أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نعيم عبد مهلهل - غداء العباس وفكتور جارا














المزيد.....

غداء العباس وفكتور جارا


نعيم عبد مهلهل

الحوار المتمدن-العدد: 4797 - 2015 / 5 / 5 - 15:10
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


غداء العباس وفكتور جارا
نعيم عبد مهلهل

في 11 سبتمبر عام 1973 ، قاد الجنرال التشيلي بيونيشيه انقلابا عسكريا من نتائجه ثلاث فواجع جلبت لنا الحزن والألم نحن المعلمون في مدرسة البواسل التي تقع في واحدة من قرى الأهوار .
الفواجع الثلاث هي مقتل الرئيس الشرعي لشيلي سلفادور اللندي الذي دافع والى اخر لحظة عن القصر الرئاسي وتم اغتياله بعد أن نفد العتاد من بندقيته التي كان يشاغل بها جنود بيونيشيه من احدى نوافذ القصر.
الفاجعة الثانية هو اغتيال فكتور جارا ، المدرس والمسرحي والمغنّي والشّاعر والنّاشط في الحزب الشيوعي التشيلي ، عندما كان متوجّهاً إلى عمله في الجامعة التقنيّة في سانتياغو. وحين بدأت الأخبار بالتتالي، بقيَّ في الجامعة يغنّي مع طلّابه.
صبيحة الثاني عشر من أيلول سبتمبر، اعتقل جارا من هناك ، ونقل مع حوالي خمسة آلاف آخرين إلى استاد تشيلي الرياضي، المسلخ المفتوح الذي رقص فيه اليمين التشيلي على آلام الاشتراكيين. وهناك، ضُرب جارا وعذّب، إلى جانب الآلاف لأربعة أيام ، لكنّه لم يتوقّف عن الغناء. وعندما كسرت يداه طلب منه بسخرية أن يعزف على غيتاره، فغنّى بتحدٍّ أغنية حزب أيّيندي الشهيرة: سنتصر سننتصر . ويقال أن جسد جارا تلقى 44 رصاصه من بنادق الجنود الذين اغتالوه. والثالثة وفاة الشاعر الكبير والحاصل على جائزة نوبل بابلو نيرودا ، صاحب المذكرات الرائعة ( أشهد أني قد عشت ) والتي يعود اليها الفضل ايام السبعينات بإغناء موهبتنا بمزيد من الطاقة النثرية ، خاصة في القصة التي يرويها حين كان طفلا وتعرض للاغتصاب من قبل فتيات جميلات توسدن معه عشب الشوفان البارد ومارسن معه اول متعة ذكورية مع أناث يتلقاها اصغر طفل في العالم ، وقد مات حزنا وكمدا لاغتيال رفيق دربه سلفادور اللندي..
عند دموع فكتور جارا تختلط دموعنا يوم كنا نجتمع في مساءات الهور امام صرائف مدرستنا وقد ودعت مسجلات الكاسيت التي معنا اغاني نجاة ووردة وزهور حسين ، وحل مكانها صوت الفنان العراقي جعفر حسين وهو يشدو مرثياته الحزينة من اجل شيلي وفكتور جارا واتذكر منها الى اليوم تلك الاغنية الرائعة التي مطلعها :
( في شيلي ممنوع ان تبكي ان تضحك
مسموح أن تسقط في الشارع ...)
وقتها كان الطيب شغاتي يشاركني الحزن بالرغم أنه لا يدرك تفاصل ما يحدث ، وهمس لواحد من المعلمين : أبو من المعلمين توفى؟
فرد احد المعلمين الممتلئ يسارية وكرها للنازية قائلا: لقد مات اللندي ونيرودا وجارا.
رد المسكين وبفطرته :ومن اي الحمائل هؤلاء.؟
قال المعلم : من حمائل الحرية.
ومن يومها تشكلت أضواء الفهم لدى شغاتي ، وربما دموعه التي سكبها معنا على فكتور جارا دفعته ليتعلم ، ويزداد شغفا بسماع اغاني جعفر حسن . لقد تخيل معنا تلك اللحظة المأساوية لموت المغني.
واليوم ودموع فكتور جارا تغسل ذكريات تلك الحماسة الثورية التي كانت تسكننا ببراءة الولاء للحرية والتي اختفى الكثير من عواطفها ودوافعها بفعل حوت العولمة ، اتذكر صوت فكتور جارا الذي كان يغني بصوته الاسباني الذي كنا لا نفهمه ولكننا كنا ندرك معناه ...
أما شغاتي ، فقلما ينسى 11 سبتمبر ، وقد اجل الاحتفاء به عاما واحدا فقط ، حين صادف في هذا اليوم ذكرى مقتل الامام العباس ع.
وقال :بالرغم أن الأثنين ثوريان ، لكن أم مكسيم تقول : هذا اليوم غداء العباس قبل أي شيء.......!



#نعيم_عبد_مهلهل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مايا بليسيتسكايا وذيل السمكة
- تمرين في الكتابة الروحية
- مُسعدْ يرسم ملاكاً
- شيء عن هويتنا الثقافية
- سكان قفص الكناري
- جاموسة الموسيقار المصري
- السيخ لا يأتون من المريخ
- محظيات شمشون الجبار
- الأهوار وناجي العلي
- البكاء الشيوعي .....!
- مكاتيب ياس خضر
- دشاديش توم وجيري
- قريتنا وعطر الهاواي
- أساطير البالطو
- حوار راكيل وعزرائيل
- من سماء بعاذرا الى مياه الأهوار
- الجاسوس الأكادي
- لصوص الدواب
- الجبايش وعصافير مراكش
- شيء عن غرام سارتر وبوفوار


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نعيم عبد مهلهل - غداء العباس وفكتور جارا