مِنْ نَسْلِ إِسْماعِيلْ..أَمْ نَسَبٌ مُزَيَفْ.. ٣-;-

بولس اسحق

الحوار المتمدن-العدد: 4798 - 2015 / 5 / 6 - 12:46
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

(1) إنتماء محمد إلى قبيلة قريش.
نعم الكل يعرف ذلك ولتوثيق ذلك من كتب التراث الإسلامية فقد جاء في كتاب: (جمهرة أنساب العرب لابن الكلبي، المؤلف: هشام بن السائب الكلبي (المتوفى : 204هـ) وأيضا كتاب (سيرة ابن إسحاق: المبتدأ والمبعث والمغازي ج 2 ص 59) وغيرهما من كتب التراث تقول: "إن محمدا رجل من قريش من أهل الحرم" وجاء في (كتاب أمثال العرب ج 1 ص 46، المؤلف: المفضل بن يعلى الضبي) "قال محمد: إن الله اختار العرب فاختار منهم كنانة أو النضر بن كنانة ثم اختار منهم قريشا ثم اختار منهم بني هاشم ثم اختارني من بني هاشم" إذن فمحمد أتى من قبيلة قريش.
(2)إنتماء قريش إلى عرب اليمن.
وهي نقطة جوهرية في بحثنا عن أصل محمد، فقبيلة قريش أصلها من اليمن كما يتضح من المراجع التالية: جاء في كتاب (تاريخ الإسلام للدكتور حسن إبراهيم حسن ج1 ص 13ـ ، نشر دار الجيل بيروت ومكتبة النهضة المصرية القاهرة، الطبعة الخامسة عشرة سنة 2001م) "قبيلة قريش منحدرة من شعب قحطان وموطنهم بلاد اليمن" وجاء في مراجع كثيرة منها: (السيرة النبوية لابن كثير ج 1 ص 13) أنه بعد انهيار سد مأرب سنة 150م، هاجرت قبائل كثيرة من اليمن "فتفرقوا في البلدان .. ونزلت الأوس والخزرج يثرب، ونزلت خزاعة .. [بالقرب من موضع مكة حيث أن مكة لم تكن موجودة في ذلك الزمن أي سنة 150 بعد الميلاد!]" إذن فقبيلة قريش أصلها من اليمن من سلالة العرب القحطانية. واضح جدا الآن أن أصل قريش التي منها محمد هو اليمن.
(3)إنتماء عرب اليمن إلى سبأ بن حام:
بعد أن عرفنا أن أصل قريش هو من اليمن. هناك معلومة هامة وهي: أن أهل اليمن هم من نسل سبأ،وقد جاء هذا في كتاب (نسب عدنان وقحطان ج 1 ص 7، المؤلف: محمد بن يزيد المبرد أبو العباس) قال: "إن من قبائل اليمن سَبَأ" وجاء كذلك في كتاب (البداية والنهاية ج 2 ص 156، المؤلف: إسماعيل بن عمر بن كثير القرشي أبو الفداء) "أجمع الجمهور على أن العرب القحطانية من عرب اليمن ... وهم شعبان سبأ وحضرموت" وهنا ينبغي أن نقف وقفة متفحصة، إذ أن قبائل سبأ هم من نسل كوش، وهذا ما وضحه الكتاب المقدس في (تك10: 6و7) "وبنو حام كوش .. وبنو كوش سبأ .." إذن فسكان اليمن هم من نسل حام، وليسوا من نسل سام الذي منه أتى إبراهيم وإسماعيل. فكلنا يعلم أن نوحا كان له ثلاثة أبناء: سام وحام ويافث. ومن نسل سام جاء إبراهيم وإسحق وإسماعيل. بينما من نسل حام جاء كوش الذي سكن باليمن. إذن فعرب اليمن الذين هم أصل عرب مكة وقريش ليسوا من نسل سام ولا ينتمون إلى إسماعيل الذي هو من نسل سام. وحيث أن محمدا من قبيلة قريش إذن فهو ليس من نسل سام، بل من نسل حام.
وتوجد مراجع إسلامية كثيرة تؤكد ذلك، منها: كتاب (المزهر في علوم اللغة وأنواعها ج 1 ص 31، المؤلف: جلال الدين السيوطي) "واجمع الجمهور على أن العرب القحطانية من عرب اليمن وغيرهم ليسوا من سلالة إسماعيل" وأيضا في كتاب (تاج العروس من جواهر القاموس ج 1 ص 15، المؤلف: محمد مرتضى الحسيني الزبيدي) "وإجماع الجمهور هو أن العرب القحطانية من عرب اليمن وغيرهم ليسوا من سلالة إسماعيل عليه السلام" وجاء كذلك في كتاب (البداية والنهاية ج 2 ص 156، المؤلف: إسماعيل بن عمر بن كثير القرشي أبو الفداء ) "أجمع الجمهور على أن العرب القحطانية من عرب اليمن وغيرهم ليسوا من سلالة إسماعيل .. والقحطانية شعبان سبأ وحضرموت" وفي كتاب (تاريخ الإسلام للدكتور حسن إبراهيم حسن ج1 ص 13ـ ، نشر دار الجيل بيروت ومكتبة النهضة المصرية القاهرة، الطبعة الخامسة عشرة سنة 2001م) "قبيلة قريش منحدرة من شعب قحطان وموطنهم بلاد اليمن". إذن فسبأ ليست من سلالة إسماعيل بل كما سبق أن قلت أنها من نسل كوش (تك10: 6و7) "وبنو حام كوش .. وبنو كوش سبأ .."
من كل ما سبق فاننا توصلنا الى هذه الحقائق:
*الحقيقة الاولى....
(1) حيث أن قريشا هم من العرب القحطانية (كتاب تاريخ الإسلام للدكتور حسن إبراهيم)
(2) وحيث أن العرب القحطانية ليسوا من نسل إسماعيل (كتاب البداية والنهاية لابن كثير)
(3) إذن فقريش ليست من نسل إسماعيل (وهو المطلوب إثباته أولا)
*الحقيقة الثانية:
(1) حيث أن محمدا من قبيلة قريش (كتاب جمهرة أنساب العرب لابن الكلبي)
(2) وحيث أن قريش ليست من نسل إسماعيل (نتيجة المعادلة رقم [1])
(3) إذن فمحمد ليس من نسل إسماعيل (وهو المطلوب إثباته. وكفى المؤمنين شر القتال)
قد يقول قائل إن إسماعيل ليس من عرب القحطانية لكنه من العرب المستعربة؟؟
هم يقولون هذا بالفعل فقد جاء في كتاب (تاريخ الإسلام للدكتور حسن إبراهيم حسن ج1 ص 14، نشر دار الجيل بيروت ومكتبة النهضة المصرية القاهرة، الطبعة الخامسة عشرة سنة 2001م) "العرب المستعربة .. سموا بذلك لأن إسماعيل .. تزوج من جرهم وتعلم هو وأبناؤه العربية" ولكنها أكذوبة كبرى للأسباب التالية: ما جاء في هذا المرجع نفسه (تاريخ الإسلام للدكتور حسن إبراهيم حسن ج1 ص 14، نشر دار الجيل بيروت ومكتبة النهضة المصرية القاهرة، الطبعة الخامسة عشرة سنة 2001م) يقول: "لا مراء في أن هذه الأنساب غير صحيحة، وأن نسب جد محمد عدنان إلى إسماعيل لا يزال مثار كثير من الشك" وأيضا جاء في كتاب (فى الشعر الجاهلى لعميد الأدب العربي الدكتور طه حسين, فصل الشعر الجاهلي واللغة، ص 26ـ 28, مطبعة دار الكتب المصرية 1926) "إن إثبات هذه القصة التي تحدِّثنا بهجرة اسماعيل بن ابراهيم إلى مكة ونشأة العرب المستعربة .. نحن نرى في هذه القصة نوعا من الحيلة [وأضاف]: "إذن فليس ما يمنع قريشا من أن تقبل هذه الأسطورة .. [ثم قال]: "إن أمر هذه القصة إذن واضح. فهي حديثة العهد ظهرت قبيل الإسلام واستغلها الإسلام لسبب ديني .."
وادعى بعضهم ان اسماعيل تزوج من امرأة في مكة، ويتضح كذب هذا الادعاء من الروايات المختلفة والمتناقضة لقصة هذا الزواج الوهمي. عن هذا جاء في كتاب (البداية والنهاية ج 2 ص 184، المؤلف: إسماعيل بن عمر بن كثير القرشي أبو الفداء الوفاة: 774 ) "لما كبر إسماعيل تزوج من جرهم امرأة ثم فارقها وتزوج غيرها، وتزوج بالسيدة بنت مضاض بن عمرو الجرهمى وجاءته بالبنين الاثنى عشر" وفي كتاب (عمدة القاري شرح صحيح البخاري ج 15 ص 258، المؤلف: بدر الدين محمود بن أحمد العيني ) "إسماعيل تزوج من جرهم امرأة أخرى، ذكر الواقدي: أن اسمها: سامة، وقيل: اسمها عاتكة، وقيل: بَشامة بنت مهلهل بن سعد بن عوف، وقيل: اسمها نجدة بنت الحارث بن مضاض، وحكى ابن سعد عن إبن إسحاق [المدلس]: أن اسمها رعلة بنت يشجب بن يعرب بن يوذان بن جرهم، وذكر الدارقطني: أن اسمها سيدة بنت مضاض، وقال الجواني: اسمها هالة بنت الحارث بن مضاض، ويقال: سلمى، ويقال: الحنفاء"
ومن هنا يظهر تدليس المؤرخين المسلمين واضحا، فقد تضاربوا في ذكر اسم المرأة التي تزوجها إسماعيل، فذكروا تسعة أسماء مختلفة كما رأينا، فهل هذا تأريخ يؤخذ به؟ اما ادعائهم بان اسماعيل و إبراهيم وهاجر ذهبوا إلى مكة فهو ادعاء اكذب من الكذب نفسه، فكما نعرف أن إبراهيم وإسماعيل وهاجر عاشوا في القرن 21 ق.م. وأن مكة لم تتأسس إلا في القرن 4 الميلادي. فبينهما 25 قرنا من الزمان، فكيف يعقل ذهابهم إلى مكان لم يكن موجودا على الخريطة أساسا، وأنه يتزوج من إمرأة لم تخلق بعد؟ وأضيف هذا الدليل القوي القاطع الذي جاء في (كتاب التحرير والتنوير ج 20 ص 134، المؤلف: محمد الطاهر بن عاشور، نشر: دار سحنون للنشر والتوزيع، تونس 1997م) "إبراهيم واسماعيل كانا نذيرين حين لم تكن قبيلة قريش موجودة يومئذ، ولا قبائل العرب العدنانية، وأما القحطانية فلم يرسل إليهم إبراهيم لأن اشتقاق نسب قريش كان من عدنان، وعدنان بينه وبين إسماعيل قرون كثيرة". هذا هو كذب وتدليس المنسبين الذين قال عنهم محمد والصحابة أنهم كذابون.
واخيرا: بينا من خلال اجزاء المقالة، كذب الادعاء بنسب محمد والعرب إلى إسماعيل، وبطلان هذا الادعاء،
وتاكد لنا ان: لا العرب ولا محمد هم من نسل إسماعيل، وقد بطل هذا الإدعاء بالأدلة والبراهين القاطعة.
وختاما: اقدم الشكر الخاص للأب الفاضل القمص زكريا بطرس اطال الله عمره بدوام الصحة والعافية...مع تحياتي للجميع.

#بولس_اسحق (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات