الافتخار بالرتب العسكرية
[email protected]
ابن الغــــراف *
قيل..كان "بشر " العصر الحجري يتعامل مع محيطه الخارجي والداخلي بقوة مفرطة وقساوة اشد من قساوة الوحوش المفترسة .. كان ينظر بعدائية الى من حوله ، ويعتبر المحيطين به "غرماء" ينافسونه على طعامه وبيته وعرضه ..
وحين يهجم عليه عدوه ,لايكتفي بصده عن نفسه واشيائه بل يسعى جاهدا للقضاء عليه تماما ومن تبعه من زوجه واولاد وعشيرة بل ويسرف في التمثيل بضحيته , فيقطع اجزاءً من اعضائه ويعلقها في رقبته او اذنيه ، نياشينا على شجاعته ورفعته وقوته ..وكلما تعددت وتنوعت الاعضاء المعلقة كلما ارتفعت " رتبته "ومنزلته وزاد احترامه بين طبقات المجتمع الحجري ...ومع الاسف ليس لدينا مصادرا تسرد أسماء " الرتب " والنياشين , ولكن الذي لاخلاف عليه انها كانت علامات للتميز والظهور تكسب " تقدير " المجتمع الحجري الممزوج بخوف ورعب ...
وبعد مضي اكثر من نيف وعشرة الاف سنة على تلك "الحقب" استطاع "ابن صبحه " ارجاع الزمن الى الوراء واعادة تلك القيم البدائية الى مجتمعاتنا ، فاصبح تقيم شجاعة ضابط ما ، يعتمد على دمويته وقسوته وتخليه عن القيم الاخلاقية والانسانية .
فانواط الشجاعة وأوسمة الرافدين تمنح في عراق صدام لمن تمرغ في وحل الرذيلة ومستنقعات من دماء الابرياء ..اما النجوم والخيوط وقيادة الفيالق والفرق ايضا اصبحت زمن الرفيق البعثي لاتعتمد على "مدة الخدمة" او كفاءة او بطولة حقيقية بقدر ما هي شهادة على دموية الضابط او "العريف" وقدرته في استخدام كل الوسائل "الا " اخلاقية من اجل خدمة النظام الفاشستي الصدامي .
ولكــــــــــــن
المعيب ان يفتخر بعض الذين رمتهم الظروف على المعارضة برتب ومناصب كانوا قد حصلوا عليها عندما كانوا "كرابيج" بيد النظام الصدامي ينتهك بها حرمات العراقيين ..
ومن هنا نقترح على الضباط الوطنيين ان يبادروا الى التخلي عن رتبهم القديمة والتي حصلوا عليها في فترات غير طبيعية حينما كانوا بجانب الطاغية وان لا يتفاخروا بها ، فخير الرتب والنياشين تلك التي يمنحها الشعب لأبنائه لا تلك التي يهديها الطغاة والدمويون لعبيدهم ...