البلاد من الاستفاذة من قدرات هذا الرجل العظيم الذي تسابقت كل الدول لاحتصانه و دعوته للاستقرار بها لكنه رفض لأنه "ابن بطوطة" عصره يعشق التجوال عبر العالم و التواصل مع جميع الشعوب و مثقفيها.
فهل يعقل اختلاق أسباب واهية لمنع بشكل ملتوي محاضرة أو لقاء هناك و هناك، وهذا ما وقع للدكتور المهدي المنجرة ببلده المغرب أكثر من مرة، في حين تتسابق الدول الأخرى العارفة بقيمة هذا الرجل ، حتى العظمى منها، لاحتضان محاضراته و لقاءاته.
و من الأمور التي شغلت بال الدكتور المهدي المنجرة إشكالية الديمقراطية و حقوق الانسان بالعالم العربي، و التي أضحت من المطالب الملحة لتمكين الشعوب العربية من الرقي و الخروج من النفق المظلم لمحاولة اللحاق بركب أمم عالم اليومن لأن هذا هو السبيل الوحيد للمسايرة و إلا حكمت الشعوب العربية على نفسها بأن تظل خارج الدائرة.
و يرى الدكتور المهدي المنجرة أن الدول العربية وصلت إلى درجة من التدني يصعب معها قبول استمرار الأمور على ما هي عليه. و في نظر الدكتور أن الأسباب الحقيقية التي أوصلت العرب إلى هذا الوضع تكمن في الذل و عدم احترام حقوق الانسان و التعذيب و التبعية للدول الكبرى.
و قد سبق للدكتور المهدي المنجرة أن توقع في كتابه "انتفاضات" سنة 2000 جملة من الأمور أضحت أمرا واقعا الآن و بجلاء لا يمكن أن ينكرها أحد.
و يعتبر الدكتور المهدي المنجرة أن السبيل للخروج من هذا الوضع هو سبيل وحيد لا ثاني له، و هو الرجوع إلى الشعوب العربية لتمكينها من تقرير مصيرها، و هذا نوع من الديمقراطية التي أضحى ينادي بها الجميع عبر العالم. و من الحواجز الكبرى التي تعترض التحول الديمقراطي في البلدان العربية، في نظر الدكتور، هناك أولا الأمية باعتبار أن أكثر من نصف العرب ليس لهم وسائل للتعرف على الاشكاليات و التعبير و على الاحتجاج. و فعلا الأمية ضارة أطنابها في المجتمعات العربية و تصل نسبتها إلى 55 في المئة علما أن أمية اليوم ليست هي أمية الأمس ، و إذا أخذنا بعين الاعتبار التطورات التي عرفتها تقتنيات التواصل و الاتصالات فإن تلك النسبة ستكون أكبر من ذلك و بكثير.
أما الحاجز الثاني فهو الفقر، و يبدو أن الفقر العالمي ليس كالفقر في العالم لأن أغلبه مرتبط بمنظومة الفقرقراطية، رغم أن المناطق العربية تعتبر من المناطق الغنية بثرواتها و الفقيرة بفقر شعوبها.
و يزداد الطين بلة إذا علمنا أن الحاجز الثالث هو غياب العدل الاجتماعي، و لعل الهوة الشاسعة التي قل نظيرها في العالم، بين الأغنياء و الفقراء لأكبر دليل على ذلك، و هو وضع يزداد تعمقا مع استمرار وجود خروقات لحقوق الانسان بتلك الدول. و يرى الدكتور المهدي المنجرة أن كل هذه العوامل بالاضافة إلى الكذب على الشعوب تجعل أن الحكومات أضحت فاقدة لمصداقيتها في عيون الشعوب العربية رغم كل ما يقال حاليا فيها بصدد الانتقال الديمقراطي.
و في خضم هذا الوضع يرى الدكتور المهدي المنجرة أن النخبة بالبلدان العربية تنصلت من مسؤوليتها، و أغلب أفرادها، لم يكتفوا باعتماد الانتهازية و إنما اعتمدوا الارتزاق للسلطة و أضحوا مرتزقة لها و للخارج.
و بخصوص ضرورة إقرار الديمقراطية بالبلدان العربية، يرى الدكتور ( و هذا سمعته منه أكثر من مرة و فرأته في جملة من انتاجاته الغزيرة) أن الديمقراطية ترفض الظلم و أن أي انسان له كرامة و له وسائل بيولوجية (على الأقل) يدافع بها على نفسه. و في هذا الاطار دأب الدكتور على تشبيه الحالة بحالة الطفل صغير السن حينما يضرب يكون له رد فعل مباشر و على التو (البكاء و الاحتجاج)، و بذلك فإن لكل واحد وسائل لمواجهة الظلم، لأن الظلم كوني ، كما هناك تعددية في أساليب مواجهته و التصدي إليه. و من هناك تبدو إشكالية التقليد في اعتماد الديمقراطية غشكالية ثانوية جدا. لأن الديمقراطية هي وسيلة و غاية في ذات الوقت، إلا أنها تتطلب شروط، و من أهمها التوفر على رؤية محددة المقاصد. و مثل هذه الرؤية لا يمكن استيرادها من الخارج كوصفة أو كما تستورد سيارة آخر تقليعة، إذ يجب أن نكون من نتاج المجتمع نفسه الذي يسعى إلى الاقرار بالديمقراطية و سطه و في أحضانه و بين ظهرانيه.
و بالتالي فإنه، بالنسبة للدكتور المهدي المتجرة، لا مناص من تهييء شروط معينة لكي تتحقق دمقرطة حقيقية بالبدان العربية فيما يخص الحريات و العدل الاجتماعي و الفقر.
و مهما يكن من أمر، بالنسبة للدكتور المهدي المنجرة، الدمقرطة لا خيار بشأنها في الدول العربية، إما أن تكون و إما الانتفاضات، ليس بمعنى الفوضى و التهور، و إنما بمعنى البحث عن الوسائل الضرورية للتغيير تأخذ أشكال انتفاضات من أجل المطالبة بالتغيير.
إدريس ولد القابلة المراجع كتابات الدكتور المهدي المنجرة استجواباته مع جملة من المنابر
#إدريس_ولد_القابلة (هاشتاغ)
Driss_Ould_El_Kabla#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الحصيلة الرسمية لأداء الحكومة المغربية
-
الصحة و المغادرة الطوعية بالمغرب
-
هل مازالت الخطوط الحمراء قائمة بالمغرب؟
-
المغرب: ضعف جادبية الاستثمارات
-
مجموعة -أونا- تبحث على جزء من كعكة اتصالات المغرب
-
جيل من المغاربة لم يعش شبابه...مآله التهميش والاقصاء
-
فضيحة خيرية الدار البيضاء ...نقطة أفاضت الكأس
-
جهة الغرب الشراردة بني حسن ما العمل للخروج من النفق؟؟
-
مهمة الديمقراطيين الأولى بالمغرب
-
تداعيات حرية الاعتقاد بالمغرب
-
حالة البطالة بالمغرب
-
قراءة مكشوفة في عقلية شارون
-
لا تنمية و لا ديمقراطية بدون إدارة نزيهة
-
محنة حاملي الشهادات العليا المعطلون
-
أسباب تهميش رجال الغد بمغرب اليوم
-
قوة الصين المتنامية
-
النسيج المغربي يتحين الفرصة
-
ماذا عن الإرهاب...؟
-
بصراحة أحدثكم... صمت الحياة رغم الزحام و الضجيج
-
غلاء المعيشة و حرقة العيش
المزيد.....
-
من معرض للأسلحة.. زعيم كوريا الشمالية يوجه انتقادات لأمريكا
...
-
ترامب يعلن بام بوندي مرشحة جديدة لمنصب وزيرة العدل بعد انسحا
...
-
قرار واشنطن بإرسال ألغام إلى أوكرانيا يمثل -تطورا صادما ومدم
...
-
مسؤول لبناني: 47 قتيلا و22 جريحا جراء الغارات إلإسرائيلية عل
...
-
وزيرة خارجية النمسا السابقة تؤكد عجز الولايات المتحدة والغرب
...
-
واشنطن تهدد بفرض عقوبات على المؤسسات المالية الأجنبية المرتب
...
-
مصدر دفاعي كبير يؤيد قرار نتنياهو مهاجمة إسرائيل البرنامج ال
...
-
-استهداف قوات إسرائيلية 10 مرات وقاعدة لأول مرة-..-حزب الله-
...
-
-التايمز-: استخدام صواريخ -ستورم شادو- لضرب العمق الروسي لن
...
-
مصادر عبرية: صلية صاروخية أطلقت من لبنان وسقطت في حيفا
المزيد.....
-
عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية
/ مصطفى بن صالح
-
بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها
/ وديع السرغيني
-
غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب
/ المناضل-ة
-
دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية
/ احمد المغربي
-
الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا
...
/ كاظم حبيب
-
ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1)
/ حمه الهمامي
-
برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب
/ النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
-
المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة
/ سعاد الولي
-
حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب
/ عبدالله الحريف
-
قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس
/ حمة الهمامي
المزيد.....
|