|
1ماي: بين خطر الاحتواء و الاصرار على الصمود و النضال .
الديمقراطية الجديدة( النشرة الشهرية)
الحوار المتمدن-العدد: 4799 - 2015 / 5 / 7 - 00:23
المحور:
الحركة العمالية والنقابية
1ماي: بين خطر الاحتواء و الاصرار على الصمود و النضال .
في تونس - العاصمة - لم يكن الاحتفال بعيد العمال العالمي كغيره من السنوات السابقة التي تلت الانتفاضة اذ غابت جل الاحزاب السياسية عن الشارع الرئيسي وبدا حضور المتظاهرين محتشما للغاية عدا بعض الاطراف اليسارية التي تعد على اصابع اليد الواحدة.فلماذا غابت التعبئة واصبح "عيد العمال " دون عمال ؟ ومن يقف وراء افشال ذكرى غرة ماي؟ 1- الاحتفال الرسمي في اطار "الاحتفال الرسمي " تجدر الاشارة الى الحضور المكثف للبوليس الذي طوّق كل المنافذ المؤدية الى بطحاء محمد علي وشارع الحبيب بورقيبة وفي اطار الاحتفال الرسمي لم تكن ساحة محمد علي مكتظة على غرار السنوات الماضية واكتفى العباسي امين عام الاتحاد بإلقاء كلمته والهرولة الى قصر المؤتمرات لحضور الاحتفال الرسمي مع الرؤساء الثلاثة و اتحاد الاعراف واتحاد الفلاحين وانفض التجمع دون النزول الى الشارع طبقا لتوصيات النظام .(ولمن لا يعرف العباسي نقول : انه كان في الشعبة الدستورية عندما كان قيما في نصرالله و معهد المنصورة بالقيروان) احتفل النظام باليوم العالمي للعمال تحت شعار "تونس تحتفل بعيد الشغل " وكرم العمال "المثاليين " ( المرضيّ عنهم ) ولم يقدم سوى الوعود للشغالين الى جانب زيادة لا تغطي تدهور المقدرة الشرائية التي بلغت 40 بالمائة حسب الاحصاء الرسمي وأعلن عن بعض الاجراءات التعسّفية مثل مراجعة سن التقاعد وتحميل الاجراء فاتورة الازمة . ان الحكومة تشارف على المائة يوما منذ تكوينها وهي لا تزال تتستر على برنامجها القاضي ببيع البلاد ورهن العباد . انها تواصل مثل سابقاتها في انتهاج نفس السياسة وتتملص من دورها الاقتصادي والاجتماعي بدعمها للخيارات الليبرالية المتوحشة وتهمل بفعل خياراتها هذه مشاغل الشغالين وطموحاتهم فلا تشغيل ولا تنمية جهوية ولا مراجعة المنظومة التربوية بما ينفع ابناء الشعب ولا تحسين اوضاع المستشفيات العمومية ولا مراقبة التجارة الموازية والتهرب الجبائي الخ... يهدف اذا هذا الاحتفال الرسمي الذي دأبت الحكومات السابقة على تنظيمه الى : - احتواء اليوم العالمي للعمال وسلب الشغالين عيدهم المجيد الذي ضحى من اجله آلاف المناضلين وافراغه من محتواه النضالي . - التظاهر بان الدولة هي دولة الجميع والتنويه بالوفاق الطبقي والوحدة الوطنية الذي يكرسها الرباعي الراعي للحوار بحيث يقدم التوافق والمصالحة -رغم تبادل الاتهامات - بين اتحاد الشغل واتحاد الاعراف . وباسم "مصلحة تونس " يقع هضم حقوق اغلب الشغالين وتقديم المزيد من الامتيازات للسماسرة ويحاول الائتلاف الطبقي الحاكم اخفاء طابعه الرجعي العميل بتقديم نفسه كممثل للجميع في حين انه منتخب بمليوني صوتا تقريبا (النداء والنهضة اساسا) - التأكيد على ان الاتحاد العام التونسي للشغل جزء من النظام القائم رغم بعض الخلافات الجزئية وان البيروقراطية النقابية منخرطة في الوحدة الوطنية بالمتاجرة بنضالات الشغالين فالحكومة تتاجر بالانتقال الديمقراطي والاخوان يتاجرون بالدين وبكل ما هو رائج والانتهازية تتاجر بالثورة وجميعهم يتاجر بمصالح الشعب . 2-البيروقراطية النقابية وواقع الشغالين
اثبت الواقع ان البيروقراطية النقابية تمثل دائما جزءا من النظام القائم فهي قد ساهمت في ترميم النظام ابان الانتفاضة وحضنت لجان حماية الثورة وشاركت في كل مراحل "الانتقال الديمقراطي " فهي ماكينة بيروقراطية تتاجر بنضالات الشغيلة و تصرف المليارات لإرشاء النقابيين وترويضهم بحيث ابتلعت العديد من رفاق الامس الذين رغم المزايدات اللفظية يخضعون للخط العام الذي تقره البيروقراطية النقابية ألا وهو النقابة المساهمة التي تزكي جوهر السياسات الرسمية لأنها في الحقيقة تتمعش من الاموال الطائلة التي تغدقها عليها الدولة والنقابات العالمية والأعراف هذا فضلا عن المشاريع التي يشرف عليها الاتحاد. لذلك و نظرا لتعاملها المباشر مع الطبقات الحاكمة فإنها انخرطت في تحويل احياء ذكرى 1 ماي الى تظاهرة رسمية تقتصر على خطاب الامين العام من اعلى شرفة مقر الاتحاد واعطاء التوصيات للمليشيات والمرتزقة لمعارضة الشعارات الوطنية عامة المنددة بتواطئ القيادة النقابية والتهكم من كلمة بروليتاريا وطبقة عاملة والتصريح بان عهد الأيديولوجيا والحديث عن الدور الثوري للبروليتاريا قد ولى.. ونعت المناضلين بالتطرف . ان الاتحاد يضم ما يقارب 700 الف منخرطا اغلبهم من الوظيفة العمومية ويظل العمال خارج نفوذه علما وان عدد الناشطين يبلغ حوالي الثلاثة ملايين وهو بالفعل اكبر تجمع للأجراء مقارنة بالاتحادات الاخرى(قيزة - السحباني) وتستغل القيادة النقابية هذا الوضع للمزايدة والمتاجرة بحقوق العمال بهدف ضمان نفوذها وامتيازاتها.وهي قادرة على تحريك بعض القطاعات وتجنيد بعض القواعد عند الحاجة في صراع ضد بعض مكونات السلطة من اجل دعم وجودها لكنها لم تفعل ذلك في 1ماي لأنها على اتفاق تام مع النظام حول ضرورة الهدنة الاجتماعية و افراغ الشارع من ظاهرة الاحتجاجات و إيهام الأجراء بان الحكومة ماضية في التسوية الاجتماعية . غير ان واقع الشغيلة وطموحاتها يختلف كليا عن ارادة البيروقراطية النقابية بالرغم من عدم مشاركة الشغيلة في احياء 1ماي بكثافة نظرا لمحدودية التقاليد وضعف التشبع بالفكر الثوري فإنها تقف عفويا ضد قيادة الاتحاد ولا تثق فيها بل ترفضها جملة وتفصيلا وتواجد نسبة العمال من مجموع المنخرطين في الاتحاد تثبت ذلك.
3- القوى اليسارية و 1 ماي
كشفت تظاهرة 1ماي محدودية القوى اليسارية عامة بحيث كانت التعبئة هزيلة للغاية لا تتجاوز المائة عنصر في الشارع الرئيسي كما كشفت تشتت هذه القوى ورفضها التنسيق حتى في مثل هذه المناسبات الهامة بحيث تشبث كل طرف بالتظاهر تحت يافطته الخاصة ضاربا عرض الحائط بالشعارات المشتركة التي يمكن ان تكون ارضية تجميع ومتناسيا ان الذكرى هي ذكرى نضالات الطبقة العاملة اساسا وليست ذكرى لاستعراض العضلات العشائرية او الفئوية الضيقة . فقد كان حضور الجبهة الشعبية الممثلة في البرلمان حضورا ضعيفا للغاية وهي التي اصبحت تمثل المعارضة الكرتونية كما ان الجبهة الثورية المتشكلة بالمناسبة لا يتجاوز عناصرها بالشارع العشرين نفرا اما دعاة "الوحدة التنظيمية للوطنيين الديمقراطيين " فلا وجود لهم بل توزعوا هنا وهناك مع من فيهم من مخبرين وبوليس سياسي مندسّ في هذه المجموعة او تلك . ان مشكلة اليسار هي مشكلة خط قبل كل شيء ومشكلة برنامج وخطط عملية لكن هذا اليسار اصلاحيا كان ام ثوريا يتبنى أطروحات اشتراكية ديمقراطية ويلهث وراء وهم التواجد في مؤسسات النظام فهناك من يدافع عن شافيز و سيريزا ويعتبر نفسه من اليسار الثوري وهناك من ينوه بسوريا بكداش ويزعم انه وطني ديمقراطي وهناك من يعادي الطرح الوطني الديمقراطي جملة وتفصيلا ويعتبر نفسه رجل المرحلة...ان هذا اليسار المتحول بفعل الاوضاع و الأوهام التي يحملها وتركيبته الطبقية وانعزاله اساسا عن واقع الشغالين و الجماهير عموما ، ان هذا اليسار لن تكتب له الوحدة و لا الخروج من ازمته طالما ظل يتأرجح بين اليمين واليسار . فالمسألة ليست مسألة تنظيمية كما يدعي البعض بل انها سياسية بالأساس متعلقة بخط سياسي واضح المعالم : هل ندافع عن طموحات الشعب نحو التحرر ام نساهم في اطار الانتقال الديمقراطي في تقنين النظام الاستعماري الجديد؟ الديمقراطية الجديدة (النشرة الشهرية) ماي 2015
#الديمقراطية_الجديدة(_النشرة_الشهرية) (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
24 افريل- نيسان-2015 اليوم العالمي لمناهضة الامبريالية
-
الاضطهاد المزدوج للمرأة
-
تونس :الحكومة السادسة - حكومة التوافق المؤقت والاتفاق على نه
...
-
26 جانفي 1978 ، يوم الخميس الأسود : الذكرى و العبرة .
-
تونس:انتهت الانتخابات فلننبذ الاوهام
-
حول الانتخابات في تونس
-
إن النظام يسترجع أنفاسه ، فيا أيها الثوريون اتحدوا !
-
انتخابات المال السياسي لن تخدم مصالح الشعب
-
داعش,اداة بيد الامبريالية والرجعية
-
الانتخابات التشريعية والرئاسية في تونس
المزيد.....
-
مركز الفينيق: رفع الحد الأدنى للأجور في الأردن: استثمار في ا
...
-
تعرف على موعد صرف رواتب الموظفين شهر ديسمبر 2024 العراق
-
تغطية إعلامية: اليوم الأول من النسخة الأولى لأيام السينما ال
...
-
النقابة الحرة للفوسفاط: الامتداد الأصيل للحركة النقابية والع
...
-
مركز الفينيق: رفع الحد الأدنى للأجور في الأردن: استثمار في ا
...
-
وزارة المالية بالجزائر توضح حقيقة زيادة 15% على رواتب المتقا
...
-
اصابة مدير مستشفى كمال عدوان وعدد من العاملين بقصف مسيّرات ا
...
-
مراسلنا: إصابة مدير مستشفى كمال عدوان حسام أبو صفية وعدد من
...
-
السلطة الشعبوية تعلن الحرب على العمال وحقوقهم النقابية
-
سياسات التقشف تشعل غضب العاملين في القطاع الصحي بالأرجنتين
المزيد.....
-
الفصل السادس: من عالم لآخر - من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة
...
/ ماري سيغارا
-
الفصل الرابع: الفانوس السحري - من كتاب “الذاكرة المصادرة، مح
...
/ ماري سيغارا
-
التجربة السياسية للجان العمالية في المناطق الصناعية ببيروت (
...
/ روسانا توفارو
-
تاريخ الحركة النّقابيّة التّونسيّة تاريخ أزمات
/ جيلاني الهمامي
-
دليل العمل النقابي
/ مارية شرف
-
الحركة النقابيّة التونسيّة وثورة 14 جانفي 2011 تجربة «اللّقا
...
/ خميس بن محمد عرفاوي
-
مجلة التحالف - العدد الثالث- عدد تذكاري بمناسبة عيد العمال
/ حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
-
نقابات تحمي عمالها ونقابات تحتمي بحكوماتها
/ جهاد عقل
-
نظرية الطبقة في عصرنا
/ دلير زنكنة
-
ماذا يختار العمال وباقي الأجراء وسائر الكادحين؟
/ محمد الحنفي
المزيد.....
|