أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - هيثم بن محمد شطورو - إخوان الكذب في حضرة السخرية الجليلة














المزيد.....

إخوان الكذب في حضرة السخرية الجليلة


هيثم بن محمد شطورو

الحوار المتمدن-العدد: 4798 - 2015 / 5 / 6 - 15:37
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


هل أنت صادق فيما تـقول و تـفعل؟ هذا سؤال لا تطرحه الأغلبية بل القـلة القـليلة حتى ان من ميزات الرسول محمد المذكورة انه من الصديقين. أي الصديق الذي يتميز في محيط من الكـذب على النـفـس و الآخرين. و مصيـبتـنا اليوم فيمن يدعـون إتباعهم لسنة الرسول و هم أبعـد بآلاف الأميال عن الصدق بل تراهم يتميـزون جميعهم بالكـذب و الدجل.

و لعل فـتيات ذاك المعهد كن على حق و هن تـتابعـن بسخـرية صلاة احد الأساتـذة المتخـونجين ببعض التلاميذ في ساحة المعهد زمن حكم النكبة في تـونس. فـتيات جميلات بخصلات شعـرهن المنسابة و ضحكاتهن الحية الرقراقة حين سماع الأستاذ بعـد إتمام الصلاة يـرفع صوته الحاد الحديدي الصدئ صائحا : لا الاه إلا الله.. فتـقـاطعه إحدى الفتيات الساخرات قائلة: و الخوانجية أعـداء الله.

ليس من المتصور ان تكون الـفتاة ذات قـراءات عـميقـة و لكن من المتصور ان تكون ابنة أسرة متـنـورة تكره الكـذب والإخوان المسلمين. نـظـرها الأستاذ و لم يتـفـوه بكلمة فهذا الجنس من الكائنات حريص اشد الحرص على الاختباء عند أي هجوم. و طبعا من الـذكاء ان لا يثير ضجة كي لا تـتحـول المسالة إلى قضية رأي عام..

ـ يريدون القول أنهم يصلون.. هاهاها.. جبت الصيد من وذنو محسوب...هاهاها..

وسط هذا الـتعليق الساخـر و غيره انسحب المصلون الميامين بصمت و ببعض النظرات الحاقـدة. احد التلاميذ المصلين أثار الشفـقة لأنه تكلم بكل جوارحه قائلا:

ـ انتم أهل النار و نحن أهل الجنة و ربي يهديكم..

لم ترد عـليه أي فتاة لأنه يكاد يـبكي، و روي ان إحداهن تمكـنت من جعله صديـقـا فتـغيـرت ملامح وجهه التي سرت فيها معالم الحياة و الجمال، و أصبح يغـدق شعره بالجال و يلبس الدجينس و شيئا فشيئا أصبح يضحـك و نسى قصة النار التي كانت في حضرة نار العـشق و الهيام و الارتواء من نبع الحياة. النار الممزوجة بالماء حتى ان الفـتاة قـالت:

ـ كان ضالا فاهتـدى..

و من مرويات زمن النكبة الذي لا يـزال يعكـر الأجواء في تـونـس، ان إحـدى المدرسات حين يؤذن آذان العصر تـقـطع درسها الممل لـتصلي في القاعة أمام التـلاميذ، و حين تـتـم صلاتها المشبوهة تـلـفح تلاميذ السنة الثالثة ابتـدائي بهذه الكلمات:

ـ من يصلي يدخل الجنة و من لا يصلي يدخل النار..

دار الإسلام و دار الحرب.. اسلم تسلم..و كل ذاك المخزون من طلب الولاء. معي أو ضدي. ابيض و اسود..

احد تلاميذ تـلك المدرسة قال لأبيه :

ـ اضحـك عـليها بيني و ما بين نـفـسي. لا افهم ماذا تـفعل. حين تسجـد تبقى طويلا في ذاك الوضع و كلنا نـنـظر و نضحـك بالساكـتة.. لماذا تـريد القـول أنها تـصلي بابا؟

يضحك الأب و يـفكر قـليلا مبتـسما ثم يختار الكـلمات التي يراها مناسبة و مزيلة للـقـذارة التي لحـقت بـروح الطـفـل:

ـ لأنها يا ابني لا تـصلي ما بينها و ما بين نـفـسها لـذلك تصلي أمام الآخـريـن. و لكن قـل لي هل هي جميلة؟

يضحـك الطـفـل و يـقـول:

ـ إنها مـقـرفـة يا بابا و تكـرهنا في القـراءة و حـصتها هي جهنم...

و نـتـذكر الجـلسة الأولى في المجـلس التأسيسي ذو الأغلبية من حركة النهضة حين قـطعوا الجلسة عند آذان المغرب ليؤدوا صلاتهم. نـتـذكر كـذلك صورهم في الفيسبوك و هم يصلون.



#هيثم_بن_محمد_شطورو (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حلبة التنافس السياسي في تونس اليوم
- من مآثر المفكر - يوسف صديق-
- إبداعات الدم
- الداعشية ديدان جثثنا
- صنم -بورقيبة- أم تمثاله ؟
- لوثة العبادة أم نقاؤها ؟
- الإنخطاف بالأنثى و الخطف
- جدار الدكتاتورية و مستنقع الأخوان
- مطرقة التعري على الرأس العربي المنافق
- الإرهاب و أزمة الانتماء
- دائرة الوهم في العالم العربي
- من انت؟
- الكائن و الإيروتيك
- عالم عربي يحتضر
- متى يخرج العربي من كهفه
- العالم مقذوف الى المستقبل
- ثقافة الجامع و ثقافة الكتاب
- الرأس العربي الأجوف
- المسلم الكافر
- معترك اسلامات


المزيد.....




- كيشيناو تمنع رئيس الأساقفة من السفر إلى القدس مجددا
- استجواب جماعي لرجال الدين الأرثوذكس في مولدوفا
- رئيس البعثة الكنسية الروسية في القدس: سلطات كيشيناو تتدخل بش ...
- الكنيسة الروسية تعلق على تعطيل كيشيناو رحلة أسقف المطرانية ا ...
- إصابات إثر اعتداء للمستعمرين في سلفيت
- المسيحيون في القدس يحيون يوم الجمعة العظيمة وسط أجواء مثقلة ...
- البابا فرانسيس يزور سجنا في روما ويغيب عن قداس عيد الفصح
- فرح الصغار وضحكهم: تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 على نايل ...
- جنود في مالقة الإسبانية يحملون تمثال المسيح في موكب الخميس ا ...
- استطلاع يظهر ارتفا مفاجئا لـ-عوتسما يهوديت- في الانتخابات


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - هيثم بن محمد شطورو - إخوان الكذب في حضرة السخرية الجليلة