|
المناضل المثال والمناضل الانتهازي أو جدلية البناء والهدم في الإطار المناضل...3
محمد الحنفي
الحوار المتمدن-العدد: 4798 - 2015 / 5 / 6 - 13:27
المحور:
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
ثانيا: الأهداف التي يسعى (المناضل) الانتهازي إلى تحقيقها في الواقع، والتي نجد من بينها:
1) إضعاف التنظيم، حتى يصير عاجزا عن القيام بدوره لصالح الجماهير الشعبية الكادحة، وطليعتها الطبقة العاملة، بقطع النظر عن كون التنظيم جماهيريا، جمعويا كان، أو حقوقيا، أو نقابيا، أو حزبيا؛ لأن ضعف التنظيم، يساهم في جعله متمحورا حول (المناضل) الانتهازي، الذي يتحول إلى شخصية كاريزمية، تحمل من الأمراض ما لا طاقة لها به.
2) التخلي عن إشاعة التنظيم في صفوف الجماهير الشعبية الكادحة، وطليعتها الطبقة العاملة، التي تصير أكثر بعدا عن التنظيم، وأكثر غيابا عن الرغبة في تفعيله، حتى يصير (المناضل) الانتهازي هو التنظيم، وهو المقرر، وهو المنفذ، حتى لا تتحقق الأهداف القريبة، والبعيدة، والمتوسطة، التي يسعى العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، حتى يتمكن (المناضل) الانتهازي من تحقيق أهدافه الخاصة، المتمثلة في تحقيق التطلعات الطبقية، عن طريق التوظيف السلبي للتنظيم الجماهيري، أو الحزبي.
3) إفساد السلوك التربوي للعمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، وعدم احترام مبادئ التنظيم الجماهيري، أو الحزبي، وعدم احترام الآليات الديمقراطية المنصوص عليها في الأنظمة الداخلية للتنظيم، وعدم الأخذ بمبدإ خضوع الأقلية لإرادة الأغلبية، الذي يتحول إلى نقيضه، المتمثل في خضوع جميع المنتمين إلى التنظيم، لإرادة (المناضل) الانتهازي، الذي يوظفهم جميعا لخدمة مصالحه الخاصة، المتمحورة حول تحقيق تطلعاته الطبقية.
4) جعل التنظيم وسيلة للتربية على عدم قبول الممارسة الديمقراطية، وعدم الأخذ بمضامينها الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية على المستوى العام، ورفض تفعيل الديمقراطية الداخلية، وصولا إلى تكريس الفساد في التنظيم، كامتداد للفساد المكرس في المجتمع، باعتبار فساد التنظيم مناسبة لخدمة مصالح (المناضل) الانتهازي.
5) الإبقاء على تردي الأوضاع المادية، والمعنوية للعمال، وباقي الأجراء وسائر الكادحين، وعدم تفعيل التنظيم، في أفق إقرار العمل بنظام السلم المتحرك، حتى لا يضيق مجال التحرك بالنسبة لأداء المناضل الانتهازي، الذي يستغل الأوضاع الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية للكادحين، لصالح تحقيق تطلعاته الطبقية.
6) المحافظة على سيادة الاستعباد، والاستبداد، والاستغلال في المجتمع، حتى يحافظ على تردي الواقع، وعلى الفساد الذي ينخر كيان المجتمع، وعلى سيادة الفساد الإداري، والسياسي، والاقتصادي، والاجتماعي، والثقافي؛ لأن تحقيق التحرير، والديمقراطية، والعدالة الاجتماعية، لا يخدم مصالح المناضل الانتهازي، بقدر ما تخدمها المسائل الأخرى، التي يسعى إلى تكريسها في الواقع.
7) الحفاظ على الدولة الرأسمالية التابعة، المستبدة، الدينية، اللا ديمقراطية، واللا شعبية، المفروضة على الشعب، وعلى الواقع الذي لم يفرزها، والتي تحرض على تكريس تخلف الواقع، في تجلياته الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية. وإذا ادعت أخذها بالديمقراطية، فإنها لا تتجاوز الأخذ بديمقراطية الواجهة، التي لا تتناقض مع تكريس الاستعباد، والاستبداد، والاستغلال. ودولة كهذه الدولة القائمة، هي الدولة المناسبة لانتعاش (المناضل) الانتهازي، في أفق تصريف انتهازيته بشكل فج، وأمام أعين الملأ، مستغلا بذلك التنظيم الذي يشرف عليه، أو التنظيمات التي يشرف عليها، أو يتواجد في قيادتها، لخدمة مصالحه التي تؤدي إلى تحقيق تطلعاته الطبقية.
8) القبول بالدستور الممنوح، اللا ديمقراطي، واللا شعبي، حتى لا تتحقق سيادة الشعب على نفسه، ومن أجل أن تبقى بيروقراطية التنظيمات المختلفة، مكرسة على أرض الواقع؛ لأن قيام دستور ديمقراطي شعبي، لا بد أن يؤدي إلى تحقيق الديمقراطية في الواقع، وتحقيق الديمقراطية في الواقع، لا بد أن يمتد مفعوله إلى التنظيمات الجماهيرية، والحزبية. وهو ما لا يسعى إلى تحقيقه (المناضل) الانتهازي، خاصة، وأنه لا يخدم تحقيق تطلعاته الطبقية.
9) عدم التحمس لإجراء انتخابات حرة، ونزيهة، وتحت إشراف هيأة مستقلة، وبعيدا عن كل أشكال الفساد السياسي؛ لأن حماسا من هذا النوع، لا يمكن أن يؤدي إلا إلى زوال الشروط التي تنتعش فيها انتهازيته، وحتى لا توجد مجالس جماعية، تعكس الاحترام الواجب لإرادة الشعب المغربي؛ لأن مجالس من هذا النوع، لا يمكن أن تكون إلا خالية من الفساد السياسي، الذي تنتعش في إطاره الممارسة الانتهازية، التي يتحلى بها (المناضل) الانتهازي.
10) استمرار الحكومة اللا ديمقراطية، واللا شعبية، التي تستجيب أجهزتها لخدمة مصالح الانتهازية، مما يجعل (المناضل) الانتهازي، ينشط في تصريف انتهازيته، في ظل الحكومة اللا ديمقراطية، واللا شعبية، التي من مصلحتها أن يمثل التنظيمات المختلفة (المناضلون) الانتهازيون، الذين يستفيدون من العلاقة مع أجهزة فاسدة أصلا، وفصلا.
وبهذه الأهداف، التي يسعى (المناضل) الانتهازي إلى تحقيقها، يمكن القول، بأن (المناضل) الانتهازي، يعمل من خلال الإطارات المناضلة بالخصوص، لا لأجل أن يصير في خدمة مصالح العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، أو خدمة مصالح الجماهير الشعبية الكادحة؛ بل لخدمة مصالحه الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، وعلى حساب التنظيم، أو التنظيمات المناضلة، وعلى حساب الجماهير الشعبية الكادحة مما يجعل التنظيمات الجماهيرية، والحزبية، التي يدعي أنه يمثلها، تنظيمات ضعيفة، منفصلة عن الجماهير الشعبية الكادحة.
ومما يجعل (نضاله) لا يستفيد منه إلا هو، هو ما يقتضي من المناضلين الأوفياء، الحرص على محاربة تفشي ظاهرة الانتهازية، في التنظيمات المناضلة، حتى استئصالها منها؛ لأنه يستحيل نضال هذه الإطارات، في ظل تفشي الانتهازية كما أصبح يستحيل القبول بتفشي ظاهرة الانتهازية، في كل الإطارات المناضلة، التي تحولت إلى مرتع لمثل هؤلاء الانتهازيين.
وبهذه المقارنة بين المناضل المثال، و(المناضل) الانتهازي، أو جدلية البناء، والهدم، في الإطارات المناضلة: الجماهيرية، والحزبية، نكون قد وضعنا القارئ الكريم في الصورة، حتى يساهم في محاربة الانتهازية، ذات الطابع الحربائي في الواقع، وفي الإطارات المناضلة، في أفق استعصاء الاستمرار في إنتاج الممارسة الانتهازية على المستوى العام، وعلى المستوى الخاص.
فهل نكون قد وفينا بتناولنا لموضوع المقارنة بين المناضل المثال، والمناضل الانتهازي، أو جدلية الهدم، والبناء؟
وهل يساهم القارئ الكريم، بتمثله للمقارنة في مناهضة ظاهرة الانتهازية في الإطارات المناضلة؟
وهل تتحول الإطارات المناضلة، إلى إطارات بدون انتهازية، وبدون انتهازيين؟
وكيف تصير علاقتها بواقع العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، إذا تحولت إلى إطارات بدون انتهازية، وبدون انتهازيين؟
وهل يعرف واقع الإطارات الجماهيرية، والحزبية المناضلة، توسعا في صفوف المعنيين بكل تنظيم؟
وهل ينعكس ذلك التوسع، على الأداء النضالي للإطارات المناضلة؟
وهل تستطيع الإطارات المناضلة، انتزاع مكاسب معينة، لصالح العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين؟
وهل يؤدي تحقيق مكاسب معينة، إلى رفع مستوى وعي الجماهير الشعبية الكادحة، بالأوضاع العامة، والخاصة؟
وهل يؤدي الرفع من دينامية الوعي إلى انخراط الجماهير الشعبية الكادحة، في الحركة النضالية التي تقودها الإطارات المناضلة، في أفق تغيير ميزان القوى لصالحها؟
وهل نستطيع الاستمرار في النضال، حتى تحقيق التحرير، والديمقراطية، والعدالة الاجتماعية، والكرامة الإنسانية؟
ونحن عندما طرحنا موضوع المقارنة، فلأجل إيجاد نقاش واسع، ومتواصل لهذه الظاهرة، التي لا يكاد يخلو منها أي تنظيم مناضل، بما في ذلك الإطار الذي اعتقد الجميع أنه أتى لتغيير الأوضاع الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية. وذلك النقاش في أفق إعادة بناء الإطارات المناضلة، بدون انتهازية.
ابن جرير في 06 / 06 / 2014
محمد الحنفي
#محمد_الحنفي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
هذي أنت يا كادحة...
-
المناضل المثال والمناضل الانتهازي أو جدلية البناء والهدم في
...
-
المناضل المثال والمناضل الانتهازي أو جدلية البناء والهدم في
...
-
المرأة: الواقع الحقوقي / الآفاق.....8
-
ليتني أستمد الجرأة...
-
المرأة: الواقع الحقوقي / الآفاق.....7
-
المرأة: الواقع الحقوقي / الآفاق.....6
-
المرأة: الواقع الحقوقي / الآفاق.....5
-
المرأة: الواقع الحقوقي / الآفاق.....4
-
المرأة: الواقع الحقوقي / الآفاق.....3
-
المرأة: الواقع الحقوقي / الآفاق.....2
-
المرأة: الواقع الحقوقي / الآفاق.....1
-
بين المهدي وعمر...
-
بيان الهجوم...
-
حفلة الحضور...
-
علاقة الريع التنظيمي بالفساد التنظيمي وبإفساد العلاقة مع الم
...
-
أحمد المشهود له يدخل التاريخ...
-
وأحمد المغربي غادرنا...
-
إلى روح أحمد بنجلون- العظماء وحدهم يحتضنهم الشعب...
-
أستعيد ذاكرتي...
المزيد.....
-
النهج الديمقراطي العمالي يدين الهجوم على النضالات العمالية و
...
-
الشبكة الديمقراطية المغربية للتضامن مع الشعوب تدين التصعيد ا
...
-
-الحلم الجورجي-: حوالي 30% من المتظاهرين جنسياتهم أجنبية
-
تايمز: رقم قياسي للمهاجرين إلى بريطانيا منذ تولي حزب العمال
...
-
المغرب يحذر من تكرار حوادث التسمم والوفاة من تعاطي -كحول الف
...
-
أردوغان: سنتخذ خطوات لمنع حزب العمال من استغلال تطورات سوريا
...
-
لم تستثن -سمك الفقراء-.. موجة غلاء غير مسبوقة لأسعار الأسماك
...
-
بيرني ساندرز: إسرائيل -ترتكب جرائم حرب وتطهير عرقي في غزة-
-
حسن العبودي// دفاعا عن الجدال ... دفاعا عن الجدل --(ملحق) دف
...
-
اليمين المتطرف يثبت وجوده في الانتخابات الرومانية
المزيد.....
-
طرد المرتدّ غوباد غاندي من الحزب الشيوعي الهندي ( الماوي ) و
...
/ شادي الشماوي
-
النمو الاقتصادي السوفيتي التاريخي وكيف استفاد الشعب من ذلك ا
...
/ حسام عامر
-
الحراك الشعبي بفجيج ينير طريق المقاومة من أجل حق السكان في ا
...
/ أزيكي عمر
-
الثورة الماوية فى الهند و الحزب الشيوعي الهندي ( الماوي )
/ شادي الشماوي
-
هل كان الاتحاد السوفييتي "رأسمالية دولة" و"إمبريالية اشتراكي
...
/ ثاناسيس سبانيديس
-
حركة المثليين: التحرر والثورة
/ أليسيو ماركوني
-
إستراتيجيا - العوالم الثلاثة - : إعتذار للإستسلام الفصل الخا
...
/ شادي الشماوي
-
كراسات شيوعية(أفغانستان وباكستان: منطقة بأكملها زعزعت الإمبر
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
رسالة مفتوحة من الحزب الشيوعي الثوري الشيلي إلى الحزب الشيوع
...
/ شادي الشماوي
-
كراسات شيوعية (الشيوعيين الثوريين والانتخابات) دائرة ليون تر
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
المزيد.....
|