القاضي منير حداد
الحوار المتمدن-العدد: 4797 - 2015 / 5 / 5 - 09:10
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
84
"دماء لن تجف"
موسوعة شهداء العراق
الحلقة الرابعة والثمانون
غازي الخالدي
{إستذكارا لدماء الشهداء التي ستظل تنزف الى يوم القيامة، من أجساد طرية في اللحود، تفخر بها أرواح خالدة في جنات النعيم، أنشر موسوعة "دماء لن تجف" في حلقات متتابعة، تؤرخ لسيرة مجموعة الابطال الذين واجهوا الطاغية المقبور صدام حسين، ونالوا في معتقلاته، خير الحسنيين.. الشهادة بين يدي الله، على أمل ضمها بين دفتي كتاب، في قابل الايام.. إنشاء الله}
القاضي منير حداد
دفنت قوات جهاز الامن الخاص بالطاغية المقبور صدام حسين، الشهيد غازي محمد موسى الخالدي، عقابا على مشاركته الجادة، وهو يتفانى قتالا، ضمن الإنتفاضة الشعبانية، التي إشتعلت شرارتها عقب هزيمته من الكويت.. آذار 1991.
عاد مندحرا كالثعلب المهزوم، أمام قوات الإئتلاف؛ ليستأسد على شعب العراق الذي لا حول ولاقوة، الا إعتصامه بالموت، وسيلة، في الخلاص من بطش الديكتاتور، تبت يداه!
35
قطع الشهيد الخالدي خمسة وثلاثين عاما، في الحياة، فقط، ومنها حلق عبر أثير الشهادة، الى جنائن النعيم، طاب مثوى ونعم المقام.. طوى العمر، وهو في عز شبابه، لأجل الاسهام، في الخلاص من جور البعث الفظيع.. وليس في البشاعة قسوة أشد من دفن الانسان حيا.
ولد العام 1956 ، وإستشهد في 1991.. متزوج.. يحتضن اربعة عشرة نسمة، هم أفراد عائلته، التي لم يعد لها سبيل عيش في الحياة بغيابه.. تحيا من دون معيل، الا رحمة الله.
الشامية
ولد وترعرع غازي، في "الشامية" حيث يسكن بيتا واقعا في طرف "السوق" يعمل عسكريا، إعتمادا على حصيل دراسي محدود، لم يتخطَ الأبتدائية.
طرق ابواب الثورة منتفضا، ولم يتوانَ في القتال.. ضد الطاغية، يعيق قوات جهاز الامن الخاص، هو وإخوة له في الايمان ينتخون.. دامت المعركة غير المتكافئة وقتا ليس هينا على من يقاتل من دون عمق تسليحي ولا مكاني ولا... ولا أية مقومات للإستمرار.
لذا إنتصر بموته.. شهيدا، يقتدي بمحراب البطولة ابي عبد الله الحسين.. عليه السلام، هاديا الى شهادة النجاة، من إثم الخضوع للسلطة الكافرة، فقالها بالرصاص، كلمة حق بوجه سلطان صدام حسين الجائر.
قوة جبانة
عجز جبنهم المستقوي بالسلاح الفتاك، وكثرة العدد، ووفرة المعطيات، عن مواجهة الثوار، الذين يعانون شحة ضنك لا فسحة فيه، حتى بلغت القلوب الحناجر، وغلبت كثرةُ "الامن الخاص" شجاعةَ الثوار، و... إعتقل غازي الخالدي، ينكلون به، من خلال دفنه حيا؛ جزاء بأسه المستميت، يتماهى مع الرحمن، ضد شيطان رجيم.. ولم يكتفِ جهاز رعب الشعب، بدفنه حيا، إنما ظل يلاحق ذويه وينغص عيشهم، بينما جلاوزته يعبون السحت الحرام، في كروش انتفخت، ابان حصار ارمض الحجارة، تسببوا به للعراقيين، عندما غزا جيش صدام دولة الكويت الشقيقة، تاركا الفقراء يعانون شظف العيش وهم مرفهون.
متابعات أمنية أمضت عيش عائلة الشهيد، لكنها لم تثنِ العزم، متمسكة بسبيل الله، تواصل مواجهة الباطل بما تبقى لها من منعة وكبرياء لم ولن ينثلما.
#القاضي_منير_حداد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟