مِنْ نَسْلِ إِسْماعِيلْ..أَمْ نَسَبٌ مُزَيَفْ.. ٢-;-

بولس اسحق

الحوار المتمدن-العدد: 4798 - 2015 / 5 / 6 - 02:03
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

الدليل الثاني: شهادة كتب التراث الإسلامية...
وأتكلم بداية عما جاء في الأحاديث المحمدية، فإن أكثر من 95 مرجعا تراثيا تؤكد أن النسابين الذين كتبوا نسب محمد هم كذابون، وإليك بعض الاقتباسات من أقوال محمد نفسه:
أولا: من أقوال محمد نفسه:
جاء في كتاب (الطبقات الكبرى ج 1 ص 56، المؤلف: محمد بن سعد) "عن بن عباس أن النبي كان إذا أنتسب [أي إذا ذكر نسبه] لم يجاوز في نسبه معد بن عدنان، ثم يمسك ويقول: كذب النسابون" انظروا محمد نفسه لم ينسِّب نفسه إلى إسماعيل، وأكَّد كذب النسابين الذين ادعوا ذلك!! هذه كتبهم تقول ذلك. وجاء في كتاب (السيرة الحلبية في سيرة الأمين المأمون ج 1 ص 36، المؤلف: برهان الدين الحلبي) "عن ابن عباس أن النبي كان إذا انتسب لم يجاوز معد بن عدنان، ثم يمسك ويقول كذب النسابون، مرتين أو ثلاثا"
وجاء في كتاب (التنبيه والإشراف ج 1 ص 84، المؤلف: أبو الحسن المسعودي المتوفى 346هـ) [بعدما ذَكر نسب محمد حتى معد يقول]: "لم نتجاوز بنسبه [صلعم] معداً لنهي رسول الله عن ذلك بقوله " كذب النسابون" وجاء في كتاب (مروج الذهب ج 1 ص 276، المؤلف: أبو الحسن المسعودي المتوفى 346هـ) "قال النبي: كَذَبَ النسابون، وأمر أن ينسَّب إلى معد، ونهى أن يتجاوز بالنسب إلى ما فوق ذلك"
جاء في كتاب (الإشتقاق ج 1 ص 32، المؤلف: أبو بكر بن دريد ) "وانتسب النبي إلى عدنانَ وقال عليه الصلاة والسلام: كَذَب النَّسَّابُونَ، فْما بَعْدَ عدنان فهي أسماءٌ سُريانية لا يُوضِّحُها الاشتقاق" وجاء في كتاب (التفسير الكبير أو مفاتيح الغيب ج 19 ص 70، المؤلف: فخر الدين الرازي) "عن النبي: أنه كان في انتسابه لا يجاوز معد بن عدنان بن أُدد . وقال: "تعلموا من أنسابكم ما تصلون به أرحامكم، وتعلموا من النجوم ما تستدلون به على الطريق" [اي أنه يكتفى من الأنساب بمعرفة القرابة فقط] وجاء في كتاب (تفسير القرآن ج 3 ص 106، المؤلف: بن عبد الجبار السمعاني ) "رُوي عن عبد الله بن مسعود أنه .. قال: كذب النسابون، ونقل بعضهم هذا مرفوعا إلى النبي "وعن مالك بن أنس أنه كره أن ينسِّب الإنسان نفسه ـ أبَّا أبَّا ـ إلى آدم، وكذلك في حق الرسول كان يكره؛ لأنه لا يعلم أولئك الآباء أحد إلا الله".
هذا عرض لما جاء في سبع مراجع فقط من 95 مرجعا تبرهن على أن نبي الإسلام لم يقل أنه منسب إلى إسماعيل، بل كره أن ينسِّبه أحد من النسابين إلى إسماعيل ، وقرر بوضوح لا يقبل الشك أن النسابين كذابون كما رأينا.
كل هذه الأدلة هي من أقوال محمد، فهل للصحابة أقوال تؤيد ذلك؟
ثانيا: أقوال الصحابة عن كذب النسابين:
نعم يوجد الكثير من الصحابة الذين أقروا أيضا بكذب النسابين في قولهم أن محمدا من نسل إسماعيل، منها: من أقوال عمر بن الخطاب: جاء في كتاب (تاريخ المدينة المنورة ج 2 ص 11، المؤلف: أبو زيد بن شبة النميري) "قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: كذب النسابون، ما يرجون الله تعالى. وتعليقا منه على ما ذُكِر في: (سورة الفرقان 38) "وقرونا بين ذلك كثيرا" قال: تعلموا من أنسابكم ما تصلون به أرحامكم وتعرفون به مواريثكم" أي أنه يكتفى من الأنساب بمعرفة القرابة فقط، تماما كما قال محمد نبي الإسلام كما سبق أن أوضحنا. ومن أقوال عمرو بن ميمون: جاء في (جامع البيان عن تأويل آي القرآن ج 13 ص 187، المؤلف: محمد بن جرير الطبري) تعليقا على الآية: "وعاد وثمود والذين من بعدهم لا يعلمهم إلا الله" قال كذب النسابون. ومن أقوال عبد الله بن مسعود أيضا: جاء في (تفسير السمرقندي المسمى بحر العلوم ج 2 ص 236) "قال إبن مسعود كذب النسابون" ومن أقوال ثلاثة من الصحابة: جاء في (الإنباه على قبائل الرواة ج 1 ص 19، المؤلف: أبو عمر القرطبي) "كان قوم من السلف منهم عبد الله بن مسعود، وعمرو بن ميمون الأودي، ومحمد بن كعب القرظي إذا تلوا "والذين من بعدهم لا يعلمهم إلا الله" قالوا: كذب النسابون" وجاء في كتاب (دلائل النبوة للبيهقي ج 1 ص 179) [بعد أن ذكر سلسلة نسب محمد أكمل قائلا]: "هذه الرواية عن بن إسحاق، واختُلف عليه في ذلك، واختَلف النسابون فيه أيضاً. [واستطرد قائلا]: وكان شيخنا أبو عبد الله الحافظ رحمه الله يقول نسبة رسول الله صحيحة إلى عدنان، وما وراء عدنان فليس فيه شيء يعتمد عليه"
هذه هي شهادات الصحابة عن كذب النسابين الذين ادعوا إنتساب محمد إلى إسماعيل. ومما يبرهن على كذب النسابين هو قول بعضِهم أن محمدا من نسل إسحق وليس من نسل إسماعيل: جاء هذا في كتاب (لباب الأنساب والألقاب والأعقاب ج 1 ص 9، المؤلف: أبو الحسن البيهقي، المتوفى 565هـ) "إن جد المصطفى عليه السلام هو إسحاق لا إسماعيل". وتعليقي: ما هذا الهراء؟ أرأيتم مدى تخبط النسابين في إدعائهم بنسب محمد؟ فهل هو ابن إسحق أم ابن إسماعيل؟ والحقيقه أنه ليس ابن أي منهما؟ والواقع أن محمدا نفسه لا يعرف شيئا عن نسبه كما مر بنا.
السؤال هنا هو من أين أتى إدعاء تنسيب محمد إلى إسماعيل؟؟؟
لنبحث عن منشأ أكذوبة الأنساب:
الواقع أن منشأ هذه الأكذوبة يعود إلى المؤرخ الأول في الإسلام وهو "أبو إسحق" الذي عاش في القرن الثاني الهجري، ومنه نقل بقية مؤرخي الإسلام. فقد جاء في (دائرة المعارف الإسلامية ج19 ص 6022 و6023 نشر مركز الشارقة، إعداد وتحرير نخبة من علماء الأزهر بإشراف إبراهيم زكي خورشيد وآخرون، وتقديم الدكتور سيد طنطاوي شيخ الأزهر الراحل، وحاكم الشارقة الشيخ سلطان القاسمي) تقول: "ابن اسحق كان أول من وضع الإسلام ومُنْشِأَه في نسق التاريخ العام" ولهذا يعتبرونه شيخ المؤرخين كما جاء في (مقدمة كتاب السيرة النبوية لابن هشام ج1 ص7) "شيخ رجال السيرة هو محمد بن اسحق المتوفي نحو سنة 152 هـ" وتعليقي: ولكن أبا إسحق شيخ المؤرخين هذا، توجد عليه مآخذ كثيرة تمنعه من أن يكون مصدرا موثوقا به للتأريخ، وبالتالي فكل التأريخ الإسلامي مشكوك في مصداقيته، لأن الجميع أخذوه عن ابن اسحق.
والأدلة التي تثبت أن ابن اسحق كان كاذبا مدلسا؟
ما جاء في (مقدمة كتاب السيرة النبوية لابن هشام ج1 ص11) "لا يعني ابن اسحق في كتابه تاريخ مكة وأجداد الرسول بأسانيد أخباره إلا نادرا، ويستقي من الأساطير والإسرائيليات" وذكر نفس المرجع (السيرة النبوية لابن هشام ج1 ص 14) عن أخلاق ابن اسحق يقول: "حكى ابن النديم أن أمير المؤمنين بلغه أن ابن اسحق يغازل النساء، فأمر بإحضاره وضربه أسواطا، ونهاه عن الجلوس في مؤخر المسجد"
أقول: كيف يُوْثَق في ذمة مثل هذا الإنسان الفاسد أخلاقيا؟ ومن فسدت أخلاقه كيف يوثق في ضميره وأمانته؟ دعونا نسرد بعض من الأدلة أيضا على كذب وتدليس أبي إسحق هذا، ما جاء أيضا في (السيرة النبوية لابن هشام ج1 ص 15) حيث يقول: "تجد عالما جليلا كالإمام مالك بن أنس، وآخر كهشام بن عروة بن الزبير يكادان يخرجان "ابن إسحق" من حظيرة المحدِّثين، أهل الصدق والثقة، ولا يدخران وسعا في اتهامه بالكذب والدجل، .. والتدليس .. والخطأ في الأنساب" ولهذا عُرِفَ ابنُ اسحق بالمدلس، كما جاء في: كتاب (مجمع الزوائد ومنبع الفوائد ج 1 من صفحة 61 إلى ص 392، المؤلف: علي بن أبي بكر الهيثمي) وكتاب (يقظة أولي الاعتبار مما ورد في ذكر النار وأصحاب النار ج 1 ص 141، المؤلف: صديق بن علي القنوجي) تقول: "إلا أن ابنَ إسحق مدلسٌ"
إذن كما قلت سابقا أن هذه المآخذ الكثيرة علي أبي إسحق تمنعه من أن يكون مصدرا موثوقا به للتأريخ، وبالتالي فكل التأريخ الإسلامي مشكوكٌ في مصداقيته، لأن الجميع أخذوا عن ابن اسحق. والثابت إذن أن محمدا ليس من نسل إسماعيل، بل ولا يعرف له نسب أصلا حيث أنه ولد بعد موت ـ من يقال أنه أبوه عبد الله ـ بأربع سنوات (كتاب شرح صحيح البخاري لابن بطال البكري ج 7 ص 194 )
ونأتي الآن إلى الدليل الثالث على كذب الادعاء بنسب محمد إلى إسماعيل:
الدليل الثالث: أصل نسب محمد
و لمعرفة نسب محمد الحقيقي دعونب نناقش المواضيع التالية:
(1) إنتماء محمد إلى قبيلة قريش.
(2) إنتماء قريش إلى عرب اليمن.
(3) إنتماء عرب اليمن إلى سبأ بن حام...نلقاكم مع الجزء الاخير مع تحياتي.

#بولس_اسحق (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات