حمزة الشمخي
الحوار المتمدن-العدد: 1332 - 2005 / 9 / 29 - 11:20
المحور:
القضية الفلسطينية
بعد أن كانت غزة محتلة من قبل الإسرائيليين لمدة 38 عاما من الإحتلال والقهر والنفي القسري ، إنسحب المحتل الإسرائيلي ، ورجعت الى أهلها الشرعيين بعد غياب سنين طويلة ، وهكذا عادت غزة مرحبة بجميع الفلسطينيين كألإم الحنون .
ولكن أن فرحتها لم تكتمل بعد ، بسبب صراعات وخلافات الأبناء الفلسطينيين حول عودة غزة إليهم ، حيث هناك من يقول أنها تحررت بفعل المقاومة والسلاح وصواريخ ( القسام ) فقط ، وهذا هو الطريق الوحيد لتحرير فلسطين كما يعتقدون هؤلاء .
وهناك من يقول أن الإنسحاب الإسرائيلي ، قد جاء نتيجة للنضال الفلسطيني المسلح المتزامن مع الكفاح السلمي عبر المفاوضات والإتفاقيات الفلسطينية - الإسرائيلية ، أي مزاوجة الإسلوبين المسلح والسلمي معا ، وهذا هو الطريق المناسب الذي أدى الى عودة غزة الى أهلها .
وفي زحمة هذه الخلافات بين الفلسطينيين أنفسهم من رفاق القضية والسلاح والمصير ، ضاعت نشوة الإنتصار الغزاوية العظيمة ، التي أفرحت الأحرار في العالم وكل محبي السلام والتقدم .
ولكن أن البعض من الفصائل الفلسطينية ، التي لا تؤمن إلا بخيار السلاح طريقا وحيدا للتحرير ، أخذت من تحرير غزة مناسبة للإستعراض المسلح المتعارض مع توجهات السلطة الوطنية الفلسطينية ، في ضبط سلاح المقاومة وعدم إستخدامه بشكل عشوائي ودون ضوابط معينة ، إضافة الى تحديها للإسرائيليين المنسحبين من غزة .
ومن المعروف على المقاومة الوطنية في كل مكان من العالم ومنها المقاومة الفلسطينية ، أن تأخذ في الحسبان مصالح وتطلعات وآمال شعبها ، وأن لا تعرضه للعدوان الإسرائيلي المتكرر بحجة الأعمال التصعيدية المسلحة أحيانا ، التي عادة ما تكون محدودة التأثير على المحتلين ، وكثيرة الضرر على الفلسطينيين .
لأن قضية الشعب ومصلحته ومستقبله فوق مصلحة هذا الفصيل أو ذاك ، وعليه أن يتحرك الجميع وفق الخيارات المناسبة التي تحظى بالتأييد الشعبي الفلسطيني ، وليس عكس ذلك .
لأن تحرير الأرض والإنسان لا يتحققا إلا بالتنسيق المشترك والمتفاعل مع كل أشكال الكفاح المختلفة ، وحسب الظروف المناسبة والمستندة على أوسع القطاعات الشعبية الفلسطينية ، وليس على أساس الفرض لإسلوب وحيد للنضال أو توجه سياسي معين دون غيره ، كما يحصل اليوم من خلال تحرك حركتا حماس والجهاد الإسلامي .
لا تحولوا دموع فرح تحرير غزة .. الى دموع حزن .
#حمزة_الشمخي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟