أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حسام روناسى - كم منكم يخاف نار جهنم؟














المزيد.....

كم منكم يخاف نار جهنم؟


حسام روناسى

الحوار المتمدن-العدد: 4798 - 2015 / 5 / 6 - 17:46
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


كم منكم يخاف نار جهنم !!
في زحمة الضوضاء التي عمت الصف الرابع اعدادي، صاح المدرس بلطف مبالغ فيه لحبه أولاده، أرجوكم يا طلابي الاعزاء، قليلاً من الهدوء. لقد تماديتم في المزاح والصراخ بينكم، أرجوكم كفوا عن ذلك قليلاً، صحيح أن الجرس سيدق بعد أقل من خمس دقائق، ولكني أرجوكم الهدوء قليلاً .. أرجوكم. في هذه الاثناء رفع رياض يده وقال لاستاذه: استاذ، لقد اختفى قلمي. تعجب الاستاذ وقال له: أي قلم؟ قال رياض: استاذ، قلمي الذي كنت أكتب به، كان هنا قبل قليل ولم أجده. انتبه الاستاذ الى زميله كريم الذي يجلس بجانب رياض، وقال له: هل القلم عندك يا كريم؟ هيا اخرجه بسرعة، فأنا رأيتك. ارتبك كريم وأخرج القلم بسرعة، طبعاً كان ذلك جزء من ذكاء المدرس حربي، ثم أضاف كريم قائلاً: صدقني يا أستاذ كنت أحاول المزاح مع رياض فقط.
وهنا انبرى رياض بعد أن استعاد قلمه وقال: هل تعلم أن السارق سوف يدخله اله النار .. سوف تصلى في نار جهنم يا كريم. لأنك سارق وسارق مع سبق الاصرار.
بكى كريم، وحاول تبرير موقفه، ورياض ينظر اليه وهو يشعر بالفخر لأنه انتصر على زميله، لأن زميله كريم سوف يدخل جهنم، حينها ربما يكون رياض في الجنة ينظر اليه، شعر رياض بالفخر لأنه شعر بالنشوة أنه ربما يفكر أن يصفح عن زميله ويتقبل اعتذاراته حتى ينقذه من نار جهنم.
ولكن الاستاذ بعد أن تابع أحداث المشهد المأساوي الذي دار بين رياض وكريم، سارع الى التدخل لتصليح الموقف. نعم أيها القراء الاعزاء، لتصليح الموقف.
قال الاستاذ حربي يرحمه الهً: لينتبه إلي الجميع، الهدوء رجاء، وفعلاً ساد الصمت سريعاً الصف، وتوجهت الانظار صوب مدرسنا ومعلمنا الاستاذ حربي، الذي كنا نحبه كثيراً، فهو كان مثل صديقنا وليس فقط استاذنا. قال: سمعتم الان ما دار بين زميليكم كريم ورياض. قلنا نعم، قال:
لقد وجه رياض لزميله كريم تهمة السرقة، وهذا أمر قد وقع، سواء أكان كريم قد أخذ القلم بنية السرقة أم أخذه بنية المزاح. لكن، وهنا سؤالي أوجهه لكم: كم منكم يؤمن بنار جهنم، كم منكم يخاف نار جهنم؟ بكل تأكيد رفعنا أيدينا كلنا نحن التلاميذ، تلاميذ المرحلة الاعدادية، وقلنا بصوت عال، نحن كلنا نؤمن بنار جهنم وكلنا نخافها يا أستاذ.
رد الاستاذ حربي علينا قائلاً: سوف أسألكم سؤالاً، لو كنت أنت يا رياض أباً، وفي يوم عاد ابنك الى البيت بعد رفقة مع زملائه، وشعرت بل وتأكدت أنه احتسى مشروباً حرمه الاسلام. فماذا تظن عقوبته أن تكون؟ نظر رياض الى الحاضرين في الصف، ثم نظر الى استاذه نظرة مترددة حائرة، لكنه حسم الموقف وقال: طبعاً يا أستاذ سوف يدخل النار. ألم يحرم ذلك اله في كتابه، القرآن الكريم؟
قال له الاستاذ حربي: هل أنت متأكد أنه سوف يدخل النار لج رد احتسائه رشفة من خمر، ربما كانت بسبب طيش مراهقين وقلة تجاربهم في الحياة، أنتم مثلاً. ألا يستحسن النصح له والكلام معه حتى وإن كرر ذلك بعض المرات؟ أم العقوبة بالنار هي الاسرع بدون منازع؟
سوف أسألك سؤالاً آخر يا رياض، لو أوكل لك أن تقوم بمعاقبة ابنك، وجهز لك تنوراً متوقداً، فكم ستكون نسبة استعدادك أن ترمي ابنك في التنور؟ ضحك الحاضرين مثلما ضحك رياض، الذي قال: استاذ، كيف يمكنني أن أرمي ابني في التنور؟ هل أنت قادر على ذلك؟ هل أنت قادر أن ترى بنفسك ابنك وهو يشتعل ناراً لأجل معاقبته؟ ابتسم حربي وقال: والان أنت الذي أجاب بنفسه على سؤاله؟ كيف تظن أن كريم زميلك الذي كان يمزح معك، وربما لم يكن يمزح، لأنه لو لم يكن يمزح، فلأنه ربما طمع بقلمك في لحظة ضعف، كيف تظن أنه سوف يلقى في النار بسبب قلم؟
هل يمكن أن تتصور حجم العذاب الهائل الذي يصيب اصبعك أو أصبع أي مخلوق، على سبيل المثال، لو تعرض الى لسعة نار ولو للحظة؟ فكيف يمكن أن تتصور حجم العذاب الذي ستولده تلك النار لأعظم مخلوق على وجه ليس الارض، إنما على وجه الأكوان والعوالم كلها التي خلقها اله سبحانه تعالى؟
يا أولادي، خيركم من كان طيب القلب بصدق وشفافية، خيركم من كان أميناً ليس خائناً طيلة حياته، خيركم من كان مسامحاً ورؤوفاً بالآخرين، يساعد الفقير ويعطي للمسكين ويعفو عن الضعيف، ولا تنسوا ان الانسان لا يمكن أن يعيش طيلة حياته معصوماً عن الخطأ، ولكن لا تنسوا أيضاً أن الانسان غير المعصوم عن الخطأ، هناك من يكون معه حتى يسامحه ويعفو عنه، حينها سوف لن تكون هناك مصائب أو مشاكل أو تداعيات سلبية بين الناس.
لا تخافوا العقاب ما دمتم لا ترتكبون الخطيئة، لا تخافوا العقاب، ما دامت ضمائركم مرتاحة جداً جداً، تلك هي نصيحتي لكم. حبوا بعضكم البعض، فمن يحب بعضه البعض، لا يجب أن يخاف العقاب، أي عقاب.
حسام روناسى
[email protected]



#حسام_روناسى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا الله نور وليس ضياء؟
- سورة البرلمان ..
- طفولة HAYA والكتاب
- لماذا تبقى الدول المتخلفة .. دولاً متخلفة؟
- لماذا الصين افضل من باكستان
- في بلادي: السجين ممنوع ضربه أحيانا ولكن .... مسموح !!
- ماذا لو أصبحنا كلنا أصدقاء
- صروح


المزيد.....




- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
- إيهود باراك يفصح عما سيحدث لنتنياهو فور توقف الحرب على غزة
- “ألف مبروك للحجاج”.. نتائج أسماء الفائزين بقرعة الحج 2025 في ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حسام روناسى - كم منكم يخاف نار جهنم؟