أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نعيم عبد مهلهل - مايا بليسيتسكايا وذيل السمكة














المزيد.....

مايا بليسيتسكايا وذيل السمكة


نعيم عبد مهلهل

الحوار المتمدن-العدد: 4796 - 2015 / 5 / 4 - 23:27
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


مايا بليسيتسكايا وذيل السمكة
نعيم عبد مهلهل

توفيت راقصة الباليه الروسية الشهيرة مايا بليسيتسكايا عن عمر يناهز 90 عاما، ويعتبر أشهر أعمالها دور"أوديليا" في باليه بحيرة البجع لتشايكوفسكي الذى أدته عام 1947.
هذا مختصر الخبر الحزين الذي قرأته في الصفحة الاولى في ( Das Solingen ) الصحيفة التي تطبع وتوزع في المدينة الألمانية الصغيرة التي اعيش فيها.
ومثل الذي يركب بساط ريح من الدمعة أستذكر ذلك السحر الرائع الذي حملته بين حركتها الرشيقة مايا بليسيتسكايا وهي تمنحنا في البدايات الاولى لمشاهدتنا التلفزيون عشق الضوء الاسود والابيض في رشاقتها حيث طفولتنا التي تعقلت بحكاية تشايكوفسكي بحيرة البجع ، وحتى عندما اتينا الى الاهوار نمارس مهنة التعليم جلب البعض صورتها وصار يستمع الى السمفونية على شريط الكاسيت ويتخيل أن الراقصة الجميلة تؤديها امامه فيما كان المنظر الساحر للماء والقصب خلفية وديكور لهذا العرض الساحر فيما كان السمك اكثرنا مرحا بتلك الاجواء الرومانسية الخاصة وأوديليا تهز ذيل ثوبها الابيض الشفاف مثل ذيل بجعة يقابله ذات السعادة في ذيل السمكة التي اغرتها الموسيقى لتخرج من الماء وترقص.
مات جزء من سحر القرن العشرين ومن القلة السحرة الذين ورثهم القرن الجديد من ذلك القرن العجيب ، وحتما سيتذكر الآن سمك القرية الاهوارية التي درست فيها الجغرافية لتلاميذ الصف الخامس ، يتذكر تلك اللحظات وسيخرج من عمق الماء ويمارس رقصه بأن يهز ذيله بحركة باليه حزينة وحتما سيستغرب تلاميذ المدرسة ( البواسل ) التي بقيت منذ أكثر من اربعين عام تحمل الاسم نفسه ، وحتما السمك ورشاقة طقوسه الحزينة على موت مايا بليسيتسكايا سيفسرُ لهم سبب خروجه طافيا ليهز ذيله مع كمنجات باليه بحيرة البجع.
ذات مرة حين دعاني لزيارة موسيقى صديق لي كان معي معلما في ذات المدرسة وصار اليوم يدرس في جامعة الصداقة (باتريس لوممبا ) .
نمت معه في اقسام الطلبة وأول ما استذكرنا ما تركناه هناك واطياف القصب تتداعب في الخيال مع القباب القيصرية الرائعة في ابنية الساحة الحمراء ، استذكرنا سعادة السمك يوم يتخيل أن مايا بليسيتسكايا تؤدي سحر رقصة البجع واحلام طفولتنا التي لم تر العمل مجسدا بفيلم كارتون إلا عندما كبرنا وبالرغم من هذا شاركنا اخواننا الصغار متعة المشاهدة.
قلت له اين ارى مايا بليسيتسكايا ؟
قال : هي المؤدية الرئيسة في حفلة الاحد التي يقدمها البولشوي حيث ستلعب الليلة دورا رئيسيا طالما لعبته في باليه رايموندا للموسيقي غلازونوف.
قلت من بعض الاماني الروحية في حياتي هو رؤية مايا بليسيتسكايا وهي ترفص على مسرح البولشوي .
ذهبنا ، وحين ظهرت راقصة الباليه الاسطورية تسمرت اجفاني وليسقط منها شعاع فرح وذيل الف سمكة كانت مخبئة في اعماق اهوار روحي لتشاركني سعادة اني اشاهد مايا بليسيتسكايا بذات الحركات الرشيقة وهي تعيدنا الى خيال ازمنة الايام الحلوة في احتفاءنا بالأشياء الجميلة حتى في امكنة بدائية وقصية مثل الاهوار .
في نهاية العرض ، كنت قد هيئت للأمر واقتنيت لها صورة فتوغرافية بالأسود والابيض منذ ايام بحيرة البجع ، وبصورة لا ارادية ورغم منع الحرس لخطوتي إلا أنني اقنعتهم وذهبت اليها خلف الكواليس وقلت اليها : سيدة مايا بليسيتسكايا .جئت من المانيا لأجلكِ .
ابتسمت وقالت :انت الماني .؟
قلت :عراقي من ميزوبوتاميا .
قالت :آه اعرفها ميزوبوتاميا بلاد رائعة سأوقع لكَ.
كتبت وبالروسية عبارة شعرية رائعة : لكَ مع قبلة على جناح بجعة تطير من هنا الى هناك.
والآن وقد رحلت مايا بليسيتسكايا ، أجلس امام قدح القهوة ، أظهر الصورة وأجعل اهداءها الساحر مقدمة لقصيدة رثاء اليها ، وهناك في الافق البعيد اشاهد ذيول اسماك هور قريتنا تطفو على الماء وتمارس الرقص بحزن .



#نعيم_عبد_مهلهل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تمرين في الكتابة الروحية
- مُسعدْ يرسم ملاكاً
- شيء عن هويتنا الثقافية
- سكان قفص الكناري
- جاموسة الموسيقار المصري
- السيخ لا يأتون من المريخ
- محظيات شمشون الجبار
- الأهوار وناجي العلي
- البكاء الشيوعي .....!
- مكاتيب ياس خضر
- دشاديش توم وجيري
- قريتنا وعطر الهاواي
- أساطير البالطو
- حوار راكيل وعزرائيل
- من سماء بعاذرا الى مياه الأهوار
- الجاسوس الأكادي
- لصوص الدواب
- الجبايش وعصافير مراكش
- شيء عن غرام سارتر وبوفوار
- مقبرة القمح المكسيكي


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نعيم عبد مهلهل - مايا بليسيتسكايا وذيل السمكة